"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/10‏/2012

الجزائر هذه المرة!

أشرت أكثر من مرة أن الجزائر - وياللعجب - هي الوحيدة من الجمهوريات العربية التي نجت من مصير (الربيع العربي)، مع أن فيها نفطا وفيرا، وجيشا قويا وهما السببان اللذان يستدعيان ربيعا عربيا يضع النفط في أيدي الغرب الاستعماري مرة اخرى ، ويحجم الجيش. ولكن مالم أفهمه حينها، يبدو أني في طريقي لفهمه الآن. الجزائر مطلوبة للقيام بدور قبل الحكم عليها بالموت.


 الخبر يقول : اختتمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زيارة العمل الخاطفة التي قامت بها إلى الجزائر، والتي لم تدم سوى بضع ساعات، زيارة جاءت كمحاولة من واشنطن لإقناع الجزائر بالموافقة على التدخل العسكري في شمالي مالي لتطهيره من الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية المسيطرة عليها، دون أن تؤكد كلينتون إن كانت قد استطاعت أم لا إقناع السلطات الجزائرية بدعم المسعى الأمريكي لحل الأزمة في مالي.
ربما يفهم القاريء من جملة لإقناع الجزائر بالموافقة على التدخل العسكري أن أمريكا تطلب الإذن من الجزائر قبل أن ترسل قواتها او طائراتها لقصف شمال مالي.
لا .. ياسيدي، الترجمة العربية المنشورة في المصدر منقوصة كالعادة. واليكم معلومات أكثر:
 ترى واشنطن في الجزائر بجيشها القوي واجهزة الاستخبارات فيها بعد سنوات من مكافحة المتطرفين الاسلاميين، لاعبا قويا.
وقد قامت الولايات المتحدة وفرنسا بضغوط دبلوماسية على الجزائر  لضمان الدعم الجزائري لأي اجراءات تتخذ بشأن مالي.  خاصة بعد ان حث مجلس الامن الجماعة الاقتصادية لدول غرب اوربا (ايكواس) لتهيئة قوة عسكرية ضد القاعدة في بلاد المغرب التي تبسط قبضتها على شمال مالي. وقد دعا مجلس الامن دول غرب افريقيا لاعداد العدة لاستعادة المناطق التي استولت عليها القاعدة وجماعات جهادية اخرى.
وقال مسؤول الخارجية الذي يسافر مع كلنتون للصحفيين ان الجزائر لها حدود طويلة مع مالي ولها دور محوري تلعبه في اي تدخل مشيدا بقدراتها في جمع المعلومات الاستخباراتية. واضاف المسؤول " للجزائر قدرات فريدة لايملكها غيرها في المنطقة : قوة جيشها وقدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية ولهذا فدور الجزائر في قيادة الحرب ضد القاعدة في بلاد المغرب محوري حقا"
في بداية الامر عارضت الجزائر بشدة اي تدخل عسكري في مالي خوفا من زعزعة استقرار اراضيها التي يسكنها 50 الف من الطوارق ولكن الان يبدو انها سوف تدعم عملية عسكرية طالما انها افريقية في طبيعتها وطالما ان جيش الجزائر لن يتورط مباشرة.
في 12 تشرين اول وافق مجلس الامن على قرار يحث الجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا للاسراع بالاعداد لقوة قوامها 3000 جنديا لمحاولة اعادة الاستيلاء على شمال مالي. ومنح مجلس الامن الجماعة الاقتصادية مهلة حتى 26 تشرين ثاني لتوضيح خططها.
ويقول مسؤول اخر من وزارة الخارجية الامريكية كان مع وفد كلنتون ان الجزائر تشجع الان تدخلا تقوم به دول غرب افريقيا "احد الاشياء التي  تكلمنا فيها  هو الدورالذي يمكن للجزائر ان تلعبه اذا وفرت دول غرب افريقيا الجنود على الارض .. بالتنسيق مع قوات مالي"
ولكن احد زعماء الطوارق الجزائريين وهو نائب في البرلمان اسمه محمود غويماما يقول  في مقابلة نشرت في صحيفة الخبر "ما تطلبه امريكا وفرنسا سوف يتسبب في الكثير من المشاكل " محذرا من ان العملية لها "اهداف استعمارية"
"يقلقنا المدن الجزائرية في الصحارى اكثر من شمال مالي. نعرف كيف تبدأ النوايا العسكرية ولكن لانعرف كيف تنتهي وليبيا احسن مثال" - المصدر

قراءات اخرى عن مالي و الجزائر في هذه المدونة:
ماذا في مالي؟
الحرب في مالي وفرضيات التدخل الخارجي
رسالة من أهل الجزائر الى حاكم قطر

ولنا عودة الى موضوع الجزائر

هناك تعليقان (2):

  1. يبدو أن ما عرضته هنا يا أخت عشتار ما هو سوى مدخل لموضوع الجزائر. نحن بانتظار بقية تحليلاتك القيمة بفارغ الصبر، لا سيما بعدما كتبت هذه الجملة :"ولكن مالم أفهمه حينها، يبدو أني في طريقي لفهمه الآن. الجزائر مطلوبة للقيام بدور قبل الحكم عليها بالموت."

    ملحوظة: الرابط الذي وضعته ادنى الموضوع لا يشتغل

    ردحذف
  2. صححت الرابط شكرا للتنبيه. نعم في قابل الأيام سوف أتعمق في موضوع الجزائر.

    ردحذف