"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/3‏/2012

العدالة الأمريكية: حين يكون القاتل أمريكيا فالحكم حسب لون الضحية !!

صاحب الصورة نيكولاس هورنر، جندي خدم في العراق 3 مرات، وحين عاد الى مدينته (ألتونا) في الولايات المتحدة ، قام بمحاولة سرقة مطعم سابواي وقتل اثناء السرقة والهروب اثنين من الامريكان وجرح ثالثا. كان ذلك في 2009 ، ودافع محاموه بأنه معذور لأنه يعاني من كآبة مابعد الحرب، خطية شاف الكثير في العراق، قتلى وجرحى ومتفجرات، ثم ان الادوية التي يتعاطاها ومضادات الكآبة تجعله في حالة غير طبيعية ولهذا لم تكن لديه نية مقصودة للقتل (رغم انه خرج حاملا مسدسه). كان يريد تناول ساندويتش من سابواي بدون ان يدفع فلوس. شكو بيها اذا كان بطلا من ابطال تدميرالعراق؟

بعد كل هذه السنوات صدر الحكم عليه امس بأنه مذنب يستحق العقوبة القصوى وهي اما الاعدام او المؤبد بدون افراج.
هذا عدل، أليس كذلك؟ لانقاش. ولكن تعالوا شوفوا تعليقات قراء الصحيفة المحلية الخاصة بتلك المدينة والتي نشرت خبر الحكم عليه. احد القراء وجد ان اعتكاف المحلفين للتداول لمدة 5 ساعات قبل اصدار الحكم كان وقتا اطول من اللازم، وكان يكفي 5 دقائق. آخر يقترح بدلا من التنفيذ وصرف الفلوس في ذلك ، أن يترك في وسط ميدان ويبلغ الاهالي بوجوده هناك وهم يتكفلون به. وآخرون يسخرون من حكاية كآبة مابعد الحرب، التي اصبحت حجة المجرمين. الخبر والتعليقات هنا.
قارنوا هذه الحالة مع قتلة مجزرة حديثة التي راح ضحيتها 24 طفلا وامرأة لا ذنب لهم، ومع ذلك افرج عن القتلة جميعا، لأنهم كانوا يعانون نفسيا من الكآبة بعد مقتل زميل لهم في نفس المنطقة. ثم انظروا التعاطف الأمريكي مع قاتل 17 من اطفال ونساء الافغان. وعلى أكثر احتمال انه لن يعاقب الا بطرده من الجيش او تنزيل رتبته وثلاثة شهور حبس.
العبرة الأولى في القصة هي نوع العدالة الأمريكية : ان الحكم يتراوح حسب لون القاتل، ولون الضحية. أما العدد فلا يهم. واحد مثل مائة. إذا قتل امريكيا واحدا، ينال اقصى عقوبة ولكن اذا قتل 24 عراقيا، فهذه مسألة فيها نظر.
العبرة الثانية في القصة: ياترى هذا الجندي الحرامي القاتل لأهل بلدته، ماذا فعل في العراق ليروي تعطشه للدماء؟
العبرة الثالثة: هؤلاء هم "الابطال" الأمريكان الذي دأب ضخامة الفطيس ودولة التعيس تقديم الشكر والامتنان لهم، امريكا لا تملك سوى اللصوص والسفاحين لارسالهم لتدمير الشعوب الآمنة. هل تذكرون كم كان العراقيون يشتكون من سرقات تحصل لهم اثناء  المداهمات التي يقوم بها هؤلاء؟
**
كل هذا نعرفه عن العدالة الأمريكية وقد رأينا شواهد كثيرة، ولكن احتقاري ينصب انصبابا على من لايزال يعتقد أن أمريكا تمثل شيئا غير ماهي فعلا عليه: دولة عنصرية، شريرة، همجية، جشعة، عنيفة، ظالمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق