"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/8‏/2012

إحذر أن تمرض في العراق



بقلم: جوديت نيورنك (مراسلة هولندية تعيش في السليمانية)
 ترجمة عشتار العراقية
المصدر- لاتمرض في العراق فالاطباء العراقيون الذين كان العالم كله يرحب بهم لعلمهم ومهاراتهم لاوجود لهم الان في العراق. اما انهم هاجروا بدون رجعة او انهم تقاعدوا .وقد اصبحت الرعاية الطبية في العراق الان كارثة.
(تعليق: لا تنسوا ان الكاتبة تعيش في السليمانية ولهذا لا تعرف بما يجري في مستشفيات بقية العراق من اختطاف وقتل الاطباء ودخول عصابات الى المستشفيات لقتل المرضى الخ)
لدي صديقة هي طبيبة هولندية اعلمتنا بما يجري . كانت قد رأت الكتب التي يدرسها طلاب الطب في جامعات كردستان فقالت "تلك الكتب قديمة وهي تذكر ادوية على انها في طور التطوير مع انها موجودة في الاسواق  منذ زمن طويل"، وقد ذكرت صديقتي انها حضرت اجتماعا مع اختصاصيين اكراد كانوا يراقبون على شاشة كبيرة عملية جراحية تجرى في مكان آخر من المستشفى. ثم جاء اليهم الجراح  الذي كان يجري العملية وبقي معهم بعض الوقت ثم عاد الى استكمال العملية وحين فعل ذلك لم يغسل يديه مرة اخرى او يغير ملابسه. (تعليق: خوش عملية,, يطلع الطبيب في منتصفها لتدخين سيجارة مثلا؟ ثم يعود )

ماهي علة مهنة الطب في العراق؟ ليس فقط التعليم العتيق، بل انه اعتقاد الاطباء انهم يعرفون كل شيء فحالما ينتهون من الدراسة  لا يتابعون تطور العلم بالقراءة كما يفعل كل الاطباء في العالم. ونظام التعليم هو السبب، فطلاب الثانوية الذين يحصلون على درجات عالية يدخلون كليات الطب، فالمعدل هو الفيصل وليس الحالة الذهنية او اذا كانت  رغبتهم حقا مساعدة الناس على الشفاء. والنتيجة واضحة وكارثية: أطباء لا يستطيعون تشخيص الامراض تشخيصا صحيحا ومرضى لا يستطيعون الثقة بأطبائهم.في نفس الوقت ليس هناك مايسمى اطباء العائلة في كردستان والمرضى الذين يحتاجون الى العلاج يذهبون تلقائيا الى الطواريء. المستشفيات قديمة وقذرة ولاتقدم رعاية كافية وليس هناك عدد كاف من الممرضات وهكذا فإن اقرباء المريض هم الذين يعتنون به في المستشفى.
ومع ذلك فإن الاطباء الذين يدرسون في الخارج ويعودون يعانون من مشكلة ايجاد وظيفة!!واذا وجدوا فإن المشكلة تصبح القيام بالعمل الذي تدربوا عليه.لأن الاطباء القدامى الذين لم يحدثوا معلوماتهم يضعون امامهم العراقيل لئلا يسرقوا مكانتهم في المستشفى. فالموضوع هو الحفاظ على المراكز وليس  المرضى. ومن نواقص الرعاية في العراق ان المريض يسرح قبل استكمال علاجه، وغالبا ما ترى اشخاصا في الشارع وهم مازالوا  يحملون في  ايديهم انابيب ويعودون الى اعمالهم بهذا مثل قيادة سيارات او غسيل صحون بدون الادراك ان الانبوب قد يحمل الجراثيم للجسم. وقد رأيت اشخاصا على الكراسي المتحركة في الطائرات وهم في غاية المرض حيث ماكان يجب اخراجهم من الفراش. وعادة تنقل العائلات المقتدرة مرضاها لعدم وجود الرعاية الطبية في العراق الى ايران او الاردن او تركيا .
في السليمانية حاليا يقوم اغنى رجل فيها في بناء مستشفى احترافي بمستوى المستشفيات الاوربية ، وبسبب انخفاض مستوى التعليم في كردستان فجزء من خطته هو تدريب الاطباء في اوربا قبل افتتاح المستشفى .
(تعليق: اين كان هؤلاء الاغنياء قبل ذلك ؟ لقد انشغلوا ببناء الفنادق والقصور، وحتى هذا المستشفى فإنه سيكون مشروعا استثماريا لا يستطيع الاستفادة منه الا القادرون ماديا اما الفقراء فلهم الله)
و الرعاية الطبية قد تكون قاتلة. في بضعة اسابيع عدد من العاملين معي جابهوا هذه الحقيقة  المأساوية . فقد مات اثنان من ذويهم بعارض كان يمكن علاجه لو لقيا العناية المطلوبة. ولكن خطأ تبع آخر. ومع ذلك فلا  احد في العراق يعاقب الاطباء لاخطائهم والاكراد يعرفون السبب.يقولون ان المجلس الطبي المتخصص الذي عليه ان يقرر العقوبة على الاطباء المخطئون لا يفعل ذلك لأن الاطباء يناصرون بعضهم بعضا حسب مقولة (اغسل يدي الآن، اغسل يديك بعدين).
أحد مشاكل الرعاية الطبية في العراق انه ليس ثمة اياد كافية للغسيل. وان الكثير من الاطباء يهتمون بالدخل والمركز اكثر من اهتمامهم بالمرضى وان الحكومة ليس لديها سياسة جيدة للتأكد من ان الرعاية الطبية في المستوى المطلوب ولكن ماذا تتوقع من دولة حين يمرض الرئيس او المسؤولون فيها يذهبون الى الخارج للعلاج؟؟
(تعليق: واضيف حتى رجال الدين فيها يعالجون انفسهم في ارقى مستشفيات اوربا - تذكروا السيستاني - في حين يصفون لعلاج مقلديهم التراب والتفلة)

هناك تعليق واحد:

  1. في احدى المدن العراقية اجريت عملية لمريض وتعافى والحمدلله ولكن لاحظ اهله ان يديه تورمت فلما ذهبو به للطبيب قال ان اصبعه مكسور وعند التحقيق والسؤال قال الطبيب ان معظم المرضى عند اخراجهم من صالة العمليات وهم على السديه تنكسر ايديهم او اصابعهم نتيجة اهمال العاملين في قيادة السديه!! اغرب من الخيال مو؟

    هذا في العراق اما في "الدولة المجاورة كردستان" فانهم يستهدفون الاطباء العراقيين ويغرونهم بمرتبات خياليه واستقدام فرق طبية اوربيه.

    والآن اغلب العراقيين يتعالجون في تركيا والهند وسوريا والأردن وايران خصوصا مرضى القلب والشرايين وتكلف بعض عمليات القلب
    15,000 دولار في الهند.

    وهنا نتذكر دعوة امهاتنا : ياربي لا حاكم ولا حكيم.

    ردحذف