"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/3‏/2012

تنشيط الأذهان في قضية كوفان -2


الجزء الأول هنا
 في هذا الجزء من التحقيق اترجم لكم مقدمة عن مشروع تحويل سجن بوكا الى فندق.
ترجمة عشتار العراقية
الأصل هنا
عند اقتراب الضيوف من فندق (بوابة البصرة) في جنوب العراق فإنهم يخترقون ارضاً تغطيها القمامة و النفطُ الخام المتسرب، و لدى وصولهم إلى الفندق ترحب بهم عوارض كونكريتية مبعثرة، واكياس رمل واسلاك شائكة وعلى باب الفندق، بدلا من البواب، يقف حارسٍ مسلح.  يبتسم لهم و يسحب لفائفَ من الأسلاك الشائكة كي يفتح لهم البوابة الأمامية لهذا الفندق غيرِ المعقول الذي استخدم أصلا سجنا أميركيا يحمل اسم معسكر بوكا، ذا السمعةِ السيئة بين العراقيين.


واحدة من الجهود الوليدة للشركات العراقية هي الاستفادة التجارية الجيدة من مئات القواعد العسكرية الامريكية التي تخلوا عنها مؤخرا وهي عادة مبان مقفرة عبارة عن اشكال منفرة من الكونكريت على حدود المدن.
وتأمل شركة كوفان المسؤولة عن الموقع بإغراء اصحاب  ومدراء شركات النفط وخدماته التي تعمل في الحقول القريبة لاستخدام الفندق, حيث الليلة مقابل 190 دولار في الليلة والحجز مقدما.
يقول رئيس شركة كوفان ميثم الأسدي " حلمنا ان نحول هذا المكان الى واحة تجارية . انها مسألة وقت"
مشروع الشركة كما مع الشركات الاخرى التي احتلت القواعد الامريكية يعتمد على مئات التريلات  السكنية التي تركها الجيش الامريكي والتي تسمى تشو CHU  وهي اختصار وحدات الحاويات السكنية وكانت سابقا ثكنات الحراس. وقد قام عمال كوفان بتركيب اعمال سباكة (حمامات) داخلها (لأن الحمامات في المعسكرات تكون خارج التريلات- ملاحظة من عندي) لتحويل الحاوية الى غرف فندقية.
وعدا هذا التطوير فإن السجن يظل على حاله ، فارغا بشكل يثير الرعب والرياح تصفر بين ابراج الحراسة القديمة. 


وسوف يقوم الجيش الاميركي بتسليم كل المعسكرات للحكومة العراقية في نهاية العام (المقالة مكتوبة في 3 كانون اول 2011) ولن يحتفظ الامريكان الا بحوالي 6 قواعد من بين 505 قاعدة. (وين الانسحاب اذن؟). معظمها تحول الى قواعد للجيش العراقي مع بعض الاستثناءات . وقصر صدام حسين عند مجمع قاعدة فكتوري قرب بغداد والذي سبق ان  استخدمه الجنرالات الامريكان قد يتحول على 
سبيل المثال الى مركز مؤتمرات.
حصلت شركة كوفان على معسكر بوكا من الحكومة العراقية عن طريق المزاد (؟) وفي ذهنها انشاء فندق ومركز لوجستي ومنطقة تخزين لصناعة النفط. للوهلة الاولى  بالكاد يكون الموقع مبشرا، فهو  مشهد بانورامي من مصدات للعواصف محاط  بأسلاك شائكة تشبه  بقدر ما  السجن في خليج غوانتانامو في كوبا، ووظيفته السابقة كانت مماثلة. رغم ذلك فقد افتتح الفندق في 24 تشرين ثاني مع افتتاح مؤتمر للنفط والغاز في البصرة . ويقول عمار لطيف المدير العام لبوابة البصرة ان ضيوفه يحبون "طبقات المصدات الترابية المتعددة" الى جوانب الجدران الاخرى.
التحول رمزي يمثل رؤية متفائلة بشكل خاص يحملها بعض رجال الاعمال لما يمكن ان يكون عليه العراق بعد الانسحاب الامريكي رغم التوترات الطائفية والعنف المستمر. يقولون ان العراق في وضع الانتقال السريع من الحرب الى ازدهار نفطي ذي ابعاد تاريخية سوف ينعش الاقتصاد ويولد فرصا استثنائية للشركات التي تصل قبل غيرها.
وفيما ينسحب الجيش فإن شركات الخدمات النفطية مثل هاليبرتون وبيكر هيوز وشلومبرغر وويذرفورج انترناشنال تقوم بتوسيع عملياتها أملا في النمو الاقتصادي. وقد  افتتحت جنرال الكتريك ثلاثة مقرات في العراق خلال شهر تشرين ثاني قبل شهر من مغادرة اخر جندي امريكي.
وفي السجن الامريكي السابق على سبيل المثال تفكر شركات النفط بتأجير مكان دائم لموظفيها حسب شركة كوفان.
يقول  السيد لطيف "شركة ايكسون تحب معسكر بوكا. وقد زار ممثلوهم المكان عدة مرات لتفحص الترتيبات الامنية وهم يأخذون بنظر الاعتبار الاسلاك الشائكة والجدران الكونكريتية ويهتفون " اوه ممتاز"
في نهاية الأمر مازالت الحالة الأمنية في العراق من السوء بحيث يبدو سجن سابق مغريا بشكله الفندقي الحالي. وقد حجز فيه 150 شخصية ادارية من الشركات النفطية التي جاءت لاستكشاف الفرص في جنوب العراق في المؤتمر الذي عقد في الشهر الماضي . وكان يوم الافتتاح صعبا، لأن بعض الضيوف الذين حجزوا ترتيبات السكن من خلال منظمي المؤتمر لم تكن لديهم فكرة عن كون المكان سجنا سابقا، حتى وصلت بهم السيارة الى بوابته التي فتحها لهم حارس مسلح. ويقول لؤي الملائكة نائب رئيس مجموعة كوفان "اشتكى الناس ولم نستطع تحقيق مستوى كبير من ارضائهم لاسباب واضحة" منها انفجار اعمال السباكة الجديدة داخل الغرف. ويقول الملائكة " غادر الوفد السويدي بسرعة وقد انزعاجا من السكن في فندق مرعب"
ويقول متعهد الطعام الاسترالي اندرو كويل"نحاول ان نخلق جوا بيتيا" 
وتخطط شركة كوفان لاعادة افتتاح زنازين المساجين لاستقبال العمال من جنوب آسيا الذين يعملون في حقول النفط. ويقول لطيف "لا نسميها خيام السجن الان وانما سكن عالي الكثافة قليل التكلفة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق