"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/9‏/2012

رئيس الاساقفة توتو: ينبغي ان يحاكم بلير وبوش امام المحكمة الجنائية الدولية

رئيس الاساقفة ديزموند توتو بطل مناهضة نظام الابارتهايد في جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام، قام بتصرف محترم هذا الاسبوع وكتب عنه موضوعا في (الاوبزرفر) وقد تناقلت اخباره الصحف وتغريدات تويتر. ربما من قلة التصرفات المحترمة من القادة والزعماء في العالم الذي نعيش فيه. الرجل كان مدعوا الى ندوة دورية عن "القيادة" في جوهانسبرغ ولكنه اعتذر عنها حين رأى اسم توني بلير مدعوا. وأعلن عن موقفه في مقالة اترجم لكم أهم ماجاء فيها. وقد رد عليه توني بلير ردا خائبا من قبيل "بلا بلا بلا بلا" كما قد يقول قومه الإنجليز : ثرثرة سخيفة حافلة بالكذب لاطائل منها ، ولكني ايضا اترجمها لكم في نهاية هذه المقالة.

مقالة رئيس الأساقفة ديزموند توتو
"لماذا لم يكن لدي خيار سوى ازدراء توني بلير"
ترجمة عشتار العراقية
المصدر

أدى القرار اللاأخلاقي للولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق في 2003 اعتمادا على كذبة ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، الى زعزعة العالم واستقطابه الى حد اكبر من اي صراع اخر في تاريخ العالم.
بدلا من الاقرار بان العالم الذي نعيش فيه - بانظمة اتصالاته المعقدة ومواصلاته واسلحته - يتطلب منا قيادة عاقلة تلم شمل العائلة الكونية معا ، فإن قادة الولايات المتحدة وبريطانيا في حينها لفقوا اكاذيب وتصرفوا متنمرين وفرقوا شملنا اكثر من اي وقت. لقد دفعونا الى شفا الهوة التي نقف عندها الان وامامنا شبح سوريا وايران.
 اذا كذب القادة فمن ينبغي أن يقول الحقيقة؟ قبل ايام من صدور اوامر جورج بوش وتوني بلير بغزو العراق اتصلت بالبيت الابيض وتحدثت مع كوندليزا رايس التي كانت في حينها مستشارة الامن القومي لحثها على ان يمنح مفتشي الامم المتحدة المزيد من الوقت لاثبات او نفي وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق.وقلت لها انه لو اثبت المفتشون وجود مثل هذه الاسلحة فإن العالم كله سوف يدعم الحرب ولكن السيدة رايس اعترضت قائلة ان المجازفة كبيرة وان الرئيس لا يستطيع ان يؤجل الحرب اكثر من ذلك.
على أي اساس نقرر ان يمثل روبرت موجابي امام المحكمة الجنائية الدولية وينضم توني بلير الى دائرة المتحدثين الدوليين ويقتل بن لادن  ويغزى العراق غزوه ليس لأنه يمتلك اسلحة دمار شامل كما اعترف نصير بوش الرئيسي السيد بلير في الاسبوع الماضي ولكن من اجل التخلص من صدام حسين.
(يعدد توتو الخسائر التي خسرها العراق في الأرواح وفي المهجرين وكذلك خسائر القوات الأمريكية مستخدما الارقام الرسمية المتواضعة  ثم يقول )
على هذه الاسس وحدها في عالم ينبغي ان يلتزم بالثوابت، فإن المسؤولين عن هذه المعاناة والخسائر في الارواح  ان يسيروا في نفس طريق بعض نظرائهم الافارقة والاسيويين وينالوا جزاءهم في لاهاي.
إن القيادة والاخلاق لا ينفصلان .. واذا كان من المقبول ان يتخذ القادة اجراءات كارثية على اساس كذبة بدون الاقرار بها او الاعتذار عنها حين يتم اكتشافها فماذا سوف نعلم اطفالنا؟
اناشد السيد بلير الا يتحدث عن القيادة وانما يوضحها عمليا. 
 لم أشأ ان اثير هذا النقاش في قمة القيادة في جوهانسبرغ الاسبوع الماضي. وحين اقترب الموعد شعرت باحساس عميق من القلق حول حضور قمة حول القيادة مع السيد بلير. اقدم اخلص اعتذاراتي لمنظمي القمة والمتحدثين والوفود لتأخر قراري بعدم الحضور.
++ 
كان رد بلير كما يلي وقد نشر في موقعه الرسمي (مكتب توني بلير)


أكن احتراما عميقا  لنضال رئيس الاساقفة توتو ضد الابارتهايد حيث كنت اؤيده في ذلك - ولكن تكرار نفس نغمة اننا كذبنا حول معلومات العراق مسألة خاطئة تماما كما يمكن ان يثبت اي تحليل مستقل .

والقول ان الإطاحة بصدام حسين الذي قتل مئات الالوف من مواطنيه مسألة لا اخلاقية فهذا شيء غريب. في حلبجة قتل الالوف في يوم واحد بالسلاح الكيمياوي وفي الحرب الايرانية العراقية وصل اعداد الضحايا الى مليون بضمنهم الذين قتلوا بالسلاح الكيمياوي . اضافة الى قتله معارضيه السياسيين ومعاملة عرب الاهوار والتعذيب الممنهج لشعبه يجعل من ازالته مسألة اخلاقية تماما. ولكن اساس التصرف كان كما  ذكرناه في وقته.

باختصار هذا نفس الجدل الذي واجهناه عدة مرات ولاشيء جديد يقال. ولكن بالتأكيد في الديمقراطيات يمكن للناس ان يتفقوا على الا يتفقوا. كما اود ان ا شير الى انه رغم المشاكل فإن العراق اليوم لديه اقتصاد اكبر حجما ثلاث مرات ووفيات الاطفال اقل بمقدار الثلث عما كانت عليه،  والاستثمار زاد بشكل هائل في أماكن مثل البصرة.

 ++
شوفوا الكذاب! طيب اذا كان قد دمر العراق من اجل الاطاحة بصدام حسين ، واذا كان مؤمنا ان المسألة في منتهى الاخلاق، فلماذا كذب هو وسيده بوش حين زعما انهما يغزوان العراق من اجل القضاء على اسلحة الدمار الشامل؟ لماذا كذبا في حين ان لديهما تبريرا اخلاقيا بهذا الشكل؟ واذا كان صدام حسين قد قتل كل هذه الالوف والملايين لماذا لم يجرجراه الى المحكمة الجنائية الدولية ليكون عبرة لمن يعتبر؟ ألم يكن ذلك أقل كلفة على الأقل في أرواح جنودهم ؟
ثم اين هو الاقتصاد الاكبر حجما في العراق بثلاث مرات؟ بماذا يقارن؟ بأيام الحصار الذي فرضته امريكا وبريطانيا حتى بلغ الاقتصاد العراقي صفرا؟ ووفيات الأطفال بماذا يقارنها ؟ بوفيات اطفالنا جوعا ومرضا ايام الحصار؟ حين كانت امريكا وبريطانيا تمنعان حتى الأسبرين؟ هل ترون حقارة مقارناته؟ لماذا لم يقارن بما كان عليه وضع العراق واطفاله قبل الحصار؟ أما الاستثمار، وفي البصرة  التي يشتكي اهلها ليل نهار من الفقر والحرمان من كل شيء، فهذا هو مسك الختام في تبريراته الكاذبة من اولها الى آخرها.

هناك 3 تعليقات:

  1. الفريق عبد الله المؤمن2 سبتمبر 2012 في 11:37 م

    السلام عليكم
    مو العتب على بوش وبلير بس لأن هؤلاء من الجنس السكسوني الحاقد على كل عربي وكل مسلم ولاكن العتب على خونة العراق السياسيين الحاليين الذين كذبو حتى النخاع كلهم بدون استثاء كل واحد اراد ان يأخذ اقامة في البلدان الاوربية ملأت تقاريرهم الكاذبة مكاتب الجهات الاستخبارية في تلك البلدان والعتب اكثر على الملوك والشيوخ والامراء الذين فتحوا ابواب موانئهم ومطاراتهم وخزائن اموالهم لتمويل جيوش امريكا وبريطانياهؤلاء يجب ان يحاكمو قبل غيرهم ليقرؤا تصريحات لارجاني الطوفان الصفوي قادم لامحالة وليتذكروا العراق الذي دافع عنهم عقدين من الزمن

    ردحذف
  2. ابو ذر العربي3 سبتمبر 2012 في 6:25 ص

    ستبقى الحقيقة ظاهرة وعلى لسان الشرفاء في هذا العالم وقد ابدع توتو وابلغ في الرد على مجرمي العالم بوش وبلير وستبقى فكرة الشرفاء قائمة حتى توصل مجرمي الحرب الى المحاكم المختصة لينالوا جزاءهم على ما اقترفوه من جرائم في كل انحاء العالم
    ولحكام العرب اقول لم يعد امامكم الكثير من الوقت لتتوبوا الى الله ولتعيدوا حساباتكم ولتنصفوا اهل فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا وتتراجعوا عن الاستمرار في جرائمكم تجاه امتكم فانكم مسؤولون امام الله والتاريخ عن كل قراراتكم في السر والعلن
    "وما الله بغافل عما تعملون"
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  3. بطبيعة الحال كل الإعلام المهيمن تجاهل عمدا المحاكمة الرمزية في كوالا لامبور العام الماضي و تصريحات ديسموند توتو الأخيرة.
    لو كانت محاكمة المجرمين بوش و بلير ممكنة لما تجرأ أوباما و كامرون و المسؤولين الفرنسيين و الخليجيين و الأتراك على اقتراف جرائمهم في ليبيا و سوريا.
    لطفي

    ردحذف