"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/10‏/2012

وجهة نظر جديدة: هل بدأ الناتو في إبادة الجيش السوري الحر؟

تنبيه: ربما لا نشارك الكاتب بعض رأيه، ولكنها وجهة نظر جديدة ومثيرة، جديرة بالتأمل.
بقلم: ثييري ميسان
ترجمة عشتارالعراقية
في 8 تشرين اول قامت منظمة معاهدة الأمن الجماعيCSTO  (تحالف عسكري وقع في 15 آيار 1992 وفي 7 تشرين اول 2002 اجتمع رؤساء ارمينيا وبيلاروسيا وروسيا وكازاخستان وقيرغستان وطاجسكتان في طاشقند واسسوا المنظمة . يرأسها نيكولاي بورديوزا  في 2006 انضمت اوزبكستان  ولكنها علقت عضويتها في 2012. وهي الان بصفة عضو مراقب في الجمعية العامة للامم المتحدة.)  بمناورات سميت (الاخوة الحرم) . وركز السيناريو على نشر قوة سلام في دولة متخيلة يعمل فيها جهاديون دوليون ومنظمات  ارهابية على خلفية انقسامات عرقية وطائفية.وقد استمعت الوفود الدبلوماسية المعتمدة التي دعيت لحضور التمارين ،بانتباه الى الخطاب الافتتاحي الذي قدمه نائب الامين العام للمنظمة والذي اشار فيه بوضوح الى ان المنظمة تستعد لتدخل متوقع في الشرق الاوسط الكبير ولمن لم يفهم جيدا، أوضح نيكولاي بورديوزا بجلاء ان نائبه لم يكن يتكلم عن افغانستان.

وكان اعلان جنيف الذي تفاوض عليه كوفي عنان في 30  حزيران قد تنبأ بنشر قوة سلام اذا طلب ذلك الطرفان : الحكومة السورية والمعارضة معا. وقد رفض الجيش السوري الحر العرض ومصطلح (معارضة) يشير فقط الى الاحزاب السياسية التي كانت تجتمع منذ ذلك الحين في دمشق برعاية السفيرين الروسي والصيني.
على هذه الخلفية تتصاعد مؤشرات الانسحاب الغربي من سوريا. وينضب معين تدفق الاسلحة الغربية والمقاتلين ماعدا الشحنات الممولة سعوديا وقطريا.
والاكثر اثارة للدهشة أنه في 6 مناسبات متتابعة ، وحهت قيادة الناتو في انجرليك الى الجهاديين تعليمات لاعادة التجمع داخل مناطق محددة للاستعداد لهجمات كبيرة. وفي حين ان الجيش العربي السوري الذي تشكل  لمواجهة الجيش الاسرائيلي قد لايكون مهيئا لحرب عصابات ولكنه شديد الفعالية في القتال التقليدي. وفي كل واحدة من هذه المعارك استطاع بسهولة احاطة وتدمير الوحدات المجمعة من
الجيش السوري الحر.
ورغم انه يمكن عزو الهزائم الاولية التي عانى منها الجهاديون لخطأ تكتيكي من قائد بدون خبرة، ولكن بعد المعركة السادسة يمكن تأمل فرضية اخرى: هل تعمد الناتو ارسال هؤلاء المقاتلين الى حتفهم؟
وعلى نقيض الوعي الرائج، فان دوافع الجهاديين ليست ايديولوجية او دينية ولكن جمالية. انهم لا يبحثون عن الموت بسبب قضية ولايهمهم مصير القدس. بل انهم  مهووسون بالوصول الى حالة رومانسية ويعمقون ذلك الإحساس سواء من خلال المخدرات او من خلال الموت. وهكذا فإن سلوكهم يجعلهم عرضة للاستغلال: انهم يبحثون عن اقصى حالات المجازفات التي تعمق احاسيسهم وهناك من يضعهم فيها ، وتحركاتهم موجهة من الآخرين بشكل كامل. على مدى السنوات الماضية كان الامير بندر بن سلطان هو مهندس هذه الجماعات، بضمنها القاعدة. كان يجهزهم بالدعاة الذين يعدونهم بالجنة حيث سيكون لكل واحد سبعون عذراء من الحور العين اللواتي يقدمن لهم نشوة ممتعة لا تنتهي ليس مقابل انجاز عسكري او سياسي وانما لمجرد موتهم (شهداء) اينما يحتاجهم بندر.
ويبدو ان الامير بندر اختفى من المشهد بعد الهجوم عليه في 26 تموز. ربما يكون قد مات. ومن المغرب الى أقصى بلاد العالم، ترك الجهاديون دون توجيه وبدون اي تنسيق حقيقي، بل يمكن ان يجندهم اي لاعب على المسرح كما تؤكد واقعة مقتل السفير الاميركي في ليبيا. نتيجة لذلك ، تريد واشنطن ان تتخلص من هذا العبء الخطر او  على الاقل تقلل من اعدادهم.والاوامر التي توجه اليهم من الناتو مقصود بها تعريضهم الى نيران الجيش العربي السوري الذي يقضي عليهم بأعداد غفيرة.

مؤخرا قتلت الشرطة الفرنسية سلفي فرنسي هاجم مؤسسة اعمال يهودية . وكشفت التحقيقات التي تبعت ذلك، انه ينتمي الى شبكة تضم افرادا ذهبوا للجهاد في سوريا. وقد اكتشفت الشرطة البريطانية بعد اربعة  ايام اكتشافا مماثلا.
الرسالة التي صدرت عن باريس ولندن هي ان الفرنسيين والبريطانيين الذين قتلوا في سوريا لم يكونوا في مهمة سرية ولكنهم متطرفون تصرفوا بمبادرة شخصية. وهذا كذب حيث ان هؤلاء الجهاديين كانوا يحملون ادوات اتصال عليها علامات الناتو وقد تم تزويدهم بها من قبل فرنسا وبريطانيا. مهما كانت القضية، فإن هذه الاحداث تؤشر على نهاية التورط الفرانكو-بريطاني الى جانب الجيش السوري الحر، وفي حين تتبادل دمشق سجناؤها سرا، هناك صفحة تقلب,
تحت هذه الظروف يمكن للمرء ادراك شعور الاحباط لدى حكام تركيا والممالك الوهابية الذين حسب طلب الناتو استثمروا في الحرب السرية بدون حدود،  ولكنهم سوف يتحملون وحدهم فشل العملية. وهي على هاوية الافلاس، رمت انقرة نفسها في سلسلة من الاستفزازات المصممة لمنع الناتو من الانسحاب. اي شيء ينفع ، من اطلاق المدفعية التركية على الاراضي السوري الى اختطاف طائرة مدنية ولكن هذه الافعال جاءت بردود افعال  عكسية.
وللتوضيح تحديدا، فإن الطائرة السورية القادمة من موسكو والتي اعترضتها المقاتلات التركية لم تكن تحمل اسلحة ولكن معدات كشف عن المتفجرات لاستخدامها لحماية المدنيين. وتركيا عمليا لم تكن تسعى لمنع روسيا من تسليم سوريا مواد تهدف الى حماية المدنيين السوريين من الارهاب، ولكن كانت تهدف الى زيادة التوتر باساءة معاملة الركاب الروس ورفض اتصالهم بسفيرهم . جهد ضائع حيث لم يصدر من الناتو  رد فعل على الاتهام المزعوم الذي قدمه رجب طيب اردوغان. الأثر الوحيد هو ان الرئيس بوتين اجل او الغى زيارته الى انقرة والتي كانت مقررة في النصف الاول من كانون الاول.

مازال الطريق الى السلام طويلا ولكن حتى لو حاولت تركيا الان او الممالك الوهابية فيما بعد، اطالة  امد الحرب فإن عملية الانسحاب بدأت. الناتو يجمع اغراضه ووسائل الاعلام تحول انظارها الى آفاق اخرى.

هناك تعليقان (2):

  1. سؤال :: ومتى سيفهم الجيش السوري الحر هذا ؟؟؟؟ رغم انها خطه محبوكه بشكل جيد بتصفيه كلا الطرفين احدهما الاخر . الا انه من الواضح ان المعارضه السوريه التي لا راس لها تستحق ان تسحق بعد ان ضمت بين صفوفها ما يطفوا من جيف على سطح البحر . رغم ان نهايه الارهاب لن يكون بنهايه هؤلاء الشرذمه حتى لو ابيدوا عن بكره ابيهم , فلا زال المتشديين والسلفين قادرين على تجنيد الالاف امثال هؤلاء الذين لا دين ولا مذهب لهم غير القتل والتدمير ..بايهامهم بالحواري والمتع التي سوف يتلقونها في الجنه بعد استشهادهم .

    ردحذف
  2. اعتقد ان ثيري ميسان لا يريد ان يعترف بان الجيش السوري هو جيش معد لمواجهة قوى اقليمية مثل الجيش الصهيوني حتى لو كان الاعداد نظريا
    والجيش السوري لديه من الخبرات القتالية التي لا يستهان بها سواءا كانت نظامية ام مع منظمات ثورية ولديه تكتيكات مرنه يستطيع ان يقاتل باكثر من اسلوب
    اضف الى ذلك ان القوى المعارضة ليس لديها المبررات والاهداف الكافية لاقناع الشعب السوري باجمعه على اسقاط النظام وكذلك هناك قضايا اكثر اهمية قد اغفلها الكاتب وهي ان لدى الحكومة السورية تنظيمات وفصائل قتاليه فلسطينية وعربية واسلامية تقاتل الى جانبها ولديها الخبرات القتالية العالية في حرب العصابات وحرب الشوارع
    اضافة الى ان خبرة الجيش السوري في لبنان كانت في اغلبها خبره غير نظامية ومساندة لاحزاب مثل حزب الله واحزاب لبنانية حليفة له ومن كل الطوائف اللبنانية
    والشيء الاهم من كل ما سبق ان امريكا لم تكن جادة في اسقاط النظام السوري لاسباب تكتيكية وهو ان النظام السوري لم يرفض في السابق طلبا امريكيا بخصوص تحجيم اي جهة سياسية او ثورية تؤثر على المصالح الامريكية والصهيونية في المنطقة حتى انه في غزو العراق امرته امريكا بان يضع مراقبات على طول حدوده مع العراق ويقوم بمنع التسلل للعراق
    فلم يكن هدف امريكا اسقاط النظام السوري ابدا ولكن الهدف ارضاءا لبعض عملاءها في المنطقة كالسعودية وقطر والحركات الساسية المرتبطة بهما
    وهي الان تضحي برموز المعارضة السورية العميلة من باب عدم كفاءتهم لمثل هكذا مهمات والنظام السوري اكثر كفاءة في خدمتها منهم
    ولكم تحياتي

    ردحذف