"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/6‏/2012

مستقبل العالم: 4 سيناريوهات - الحلقة 3


 الحلقة الثانية هنا
 بقلم: جون سكيلس افيري
 ترجمة مختصرة: عشتار العراقية
السيناريو الثالث: اقتصاد الدولة المستقر
 يمكن تشبيه النمو السريع لسكان العالم وانشطته الاقتصادية المتسارعة بحافلة مسرعة باتجاه حائط  هو قدرة تحمل البيئة الكونية لعدد السكان. وكما في حالة الحافلة والحائط، فإن رد الفعل الصحيح يكون باستخدام  الكوابح في الوقت المناسب.
ان حجم الاقتصاد البشري هو بطبيعة الحال نتاج عاملين: عدد البشر والاستهلاك للفرد الواحد. لو اردنا تحقيق مجتمع كوني فاعل في المستقبل ، مجتمع تكون مطالبه ضمن قدرة تحمل البيئة الكونية ، اذن يجب تخفيض العاملين المذكورين.تحقيق هذا مسؤولية دول  الشمال والجنوب: الدول الصناعية تخفض استهلاك الفرد والدول النامية تخفض نسب الولادات المرتفعة ، ولكن هذا لن يكون سهلا بسبب تجذر المؤسسات والعادات وطرق التفكير في المجتمع سواء في الشمال او الجنوب.

في هذا السيناريو سوف نلقي نظرة على ملامح النوع الجديد من الاقتصاد من اجل تفادي انهيار بيئي: وهو اقتصاد الدولة المستقرة. في المستقبل سوف يتم تخفيض سكان الارض تدريجيا الى  مستوى يمكن ادامتهم بالزراعة العضوية.
  الى جانب التعليم والمكانة الافضل للنساء فإن هذه الاجراءات تشمل ضمان اجتماعي تقدمه الدولة لكبار السن وتوفير المياه للمساكن وتقديم الخدمات الصحية للجدميع والغاء عمالة الاطفال وتنمية اقتصادية عامة.
حين تحصل النساء على تعليم اعلى ومكانة اجتماعية اعلى ووظائف خارج المنزل لن يجبرن على القيام بدور ماكنات انتاج الاطفال .سوف تأخذ النساء اماكنهن الى جانب الرجل في مناصب مسؤولة.
وعندما يتوقف ويستقر النمو السكاني يبدأ الانخفاض تدريجيا الى مستوى يمكن ادامته، عندها يسهل القضاء على الفقر وتوفير بنى تحتية كافية .
في الدول الصناعية سوف يتم تخفيض معدل استهلاك الفرد الواحد. لن تصبح البضائع المادية وسائل للمنافسة الاجتماعية . سوف يساهم التعليم العام مع وسائل  الاعلام مع المؤسسات الدينية لتعزيزالوعي بأن (الاستهلاك المفرط) شيء غير لائق وضد المجتمع.وسيصبح ركوب دراجة هوائية اكثر رواجا من ركوب سيارة طالما ان ذلك سيساهم في انقاذ البيئة الارضية. وسوف يتناقص  استخدام الوقود الاحفوري (النفط والغاز) حتى يتوقف اخيرا.وسوف يتم ذلك بفرض ضرائب عالية على هذا الوقود. سوف يلجأ العالم الى الطاقة المتجددة البديلة مثل الطاقة الشمسية في شمال افريقية والامريكيتين واسيا واستراليا.
وكلما امكن سوف يزرع الغذاء محليا ويخفض استهلاك اللحوم كثيرا لتقصير سلسلة الغذاء لتجنب اطلاق غازات الزراعة المحمية الحاوية على النتروجين في الفضاء. سوف ينتج اشكال جديدة من الغذاء مثلا انتاج بروتين عالي القيمة من طحالب البحر.
سوف تنتهي مؤسسة الحرب وهكذا تطلق القوى الانتاجية لاهداف بناءة اكثر، سوف تزداد المعونات للدول النامية .وعندها تعيش شعوب الأرض  في مجتمعات محدودة العدد ، ليس في رفاهية مفرطة ولكن سيكون الغذاء والطب والتعليم متوفرا وكذلك الوظائف، و  تسود القيم النبيلة التي افتقدناها في المجتمع الاستهلاكي.

السيناريو الرابع: الحكومة الكونية
يحلم  الكاتب بأن تكون الامم المتحدة بعد اصلاحها حكومة فدرالية لكافة الدول وهي التي تحتكر الجيش العالمي واستخدام الاسلحة الثقيلة وسوف يحظر كل انتاج لاسلحة دمار شامل . وسوف توجه وسائل الاعلام والمدارس والمؤسسات الدينية لضمان ولاء مواطني العالم للانسانية جمعاء وليس لاقطار منفصلة,.ستحكم محكمة العدل الدولية بالقضايا الخاصة بالدول والافراد، ومن ينتهك القانون من السياسيين المحليين سوف يعتقل من قبل  الجيش الدولي ويحاكم في المحكمة الجنائية الدولية .

الخاتمة
رغم ان المشاكل التي تواجه القرن الواحد والعشرين حادة وصعبة ولكن لها حلول كما رأينا في سيناريو 3 و 4 . ولكن القوى الكبرى اليوم والتي تهيمن على الحكومات والاعلام تعارض بشدة هذه الحلول لأنها تستفيد من بقاء الاوضاع كما هي، وهذه القوى هي السبب الرئيسي لعدم التوصل الى حلول لمشاكل العالم ولكن في النهاية ينبغي ان يوحد الناس قواهم وقدراتهم لاختيار العالم الذي يريدونه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق