"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/10‏/2012

سوريا - تركيا - اسرائيل: حرب الطاقة في الشرق الأوسط الكبير -1

هذه مقالة تحليلية طويلة جدا، اتمنى ان انتهي من ترجمتها تباعا. جديرة بالقراءة والتأمل. 
بقلم  وليام انجداهل
ترجمة عشتار العراقية
رغم اجهاض العملية العسكرية السرية للناتو ضد سوريا فإن الانسحاب الغربي يتعثر بقضيتين: هل تستطيع واشنطن وحلفاؤها الامتناع عن الاستيلاء على احتياطيات الغاز السوري؟ وهل يستطيعون ترك سوريا في وضع الدولة الوحيدة في المنطقة التي نجت من سيطرة الإخوان المسلمين؟
في 3 تشرين اول 2012 شن الجيش التركي قصفا مكررا بقذائف الهاون داخل الاراضي السورية. والاجراء العسكري الذي استخدمه الجيش التركي لاقامة منطقة عازلة عرضها عشرة كلم داخل سوريا كانت ردا على اتهام سوريا بقتل عدة افراد مدنيين في قرية تركية على الحدود. وهناك تكهنات واسعة من ان قذيفة الهاون الوحيدة السورية التي قتلت 5 مدنيين اتراك قد تكون اطلقت من قبل قوات المعارضة المدعومة تركيا من اجل توفير حجة لتركيا للتحرك عسكريا اي مايمسى بالمصطلحات الاستخباراتية العسكرية : عملية بيارق مزيفة.(1)
المهندس الرئيسي لستراتيجية هزيمة الذات التركية في اطاحة حليفها السابق بشار الاسد في سوريا هو وزير الخارجية  التركي احمد داود اوغلو عضو الاخوان المسلمين.(2)
وحسب تقرير انه منذ 2006 وتحت حكومة رئيس الوزراء رجب الطيب اردوغان وحزبه التابع للاخوان المسلمين  اصبحت تركيا مركزا جديدا لمنظمة الاخوان المسلمين الدولية (3) وطبقا لمصدر مطلع في اسطنبول كما ورد في التقرير فإن حزب اردوغان استلم قبل الانتخابات  الاخيرة منحة من 10 مليارات دولار من حكومة السعودية (4) . ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي حين جاءت السي آي أي بالاعضاء الرئيسيين المنفيين من الاخوان المسلمين المصريين الى السعودية حدث تمازج بين الوهابية السعودية وفرع الاصولية الجهادية العنيفة من الاخوان المسلمين (5)
كان الرد التركي على قذيفة هاون سورية واحدة اعقبها أسف سوري للحادث ، يقرب من حرب واسعة النظاق بين الدولتين اللتين كانتا حتى العام الماضي تاريخيا وثقافيا واقتصاديا وحتى دينيا اقرب الحلفاء الى بعضهما البعض.
ان خطر تلك الحرب شديد . فتركيا هي عضو كامل في الناتو الذي ينص ميثاقه على ان مهاجمة دولة منه يعني هجوما على الكل. اضف الى ذلك ان روسيا والصين المسلحتين نوويا جعلتا الدفاع عن نظام بشار الاسد اولوية ستراتيجية لهما فهذا يقرب شبح حرب عالمية اكثر مما نحب ان نتصور.
في تحليل صدر في كانون الاول 2011  حول القوى المتنافسة في المنطقة، كتب المحلل السابق في السي آي أي فيليب جيرالدي مايلي:
"الناتو فعلا منغمس سرا في الصراع السوري بقيادة تركيا وكالة عن امريكا. وقد اعترف وزير خارجية تركيا داود اوغلو علنا بأن دولته جاهزة للغزو حالما يتفق الحلفاء الغربيون. على ذلك. كان التدخل العسكري سيقوم على اسس انسانية للدفاع عن السكان المدنيين حسب مبدأ (مسؤولية الحماية) الذي استخدم لغزو ليبيا. واقترحت مصادر تركية ان التدخل سوف يبدأ بارساء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية ثم توسيعها. وستكون حلب وهي اكبر مدينة سوريا واكثرها تنوعا ، جوهرة التاج التي تستهدفها قوات التحرير"
وتواصل طائرات حربية تابعة للناتو بدون اية علامات على الوصول الى القواعد العسكرية التركية القريبة  من الاسكندرونة على الحدود السورية وهي تحمل اسلحة من ترسانة الراحل معمر القذافي اضافة الى متطوعين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذين اكتسبوا خبرة من توجيه المتطوعين المحليين ضد القوات المدربة وهي خبرة اكتسبوها من مواجهة جيش القذافي . كما ان الاسكندرونة هي مهد الجيش السوري الحر وهو الجناح المسلح من المجلس الوطني السوري وهناك مدربون فرنسيون وبريطانيون من القوات الخاصة على الارض يساعدون الثوار السوريين في حين ان قوات العمليات الخاصة للسي آي أي والولايات المتحدة يوفرون معدات الاتصالات والاستخبارات لمساعدة الثوار على تجنب تجمعات القوات السورية . (6)"
ثمة القليل من الذين لاحظوا انه في نفس اليوم الذي شنت في تركيا رد فعلها الهجومي غير المتناسب في شدته بشكل هجمة عسكرية على الاراضي السورية والذي استمر حتى كتابة هذه المقالة، قام الجيش الاسرائيلي باجراء مقصود منه تحويل انتباه سوريا من تركيا ولخلق وهم السيناريو المرعب الذي واجهته المانيا في الحربين العالميتين وهو الحرب على جبهتين، فقد حشد الجيش الاسرائيلي قوات كبيرة على حدود الجولان وهي المنطقة التي ظلت بعيدة عغن التوتر منذ استيلاء اسرائيل عليها في حرب 1967 (7)
 مما يثير الانتباه ان هذه المرحلة الجدية من التدخل العسكري الاجنبي بواسطة تركيا بدعم من جناح اليمين المتمثل بناتنياهو في اسرائيل ، تتطابق حرفيا مع سيناريو وضعته مؤسسة المحافظين الجدد الفكرية المعروفة في واشنطن. وهي معهد بروكنجز. في تقريرها الاستراتيجي في مارس 2012 بعنوان (انقاذ سوريا: تقييم الخيارات لتغيير النظام) وضع خبراء الاستراتيجية الجيوسياسية في المعهد خطة لاساءة استخدام ماسمي الاهتمام الانساني بوفيات المدنيين كما حدث في ليبيا في 2011 لتبرير تدخل عسكري عدواني ضد سوريا وهو شيء لم يحدث قبل هذا. (8)

الجزء الثاني هنا
+++
هوامش
1] Reuters, Turkish artillery strikes on Syria continue for second day: Several Syrian soldiers killed in overnight attack; Turkey launched artillery strikes after mortar bomb fired from Syria killed five Turkish civilians, October 4, 2012. هنا

[2] Hüsnü Mahalli, Davutoglu Betting on the Fall of Assad, Al Akhbar English, August 7, 2012. المصدر

[3] Steven G. Merley, Turkey, the Global Muslim Brotherhood, and the Gaza Flotilla, Jerusalem Center for Public Affairs, 2011, accessed in ( here) See also for more ties between Erdogan’s Turkish AKP and the Musllim Brotherhood, GlobalMB, Syrian Ambassador Names Associate Of Turkish Prime Minister As Muslim Brotherhood Leader, May 25, 2011. المصدر

[4] The figure of $10 billion was relayed in a private discussion with the author by a Turkish businessman and political figure who asked to remain anonymous. Indian diplomats, including H.E. Gajendra Singh, former Ambassador to Ankara, have independently confirmed Saudi funding of the Turkish AKP. Presumably like most $10 billion cash grants, it came with heavy strings attached from Riyhad.

[5] F. William Engdahl, Salafism+CIA: The winning formula to destabilize Russia, the Middle East, Voltairenet.org, 13 September, 2012.

 مصدر المقالة هنا

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على ترجمة المقال الذي يستحق القراءة.
    http://shurofat.blogspot.com/

    ردحذف