نداء الواجب: ميدان العباسية في القاهرة

لفت انتباهنا الأخ (كلنا جنود) في تعليق له على موضوع (أرهابي  النرويج ونداء الواجب) ، وتذكيرا بما يجري منذ أيام في ميدان العباسية في العاصمة المصرية من اصطدامات وقتل واصابات، الى مايلي:

 هذه صورة من لعبة فيديو كنت شاهدتها منذ عام 2008 او 2009 تقريبا بعنوان Call of the Duty

 تدور احداثها فى ميدان العباسية بمصر ومكتوب على الجدران يسقط الطاغية مبارك

 وقد شاهد العالم امس الجمعة ما حدث فى العباسية من مجزرة بين الشعب المصرى وقوات طنطاوى وبلطجيته فهل من تفسير لذلك اختنا عشتار؟  
**
اخي الفاضل..لا  استطيع أن أقدم لك جوابا شافيا، ولكن ارهابي النرويج كان يتفرج على سلسلة ألعاب (نداء الواجب) هذه، ويبدو انها شائعة ورائجة والإقبال عليها مهول. وهي من انتاج شركة انفنيتي وارد InfinityWard وهي شركة فرع للشركة الأم اكتيفشن Activision التي اشترت اسهمها ربما بسبب رواج هذه اللعبة. وهناك احصائية أوردها على سبيل المثال للأرباح التي تجنيها الشركة من هذه الالعاب:
لعبة (نداء الواجب : العمليات السرية)
اطلقت في 9 تشرين ثاني 2010
خلال 24 ساعة باعت الشركة اكثر من خمسة ملايين ونصف نسخة: منها اكثر من 4 ملايين في الولايات المتحدة ومليون ونصف في بريطانيا . وخلال 6 اسابيع ربحت الشركة بليون دولار من المبيعات. في 3 آب 2011 اعلنت الشركة انها باعت  اكثر من 25 مليون نسخة في انحاء العالم.
فهل هناك صناعة تجعلك تكسب في 6 اسابيع بليون دولار؟
ويكفي ان يلقي القاريء نظرة على نسبة مشاهدة فيلمي فيديو دعائي على يوتيوب للعبة التي اشار اليها الأخ (كلنا جنود) والتي تصور منطقة العباسية في مصر، نجد أن احدهما نال  8,893,336 وعدد تعليقات يصل الى 14,482 ، وكانت مشاهدة العرض الآخر للفيديو الدعائي 4,231,578 وعدد التعليقات المتحمسة 10,107
ومن المعلوم ان نفس الفيديو معروض في اكثر من صفحة على اليوتيوب، فكل من يعجب به يحمله على صفحته ليستقطب ملايين المشاهدين. ومعلوم ان كل هذه الألعاب تمجد جرائم الحرب الأمريكية في غزواتها لشعوبنا. فهل رأيتم غسيل مخ أشد بياضا من هذا ؟
بالنسبة للعبة ميدان العباسية وهي المسماة (نداء الواجب: 4) فالمعلومات عنها مايلي:
اطلقت في 5 تشرين ثاني 2007 وقصتها تدور في نطاق الحرب بين امريكا واوربا وحلفاء روس ضد متشددين روس وثوار في (الشرق الاوسط) وتشمل منطقتها الجغرافية : الشرق الاوسط واذربيجان وروسيا .

الشخصيات الطيبة البطلة التي يمكن ان تلعب أدوارها هي:
عريف ماكتافيش من القوات الخاصة البريطانية ساس
العريف بول جاكسون من المارينز الامريكي في الشرق الاوسط
الملازم برايس ضابط في ساس
ياسر الفلاني رئيس جمهورية دولة شرق اوسطية
مهندس امريكي يتحكم في الصور التلفازية الحرارية على متن طائرة قتالية
عنصر من ساس مكافح للارهاب يخترق طائرة مخطوفة

شخصيات العدو الشريرة (التي ينبغي ان تنتصر عليها) هي:
عمران زاخاييف : قائد حزب قومي متطرف روسي
 فكتور زخاييف ابن عمران  عضو بارز في الحزب القومي المتطرف
 خالد الأسد : قائد قوات ثورية في الشرق الاوسط
(حسنا ، هل لاحظتم من هو  الطيب ومن هو الشرير؟ الشرير سواء روسيا كان ام عربيا هو مسلم في كل الأحوال)

مصدر المعلومات هنا

هذا ما يلعبه ملايين البشر صغارا وكبارا من كل الأجناس ويتحمسون له، الخطير هو اننا كعرب ومسلمين وشرقيين وعالم ثالث نلعب هذه الألعاب ، ويدمن عليها أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، وأحسن هدية يقدمها الآباء لأبنائهم لتدريبهم على (الرجولة) هي لعبة اتاري او لعبة فيديو، واذا لم تتوفر في البيت لا يمانع الأب من منح ابنه النقود مهددا اياه "هاي للعب الفيديو جيم مو لأي شيء آخر. تروح تلعب وترجع للبيت" وهل بعد هذا نسأل أنفسنا : لماذا تستمر الحروب؟ ومن يغذيها؟ ولماذا نركع للغزاة؟ ولماذا نقاتل بعضنا البعض؟ ومن يحفزنا على ذلك؟ وأين تعلمنا القتل؟ ومن غرز في عقولنا أننا حشرات صالحة للسحق وأمريكا القادرة التي لا تقهر هي رب الكون؟ 

**

ملاحظة أخي (كلنا جنود) بالنسبة لظهور (يسقط الطاغية مبارك) على جدران اللعبة التي اطلقت في 2007، سألت فيها مصريا يعمل في مجال الجرافيك، فقال ان هذه اضيفت لاحقا بعد الثورة في مصر من بعض اللاعبين المصريين من هواة الفوتوشوب والقادرين على عمل تحرير لإطارات الصور في الفيلم. ولكنه أضاف ان من فعل ذلك اخطأ في أنه اضافها الى جدران اللعبة وهي تجري في بعض مراحلها في الصومال وليس في مصر. ومنها هذه الصورة:

وقد كان ذلك مثار تندر، ولكن لماذا السخرية؟اصبحنا  كلنا صومال.

**

فيلم دعائي للعبة ميدان العباسية:

وملاحظة أخيرة: ربما اختيار بعض المصريين للتجمع في ميدان العباسية كان صدى في عقلهم الباطن، لهذه اللعبة طالما انهم يعرفونها ويلعبونها منذ 2007 ، وربما من يسمونهم  (البلطجية) هم مجرد عيال مغسولي الدماغ ممن كانوا يهربون من المدارس الى محلات الفيديو جيم للتدرب على القتال في هذه الألعاب.