"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/5‏/2012

ومن الرقص ما قتل!!

احتفت مواقع عربية وعراقية بخبر جندي المارينز رومان باكا الذي قاتل اهل الفلوجة لمدة 8 أشهر ثم عاد الآن الى اربيل لتعليم ابناءها الرقص. والخبر يقول:
خدم رومان باكا، ثماني سنوات في صفوف سلاح مشاة البحرية الأمريكي، قضى منها ثمانية أشهر في مدينة الفلوجة بغرب العراق بين عامي 2005 و2006. وعاد «باكا» في الآونة الأخيرة إلى العراق، في مهمة جديدة مختلفة تماما، هي كسب ود أبناء الجيل الجديد في العراق من خلال فن الباليه.
و«باكا» راقص محترف للباليه، وكان خلال وجوده في العراق عضوًا في فريق دعم العمليات القتالية في الفلوجة. وأصيب «باكا» بعد عودته إلى الولايات المتحدة بالاكتئاب والقلق والغضب، لكنه أسس فرقة للباليه انضمت في وقت لاحق إلى فرقة أخرى في مانهاتن لبدء مشروع لتدريب شبان وفتيات من أربيل وكركوك على أشكال مختلفة للتعبير.(بقية الخبر هنا)
وطريقة تقديم الخبر توحي بأن العريف باكا تأثر من القتل والتدمير في الفلوجة وانه ندم على ما فعله وأراد ان يتقرب من العراقيين ويكفر عن ذنبه بطريقة اكثر رقة من القتل. وعلى هذا استقبل القراء في تلك المواقع هذا الخبر، ولكن لم اجد موقعا يبحث عن خلفية الرجل واسباب رجوعه الى العراق وما إذا كان قد ندم فعلا او اكتأب بسبب دمار الفلوجة وأهلها.
الواقع مختلف تماما. فالرجل يؤدي مهمة (عسكرية) مرة حاملا السلاح المدمر مع وزارة الدفاع الأمريكية وثانيا حاملا نوتات الموسيقى مع وزارة الخارجية الأمريكية في مهمة يعتبرها مستمرة، وإن بأقنعة مختلفة. بل أنه يعود الى العراق في الواقع تحت  اسم جمعية (خيرية) اسمها (المهمة مستمرة) ومعروف ماهي المهمة المستمرة: إغتصاب الشعب العراقي مرة باحتلال الأرض ومرة باحتلال العقل والقلب. وفي هذا الفيديو ترونه يرتدي قميصا يحمل شعار  المنظمة (المهمة مستمرة The Mission continues)

وقد تشارك ايضا مع فرقة باليه تسمى Battery dance company وتعتبر اداة من ادوات وزارة الخارجية الأمريكية وماتقوم به تسميه الوزارة (دبلوماسية ثقافية). وفي الواقع أن مهمته في أربيل وكركوك ترعاها السفارة الأمريكية وقنصليتها في أربيل. الراقص القاتل باكا ألف فرقة في عام 2007 حتى يستطيع التربح من الرقص على جثث العراقيين والأفغان اسمها Exit 12  وفي اربيل اختارت القنصلية الأمريكية له 30 شابا وشابة بعمر 17-22 (سن التجنيد كما اشار احد المواقع الذي اورد الخبر) ووزعت عليهم قمصان مكتوب عليها اسم (العملية) وهو (التواصل بالرقص Dancing to Connect) وفي شرح اهدافها على موقعها يقول "سوف تظل الفرقة وفية لخدمة قدماء الجنود من خلال رواية قصصهم وخبارتهم بواسطة الرقص". أي أن قصص الرقصات هي لتخليد وتبرير جرائم الجيش الأمريكي في العراق.
مع 2 من طلابه الأكراد. لاحظوا انه يرتدي قميصا يوضح انه مارينز تفاخرا بماهيته
العريف باكا يعمل في خدمة بلاده سواء على وقع المدافع او انغام الموسيقى، وفي سيرة حياته انه تخرج من مدرسة باليه ومع ذلك انضم الى الجيش "ليكون رجلا"، ولا ادري كيف يمكن لمن درس الموسيقى والباليه وارتقى بمشاعره الى أرقى مستوى، أن يمارس جرائم قتل وحشية ليثبت رجولته. وبعد ان قتل ودمر في الفلوجة ، لم يندم او يكتئب ولم يتمرد على الجيش او ينظم ندوات ضد الحرب، كما قد يوحي لنا كتاب الاخبار العربية وانما بعد انتهاء مهمته في الفلوجة في 2006 استمر في الخدمة حتى 2008، بل انه اسس الفرقة الراقصة وهو مازال في الخدمة ورقص بها في احتفالات عسكرية سواء على ظهور المدمرات وحاملات الطائرات أو في المعسكرات. يعود الآن الى العراق ليستكمل المهمة. وفي سبيل ذلك ينشر أكاذيبه على وسائل الاعلام. مثلا قوله في الخبر في الصحيفة المصرية المشار اليه في اول الموضوع "كان القلق يساورنا بخصوص الاختلاط بين الشبان والفتيات.. لا بين المتدريبن فحسب، بل بينهم وبين المدربين أيضاً. معلم الرقص يجب أن يؤدي أقصى ما يمكن من التدريبات العملية. لكننا نعاملنا معهم ببطء وبالتدريج.. اللمس والتفاعل بين الشاب والفتاة.. وتقبل المتدربون ذلك إلى حد معين وعندما كانوا لا يشعرون بالارتياح كانونا يقولون ذلك وكنا نمضي قدما». وقد ذكر مخاوفه هذه (صعوبة اختلاط وتلامس ايدي الشبان والشابات في العراق ) في كل الحوارات التي قدمها في الصحافة والاعلام، وكأنه قام بإنجاز هائل في (تحرير) الشباب العراقي من (تخلفه) متناسيا أنه يرقص في اربيل حيث الشبان الاكراد يتوارثون رقص الدبكة جيلا بعد جيل وفيها تتلامس ايدي الرجال والنساء بدون ادنى حرج، وانه ذاهب لتعليم الباليه في العراق حيث كانت هناك منذ  اربعين سنة (ولا ادري اذا مازالت) مدرسة للموسيقى والباليه  خرجت اجيالا من البنات والاولاد .

هناك 3 تعليقات:

  1. احتلال الارض يبدأ من احتلال العقل !!

    ردحذف
  2. ابو ذر العربي4 مايو 2012 في 10:14 ص

    يبدو انهم اي المحتلين وقادتهم قد قراوا المثل العربي "اكسر واجبر"
    فهم قد كسروا العراق وقطعوا ايديه وارجله والان بداوا بتجبيره عن طريق نفس وايدي الذين كسروا عظامه
    ولم يدر بخلدهم ان شعب العراق العظيم ومقاومته البطلة عصي على الكسر وان جيشهم الغازي قد كسر نفسيا ولن ينجو من كسرتهم مهما حاولوا اللعب في الوقت الضائع
    فالامة التي انجبت الشهداء وعلى طريق الشهداء ستنتصر وستحتفل بنصر الله القريب "الا ان نصر الله لقريب"
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  3. ابو ذر العربي4 مايو 2012 في 10:15 ص

    ارجو تصحيح الاية "الا ان نصر الله قريب"
    وشكرا

    ردحذف