"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

22‏/12‏/2012

الحمايات مرة أخرى: ممن يخاف المسؤول في دولة ديمقراطية مثل العراق؟

المهزلة التي مابعدها مهزلة هو حاجة النواب والوزراء والرؤساء في العراق الى حمايات تحميهم من الشعب. المفروض أن العراق دول ديمقراطية ، أليس كذلك؟ لقد ألقم الشعب الديمقراطية بالصواريخ، ومات واصيب وشرد من هذا الشعب المظلوم الملايين من أجل بذر بذور تلك الديمقراطية . والكلمة التي تتشدق فيها الحكومة العميلة دائما هي أنها (حكومة منتخبة). طيب .. لماذا يحتاج كل نائب فيها وكل وزير فيها الى عشرات ومئات الحمايات إضافة الى السيارات المدرعة والأسلحة؟
النائب الذي يفترض ان الشعب انتخبه يحتاج الى 30 حارسا شخصيا حسب القانون هنا.. 30 ؟ كم عدد السيارات التي سوف يركبونها وهم يزفون النائب في شوارع مدينته؟ وإذا أراد سيادة النائب المصون ان يتجول على قدميه فكم واحد من الثلاثين سوف يسير أمامه وخلفه وعلى جانبيه؟ اربعة يكفون ، ولكن هل يمشي امامه ثمانية، وخلفه ثمانية، والى جانبه الأيمن ستة والأيسر ستة؟ أم أن التشكيلة العسكرية على نمط آخر؟ انظروا هنا
أما الوزير فهو يحتاج الى 200 حسب تصريح العيساوي الذي تم اعتقال بعضا من حمايته مؤخرا. وعليكم ان تتخيلوا التشكيلة العسكرية لهؤلاء وهم يحرسون الوزير نائما وقائما وسائرا وراكبا.
وكل هؤلاء يأتون بقانون لسبب هو أن الدولة هي التي تصرف على حماية أرواح الحرامية، فالدولة التي تتخذ الدين ستارا لاتؤمن بأن الله هو الحامي والمنجي لأنهم لا يثقون بالله، بل يضعون ايمانهم في بلاكووتر وماشاكلها.
+++
للمقارنة بالدولة التي قصفتنا بهذه الديمقراطية، أمريكا. عضو البرلمان او الوزير عندهم لايتمتع بحماية من الدولة وهو قد يركب المواصلات العامة في أي وقت وحده دون خوف. الدولة تحمي فقط الرئيس وعائلته ونائب الرئيس. وإذا كان احد النواب معروفا بآرائه المتطرفة ويخشى على نفسه من الاغتيال او غيره، فعليه ان يستعين (بفلوسه الخاصة) بعنصر حماية أو اثنين على أكثر احتمالات. وعادة الساسة لا يحتاجون الى حمايات (لأن الشعب انتخبهم) وانما اصحاب الشركات ورؤساء مجالس الادارات ورجال الأعمال   الذين يخشون من الخطف او السرقة او القتل.
++
ومن الطبيعي ان تتحول حمايات الوزير او النائب او رئيس الوزراء او الرئيس في العراق الى ميليشيات .. تصور هذا العدد من الرجال المسلحين الذين يحرسون شخصا مسؤولا ذا سلطة. وأي عناصر لديها السلاح والسلطة والعدد يعني ميليشيا او جيش صغير خاص يدين بالولاء لشخص واحد. شوفوا بالعراق كم وزير وكم نائب  وكم رئيس وكم نائب رئيس تعرفون كم عدد الميليشيات؟؟ وهذه الجيوش الخاصة لا تتوقف على الأحياء من المسؤولين وإنما هناك جيش للغائبين ايضا مثل (جيش المهدي) ، وإذا تضخم هذا الجيش الخاص يتحول الى بيشمركة مسلحة بتسليح اكبر واقوى من الجيش العراقي نفسه . مهزلة مو ؟؟

هناك تعليقان (2):

  1. اتمنى سبب الانقطاع خير

    ردحذف
  2. الحرامي يخاف من نفسه ثم لا يامن غيره وينام في قلق دائم
    والخائف لا ينام ابدا
    فكيف يامن من حماياته الالوفية ؟
    ولكم تحياتي
    نرجو من عشتار موضوعا مميزا بعد هذا الانقطاع ! وخاصة في ذكرى راس السنه الجديدة

    ردحذف