"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/7‏/2012

أفكار بصوت عال: تأمل في أحوال العالم

هذا ما أخرني عنكم هذه الأيام. أتأمل العالم الذي نعيش فيه. مثلا.. حال الشعوب في منطقتنا. من المعروف أنه في حالة الثورات او مقاومة الاحتلال ، لا يشارك في أحسن الأحوال سوى 5% من أي شعب بالفعل الايجابي (الثورة او المقاومة) وبقية ال،95% هم القطيع السلبي الصامت الذي يبحث عن السلامة فقط. يريد أن يأكل ويشرب وينام. هؤلاء ربما لايعجبهم مايحدث من ثورة او حرب او اي نزاع ولكنهم لايدافعون عن الوطن او حتى عن بيوتهم لأن بعضهم يخطف ما خف وزنه وغلى ثمنه ليهرب الى خارج الحدود طلبا للسلامة، وقد يعيشون كلاجئين في مخيمات او في صحارى او مزروعين على الحدود ، حياة الموت خير منها، ولكن حياتهم أهم بالنسبة لهم من اي كرامة. البقية التي لاتهرب، تغلق على نفسها الابواب والشبابيك ، تلغي وجودها حتى تمر العاصفة.
اما الخمسة بالمائة من الفاعلين في الثورات او الحروب او مقاومة الاحتلال، فهؤلاء يتحدثون ويتصرفون باعتبارهم يمثلون كل الشعب. وهذا شيء غريب. أريد أن أعرف من أين جاءوا بهذه الثقة وهذا اليقين. "الشعب يريد اسقاط النظام" " الشعب يريد كيت وكيت" اي شعب؟ ومن قال لكم  ان الشعب يريد حقا؟ ومن له  الحق في الحديث باسم الشعب كله؟ طبعا هذا مايجري في العالم منذ فجر التاريخ. هناك قادة وبطانتهم يستولون على الحكم، وعلى السلطة وعلى الثروة، وهم لايشكلون في اي مكان اكثر من 1% أما بقية ال 99% فهم الدجاج في أقنانها. وهذا ما يقوله المحتجون الذين ظهروا في بعض المدن الأمريكية يرفعون شعار (نحن الـ99%) وهم لا يتجاوزون بضعة آلاف، في حين أن سكان الولايات الامريكية يزيدون على 300 مليون. احيانا افكر :  ماذا كان يحدث لو خرج سكان بغداد كلهم عن بكرة ابيهم يوم 9 نيسان ، لصد دبابات الاحتلال، أما كان التاريخ سيتغير؟ وهل كان خروجهم حينها سيكون دفاعا عن نظام أو دفاعا عن وطن؟
وماذا عن سوريا الآن؟ هل (الجيش الحر) يمثل السوريين جميعا؟ واذا لم يكن يمثلهم، لماذا يكتفون بالفرجة والصمت؟ اتذكر قول صديق سوري، كان يقول قبل اشتداد الكرب في سوريا: نحن لسنا كالعراق ولن نكون. والآن يؤمن هو نفسه أن الأمر سيكون أسوأ من العراق.
في الواقع أن العالم كله يعيش أسوأ مراحله، وهو يتدحرج بسرعة البرق نحو الخراب والدمار والإنحطاط : البيئة والبشر والجغرافية . الموارد تقل والبشر يتكاثرون، وهناك صراع وحشي وبربري على البقاء، على مستوى  الدول وعلى مستوى الأفراد. جريمة القتل  الجماعي الأخيرة التي حدثت في أمريكا لها اكثر من دلالة. شاب كان ذكيا ومجتهدا في الدراسة وكان الجميع يتوقعون له مستقبلا لامعا. ولكنه بدلا من ذلك ، دجج نفسه بالسلاح وذهب الى دار سينما تعرض - وياللمفارقة - فيلم باتمان (الاختراع الاميركي للشخص السوبر الذي لايقهر والذي يقضي على الاشرار) ويبدأ برش الرواد بالرصاص. امريكا نكست الاعلام ، وخرج اوباما معربا عن حزنه وحيرته من دوافع مرتكب الفعل. غريبة ان يحار اوباما في الدوافع، والشاب تربى على ان اخلاق الكاوبوي هي  القدوة، وحيث يرى الأوسمة تنهال على الجنود الأمريكان الذين يحاربون في بلاد بعيدة يقتلون اهلها الابرياء في حفلات اعراسهم او مآتم أعزائهم، ونشأ في بلاد تمجد القوة والسلاح والعدوان ولا تنتعش أحوالها  الا بالحروب ، ولا يعاد انتخاب اي رئيس فيها الا اذا أعلن حربا ودمر بلدا او اكثر في  اي مكان من العالم.
فكرة اخرى ايضا راودتني عن القاعدة ! هذا الاختراع الأمريكي. اصبحت المسألة اكثر من مفضوحة، وقد سببت بلبلة وتشويشا في أذهان الناس المساكين الذين لايفكرون وانما يستمدون وعيهم من الاعلام السائد.
في أفغانستان ايام الاحتلال السوفيتي ، كانت عناصر القاعدة في الخطاب الأمريكي والخليجي (مجاهدين)
بعد خروج السوفيت من افغانستان اصبح وصف عناصر القاعدة (ارهابيين)
في العراق ايام الاحتلال الامريكي سميت المقاومة (قاعدة) وصار وصف عناصرها (ارهابيين)
في ليبيا ايام احتلال الناتو صار عناصر القاعدة (مجاهدين)
في سوريا حاليا صار عناصر القاعدة (مجاهدين)
في اليمن (قبل الثورة وبعدها) وفي الصومال ومناطق افريقية اخرى مازال عناصر القاعدة (ارهابيين)

هناك تعليقان (2):

  1. فديو جديد

    http://www.youtube.com/watch?v=I7yKqVtTGuQ

    ردحذف
  2. وآخر الأخبار ما نشرته وكالات الأنباء اليوم عن تصريح السفير السعودي لدى الأمم المتحدة من أن بلاده تعد مشروع قرار دولي جديد لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية السورية.

    ألا يجعلنا مثل هذا الخبر نفكر في أي زمن نعيش حقاً؟ السعودية والمجموعة العربية (كذا!) لا تتقدم بمشروع قرار حول أسلحة إسرائيل النووية والكيماوية والجرثومية، ولا عن تهديمها للقرى الفلسطينية،ولا عن الاحتلال الأمريكي للعراق بل تريد قراراً حول أسلحة سوريا!!
    أليس هذا زمن السوء والخزي؟؟

    ردحذف