"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/3‏/2012

وهل مات بابا گرگر؟

تعودنا أن نتبادل التعازي بفقدان شخص عزيز على قلوبنا 
أما اليوم فالتعزية مستحقة لكيان أخر عزيز على قلوب كل العراقيين وبشكل خاص كوادر القطاع النفطي والأخص فيهم ممن عملوا في القطاع الأستخراجي وبالتحديد النشامى في عمليات نفط الشمال. 
أذكر أنه في خلال السبعينات زارنا وكيل وزارة النفط (السوفيتي) وطلب أن ننظم له زيارة الى كركوك أثارت أستغرابنا لأن تعاوننا معهم كان منحصرا أنذاك في منطقة الرميلة!
فقال ردا على استغرابنا أنه لا يود الزيارة للمدينة أو حقل كركوك فحسب بل أنه يرغب بالسجود أمام نصب عملاق لا مثيل له في العالم!!
وكان ذلك هو البئر رقم 1 في بابا كركر ضمن حقل كركوك العملاق والذي تم حفره في 27 تشرين الأول عام 1927 وكان باكورة عمليات الحفر لشركة نفط العراق ! 
خبر وردنا اليوم من خلال تقرير نشره موقع ( تقرير العراق النفطي) ورد فيه صورة اليمة للبئر مع أشارة الى أنه قد تم غلقه وسور بسياج وأولي عليه التراب في قبره الأخير بعد عمر قضاه بالعطاء الغزير والوفير لشعب العراق دام ما يقرب من 85 سنة وتحقق من جرائه مال وفير! لا بل يستحق أن يكون مزارا عسى ولعل أن يرزقنا الله بأمثاله. 
لا تتوفر الأرقام الدقيقة لدي ولكني أجزم بأن أنتاج البئر لوحده تجاوز خلال بعض سنوات عمره مائة ألف برميل يوميا أي ما يزيد عن أنتاج بعض الحقول لا بل أنتاج بعض الدول النفطية !
حبذا لو قام أحد خبرائنا ممن عملوا في شركة نفط الشمال بتوثيق عطاء هذا البئر وتحديد ما تم أنتاجه على مدى عمره ال 85 عاما. 
وكما وخسر العراق عددا من خيرة خبرائه وكوادره لأسباب عدة فأن خسارة بابا كركر 1 تقع في مقدمة تلك الكوكبة التي فقدها العراق. 
الا يستحق أن نقيم له مجلسا للعزاء ونعتبره رمزا وطنيا !! 
أنا لله وأنا اليه راجعون
عصام الجلبي
30 أذار 2012
عمان

هناك تعليق واحد: