"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/9‏/2012

المقاتلون الأجانب في سوريا -1

بقلم غيث عبد الأحد
ترجمة عشتار العراقية (خصيصا للغار)
"جنود جنود" همس الرجل محذرا وهو يسرع بعيدا، وطلقتان من قناص حكومي تثيران تراب الشارع  خلفه.
كان ذلك كافيا لابي عمر الشيشاني وقد انكمشت عصبته من المقاتلين الاجانب المعروفين باسم (الاخوة المجاهدين)  في مدخل  مبنى سكني محترق في منطقة الجامعة في حلب.كان احد الاخوة تركيا يتمدد ميتا عند زاوية الشارع واخ ثان يضطجع الى جانبه مصابا اصابة بالغة وعاجزا عن الحركة. ولم يستطيعوا سحبه بسبب القناص.
اصدر ابو عمر امرا باللغة العربية ترجم الى بابل من اللغات المختلفة : شيشانية - طاجيكية - تركية - لهجة سعودية - اوردو، وتراجع الرجال في طابور واحد منظم/  وهم يختارون طريقهم بين اكوام من انقاض يندفع منها دخان كثيف و قناني من البلاستك ملتوية وذائبة ، نحو منزل خلف خط الجبهة حيث تجمع مقاتلون اخرون.
وقف المسؤول السوري عنهم في وسط الشارع يمسك جهازي راديو احدهما يتحدث الشيشانية والاخر العربية . تطوع رجلان للبقاء ومحاولة جلب الشاب المصاب.
جلس المقاتلون خارج منزل في ظل الاشجار وهم يمسكون بنادقهم ويناقشون الحرب. بينهم كان سعودي نحيف يرتدي تي شرت اسود قذر وغطاء رأس للصلاة..وكان يتحدث الانجليزية  بطلاقة مع تركي يجلس الى جواره.كان قد وصل في الاسبوع الماضي وكان مهتما بصدى الجهاد في الاعلام الخارجي. سأل "ماذا تقول المؤسسات الصحفية والعالم الخارجي عنا؟" "هل يعلمون عن القتال في حلب؟ هل يعرفون اننا هنا؟"
كان مئات من المقاتلين الاجانب قد تدفقوا على سوريا للانضمام الى الحرب ضد حكومة بشار الاسد. بعضهم مثاليون صغار السن تحدوهم افكار رومانسية عن الثورة او كراهية للاسد، واخرون جهاديون سابقون من العراق واليمن وافغانستان.
حتى يصلوا الى الحروب في هذه البلدان كان على المقاتلين الاجانب عبور الحدود وتزييف الجوازات ومراوغة أجهزة المخابرات . والوصول الى الجبهة في سوريا اسهل عن طريق طيران مريح الى جنوب تركيا ثم المشي  على القدمين عبر الحدود.
وطبقا للسعودي كان من السهل المشي على القدمين من تركيا الى مدينة عتمة السورية الصغيرة. وهناك عند منظر التلال المطرزة ببساتين الزيتون استقبل المجندين سوري يدير معسكرا جهاديا، ونظمهم في وحدات مقاتلة. ولكل فريق ثمة متحدث باللغة العربية .
وخضعوا لتدريب اساسي لمدة 10 ايام والفكرة منه ليست تعلم كيفية اطلاق النار ولكن لتعلم التواصل والعمل بروح الفريق.
ثم وزع المقاتلون على مختلف المنظمات الجهادية بضمنها احرار الشام و جبهة النصرة والبعض مثل ابي عمر الشيشاني سمح لهم بتشكيل وحداتهم الخاصة وكان يطلق عليهم وصف "المهاجرون" ويسمي السوريون الاجانب بشكل عام (الاخوة الاتراك) .
ومن الواضح للعيان المستويات اليائسة من قدرات القتال في صفوف الرجال. فالشيشانيون اكبر سنا واطول قامة  واقوى وكانوا يرتدن بساطيل مشي وبناطيل قتال. وكانوا يحملون اسلحتهم بثقة وينأون بأنفسهم من البقية وهم يتحركون متماسكين . كان احد الاتراك جنديا سابقا وكان يرتدي  حسب النمط الغربي حزاما ومعدات.في حين ان الفقر كان باديا على 3  من الطاجيك وباكستاني واحد. كانت بنطلوناتهم قصيرة جدا واحذيتهم قديمة ومتهرئة.
كان الرجال يراعون السرية حول هوياتهم خاصة حين يتعاملون مع الجيش السوري الحر. حين يسألهم السوريون من اين قدموا يقول اشقر يتحدث الفرنسية انهم قادمون من المغرب والشيشان يقولون انهم اتراك والطاجيك يزعمون انهم افغان.على سلم  مدرسة استخدمت موقعا عسكريا خلف حاجز واه من الواح مموجة وبرميل جلس مجموعة من الليبيين يتشكون من نقص الذخيرة.  كانوا قد وصلوا في اليوم السابق وقد فقدوا احد رفاقهم بنيران بندقية آلية  قال احد الليبيين متذمرا "هذه ثورة بائسة جدا. نحن في سنتها الثانية ومازالوا لا يملكون اسلحة وذخيرة كافية" للجيش السوري "
داخل المدرسة كان ثمة اردني يحمل بندقية بلجيكية ولايملك لها سوى 11 رصاصة. كان علمانيا ، حليق الوجه وهو  ضابط سابق في الجيش الاردني ويعيش في اوربا الشرقية يدير اعمال استيراد وتصدير ويقول انه جاء الى حلب بدون ان يخبر عائلته.
"هذا واجبي . في الاصل انا فلسطيني واعرف مافعله النظام السوري بالفلسطينيين وهم يقصفون المعسكرات في لبنان ويغتالون القادة . نصف شقائنا بسبب اسرائيل والنصف الاخر بسبب النظام السوري"

الحلقة الثانية هنا

 المصدر 

هناك تعليقان (2):

  1. سؤال : هل هنالك اجر مالي يتلاه هؤلاء ؟؟؟

    ردحذف
  2. اخي غير معرف

    لا اعرف وربما نتوصل الى أن الجهاد بزنس ايضا، لأن المجاهدين هؤلاء يتصرفون بطريقة غريبة ، بدون عقيدة، مثلا كيف يحاربون الاحتلال في العراق ثم يتعاونون معه على سوريا؟

    ردحذف