"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/2‏/2012

ماهو دور القاعدة في سوريا؟- 3

تحليل: عشتار العراقية
قبل ليبيا قامت (ثورتان) سلميتان في تونس ومصر، انتهت برحيل رئيسين كانا عميلين لأمريكا. كان أسرع رحيل، وقد حدث ذلك لأن أمريكا أمرتهما بالرحيل، مع وعد بالحفاظ عليهما. بن علي وعائلته وجدوا ملاذا آمنا، وفي مصر هناك محكمة هزلية صورية، حيث يأتي المتهم نائما على سرير، ولو كانت محكمة حقيقية وكان المريض حقيقيا لتأجلت المحاكمة حتى يبرأ المريض، لأن هذه هي العدالة الحقيقية. لايمكن محاكمة مريض لا يستطيع النهوض من السرير.
كان سبب (سرعة) انجاز ثورتي تونس ومصر هو خلق صورة لثورة رومانسية تصنعها الجماهير بكل سلمية، لشحذ أذهان الجماهير العربية أن الثورة ممكنة. كان المطلوب اطلاق احتجاجات والبقية على الناتو وعلى الطائرات بدون طيار وعلى القوات الخاصة الغربية والعربية وعلى الأموال الخليجية، وعلى فرق الموت الجاهزة. في اعتقادي لم تكن تونس ومصر مقصودتين في تلك المرحلة الا لتقديم نماذج خادعة عن ثورة شعبية عارمة يمكنها ان تطيح بالطغاة في اسبوعين، لأن تونس ومصر لايملكان مصادر طاقة مثل غيرهما من الدول الغنية، وكانتا قد خرجتا اصلا من الصراع العربي- الصهيوني، وكانت جيوشهما ملحقة تدريبا وتمويلا وتسليحا بالمعسكر الأمريكي، وكانت سياساتهما الخارجية تدور في الفلك  الأمريكي، وربما لسبب جغرافي وهو أنهما يحيطان بليبيا.
كانت العين على ليبيا وعلى سوريا ثم على ايران وهي الهدف الأقصى.

تجربة عسكرية جديدة في قلب نظام الحكم في ليبيا:
كانت ليبيا تجربة جديدة في تغيير نظام الحكم : ليس بانقلاب عسكري ولا ثورة شعبية شاملة ولا احتلال عسكري صريح كما جرى في أفغانستان او العراق وانما:
1- بافتعال (احتجاجات شعبية) 
2- وانشقاقات محدودة من مسؤولين ليبيين، 
3- وتدخل أجنبي لحماية (المدنيين) بواسطة مناطق حظر طيران وقصف جوي مركز لتدمير قدرات ليبيا وجيشها وشل حركته، أي تقديم غطاء جوي للقوات المذكورة في رقم 4
4-  تغلغل قوات خاصة (عربية وغربية) ومرتزقة على الأرض (في اماكن اخرى يطلق عليهم القاعدة)
5- بمساعدة تكنولوجيا غربية متطورة 
6- مع تمويل عربي، وتسخير الجامعة العربية والاعتراف المبكر بالمعارضة صنيعة الغرب.
7- وهجمة إعلامية شرسة.
يمكن اختصار كل هذه الخلطة بأنها: تغيير نظام الحكم وتدمير قدرات البلاد والقضاء على جيشها بافتعال حرب أهلية بين الموالين لبلادهم والموالين للغرب، على ان يقوم الغرب والعرب بدعم وتسليح وتمويل الطرف الموالي للغرب.  
كان مقتل القذافي الوحشي مدبرا ومقصودا لإلقاء الذعر في قلب حاكم آخر دوره قادم هو بشار الأسد.
نتيجة ليبيا: فوضى - دولة فاشلة - تدمير قدراتها وتحضرها واعادتها الى الوراء- حرب اهلية وتطهير عرقي ومناطقي (يتطلب ذلك دائما وجود فرق الموت المسماة القاعدة) - نهب نفطها - القضاء على اقتصادها- اقامة قواعد عسكرية اجنبية - إزالة حكم علماني واقامة حكم اسلامي متطرف بديلا عنه (تحقيقا لمخطط المحافظين الجدد في حرب دينية وصراع حضارات سوف تكون هي الحرب النهائية). 
باختصار تم تحقيق نفس النتائج التي تحققت في افغانستان والعراق بدون تكلفة الاحتلال البري المباشر.
 **
لماذا سيختلف سيناريو سوريا؟ 
ولماذا انكر الغرب والإعلام الاحتلالي وجود القاعدة في ليبيا؟
ولماذا يؤكد الغرب أن القاعدة موجودة في سوريا؟

الجزء الرابع هنا

هناك 3 تعليقات:

  1. كانت القاعدة في ليبيا لها الدور الاكبر في الساحه وبمسانده الناتو وتم التكتيم على وجودها او بالاحرى كانت حليف ...
    لماذا في سوريا يتم التركيز على وجودها والنظام السوري كان قد اكد وجود القاعدة مثلما فعل النظام الليبي ...
    ياريت تحلينا هذا اللغز

    ردحذف
  2. كانت المسألة مثل لغز بالنسبة لي ايضا، وللكثيرين في الشرق والغرب، ولكن وانا اكتب هذه الحلقات اي افكر بصوت عال، طكت الحقيقة في دماغي.

    انتظر الحلقة الرابعة

    ردحذف
  3. تحية الى الأخت عشتار و الى جميع القراء بالغار،

    وصلنا الى الجزء الثالث من موضوع "ماهو دور القاعدة في سوريا؟" و لحد الآن، أرى ان التحليل منطقي و نحن بانتظار البقية.
    بودي ان اساهم بوجة نظر في ذات الموضوع، لا سيما و اني "أعيش" هذه الأحداث مثلكم.

    قد يتساءل المرء عن مدى "عفوية" هذه "الثورات الشعبية" في الشرق الأوسط و
    شمال افريقيا وعن كيفية تسارع الأحداث (لا سيما في تونس و مصر) بنفس
    الوتيرة: الدور الحاسم الذي لعبه الجيش في كل من تونس و مصر، و وتحرك وسائل
    الإعلام الدولية، والصمت النسبي للولايات المتحدة، والتكرار السريع لنفس
    السيناريو :
    من الفيس بوك، فالمظاهرات، فتدخل الجيش للحسم لصالح المتظاهرين، الى سقوط
    رأس النظام...

    و في هذا السياق، كشفت بعض المصادر المستقلة أن الشباب الذين حركوا
    المسيرات السلمية في تونس و مصر كانوا على اتصال وثيق بمؤسسات مثل "فريدوم هاوس"
    أو "بيت الحرية" التي تمولها واشنطن من أجل احداث تغييرات سياسية في
    الشرق الأسط و شمال افريقيا "تتماشى مع قيم الحرية و الديمقراطية" و كذا مع
    المؤسسة الصربية أوتبور التي أسقطت سلميا نظام سلوبودان ميلوسيفيتش... لقد تم
    تكوين هؤلاء الشباب و تدريبهم على كيفية اتقان و سائل الإتصال الحديثة و
    توظيفها في تعبئة الجماهير و التظاهر السلمي و اختيار الشعارات
    المناسبة: "ارحل"، "الشعب يريد اسقاط النظام"...

    و هناك مؤشرات قوية توحي بأن الولايات المتحدة قد أعدت استراتيجيتها في سرية تامة، بدليل أن حليفتها فرنسا بكل مخابراتها سقطت في الفخ لما أصرت في البداية على مساعدة زين العابدين بن علي في قمع المتظاهرين مما وضعها في موقع جد حرج اضطرت على اثره استبدال كل من وزيرة خارجيتها و طاقم سفارتها في تونس.
    و للتذكير فإن أول مسؤول في العالم كان قد هنأ الشعب التونسي بـ"الثورة المجيدة" هو الرئيس أوباما. عندها فهمت فرنسا و غيرها من القوى الإقليمية أن "عهدا جديدا" قد حل بالمنطقة.

    لكن يبقى سؤال محير: لماذا تخلصت الولايات المتحدة من العميلين المخلصين، بن علي و مبارك ؟
    برأيي الشخصي، ان كلا الرئيسين عجوزين هرمين و ان الوضع الإقتصادي و الإجتماعي في تونس و مصر كان يهدد بالإنفجار. و عليه استبقت الولايات المتحدة الأحداث قبل أن تنفلت منها الأمور و قررت انهاء مهمة الرجلين الذين خدما بإخلاص لعقود طويلة في أجهزة مخابراتها.

    و كما سبق أن كتبتِ يا عشتار، فإن السرعة التي رحل بها بن علي و من بعده مبارك عن السلطة تدل على أن "ماما" أمريكا هي التي أمرتهما بذلك.

    و من يراقب عن كثب تتابع "الثورات العربية" بداية من تونس ثم مصر، ثم ليبيا و وصولا سورية سيلاحظ تدرجا منطقيا:

    1ـ تونس هي أول من دخل الى المخبر الأمريكي باعتبارها أضعف الحلقات:
    ـ التخلص من رأس النظام العميل في تونس "مسألة بسيطة" و لن تكلف قرشا واحدا للميزانية الأمريكية.

    2ـ الوضع مشابه مع مبارك و لكن المهمة في مصر أكثر حساسية بالنظر الى الوزن الإقليمي لهذا لبلد العربي الكبير...

    3ـ أما في ليبيا، فالأمر بدأ يتعقد أكثر و معه يتغير أسلوب المعالجة: لا يمكن إزاحة القذافي بنفس الصيغة التي استعملت بنجاح مع بن علي و مبارك. القذافي ليس "عميلا مخلصا" للولايات المتحدة و لكن "لحسن الحظ" انه معزول اقليميا ولا يملك جيشا نظاميا قويا. و لذلك تم التدخل عسكريا بواسطة الناتو "لدوافع انسانية". و المفارقة ان فرنسا التي ساندت الدكتاتور بن علي حتى سقوطه، حفظت الدرس هذه المرة و لعب ساركوزي و عراب "الثورة الليبية"، "الفيلسوف" برنار هنري ليفي الأدوار الأولى في قلب نظام الحكم في ليبيا بمباركة أوباما و وزيرته هيلاري كلينتون.

    4ـ المحطة السورية في هذا المسلسل الرهيب، و التي مازلنا نعيش أحداثها الى حد الساعة، تبدو أكثر تعقيدا من سابقاتها: الأسد كالقذافي لا يعتبر صديقا للولايات المتحدة، و لكنه على خلافه يتمتع بشبكة من العلاقات الإستراتيجية (حزب الله و إيران اقليميا، روسيا و الصين دوليا). ثم ان سورية تملك جيشا و أنظمة دفاع متطورة نسبيا.
    و هذا ما صعّب من مهمة الولايات المتحدة و وضعها في مأزق ٫..

    فهل سيكون المخرج مثلا باللجوء الى خطة مزدوجة : تكرار "السيناريو العراقي" (الحصار و التجويع أولا قبل الهجوم المباشر) + "السيناريو الليبي" أي مساعدة المعارضة المسلحة بالأموال الخليجية و الدعم الإقليمي التركي و بالإعلام الغربي و الخليجي الخاضع و بالسواعد العربية المتمثلة في الجماعات المسلحة التي تنتمي الى ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة" و مختلف تفرعاتها ؟

    لطفي

    ردحذف