"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/4‏/2012

تنشيط الأذهان في قضية كوفان -10

الحلقة التاسعة هنا
تحليل : عشتار العراقية
اتهام الغرب الصهيوني للرئيس صدام حسين بالعلاقة بالإرهاب، لم يكن بطبيعة الحال بسبب ارتباطات بالقاعدة وهي المنظمة الوهمية التي اخترعوها، وانما كان يقصد بالإرهاب حسب القاموس الصهيوني "المقاومة الفلسطينية". نتذكر أن الرئيس صدام كان لايتوانى عن رعاية اسر الشهداء الفلسطينيين. وكان هذا في عرف العدو تشجيعا ودعما للإرهاب. من أجل هذا تصدر المحافظون الجدد المتصهينون منذ التسعينيات لتحضير وتمهيد الأجواء للتخلص من القائد صدام حسين. ولم يتخلف سيثنا وهو المرتبط بسيده وليام شنايدر احد المحافظين الجدد (وسيثنا نفسه من المحافظين الجدد انظر اسم في قاعدة بيانات المحافظين الجدد في اوربا) عن مهاجمة صدام حسين في صحيفة الاكسبريس بزعم استخدامه اموال النفط مقابل الغذاء لتمويل الفلسطينيين بدلا من العراقيين . (في مقالة بعنوان - كيف يترك صدام اطفاله يعانون- مايكل ثيودولو في الاكسبريس 16 شباط 2001). هذا كان الخطاب السائد الذي ينشره العملاء في الخارج بتوجيه من السي آي أي وقسم الحرب النفسية في البنتاغون عبر شركات وواجهات ومنظمات مثل ريندون التي خصصنا لها الحلقات السابقة.
فرضوا الحصار لمدة 12 سنة وفي اثناء ذلك استخدموا كل  اسلحة الدمار الشامل لتدمير العراق والعراقيين : اليورانيوم المنضب، لنشر السرطانات القاتلة وتشويه الاجنة والتأثير على الجينات، الاسلحة البيولوجية بتخريب البنى التحتية لنشر الأمراض المعدية بسبب طفح المجاري وانعدام الماء النظيف، منع الأدوية الحيوية، نشر سوء التغذية، تخريب الزراعة ، قتل الأغنام ، تخريب محطات الكهرباء والسدود الخ ، ثم بعد ذلك ، نشر الخطاب الذي يقول ان صدام هو الذي ينشر الفقر والمرض والجوع.
أحمد الجلبي كان الواجهة العراقية لمصنع الأكاذيب، وقد جمع حوله زبالة البشر لمساعدته في ذلك. كان له معاونان يأكلان وينامان لديه اينما حل وارتحل. الأول فرنسيس بروك وهو مسيحي متصهين ومتطرف يعتقد أن الشيطان قد تجسد في شخص صدام حسين ولابد من القضاء عليه حتى لو استوجب الأمر قتل العراقيين عن بكرة أبيهم.
 يقول  في حوار مع مجلة نيويوركر "لدي دافع ديني لما افعله. ارى العراق مثل جار لي والانجيل يقول حين يكون جارك في حفرة فالرب يريدك ان تساعده " (نيويوركر 6 تموز 2004) وبروك يعتقد ان صدام حسين شر ينبغي استخدام اقسى الوسائل للتخلص منه "سوف ادعم التخلص من صدام حتى لو قتلنا كل فرد عراقي من اجل هذا الهدف انا اؤمن بالشر والخير وذلك الرجل هو شر خالص وينبغي تدميره. إني اؤمن بالمسيح وفي البعث والخلود حتى لو مات كل العراقيين فسوف يعيشون في الاخرة ولكن الشيطان البشري ينبغي ان يرحل مهما تكن النتائج " المصدر
فرنسيس بروك وخلفه يظهر زاب سيثنا بالنظارات

هذا هو الذراع الأيمن للجلبي، والذراع الآخر هو زاب سيثنا الذي يحب ان ينظر اليه الناس وهو يوزع اكاذيبه وبروباغندا السي آي أي بشأن العراق على انه "مناضل من أجل الحرية Freedom Fighter" المصدر.
نعم نوع المناضل الذي يتحول بقدرة قادر الى مستثمر شرس في التهام كعكة العراق. شيء غريب حدث في تحول زاب سيثنا من اعلامي يعمل مع شركة رندون في اقامة اذاعات ومحطات تلفزيونية للكويتيين اولا ثم للأكراد، الى ملقن أكاذيب للمنشقين العراقيين، الى متحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي (حزب الجلبي) الى مستشار صحفي له، الى عضو مسلح في ميليشيا الجلبي، الى كبير مستشاري الجلبي كما وصفته صحيفة آسيا تايمز في تقريرها هنا بتاريخ 30 نيسان 2003  من مقابلة معه في نادي الصيد حيث تمركز الجلبي في اول دخوله بغداد على ظهور الأباتشي و الذي قالت فيه (زاب سيثنا المتحدث الباكستاني الاصل وكبير مستشاري الجلبي يقول ان المؤتمر الوطني العراقي لديه اكثر من 2000 فرد ميليشيا وهناك اعداد جديدة تتوافد بالالاف. هناك شرطان لتكون عضوا في المؤتمر ينبغي ان تكون ضد نظام صدام حسين وينبغي ان تكون مؤيدا للديمقراطية"
ولكن بعض طالبي الانضمام يشعرون بالتردد حول الحركة ومقاصده. هاشم وهو مصور حاول ان يجد عملا في المؤتمر الوطني العراقي منذ 3 ايام بدون جدوى يقول ان المؤتمر يختار الذكور الاقوياء بدنيا وانه لا يفرق بين الشرفاء واللصوص.)  .
(ملاحظة مني: بل ربما يفضلون اللصوص)
قبل ذلك بشهر بالضبط، كان زاب سيثنا والجلبي وكل العصابة في شمال العراق في انتظار ساعة الصفر وخلو الجو للهبوط الى بغداد، وفي اثناء ذلك الانتظار كانوا مستمرين في دس سموم البروباغندا وفي نشر الأكاذيب. من تقرير صحفي في 29 مارس 2003  يقول في استهلاله (عرب ينتمون الى القاعدة تعمل في النجف وكربلاء حسب المؤتمر الوطني العراقي وان هناك اتفاقا بين اسامة بن لادن وصدام حسين للسماح للقاعدة بالسيطرة على المناطق التي تستطيع الدفاع عنها.
 زاب سيثنا عضو في المؤتمر الوطني العراقي ومقره في شمال العراق يقول " لقد ابلغنا اليوم من قبل مصدر في المخابرات العراقية في بغداد ان عربا غير عراقيين مرتبطين بالقاعدة يعملون في هذه المناطق. واضاف "النجف وكربلاء هي اكثر الاماكن المقدسة في العالم بالنسبة للشيعة وهي تحت التهديد بالتدمير من قبل جماعة بن لادن التي تعارض بعنف الاسلام الشيعي بنفس قوة معارضتها لامريكا. "نحن قلقون حول امان المدنيين الشيعة والمراقد المقدسة الشيعية في هذين المكانين" وقال ان المصدر المخابراتي في بغداد طالما زودهم بمعلومات موثوق بها ولها مصداقية في الماضي. وهناك لجنة رباعية بضمنها الجلبي تعمل في شمال العراق لتنظيم القوات المعارضة والتنسيق مع التحالف) (المصدر) .
لاحظوا ان حكاية القاعدة في العراق لم يبدأ البنتاغون في ترويجها بكثافة الا بعد تنامي المقاومة العراقية في 2004 و2005. ولاحظوا مسألة (خوفه) على المراقد  الشيعية وتذكروا  تفجير مراقد سامراء في 2006، هل كان يقرأ الطالع أم انه يمهد الطريق مبكرا لبذر الفتنة حسب خطة أجهزة المخابرات التي تقف وراء سيثنا والجلبي؟
ثم يقفز الى منصب مستشار نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون سياسة الطاقة.. وذلك حين اصبح الجلبي نائب رئيس وزراء ووكيل وزارة النفط (المصدر)، من أين جاء بخبرة استشارية النفط والطاقة؟ ليس في تاريخه الذي استعرضناه ما يدعم ذلك، وكل الأمر أنه ذراع من أذرع الجلبي وحامل اسراره ، ولابد ان يكون قريبا منه في كل مساعيه لتدمير العراق ونهبه.
يقول عضو سابق في المؤتمر الموطني العراقي "الجلبي لايريد زملاء وانما مرؤوسين. وهو يفضل ان يأتي بأجانب لايستطيعون العمل مستقلين عنه. مثلا زاب سثينا الامريكي الباكستاني الاصل وفرانسيس بروك وهو مسيحي متطرف." (المصدر)
دانيال سبيكهارد
وهذه المعلومة مهمة جدا، اذا كان حقا أن الجلبي يفضل مرؤوسين لايستطيعون العمل مستقلين عنه، لأن زاب سيثنا كما بدا في الظاهر قد استقل عنه في 2007 حين تحول بقدرة قادر خفي الى مستثمر مالي ومصرفي، والمسائل المصرفية كما نعلم هي شغلة الجلبي، من بتراء الأردن الى وزارة المالية العراقية (بتعيين قريبه) الى المصرف التجاري العراقي (الذي رأسه قريب آخر له) والذي يتحكم في كل اموال العراق بعد الإحتلال. فهل كان استقلالا عن الجلبي؟ أم واجهة اخرى له؟ وهل الشركة المالية التي أقامها سيثنا واستولت مؤخرا على البصرة، وأحد شركائه السفير الأمريكي اليهودي دانيال سبيكهارد الذي كان مسؤولا عن اعمال (اعادة الاعمار) في العراق منذ عام 2005 ثم قام بأعمال السفارة الأمريكية بعد بريمر وكانت له علاقات ممتازة مع الجلبي ايام توليه منصب نائب رئيس الوزراء، وحين كان سيثنا مستشاره للطاقة؟ هل كل هذا كان بتخطيط أم صدفة؟ لاشيء يأتي صدفة مع الضباع.
ولماذا البصرة؟ هل هو احتلال ايراني لأهم مفاصل البصرة بواجهة جلبية؟ 

كل هذا يأتيكم في الحلقة المثيرة القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق