"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

6‏/4‏/2012

فاحشة الحرب War Porn - الجزء 3

الجزء الثاني هنا
بقلم: بيبي اسكوبار
ترجمة: عشتار العراقية
 ليبيا كانت معرض فظاعات فواحش الحرب - كاملة مع لمسة التعامل الذي كان سائدا ايام الامبراطورية الرومانية: استعراض واهانة رئيس البلاد المهزومة في الشوارع قبل اعدامه، وكلها معروضة على يوتيوب.
 بالمناسبة، هذا هو بالضبط ما اعلنته هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية في زيارة خاطفة لطرابلس قبل اقل من 48 ساعة قبل الواقعة: ينبغي "قتل او اعتقال" القذافي . ثم حين شاهدت ذلك على شاشة البلاك بري خاصتها لم يكن رد فعلها اقل من لفظ الإعجاب "واو"!

من لحظة فرض قرار الامم المتحدة بحظر الطيران فوق ليبيا تحت غطاء (مسؤولية الحماية)، اصبح ذلك ضوءا اخضر لتغيير النظام. كانت الخطة (أ) هي اعتقال وقتل القذافي - على نمط الاغتيالات المستهدفة في افغانستان، وهي السياسة الرسمية لادارة اوباما. ولم تكن هناك خطة (ب).
قال اوباما ان موت القذافي يعني تأكيد "هيمنة القيادة الامريكية في العالم" كان هذا مثل تعبير "وصلنا اليه we got him" (صدى اعتقال صدام من قبل ادارة بوش) 
وكان هناك جائزة اضافية، حتى رغم ان واشنطن لم تدفع اقل من 80% من تكاليف العمليات (حوالي 2 بليون دولار) وهي مثل مصاريف جيب، مع هذا مازال من السخافة القول "فعلناها" لأن البيت الابيض اصرّ دائما ان هذه لم تكن حربا وانما شيئا "عملياتيا" آخر، ولم يكن الامريكان على رأس القيادة.
  السذج فقط هم من يصدقون بروباغندا الناتو حول (مسؤولية الحماية)، في حين ان القصف بأكثر من  40 الف قنبلة دمر البنى التحتية في ليبيا واعادها الى العصر الحجري، وكان أشبه  باعادة (الصدمة والترويع) بالحركة البطيئة.
 ممارسة (مسؤولية الحماية) كانت مثل جنس آمن، وكان (المجتمع الدولي) هو الواقي الذكري (الكوندوم).
المجتمع الدولي كما يعلم الجميع يتألف من واشنطن وبضعة اعضاء في حلف الناتو والحكام (الديمقراطيين) في قطر والامارات اضافة الى آل سعود من وراء الستار، ودول الاتحاد الاوربي التي كانت حتى آخر لحظة تتمسح بأذيال القذافي، ثم انقلبت فورا على نفسها بخطابات حول حكم "المهرج" لمدة 42 سنة .
اما بالنسبة لمفهوم القانون الدولي، فقد ترك مرميا في المجاري (على الاقل حظي صدام بمحاكمة مزيفة قبل تنفيذ الحكم المسبق) وقد انتقل عرض فيلم الإعدام ايضا الى يوتيوب . اما اسامة بن لادن فقد قضي عليه، بطريقة الاغتيال (ليس هناك فيلم له على يوتيوب- والكثير لا يصدقون القصة). مصير القذافي كان مرحلة أبعد، مزيجا من حرب جوية واغتيال.
سوريا: من هم سادة وضحايا الحرب الإعلامية؟
سوريا تنويع آخر من روايات فواحش الحرب: اذا لم تستطع الحصول على (مسؤولية الحماية) فبركها.
وكل هذا كتب منذ وقت طويل. في عام 1997 حددت "دورية الكلية الحربية الامريكية" مااسمته "مستقبل الحروب" بتعريف هو "الصراع بين سادة المعلومات وضحايا المعلومات". كانوا على ثقة من "اننا فعلا سادة الحرب الاعلامية. هوليوود هي "تمهيد لميدان القتال" .. المعلومات تدمر الوظائف والثقافات التقليدية. انها تغري وتخون ولكنها تبقى عصية .. ومهارتنا في التعامل مع المعلومات سوف تمكننا من البقاء والتفوق على كل الثقافات الهرمية. إن المجتمعات التي تخشى او لا تستطيع ادارة تدفق المعلومات لن تستطيع المنافسة. ربما تتمكن من إتقان ما يلزم من تكنولوجية لمشاهدة أشرطة الفيديو، ولكننا نحن الذين سنكتب  النصوص، وننتجها لهم، ونجمع الريع. إبداعنا  مدمر".  
إن حرب المعلومات لا علاقة لها بالأمور الجيوسياسية ابدا. فهي مثل الانتاج الهوليوودي، ينبغي ان تولد من العواطف البدائية "الكره والغيرة والجشع، وليس من الستراتيجية"
وقد كتب سيناريو سوريا بالضبط بهذه الطريقة. وكأنه تطبيق لتكتيكات (حرب المعلومات) الخاصة بالكلية الحربية . لم يكن للحكومة السورية فرصة الوقوف  ضد اولئك الذين يكتبون السيناريو وينتجونه ويجمعون الريع.
على سبيل المثال، المعارضة المسلحة او مايسمى "الجيش السوري الحر" (وهو كوكتيل من المنشقين والانتهازيين والجهاديين والمرتزقة الاجانب) جاءوا بالصحفيين الغربيين الى حمص واصروا على ان يكون مرورهم، في اوضاع شديدة الخطورة ، عبر لبنان، بدلا من القيام بذلك عن طريق الهلال الاحمر. كان هذا بمثابة كتابة سيناريو ل"ممر انساني" مفروض اجنبيا يؤدي الى حمص. مجرد مسرحية هابطة، او فيلم فاحش حربي يسوّق على انه دراما هوليوودية.
المشكلة هي ان الرأي العام الغربي اصبح رهينة هذا النوع من الحرب الاعلامية. دع عنك حتى التفكير في امكانية اجراء مفاوضات سلمية بين الاطراف. مايتبقى هو حبكة ثنائية "الاخيار ضد الاشرار" حيث ينبغي تدمير " الشرير الاكبر" مهما كلف ذلك (وخاصة وفوق كل شيء إذا كانت زوجته متكبرة ومتعالية تعشق التسوق )
(ملاحظة من عندي: اشارة الى ما سرب على انه رسائل بريدية تكشف أن السيدة اسماء الأسد تتسوق من باريس بمبالغ مهولة في حين ان شعبها هلكان وجوعان- تنويعة على قصة ماري انطوانيت والكيك بدلا من الخبز)


يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق