"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/8‏/2012

بزنس التطهير العرقي في بغداد

بقلم: عشتار  العراقية
لا ادري اذا كان أحد قد كتب في هذا الموضوع. وإذا كان لأحدكم علم فيه فأرجو موافاتنا بتفاصيل أكثر. لكني استند فيه على معلومات صديقة باعت بيتا لها في منطقة (ساخنة) في بغداد، واشترت بيتا في منطقة (محايدة) نوعا ما. القصة مثل فيلم هندي ربما لن استطيع ان اروي لكم كل تفاصيلها مع انها حكتها لي مرتين او اكثر. فهناك في عناصر القصة (سني) يتعاون مع جيش المهدي (يسمون الان مكتب الشهيد الصدر) للاستيلاء على منزل في منطقة ساخنة هاجر اصحابه.  وهناك (سني) ينتحل صفة سيد شيعي لتهديد عناصر جيش المهدي ذاك فيأتمرون بأمره. نوع من مافيا غريبة. ولكن أهم عناصر القصة هو (الدلال) او سمسار العقارات، الذي يشرف على هذه المناورات، وفي نهاية الأمر يقنع صاحب البيت ان يبيعه بدلا من وجع الرأس هذا. في قصة صاحبتي ، دفعت مبلغا للغاصب قرره جيش المهدي حسب الملابسات السابقة لاسترداد منزلها الرهينة، وجاء لها السمسار بالمشتري الجاهز الذي اشتراه بأقل من السعر السائد وهي ممنونة. أي انها خسرت 3 مرات: بيتها، ومبلغ الفدية، وخسارة البيع. وعاش الكل عيشة سعيدة.
 السمسار هو محور موضوعنا هنا. ظلت صديقتي تردد بين مقاطع القصة "ماكو سني وشيعي" ، وبصعوبة فهمت منها أن سمسرة العقارات عابرة للمذاهب وان السنة والشيعة منهم يتعاونون تعاونا وثيقا وحميما في تطهير المنازل المطلوب شراؤها من قبل مستثمر ما، سواء كانت في مناطق (شيعية) او مناطق (سنية) حسب آخر معايير التطهير العرقي.
 والمسألة تبدأ حين تقع عين مستثمر على منزل كبير واسع في منطقة ما، فيود الحصول عليه. اذا كان المنزل خاليا واهله خارج البلاد، فهذه مسألة سهلة: تزييف الوثائق. ولكن لنفترض ان اصحاب المنزل يقيمون فيه ولا يرغبون في بيعه. بسيطة. الطريقة المثلى هي تخويفهم بتهديد حياتهم، واذا تطلب الأمر قتل أحد اولادهم ، وهكذا يضطر اهل البيت خوفا على بقية الابناء الى بيع البيت. تقول صديفتي أن ذلك يجري بالتعاون بين السماسرة ، فإذا كان صاحب البيت شيعيا في منطقة يغلب عليها السنة، جاءوا بمسلحين من السنة لتخويفه، وبالعكس اذا كان سنيا في منطقة يغلب عليها الشعية، جاءوا له بجيش المهدي. والقضية ليست قضية مذاهب دينية وانما هي بزنس عقارات. حيث يبرز في النهاية المخلص في صورة الدلال الذي يقدم مستثمرا جاهزا بمبلغ اقل مما يستحقه المنزل بسبب رغبة اصحابه في سرعة المغادرة.
ويبدو أن المنازل ذات المساحات الواسعة تقسم حاليا الى اراض او شقق صغيرة وتباع على هذا الاساس ، وهكذا فإن الشغلة مزدهرة ورائجة. شغلة الحرامية هذه. وهكذا فنصيحتي لكل من تسلم رسالة تهديد لترك منزله في بغداد او غيرها من مدن العراق المنهوب: ابحث عن السمسار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق