"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/2‏/2012

من قتل تشي؟ ومن قتل القذافي؟

كتاب جديد بعنوان "من قتل تشي؟ وكيف فلتت سي آي أي بجريمتها" وقد أضفت الى عنوان الموضوع (ومن قتل القذافي) لأن التشابه صاعق في ظروف القتل. كيف لم ننتبه الى ذلك من قبل؟
ترجمة مختصرة : عشتار العراقية
الأصل هنا وهنا
الكتاب ألفه محاميان امريكيان هما مايكل ستيفن سمث وهو محام في نيويرك وعضو هيئة مركز الحقوق الدستورية ومايكل راتنر وهو الرئيس الفخري لمركز الحقوق الدستوية في نيويورك ورئيس سابق لنقابة المحامين الاميركيين.
 والمؤلفان يتهمان - استنادا الى وثائق سرية لم تنشر من قبل - وكالة المخابرات المركزية بلعب دور حاسم في المقتل. وان العملية كلها رسمت في البيت الابيض على يد والت وتمان روستو مستشار الأمن القومي في عهد جونسون والسي آي أي وكانت المنظمة الاخيرة قد اصبحت شبه عسكرية، وكانت الكذبة هي ان البوليفيين هم الذين اعتقلوا وقتلوا تشي، وأن امريكا لم تكن تستطيع فعل شيء لمنع هذا. والآن يتضح ان السي آي أي هي التي كانت وراء ذلك. ولد غيفارا في الارجنتين عام 1928 وبرز بصفته احد قادة الثورة الكوبية في 1959 التي اطاحت بالحاكم باتستا عميل الولايات المتحدة. وبعد فترة من شغله منصبا في الحكومة الجديدة الكوبية رجع الى الاحراش للاستمرار في نشاطه الثوري في أماكن اخرى من العالم. في 1965 قد قاد عملية سرية كوبية لمساعدة وتدريب الثوار في الكونغو مستوحيا باتريس لومومبا اول قائد منتخب ديمقراطيا لما يعرف الان جمهورية الكونغو الديمقراطية والذي قتل بمساعدة من الولايات المتحدة . بعد الكونغو ذهب الى بوليفيا لمساعدة ثورة ضد الحكومة المدعومة امريكيا. وهناك اعتقل في 8 تشرين اول 1967 وقتل في اليوم الثاني، وكما يكشف الكتاب بدور مهم لعبته السي آي أي.
آمي غودمان صاحبة موقع واذاعة الديمقراطية الان في حوار مع المؤلفين:
آمي غودمان : مايكل ستيفن سمث، ماذا علمت بالضبط؟
مايكل سمث: ظهرت مؤخرا الكثير من المعلومات . منها اربع سير حياة ممتازة لتشي غيفارا، والوثائق التي قام  مايكل (المؤلف الاخر) بمبادرة للحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات، وتشكل الوثائق نصف كتابنا. وكان خطاب الحكومة الأمريكية هو ان البوليفيين قاموا بالاعتقال والقتل، وان الامريكان لم يستطيعوا القيام بشيء للحيلولة عن ذلك . (عشتار: تذكروا نفس الخطاب فيما يتعلق بإعدام صدام حسين او مقتل القذافي مثلا، وبالنسبة لمقتل الأخير ستلاحظون تشابها صاعقا في طريقة القتل وعرض الجثمان) وهذه كذبة. العملية كلها تم التخطيط لها في البيت الابيض من قبل والت وتمان روستو والسي آي أي كانت قد اصبحت منظمة شبه عسكرية وقد قيل لهم "سوف نعطيكم الخطوط العريضة لما تفعلونه ولكن لا تخبروا الرئيس لأننا لا نريد احراجه " وكانت التوجيهات "امسكوا تشي". وقد اقتبسنا من هورخيه كاستانييدا الدبلوماسي والمؤرخ المكسيكي الذي كتب احدى هذه السير قوله انه حاور غوستافو فيلولدو الذي قال له "حين هبطتُ من الطائرة في لاباث وذهبت الى القصر لمقابلة بارينتوس الدكتاتور المنصب  امريكيا، "قال لبارينتوس "سوف نجهزك بكل ما تحتاجه من اجل الامساك بتشي. وحين تفعلون ذلك نريده مقتولا" فأجابه بارينتوس "اعطيك تعهدي كرئيس بوليفيا اننا حين نمسك به سوف نقتله"
وكانت السي آي أي قد حاولت قبل ذلك قتل تشي وحاولت قتل كاسترو 602 مرة . قتلوا لومومبا وقام عنصر من السي آي أي بوضع لومومبا في صندوق السيارة واستعرضه . انها شركة للقتل . لماذا ؟ من اجل تغيير الانظمة.
أمي غودمان: كيف عرفتم ان السي آي أي متورطة ؟
مايكل راتنر: من الوثائق التي حصلنا عليها ، احداها من والت وتمان روستو الذي كان مستشار الامن القومي للرئيس جونسون . قال ان كل الوثائق التي كان يرسلها الى جونسون كانت من السي آي أي وهي تقول "نريد طبعات الاصابع (المقصود الدليل) . نعتقد ان تشي فعل هذا وفعل ذاك".

ويقول روستو ان القتل غباء ، ولكن حين تقرأ مذكرة روستو تدرك ان الشيء الاول الذي كانت تريده الولايات المتحدة هو قتل تشي، لأنه بذلك تنتهي الحماسة الثورية في امريكا اللاتينية والعالم.

مايكل ستيفن سمث: تورط امريكا: طريقة ادارة تنظيم المؤتمر الصحفي. غوستافو فيلولدو وغلاف الكتاب يصوره في لوحة فنية الى جانب جثمان تشي، ولكن هناك صورة ابيض واسود تظهر فيلولدو واقفا خلف جثمان تشي بعد اعدامه.
فيلولدو الأول من اليمين

فيلولدو كان  ابن كوبي شديد الثراء حيث كان لديهم مصنع جنرال موتورز وكانت لديهم مزرعة من 100 الف هكتار ولكنه فقد كل شيء بالثورة. وهكذا ذهب للعمل مع  السي آي أي وكان يدير في بوليفيا عمليات السي آي أي. حين اعدم تشي، اخذوا جسده وربطوه في دعامة مروحية وطاروا به الى مدينة اكبر هي فاليغراند


ووضعوا جسده في سرداب مستشفى على لوح اسمنت، ورتبوا للصحافة ان تدخل وتصور تشي الميت. وكان هذا غلطة كبيرة. ولكن فيلولدو وقف خلفا تشي ايحاءا بالانتصار. ثم بعد المؤتمر الصحفي قطعوا يدي تشي وارسلوها الى مقر السي آي أي في فرجينيا. ولكن الذي حدث ان جريمة قتله جاءت بأثر مغاير، فقد اصبح رمزا ثوريا في انحاء العالم جيلا بعد جيل.
 **
كرروا نفس الغلط في اغتيال القذافي. تعرفون القاتل المتسلسل حين يرتكب الجرائم بنفس الطريقة ويترك نفس المؤشرات. قارنوا بين الصورتين، حتى طريقة تعرية نصف الجسم، واللوحة المسجى عليها كأنها هي نفسها.

هناك 7 تعليقات:

  1. التقاطة رائعة وبارعة سيدتي
    فعلا كل الحيثيات تتشابه، سواء في القتل أو في عرض الجثة..
    ربما يكون المجرم واحداً ولو بعد عقود.
    أحيي ذكاءك وبراعتك والتقاطاتك اللماحة..

    ردحذف
  2. قاتل غبي يكرر نفس الاسلوب حتى بعد حوالي 40 سنة.

    ردحذف
  3. قصدت بقولي: ربما يكون المجرم واحداً، الإشارة إلى وكالة المخابرات المركزية، وليس شخص القاتل، ففي حالة القذافي، شاهدنا الرعاع وهي تغتاله، ولكننا في حالة جيفارا لم نشاهد القاتل ولكننا نعرفه جيدا.

    ردحذف
  4. وانا ايضا اقصد المخابرات الامريكية بكلمة القاتل. وفي كلا الجريمتين كان المنفذ افراد من الشعب ولكن المحرض والمدبر الحقيقي خارج كادر الصورة.

    ردحذف
  5. رغم اوجه الشبه بين الجريمتين اجدني مضطرا الى ان اسجل تحفضي على المقارنة.
    نعم, القاتل واحد والجريمة واحدة. ولكن هناك فرق شاسع بين الضحيتين.
    من غير المنصف مقارنة القذافي بجيفارا. جيفارا عاش بطلا ومات بطلا. لم يستمد بطولته من بشاعة اغتياله او خسة قاتليه. لافرق ان كان قاتله ملائكة السماء او المخابرات الامريكية.
    القذافي نال تعاطف البعض بسبب بشاعة اغتياله وخسة قاتليه. لو انه قتل على يد فلاح بسيط او ثائر حقيقي لما اسف على موته احد.
    جيفارا ترك السلطة والرخاء من اجل الثورة. القذافي ترك الثورة من اجل السلطة والرخاء.
    ان تلطخ يد المخابرات الامريكية بدماء الشعوب وانقلابها على عملائها لايجعل باي شكل من الاشكال الدكتاتور بطلا ثائرا.
    انهم قتلة ومجرمون جميعا. تقاتلوا عندما تقاطعت مصالحهم. وانتصر المجرم الاكثر بشاعة وبطشا (وربما الاكثر ذكاءا ايضا).

    تحياتي
    أمير المدمنين

    ردحذف
  6. نحن هنا نقارن بين اسلوب القتل لدى مجرم واحد ولا نقارن بين صفات الضحايا. ومع ذلك هناك صفة تجمع الضحيتين: أن امريكا لا تريدهما على وجه الأرض. وبشاعة القتل جاءت من ان امريكا ارادت بهذا الاسلوب ارسال رسالة: في حالة غيفارا ، لبث اليأس في صفوف المقاومة والثورات الشعبية، وليصبح امثولة لكل من يقف في وجه امريكا. في حالة القذافي ارادت به تخويف وارهاب بقية الحكام المستهدفين وخاصةالأسد. ولو تلاحظ كل التعليقات التي صدرت من مسؤولين امريكان، كانت تتوقع ان يتعظ بشار الاسد من مصير القذافي فيسلم بسهولة.

    ردحذف
  7. العزيزة عشتار سلامي و تحياتي اليك و الى كل الاساتذة و الاخوات و الاخوة و التحية الى أخي العزيز المحترم أمير المدمنين مع كل الاحترام و التقدير لرايك و تحفظك الا ان عداء امريكا للقذافي او لاي حاكم اخر أو لاية شخصية يجعلنا نفكر ملياً و نراجع و ندقق في معلوماتنا عنه قبل أن نكون حكماً حوله. فعداء امريكا و حملتها ضد احد او جهة ما كثيرا ما يسبقه و يرافقه حملة شيطنة واسعة النطاق. بالتأكيد هنالك فرق كبير بين الثائر الزاهد جيفارا و الحاكم الديكتاتور القذافي و بالتأكيد للقذافي أخطائه لكن اعتباره مجرماً مستحقاً للقتل و الانتقاد و الذم كأمريكا ذلك يا أخي ما لا أتفق معك عليه. ليس التعاطف مع القذافي سببه طريقة القتل البشعة التي حدثت له و انما لانه ظهر مستقلاً بلا حلفاء منذ ان بدأت سلسلة الاحداث في ليبيا في بداية عام 2011 و لأن خصومه و معارضيه نالوا ما نالوا من الدعم واسع النطاق من الولايات المتحدة و حلفائها و عملائها في المنطقة. ان واحدة من أهم نقاط ضعف السيد بشار الاسد من وجهة النظر الشعبية هو عدم استقلاليته التامة و حصوله على دعم متواصل و قوي من العدو الايراني ، بالرغم من أن موقفه بوجه السياسات الغربية و الصهيونية المعادية يستحق الدعم. خالص تقديري و احترامي و محبتي للجميع

    ردحذف