"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

6‏/7‏/2012

في انتظار الظهور: الشعب المتسول العظيم

اقصد به شعب العراق، الذي أصبح كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. منذ 2003، اصبحت الوسيلة الوحيدة لأفراد الشعب الفقير في جنوب العراق ووسطه للحصول على وجبات طعام مجانية وماء وفير، وكهرباء لاتنقطع، وأمل في العلاج والشفاء بتراب الأضرحة، والنعيم المؤمل في علم الغيب، هي في الخروج أسرابا وقطعانا رغم هجير الحر ووحشة الليل، مشيا على الأقدام المنهكة الى قبور الأولياء في مناسبات ولادات ووفيات الأئمة لتسول الطعام والشراب والأمل، وبما أن هناك مناسبة أو اثنتين في كل شهر تقريبا لأن الإئمة بعدد أشهر السنة، فقد تم ضرب عصفورين او عدة عصافير بحجر:
أولا- اسكات الشعب عن المطالبة بالحقوق الاساسية (الاكل والشرب والعلاج والكهرباء والأمل) فهذه اصبحت مكفولة بكرامة قبور الأئمة، وثانيا- إدامة نعمة الجهل وإبطال العقل، وثالثا- استمرار نهب الثروات وبناء  القصور خارج البلاد. كل هذه الأهداف الستراتيجية تحدث بحراسة حوالي مليون رجل شرطة وقوات خاصة وجيش وميليشيات الذين ليس لديهم أية مهام وطنية غير حراسة زوار القبورعلى مدار السنة، أضافة الى استنفار قدرات وزارة الصحة من سيارات اسعاف، واطباء ، ولهذا فإن ميزانية الدولة  تتمحور كلها على هذه المهام الخطيرة. سؤال يحيرني: ماذا لو بذل ملايين الزوار هؤلاء جهدهم وتعبهم وعرقهم في تصليح الشوارع وإزالة القمامة والعمل في مصانع تقام على طول الطريق من البصرة الى النجف وكربلاء والكوفة؟. لو انشيء 12 مصنعا لصناعات مهمة وحيوية لنهضة العراق ولو اطلق على كل مصنع اسم إمام من الأئمة الذين يؤمن بهم هؤلاء الفقراء، أليس ذلك أكرم وأفضل وأنفع وأكثر إحياءا للإمام واتباعه؟ وهل كان الإمام من هؤلاء يريد أتباعا متسولين أم  معمرين للأرض؟
تأملوا العبر في هذه الخطة الجهنمية لاحتلال العقل: الحكومة المنصبة من أمريكا، والمشتملة على رجال دين واحزاب دينية وطوائف تستخدم (القبور) وتغذي ما حولها من غيبيات من أجل قدف الفتات كل شهر مرة او مرتين في أفواه الفقراء، دون أن يعملوا على تغيير حياتهم الدنيوية، مع التحريض لهم على بذل الجهد والعرق مشيا الى القبور على أمل أن يتوسط لهم سكانها لدى رب العالمين بفتح  ابواب  الجنة لهم في الآخرة، هؤلاء الفقراء لا يعيشون حياة كريمة فهم اقرب الى أموات مؤملين أنفسهم بالنعيم في الآخرة. باختصار يعيشون وهما ويموتون وهما، ومن الجانب الآخر وفي هذه الأثناء يجهد رجال الحكومة بكل تصانيفهم من رجال دين واحزاب دينية وطوائف من اجل تحقيق كل اسباب الرفاهية لأنفسهم وكل اسباب النعيم في هذه الدنيا، فلهم القصور والمكيفات والسيارات الفاخرة المدرعة والمعيشة الناعمة والسفر الدائم ، وإذا أراد واحدهم  زيارة القبور ركب طيارة،  واذا مرض احدهم لن يلهم ترابا (مقدسا) كما يوصي به الفقراء، وانما يسافر الى أقصى بلاد العالم طلبا للشفاء.  

هناك تعليقان (2):

  1. حجييج ذهب و الله.. و لكن و لله فى خلقه شوون ... انا لله و انا اليه راجعون و حسبنا الله ونعم الوكيل ...

    ردحذف
  2. المشكلة والاشكالية عند هؤلاء القوم بان لديهم مشروع ينفذونه على الارض
    وبغض النظر فيما اذا كان صحيحا ام ام باطلا ما يدعون الا انهم يعملون بكل الطريق لتنفيذه على الارض
    فهم يفقرون الناس من اجل تحقبق هدف جعل الناس بحاجتهم واطعامهم
    ويجهلونهم من اجل ان يطيعوا معمميهم بدون وعي
    ويبكونهم بشكل جماعي لكي تبقى الماساة في نفوسهم ويتولد لديهم حب الانتقام والثار
    وينتظرون مهديهم المزعوم بكثرة القتل والتقتيل في الطرف الاخر
    وهذه هي ماساتنا معهم -ان تتقاتل مع عدو واع خير الف مرة من ان تتعامل مع صديق جاهل -
    ولكم تحياتي

    ردحذف