"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/12‏/2012

صفحة الغدر والخيانة السورية؟؟

أحيانا يخيل الي اني أغرد خارج السرب بعيدا. أحيانا يخيل الي أني في بعض أفكاري مثل مخلوق غريب عن البشر قادم من الفضاء. فقد خطرت لي فكرة لن تعجب الكثير من الأصدقاء، ولكن أرجو أن يتحملوني، لأني لا أستطيع إلا أن أقولها. لا أحب الكيل بمكيالين أبدا. تذكرون ماحدث في العراق في آذار 1991 حين بدأت ما سمي آنذاك من قبل أنصار الحكومة العراقية "صفحة الغدر والخيانة" وسمي من قبل أعداء الحكومة العراقية "الانتفاضة الشعبانية"، وسميتها أنا حين كتبت عن مقابرها الجماعية في الغار باسم "الانتفاضة الشيطانية".
كان القائمون بها قد استغلوا ضعف الجيش العراقي بعد انسحابه منكسرا من الكويت، والقصف المستمر لقوات الأطلسي التي دمرت البنى التحتية في العراق، واعلنوا تمردهم وعصيانهم وهجماتهم الإرهابية على مراكز الشرطة والجيش والمقرات الحكومية ومنازل المواطنين والمدارس والجوامع، مسلحين ومدعومين وممولين من ايران وغيرها من دول الجوار، وبدعم معنوي من أمريكا التي دعتهم الى الثورة، وكانت تأمل أن ينهي العراقيون المناوئون ما بدأه حلف الشر الأطلسي من التمهيد لقلب نظام الحكم. وبالضبط مثلما يحدث في سوريا الآن، بدأ المتمردون يعلنون تحرير مدن ومحافظات، وارتكبوا فظائع يندى لها الجبين، وأقاموا المحاكمات الصورية وأعدموا خصومهم حتى داخل الأضرحة والمساجد.
ماالفرق إذن بين "انتفاضة" المتمردين في العراق عام 1991، و"انتفاضة" المتمردين في سوريا منذ عام 2011؟ ماالفرق بين المجاميع المسلحة المخربة لبلادها هنا وهناك؟
الفرق أن الدعم الرئيسي في صفحة الغدر والخيانة العراقية كان من (ايران) والسعودية وتركيا وامريكا، والدعم الرئيسي في صفحة الغدر والخيانة السورية يأتي من قطر والسعودية وتركيا وأمريكا. أي أن التسليح والتمويل والتدريب في الحالتين قادم من الخارج وتقريبا من نفس المصادر باختلاف ايران، فلماذا نسمي عمليات المدعومين خارجيا في العراق "صفحة غدر وخيانة" ونسمي عمليات المدعومين خارجيا في سوريا "ثورة" ؟
يا أصدقائي .. إما أن نسمي ماحدث في العراق من تخريب وتقتيل في 1991 (ثورة)، وإما نسمي مايحدث في سوريا حاليا من تخريب وتقتيل (صفحة غدر وخيانة)، وبغير ذلك نكيل بمكيالين. 

هناك 8 تعليقات:

  1. نتفق اولا على ان الاستعانة بالاعداء مهما كان السبب غير مبرر على الاطلاق ومن جهة اخرى الاختلاف لا يفسد للود قضية
    ان الاتفاق والتطابق في قضايا مادية وانسانية ام سياسية بنسبة مائة بالمائة يعتبر ضربا من المثالية في هذه الظروف ولهذا وجد الاختلاف كضرورة للتبرير وللتعبير عن المفاهيم المختلفة والتقييم كذلك
    فالنظامان السوري والعراقي قبل الغزو هما نظامان مختلفان في الاسس والمصالح والمبادىء والمواقع والاهداف وامثلة الاختلاف بينهما كثيرة جدا
    ولهذا كنا نرى الاصطفافات مختلفة للنظامين في الساحة العربية والمحلية ومنذ الردة التشرينية في سوريا وبعدها مجيء حكم الرئيس الاسد
    ولا شك ان هناك متشابهات عامة للنظامين ولكنها غير متطابقة كذلك من زاوية المصلحة لكل منهما
    اما بخصوص المؤامرات الخارجية على البلدين فهو متشابه في المرحلة الحاليةالاستعانه بالقوى الخاجية
    ولا يضير ان نقول بصراحة ان النظام السوري منذ مجيء الاسد ولحد هذه الايام بني على اساس قومي في الظاهر وطائفي في الجوهر وشجع المحيط العربي على الاصفاف الطائفي بتحالفاته مع القوى الطائفية اللبنانية وايران
    ومن هنا نرى نتائج هذا الاصطفاف الذي هو اختاره في معركته الحالية
    ولا يمكن القول ان النظام العراقي كان طائفيا في المقابل بسبب انه لا زال حتى اللحظة لا يعبر عن مقاومته في العراق بطائفية مقاومته ولا بانحيازه الى اية طائفه
    وقد حاولت القوى الطائفية المتحالفة مع النظام السوري ايصال فكرة ان الطائفية هي اسلوب النظام في الحكم فلم تنجح في ذلك ولن تنجح لانه ليس كذلك
    ومن جهة اخرى فان محاولة القوى الداخلية في سوريا اسقاط النظام بدون الاستعانه بالقوى الخاجيةعسكريا مباشرا قد فشلت لحد الان الا ان القادم يؤشر الى ان امريكا واعوانها سيتدخلون مباشرة في الوضع السوري مما سيؤدي الى نتائج مرعبة في المنطقة باسرها
    ومن ناحية الكيل بمكيالين فاعتقد ان مصالح الامة العليا ستبقى هي الشاهد على نتائج ما حدث وما سيحدث في المنطقة والدفاع عن هذه المصالح هو الهدف الاول والاخير للقوى الوطنية والقومية والاسلامية الحقيقية وليس مصالح امريكا والعدو الصهيوني والانظمة المرتبة بهما
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    ما يحدث فى سوريا الان هو استكمال لبرنامج الغزو العراقى نفس السيناريو مع ممثلين جدد... ان كانت الاولى تسمى ثوره فان رديفتها الان ثورة وان كانت غدر وخيانة فلن يخرج ما يحصل الان فى سورية من هته الصفة ...للحكم على الاشياء لا بد ان نخرج من الصندوق صندوق التمذهب وصندوق العاطفة و صندوق الحمية الجهلاء ...من المستفيد من كل ما يحدث الان هل الشعب السوري ام سنة سوريا ام الدروز ام الاكراد ام العلويين ....وجهة نظرى انه لن يستفيد سوى تركيا و قطر ومن وراء قطر امركا و اسرائيل طبعا ...ليست نظرية المؤامرة وما لف لفها من هذا الكلام لكن لو تاملنامناطق الثورات لوجدناهااما منطقة انتاج نفط وغاز او ممرات ....بعد الثورة تريد قطر او دولة انبوبستان كما وصفها الغرب ان تمد انبوبها عبر الربع الخالى و سوريا لتركيا حتى تكون رافدا لنابوكو خاصة وان علمنا ان الشرق الاوسط يحتوى على اكبر احتياط للغاز لكنه لا يقدم فى السوق العالمية الا عشر بالمائة من الغاز المتداول وذلك لغياب الممرات ...تركيا ستسفيد لانها ستصبح اكبر مجمع للغاز خاصة وان السيل الجنوبي الروسي يمر منها ايضا لليونان وايطاليا اسرائيل هى من تفجر الانبوب العربي الذى يحمل غاز مصر لانها تريد تغيير مسار هذا الانبوب من مصر الى تركيا عبر البحر الابيض المتوسط فيمر عبر مياهها الاقليمية التى اغتصبتها من الشعب الفلسطينى لانه لا وجود اطلاقا لدولة تحمل اسم اسرائيل ...الغاز الموجود فى سواحل غزة و لبنان وغيرها سيكون رافدا اظافيا لنابوكو الاردن ستموت لكن قطروعدتها بالنجاة لانها ستمد انبوب عبرها لاسرائيل ومنه لاوروبا وايران غازلتها بالنفط مجانا مقابل عدم الانخراط فى اللعبة القطرية والسماح بنشر التشيع لكن الارد ملكها ملك البلاستايشن لا يملك زمام اي قرار لذلك تسعى امركا جاهدة للحفاظ عليه ومن قبل امركا دول الخليج لهذا السبب ادخلو الاردن فى مجلس التعاون الخليجى على فكرة .... كل هذا لكى لا تبقى اوروبا رهينة قاز بروم الروسية فتتنافس مع قطر وغيرها فى الاثمان و تحاصر روسيا و تضع امركا يدها على مصدر الطاقة فى العالم ان الخطوة الاستباقية لتى فعلتها روسيا باشتراء اغلب غاز اذربدجان وبالتالى خط نابوكو سيولد ميتا 2017 لن تفيدها لان الدولة القادمة بعد سوريا هى ايران ولديهااحتياطات رهيبة من مصدر الطاقة النظيفة وهى وقعت مع سوريا و لبنان والعراق لمد انبوب غاز منها الى سورية ولبنان اليونان ثم اوروبا عبر العراق ومنذ تلك اللحظة جن جنون قطر وتركيا باختصار شديد فى ضل ثورات الغاز هذه الخاسر الوحيد هم المسلمون لانهم امة مستحمرة يملكون مكمن القوة واكبر مصادر الطاقة فى العالم لكنهم لا يتصرفون فى شيء بل لم تزدهم قاداتهم سوى تمزقا و تشردا ما يؤلمنى حقا هو استعمال المجاهدين الاحرار فى هته الحرب القذرة و اقولها وعلى مسؤوليتى انهم يتصرفون بحمية ومن غير وعى لانهم يستدعون لحروب تخدم غيرهم بشار طاغية لا شك فى ذلك لكن هل قتاله الان فى هذا التوقيت من اولويات الدعوة الاسلامية هل الواجب قتال القوات الامركية والغربية ام القتال لصالحها هناك خطا استراتيجى رهيب لانه عندما حان وقت جنى الثمار وضعو جبهة النصرة على لائحة الارهاب و اعادو تشكيل المعارضة على هواهم لتسمح لهم بتقسيم سوريا خاصة وان كردستان العراق فى طريقها للاستقلال فيمتد انبوب جديد من كركوك لجسر الشغور لتركيا لتعبئة خط نابوكو رغم كذب المالكى عندما يقول غازنا للاستهلاك المحلى فقط .....و كلثورة ونحن بخير وجهة نظر فقط لا خلاص لامتنا الا بالنكاية بامركا واسرائيل لكى تنزع يدها عن المنطقة اما غير هذا استنزاف للوقت والرجال ....

    ردحذف
  3. http://www.youtube.com/watch?v=i6yq_kEEnTo

    ردحذف
  4. اعتقد ان المقارنة غير واردة..
    برغم رفضنا لمبدأ الاستقواء بالخارج على الوطن.

    ردحذف
  5. واتفق مع أخي مصطفى كمال بأن المقارنة غير دقيقة مع رفض كل عربي حر لأي طلب لتدخل أجنبي.

    ردحذف
  6. المقارنة غير واردة والمقارنة غير دقيقة. هل يمكن التفسير اكثر والشرح اكثر؟
    في حالة العراق قام (الشيعة) في الجنوب بزعم المظلومية بحمل السلاح في وجه الحكومة بادعاء انها دكتاتورية، واتهموها بالطائفية كون الرئيس صدام حسين وبعض من حوله كان سنيا، مع ان الحكم في العراق كان علمانيا لاطائفيا.
    وفي حالة سوريا قام (السنة) بزعم المظلومية بحمل السلاح في وجه الحكومة بادعاء انها دكتاتورية واتهموها بالطائفية كون الرئيس بشار الاسد وبعض من حوله من الطائفية العلوية، مع ان الحكم في سوريا علماني لاطائفي.
    المسلحون المعارضون استعانوا بالخارج كما بينت.
    أين الاختلاف؟ إن كنا نريد أن نكون منصفين في المقارنة. أين الاختلاف؟
    في الحالتين انتفض هؤلاء واولئك لأسباب طائفية بتحريض من الخارج. مرة تحريض الشيعة ومرة تحريض السنة.
    بصراحة لا استطيع أن ارى أي اختلاف.
    الاختلاف الوحيد هو اين يقف المراقب ومن اي خندق ينظر الى المسألة، والى أي جانب ينتمي.
    ولأني لا انتمي لا للشيعة ولا للسنة فإني استطيع أن أرى المسألة بوضوح.

    ردحذف
  7. اعتقد ان تشكيل وحدات عسكرية سورية خاصة لها لون طائفي واحد ومنذ مجسء الرئيس حافظ الاسد الى الحكم بعد ما سمي بالحركة التصحيحية مثل وحدات سرايا الدفاع وسرايا الصراع ذات البنية العلوية بقيادة اخوي الرئيس الاسد وممارساتها العلنية في شوارع دمشق وبشكل مجموعات عسكرية تعتدي وتضرب افراد عاديين في الشوارع وتنزع الاشارات عن رؤوس النسوة في شوارع دمشق كان من الظواهر المثيرة للطائفية في سوريا وبقيت هذه الوحدات تمارس عملها في الجيش السوري الى ان مرض الرئيس الاسد فوقع الاختلاف الكبير في داخل الجيش وكادت البلاد ان تنقسم قسمين قسم مع عبد الحليم خدام وقسم مع اخ الرئيس رفعت الاسد
    وعندما شفي الرئيس من مرضه وعاد وجد الجيش مستنفرا ومنقسما على نفسه فاعاد تجبير ما كسر في الجيش وارضى عبد الحليم خدام بان امر اخاه بالذهاب الى فرنسا حيث ما زال هناك
    ولكن المكسور لا يمكن اعادته كما كان
    وكان من الاجدى عدم القيام بتشكيل هذه القوة العلوية من الاساس
    ومن ناحية اخرى حاول جاهدا شق منظمة التحرير الفلسطينية وتقسيمها عموديا وافقيا بناءا على مصالح النظام السوري الخاصة وليس مصالح الامة العليا ونجح في ذلك جزئيا مما ساعد في اخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان
    وكذلك شق الحركة الوطنية اللبنانية وقتل رئيسها كمال جنبلاط وكثيرين غيره
    ودعم القوى الطائفية في لبنان سواءا كانت مسيحية او اسلامية وكذلك دعم الوجود الايراني "الشيعي"في لبنان مما جعل الاصطفاف الطائفي اجباريا بين القوى اللبنانية على الساحةوساعد على الفرز الطائفي وعمقه في المنطقة العربية كلها باصطفافه المعلن مع ايران التي ترفع شعار تصدير الثورة ابان الحرب مع العراق وكذلك في حرب الكويت
    ولا زال حتى هذه اللحظة يمارس فعلا طائفيا ويدعي انه وطني قومي
    وشتان بين الفعل والقول
    ولكم تحياتي

    ردحذف