"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

29‏/5‏/2012

وقعت الواقعة: قيام دول الطوائف

كتبت عشرات المواضيع حول مايجري من حولنا، وكانت كل المعطيات تقود الى نبوءة واحدة أجد أننا على مشارف تحققها: تقسيم دولنا الى كانتونات طائفية (جربوها في العراق ونجحوا بامتياز) ثم تقسيم المنطقة كلها الى فسطاطين : سني بقيادة تركيا ودول الخليج ومن خلفهم امريكا والصهيونية العالمية، وشيعي بقيادة ايران ومعها سوريا وجزء من لبنان . والهدف هو القضاء على العروبة اولا ، بتدمير دول الحضارة الكبيرة في المنطقة ذات الجيوش الكبيرة، وتقسيمها شعبا ووطنا الى كانتونات طائفية متشرذمة، ثم تدمير الاسلام بالتقاتل بين مذاهبه. سوف يقود الغرب الاستعماري الفسطاط السني لقتال الفسطاط الشيعي وحين ينتهي من تدمير هذا يعود على  دويلات الطوائف  لتدميرها واحكام السيطرة عليها وعلى مواردها لقرن قادم على الأقل.
الآن يصطف كل من اعتبر نفسه سابقا (عروبيا) و(ثوريا) و(تقدميا) الخ في الصف  السني مع دول كانت توصف بأنها (عميلة
للاستعمار) و(متخلفة) و(رجعية) واكثر من ذلك الاصطفاف مع اعدائنا التقليديين: امريكا والصهيونية والناتو من اجل (نصرة المذهب السني) ضد (المذهب الشيعي)، وفي المقابل تقود ايران الشيعة العرب في هذه الدولة او تلك والذين لحسن حظها يتواجدون في خريطتنا العربية حول آبار النفط والغاز، بحجة (نصرة المذهب الشيعي).
الاصطفاف بأمر أمريكا والصهيونية العالمية بلغ ذروته، في ما يسمى الربيع العربي (واسمه في خططهم تحقيق  الشرق الأوسط الكبير) وهو في واقع الأمر تحويل الدول العربية العلمانية الى دول تحكمها احزاب دينية (العراق - ليبيا - سوريا - مصر - اليمن - تونس). وهذه هي الخطوة التي تسبق الحرب الأخيرة بين الفسطاطين.
انظروا ماحدث في مصر مؤخرا. شيء يثير سخرية المتأمل: وصل الى المرحلة الاخيرة من الانتخابات طرفان لا علاقة لهما بالثورة (اذا كان ماحدث في مصر هو ثورة حقا): الاخوان المسلمون  والفلول (كما يسمي المصريون جماعة مبارك). كان صعود احمد شفيق المفاجيء شيئا غريبا في عيون الكثيرين ولكن الواقع ان الذي دفعه الى الواجهة هم أقباط مصر بعد ان تسلموا رسائل على هواتفهم النقالة من رجال دينهم، وذلك خوفا من تولي الاخوان المسلمين حكم البلاد. وأقباط مصر، كمّ لا يستهان به فهم الاكثر عددا بين المسيحيين في كل دولة عربية، وربما يصل الرقم الى 8 ملايين، واذا كان شفيق قد حصل على اكثر من خمسة ملايين صوت ، فتأكدوا ان 90% من هذه الاصوات كانت من الكتلة المسيحية التي تصرفت كوحدة واحدة  بواعز من الكنيسة. لا اتحدث هنا بدون دليل.
إذن ذهب الشعب المصري ليضع اصواته في صناديق الانتخاب فيما قيل انها اول انتخابات نزيهة وديمقراطية في مصر، ليس بدوافع ثورية وانما طائفية. من انتخب هو المسجد والكنيسة. هذا هو الاصطفاف المصري.
كل المعارك والفتن والقتل الذي يجري حاليا على الارض في اي مكان في بلادنا العربية هو اقتتال بين الطوائف. لم يعد القتال بين محتل ومقاومة، بين غزاة ومواطنين ، بين مستبدين ومستضعفين ، وانما بين طوائف الشعب ومذاهبه. المسلمون يقتلون بعضهم بعضا، والعرب يقتلون بعضهم بعضا.

من المنتصر ياترى؟

هناك 6 تعليقات:

  1. سيدتي عشتار
    لو توذنون وتؤذنون ونصرخ وتصرخون بأعلى أصواتنا وأصواتكم وبأدلة مادية ووثائق حقيقية حتى يبح وينحسر صوتنا وصوتكم سيقال لنا ولكم وبلا مبلاة : ألخ ألخ ألخ نفس نظرية المؤامرة وأسطوانتكم المشروخة التي تغنوها لنا منذ مئة سنة الى الأن.
    وسنقولها لهم سنبقى نرددها ونكشف حقائقها وصحة كلامنا حتى تصدقوننا وتستحوا من أنفسكم وتنصروها على أعدائها وتكونون العصى التي توقف عجلة مؤامراتهم فتدور عجلة الزمن كما أكتشفها أبن خلدون في زمن كانت الحضارة العربية الأسلامية في قِمَة التأريخ ونعود لها ونعيد للحضارات الأنسانية روحها وعظمتها مع تقدمها المادي والعلمي.
    ويكون ونكون نحن المنتصرون بأذن الله سبحانه حضارة عربية شرقية مشعة ومعطائة وليست عنصرية منطوية طماعة .
    أختي عشتار بين النهرين نحن مَن سينتصر ونحن المنتصر
    أخوكم محمود النعيمي

    ردحذف
  2. ابو ذر العربي29 مايو 2012 في 9:41 ص

    تحليل دقيق مؤقت مرحلي لا بد من الاعتراف به وبواقعيته و لا بد من لدورة الحياة الا ان تدور وقد تاخذ وقتا اما قصيرا حسب القوى الفاعلة المضادة وقدرتها على التغلب على هذة الحالة او طويلة اذا كانت القوى المضادة ساكنة وغير فاعلة
    ان قوى الامة المجاهدة تقف بين الفسطاطين فهي ترفض الاصطفاف الطائقي سواء كان هنا او هناك وترفض من جهة اخرى الوقوف والاصطفاف مع قتل العروبة وتغييبها
    ولهذا نرى ان الموقف الصعب والطريق ملىء بالاشواك والحفر العميقة والمعيقات امام هذا الطريق الثالث ولهذا لا بد من الثبات والعمل الدؤوب من كل من يسير في هذا النهج لتقصير المسافة الفاصلة بين انهيار الطوائفية و انبعاث العروبة الثورية من جديد
    واعتقد ان في الامة الان من يحمل بحق قيادة هذا الاتجاه العروبي الاسلامي الاصيل وفي جميع الاقطار
    فابناء البعث المجاهدين مع مجاميع المجاهدين العرب والمسلمين وشرفاء الامة الاحرار كثر في هذا الواقع
    فان كانت الصورة قاتمة في واجهتها الامامية فان في خلفها حركة دائمة ونشاط لا يرى على السطح الا قليلا وهي حركة طبيعية ومنطقية ما دامت كل قوى الاعداء تحارب بمصالحها الخاصة ضد الامة وتلتقي على اسقاطها
    فالامة الحية هي الامة التي يكثر اعداءها وليست الامة الميته والقوى الحية في الامة مشرقة ومنتصرة قريبا باذن الله
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  3. ابو ذر العربي29 مايو 2012 في 9:54 ص

    ست عشتار المحترمة
    في تحليلك الرائع للواقع العربي واصطفافاته الخاطئة ارى ان تقسيم الامة الى فسطاطين هي نوع من البعد عن التحليل العلمي للحال العربي فهناك قوى حية ثالثة وربما رابعة تصارع من اجل ان تكون هي في مقدمة الصورة
    واعتقد انها هي قوى الامة الحقيقية التي تحاول القوتان المدعومتان اعلاميا وماديا تغييبها
    والا ما معني القوة الثالثة في انتخابات مصر بقيادة السيد حمدين صباحي وتحالفاته؟
    هذه القوة اعتقد انها لا تملك مالا او اعلاما كمثل القوتان التان سبقتها واعتقد انه قادرة اذا ما استخدمت ادواتها بذكاء من ان تكون هي القوى الاولى وفي وقت قريب
    لان الفلول والاخوان ستعيدان انتاج نظام لا يرضي الجمهور وستنكشف الاوراق من جديد وستعود دورة المقاومة مرة اخرى
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  4. راحو العرب بالرجلين كمايقول المثل الشعبي
    وصرنة مثل الاطرش بالزفة وحزصرنا في بيوتنا وزماعدنا نرى اطراف اصابعنا لكثرة القنابل المسيلة للدموع التي تغير الوان الحقائق ووصلنا الى درجة الاستسلام وأخذنا نقول (خليها على اللّه)

    ردحذف
  5. المنتصر يا سيدتي هو الكيان الصهيوني الغاصب، لأن غالبية أمتنا امتهنت الجهل والغباوة. فبعد أن قسمنا المحتل إلى دول ودويلات، صار كل شيخ يجلس فوق حقول نفط أميراً وملكاً، وصارت الخيانة هي مقياس الحق، وصارت ازدواجية المعايير هي سمة العصر. وصرنا نعيش عصر المهازل الذي يتحدث فيه حكام الخليج عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وهم لا يعرفون الديمقراطية ولا الحرية ولا حقوق الإنسان!
    المخطط واحد، وليتهمني البعض بأني من مؤيدي نظرية المؤامرة: حين تقوم الأنظمة في وطننا على أساس الدين بل والطائفة، وتنقسم الأمة بين الشيعي والسني، ويصطف البشر خلف الطائفة، فإنهم بهذا، ولجهلهم وغباوتهم وخيانة بعضهم، يبررون للعدو الصهيوني أن يسمي دولته بالدولة اليهودية ما دام البعض يريد سوريا أو مصر دولة للسنة والعراق دولة للشيعة وهلم جراً... فلا يمكننا بعد ذلك أن نرفض أن تكون "إسرائيل" دولة لليهود حين تكون دولنا دول طوائف.
    هذا هو الخطر الذي يحيق بنا ونحن غافلون ولا نفهم، يقودنا غليون والمالكي غيرهم من خونة الأمة والقضية!

    ردحذف
  6. عشتار ممكن سؤال
    ليش احمد شفيق ????

    ردحذف