"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/7‏/2012

لماذا البصرة؟ هناك سبب شخصي

بقلم: عشتار العراقية
كتب اليّ مسؤول في البصرة رسالة على البريد الذي أضعه في خانة (راسلوني) في أعلى الغار، وهو - للحقيقة- بريد لا افتحه كل يوم، ولهذا قرأت الرسالة أمس فقط بعد شهرين من ارسالها، وأعتذر لهذا التأخير. الراسل قال انه يتابع الغار وان تحقيقاتي في شركة كوفان ومشروعها في تحويل معسكر بوكا الى منطقة تجارية استراتيجية (وهو الموضوع الذي تناولناه في الملف الذي بدأته هنا وانتهيت به الى هنا ، في 12 مقالة دون أن انتهي فعلا ومازال في  الجعبة بقية)، ليست دقيقة، ولكنه في الرسالة لا يصحح أخطائي إن وجدت، وإنما  يصفني بأني تجاوزت (اللياقة) في إطلاق الأوصاف. وربما يلاحظ الراسل أني لم اتناول شركة كوفان (التي دافع عنها الكثير من المعلقين من داخل الشركة منذ بدأت اتناولها) الا قليلا في تحقيقاتي، ربما لأني لم اجد عنها الشيء الكثير، ولكن التحقيق تركز على الشركة المشاركة (شركاء الخليج الشمالي NGP)، وفي وضع العراق، علينا ان نرسخ مقولة (قل لي من شريكك أقل لك من أنت)، حيث أن كل الريبة كانت تنصب بحق على شركة مالية اسسها غير ذي صفة (اعلامي)، وهو ذراع الجلبي اليمين، وكان قد انهمك قبل غزو العراق في اختلاق الأكاذيب حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، يساعده في التأسيس والشراكة ضباط وجواسيس سابقون أمريكان وبريطانيون، ولو اعتبرنا شركة كوفان منزهة عن الخطأ، فماذا تفعل شريفة عفيفة في صحبة الأنذال؟
أما عن (اللياقة) فلا أدري اية لياقة يمكن ان تناسب الحرامية والجواسيس الذين دمروا العراق ثم جاءوا للتربح من الخراب.، وأي أوصاف يمكن إطلاقها عليهم لئلا نجرح مشاعرهم وهم منهمكون في النهب .
ربما يجد القراء تركيزا مني على البصرة دون غيرها، وقد يكون هذا الذي أقلق مضاجع البعض هناك. دعوني أقول لكم لماذا البصرة؟ عدا كونها منفذ العراق البحري الوحيد، وعدا كونها تضم معظم الثروات النفطية في العراق، وعدا اهميتها التاريخية، وعدا كون اكثر اصدقائنا الأدباء والمبدعين من البصرة، وعدا طبيعة أهلها الطيبين، وعدا انها اكثر المدن العراقية  التي تعرضت للدمار على مر العصور كونها ثغر العراق، فهناك سبب شخصي . 
جدي الذي أحمل اسمه مدفون هناك، وفي شهادة الجنسية الخاصة بي، أجد أن أبي وأمي مولودان في البصرة، ونصف عائلتي الكبيرة هناك، وكل الذكريات الجميلة التي احملها من طفولتي وشبابي (الذكريات الحلوة والمرة) كانت تجري في القطار الذاهب من بغداد الى البصرة وبالعكس، في كل عطلة وفي كل عيد. ولهذا أجد من غير المناسب اتهامي بعدم اللياقة أو الأدب في التخاطب، لأن أكثر ما اتصف به هو الدماثة التي أحملها في دمي ربما وراثة او اكتسابا من أهل البصرة.
ولأني لا أحب أن تنسلخ البصرة عن العراق كما يخططون، ولأني لا أحب ما يجري هناك، مثلا، ما أذاعته قناة الفرات أمس عن هبوب رياح خفيفة، سقطت على اثرها مدرسة تحت الانشاء في ناحية (النشوة) تتكون من طابقين و12 فصلا وكان مؤملا ان تضم 200 تلميذا. تهاوت بفعل هبة هواء، لعدم تماسك مواد البناء وعدم وجود عمود كونكريت واحد فيها. وقبلها سقط سقف أحد الصفوف في مدرسة اخرى وقتل تلميذين واصاب اخرين. هذا هو حال الاستثمار في البصرة!!
وأنتهز هذه الفرصة لأشكر المسؤول الذي ارسل رسالته دون ان  اشير الى اسمه او منصبه احتراما لرغبته، لأن رسالته أيقظتني من كسلي ونبهتني الى ضرورة الاسراع في استكمال  موضوع شركة كوفان ومعسكر بوكا. وهو ما سأفعله من اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق