"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

22‏/2‏/2012

ضرب ايران في ايلول 2012

تحليل: عشتار العراقية
الأجواء الآن مهيئة لضرب إيران.
ربما في تحليلات سابقة كتبت اني استبعد ضربة لإيران ونشرت تحليلا لكاتب يقول ان أمريكا دمرت العراق لحماية إيران، وأنها سلمت العراق على طبق من ذهب الى إيران. 
ولكن هل في النهاية أمريكا تشارك إيران اهدافها الستراتيجية؟ هل يلتقي البلدان في الغاية فعلا؟
أحد الأخوة المعلقين على موضوع (ماذا تفعل القاعدة في سوريا-4) قال أن امريكا تريد ان تستخدم ايران لتدمير الدول العربية. ولكن الدول العربية دمرت بعضها البعض! حتى العراق لم تدخل جيوش الغزو والاحتلال من ايران وانما من الكويت، ولم تكن القيادة المركزية الامريكية في طهران وانما في الدوحة، ولم تطر الطائرات الامريكية والبريطانية من طهران وانما من مسقط والمنامة، ولم تمول ايران الغزو وانما فعلت ذلك السعودية. نعم ساعدت قبل ذلك طهران في رعاية وتدريب وتمويل وتسليح المرتزقة والعملاء الذين يحكمون الان، ولكن كذلك فعلت كل الدول العربية المحيطة بالعراق.
والآن من قضى ويقضي على الجمهوريات العربية القومية الكبيرة ؟ ايران ام دول الخليج بزعامة قطر؟ مع من اصطفت دول الخليج؟ مع امريكا والصهيونية ووالناتو وهي تنفذ أهدافهم.
قلت من قبل أن أمريكا واوربا والصهيونية العالمية اتفقوا على جعل العالم العربي فسطاطين (كما كان يقول بن لادن) بعد محو هويته العربية: فسطاط الشيعة متمثلا بايران ومن يحالفها ، وفسطاط السنة متمثلا بالسعودية ودول الخليج وتركيا. وقلت انها بعد ان قضت على العروبة (والعراق نموذجا حيث محي اسم العرب منه تماما سواء في الدستور او في الخطاب الرسمي، وصار العرب فيه مجرد سنة وشيعة) سوف تستخدم مذاهب الاسلام (الذي على عكس العروبة يفرق ولا يجمع) في القضاء على المسلمين وفي اطلاق حروب لا تنتهي بينهم.
الآن يبدو أن الوقت قد حان. تأملوا الدول العربية (العلمانية) والداعية الى العروبة تم القضاء عليها جميعا (بقيت سوريا في حالة احتضار)، وتولى الحكم في كل منها الأخوان المسلمون الذين تحركهم وتمولهم دول الخليج وأمريكا. الآن يبدو العالم العربي (الذي يتكلم اللغة العربية ولكنه لم يعد عربيا) يسوده حكم الأخوان المسلمون وطوائف اسلامية اخرى تتدرج في اعتدالها و تطرفها، وكلها تنضوي تحت الراية الامريكية الخليجية الصهيونية التركية والناتو. وعلى الجانب الآخر تقف إيران وحدها بعد ان تم تحييد سوريا او تكاد.
تأملوا هذا الخبر الذي ربما لم يحظ باهتمام كبير في أوساطنا هنا وكاتبه ستيفن ايمرسون أحد أذرع الموساد في أمريكا من الذين يجعلون مهمتهم تشويه الاسلام والمسلمين ونشر الاسلام فوبيا. في الخبر يندد ويستنكر ان وكالة FBI قد حذفت مؤخرا - بطلب من منظمة اسلامية امريكية مرتبطة بالاخوان المسلمين هي منظمة CAIR- حوالي 1000 موضوع ومقالة ومحاضرة (متطرفة ضد المسلمين) من أرشيفها كان الضباط يستخدمونها لتدريس فرق مراقبة واصطياد المسلمين في امريكا، وهي من نوع (ان الاسلام ليس دينا) وأن (رب الاسلام لا وجود له) و(ان كل المسلمين قتلة وارهابيون)، باعتبار ان هذه المواضيع مهينة للمسلمين. وتعهدت الاف بي آي الا تستخدم بعد اليوم محاضرات لاتوافق عليها المنظمات الاسلامية المعتدلة في امريكا.
 وتذكروا ميقات قتل اسطورة بن لادن وبدء عهد جديد في دعم الاخوان المسلمين لتولي الحكومات العربية (بعد الربيع العربي) . لقد حان الوقت للتخلص من ظاهرة (الاسلام فوبيا)، من أجل القضاء على الإسلام، ليس بتجييش الجيوش كما فعلوا في أفغانستان والعراق، وإنما بجعل المسلمين يقتلون بعضهم البعض وكل ما سوف تفعله قوى الشر الغربية هو دعم مذهب اسلامي ضد آخر، كما جربت ونجحت في ليبيا: اطلاق حرب اهلية ثم دعم طرف ضد آخر بالسلاح والمال والاعلام.

كل هذه تشير الى أن الوقت قد حان لتغيير النظام في إيران، خاصة بعد أن تحولت الدول العربية العلمانية وغيرها الى مجرد (دويلات اسلامية سنية) . ترون اني لا احسب حساب العراق (باعتباره دويلة اسلامية شيعية) لأن العراق انتهى وتشرذم وليس له حساب لا في العير ولا في النفير فهو لن يفيد لا ايران ولا العرب. العرب (وأنا استخدم الوصف بحكم العادة ولكن الوصف هو بالضبط كما ارادت امريكا: السنة) لن يرفعوا السلاح بوجه ايران ولكنهم سوف يدفعون الاموال ويقدمون التسهيلات اللوجستية ويشتركون في حرب اعلامية ضارية.

ماهو السيناريو؟
تذكرون انه منذ فترة طويلة وأمريكا تستخدم في دعاياتها أن القاعدة دخلت في حلف مع ايران. وبين حين وآخر كانت تذكر انها وجدت اسلحة ايرانية في العراق بين ايدي (القاعدة). ثم تطور هذا في هذا العام الى اتهام شخص قيل انه ايراني ثم تبين انه لبناني بمحاولة تفجير السفير السعودي في واشنطن. وكانت حيلة مفضوحة ، ثم قتل بعض العلماء الايرانيين ، واتهمت اسرائيل ولم تنف هذه  الاخيرة التهمة. بل  دارت الدعايات الامريكية والصهيونية ان ايران سوف تنتقم من اسرائيل. وفعلا رأينا تفجيرات في الهند وتايلاند تستهدف رموزا اسرائيلية. وقيل ان الجناة ايرانيون. 
باختصار سوف تسمعون من هنا الى تموز 2012 قضايا من هذا القبيل. لن تلصق التفجيرات القادمة هنا وهناك بمسلمين (سنة) وانما بإيران. 

ماذا في تموز 2012؟
هناك حدث عالمي سوف يجري في بريطانيا، هو اولمبياد لندن.
ويجري منذ الآن تهيئة الجماهير واعدادها ذهنيا ان هناك خشية من أن ايران سوف تفجر الاولمبياد.
"قالت صحيفة 'ديلي ميرور' الجمعة، إن إيران تحالفت مع تنظيم القاعدة وتخطّط معه لشن عملية 'إرهابية' جديدة على غرار هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ووضعتا بريطانيا على رأس لائحة أهدافهما.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر إستخباراتية أن 'إيران درّبت تنظيم القاعدة على إستخدام العبوات الناسفة المتطورة، وتوفّر الملاذ الآمن للإرهابيين من الخارج، وصارت تملك قدرة هائلة على إرسال المهاجمين لارتكاب فظائع ضد الأهداف المطلوبة'.
وأضافت أن بريطانيا تدير عملية ضخمة لجمع المعلومات الإستخبارية في إيران تفوق الآن بكثير ما كان يُعتقد سابقاً، فيما وضعت الولايات المتحدة مكافأة مقدارها 7 ملايين جنيه استرليني ثمناً لرأس زعيم القاعدة في إيران ياسين السوري، جرّاء تزايد قلقها من تنامي العلاقة بين طهران والتنظيم 'الإرهابي'.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر إستخباراتي قوله 'لدى بريطانيا شبكة ضخمة من الجواسيس داخل إيران لأن إرتباط الأخيرة مع القاعدة له آثار وخيمة على المملكة المتحدة ويضعها على رأس لائحة الأهداف المطلوبة'.
وأشارت إلى أن إيران 'تدير أيضاً حملة إغتيالات ضد إسرائيل، بعد أن اتهمت جهاز إستخباراتها (الموساد) بقتل 5 من علمائها النوويين'.
وكانت شبكة 'سكاي نيوز' التلفزيونية الإخبارية البريطانية، قالت هذا الأسبوع إن إيران أقامت ما وصفتها بـ 'العلاقة العملياتية' مع القاعدة تحت زعامة أيمن الظواهري، وسط مخاوف من أن التنظيم 'الإرهابي' يخطّط لشن هجوم 'مذهل' ضد الغرب ويمكن أن يستهدف أولمبياد لندن.
وأضافت 'سكاي نيوز' أن مذكرة إستخباراتية سرّية اطلعت على مضمونها أوردت إن 'إيران، وعلى خلفية التعاون المكثّف مع القاعدة على مدى الأشهر الأخيرة بهدف شن هجوم مشترك ضد أهداف غربية في الخارج، صعّدت بشكل ملحوظ من إستثماراتها وتحسين علاقاتها العملياتية والإستخباراتية مع قيادة تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة'." - المصدر
واليكم خبرا آخر له علاقة :"
كشفت صحيفة “ديلي ستار” اليوم عن أن قناصة محمولين جواً سيتم نشرهم على مروحيات للتعامل مع أي هجمات إرهابية يمكن أن تقع خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن صيف العام المقبل. وقالت الصحيفة إن الرماة التابعين لسلاح الجو الملكي البريطاني مدربون تدريباً جيداً، وسيقومون بتصفية أهدافهم خلال تحليقهم فوق المواقع الأولمبية لتمشيطها في مروحيات عسكرية.  وأضافت أن الرماة المعروفين باسم (قناصة المروحيات) أجروا تدريبات مؤخراً على الرماية الحية، وقادرون على قتل أي هدف مطلوب ليلاً من مسافة تصل إلى 900 متر باستخدام معدات متطورة للرؤية الليلية وأشعة الليزر تحت الحمراء.  وأشارت الصحيفة إلى أن القناصة سبق نشرهم في العراق، وسيستخدمون مروحيات مارلين أو لينكس لمراقبة المواقع الأولمبية، ونسبت”ديلي ستار” إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله “من السابق لأوانه الحديث عن أعداد القناصة الذين سيتم نشرهم أو إعطاء المزيد من التفاصيل حول الدعم الذي يمكن أن توفره لهم الوزارة، لكن هناك تخطيطاً مستمراً للتعامل مع مجموعة واسعة من الاحتمالات غير المعقولة”.
 إنها عملية غسيل عقول الجماهير بشتى الطرق. وسوف نسمع كثيرا من هذه الأخبار. هل ترون ربط ايران بالقاعدة؟
الذي سوف يحدث هو تفجير كبير  قد يشمل اصحاب ايران من الرياضيين ربما (من الصين) او (روسيا) اذا كانوا مشاركين. واختيار حدث دولي في لندن يخدم عدة اغراض: لاستبعاد القول لو كان في الولايات المتحدة انه مدبر منها. دائما امريكا تلجأ الى دول ثالثة في عملياتها السوداء. وكذلك لأن حدثا ضخما مثل الاولمبياد سيكون محط انظار العالم وكل وسائل الاعلام هناك. وايضا لأن الصين وروسيا لن تستطيعا (خاصة اذا مس الحدث مواطنيهم) الدفاع عن ايران او استخدام الفيتو ضدها في مجلس الامن.
الأولمبياد يستغرق من تموز الى آب، ولهذا اقول أن الحرب ربما تقع في ايلول. وهو وقت مناسب جدا يخدم الحملة الثانية لانتخاب اوباما، وأيضا لتوافقه مع تصريح غريب اطلقه اوباما في 2 تشرين ثاني 2011 حول توجيه ضربة الى ايران في خريف 2012 (اذا استمرت في تصنيع قنبلتها). المصدر .
**
التوقع المحتمل بعد انهاء ايران وبذر الفوضى فيها وتغيير نظامها، ان يلتفت الغرب الى الدول (السنية) في الخليج وبقية جمهوريات الموز التي كانت (عربية) ، واحداث قلاقل فيها وصراع بين (الاسلاميين والعلمانيين الموالين للغرب والصهيونية) . سوف يفوز بها العلمانيون الليبراليون المتصهينون. 

هناك 26 تعليقًا:

  1. أتفق معك في التحليل وأراك تنظرين للأمور بموضوعية وتجرد، وهو ما نحتاجه.
    تفتيت الدول العربية القومية إلى طوائف ومذاهب هو في لب المخطط الصهيوني. فحين تتحول الدول المهمة، مثل مصر والعراق وسوريا، إلى دويلات مفتتة ومقسمة عرقياً وطائفياً ودينياً، يصبح وجود العدو الصهيوني كدولة دينية عنصرية وطائفية مقبولاً وجزءاً من العرف السائد في المنطقة. فإذا كانت في ليبيا ومصر وسوريا دويلات وهمية (مثل دويلات الخليج) تقوم على طائفة معينة ويقودها الإخوان المسلمون، فلن يصبح بمقدور أحد أن يرفض فكرة الدولة اليهودية.
    هذا هو المخطط الذي ينفذه بعض حكام الخليج وهم لا يفهمون أن الدائرة سوف تدور عليهم أيضاً.

    ردحذف
  2. مَخلَص الحچي . امريكا ماعندها صاحب صديق . والبيت الابيض لاينفع في اليوم الاسود . وبانتظار مظلوميه جديده تفوق مظلومية البرجين

    ردحذف
  3. مع التقدير.. فقط نقول ان امريكا احتلت العراق وتركت ايران تفعل به ما تشاء بل هي اكملت المهمة. نعم لكل طرف مهمته النظام السعودية والكويتي والقطري كان لهم دور قذر واساس في دعم الغزو الامريكي لكن لم يكن هذا الغزو ينجح لولا التدخل الايراني وحرب ميلشياتهم ضد المقاومة العراقية لاحقا.. فلماذا تضربها وهي حليفة لعصابة الحكم في العراق وافغانستان الذي زرعهم العدو الامريكي ..ولا ننسى ابدا ان اول دولة اعترفت بنظام الاحتلال في العراق هي ايران.. ايران لن تضرب ، واشنطن مازالت بحاجة اليها .. لتغيير جديد في الخليج العربي ... ونحن لم نتحدث عن سنة وشيعة ..

    ردحذف
  4. عشتارتنا...أتفق مع " وكالة أنباء الرابطة " في تعقيبه... فكيف ستبيع أمريكا السلاح أذا أزيل البعبع الأيراني...و كيف ستبقى دول الخليج تقدم الارض و النفط بدون السعلوة الأيرانية...و كيف ستثار الفتن في دول النفط أذا غاب القط الأيراني...لماذا تم ضرب المفاعل النووي العراقي في غفلة من الأمر و تبقى مفاعلات أيران تعمل و تعمل و الغرب يتوسل بالملالي لتغيير موقفهم...و كيف تستورد أسرائيل النفط من أيران و أيران تدعو الى محوها من الخارطة...مسلسل البعبع الايراني " الحليف القوي لكل من أمريكا و أسرائيل " سيستمر فليس هناك فرصة أحسن من هذه لتركيع كل دول المنطقة و أضهار أمريكا كمنقذ وحيد لهذا المعضل...الا تبت أيديهم أجمعين

    ملاحظة : عشتارتنا...الرموز التي يجب أدخالها لوضع التعليق صايرة كلش صعبة ...شنهي السالفة ؟

    ردحذف
  5. لبيب

    لكل بعبع نهاية، والبعابيع كثيرة. فكما كان بن لادن بعبع كبير وقد تخلصوا منه، يمكنهم ان يتخلصوا من اي بعبع اذا كان ذلك اقرب الى مصلحتهم من فلوس السلاح.

    لا ادري مسألة الرمز وصعوبته وهذه ليست في يدي كما تعلم. هل ازيل خياره نهائيا؟

    ردحذف
  6. السالفه ظلمه ودليلهه االله

    ردحذف
  7. عزيزتي عشتار،، تحية طيبة،،
    انا اتفق معك في كل تحليلاتك،، واميركا ما عندها صاحب صديق،،ممكن تعمل اي شي في سبيل تحقيق اطماعها،، المهم هو كيفية ايصال هذه التحليلات الى اكبر عدد ممكن من الدول وليس الافراد فقط.لا اعتقد انه يكفي ان نناقش بيننا صحة هذه النظرية، اعتقد هذا غير كافي. المهم ايصال ما تقولين الى وسائل اعلام قادرة على نشر هذه الحقائق.. وسائل اعلام عربية وعالمية.حتى لو كان هناك من يقول ان هذه مجرد آراء غير صحيحة. انت بارعة في اللغة الانكليزية،، لهذا ارى من ان تقومي انت او بمساعدة احد من رواد الغار على ترجمة هذه النظرية،بغض النضر من صوابها،، وايصالها الى كل الدول، وخاصة الصحف الغربية،، في انكلترا مثلا حيث ستقام الالعاب هناك الصيف القادم. وحتى الى روسيا والصين. حتى لو لم يكونوا في غفلة عن مخططات اميركا،، ارى من الافضل ايصال ما تكتبين الى اكبر عدد ممكن الناس بمختلف مستوياتهم الفكرية،،
    ارى انه من الواجب تخطي النقاش فيما بيننا عن صحة نظرياتك،، هي عندي وعند رواد الغار كلها صحيحة.. لذا يجب ان تصل الى الاخرين. انا لا املك الوسيلة او القابلية في الترجمة او الاتصال بوسائل الاعلام لهذا ادعو من له القدرة على ذلك ان يتقدم للعمل وعدم الاكتفاء بالنقاش داخل الغار فقط.
    نرمين البكر

    ردحذف
  8. عزيزتي نرمين

    شكرا لثقتك ولاقتراحك ولكن صدقيني الكل يتحدث عن اقتراب ضرب ايران، ربما ليس بالضرورة مثلما كتبت ولكن حتى الناس العاديين الذين التقي بهم يرون ان كل ما يجري حولهم هو استعداد لضرب ايران. لاحظي مثلا ان السعودية فجأة تمد اواصر الحب والمودة الى العملاء في بغداد. لاحظي السباق المحموم في التصريحات القادمة من روسيا او امريكا او اسرائيل، هناك مؤشرات كثيرة لا استطيع حصرها الان ولكن بالتأكيد الدول على مستويات خبرائها وباحثيها قد توصلت الى نفس النتيجة.

    ردحذف
  9. وهذا مقال من مجلة الإيكونومست حول ضرب إيران


    http://www.economist.com/node/21548233

    ردحذف
  10. لا معودة عشتارتنا...لا تزيلي هذا الخيار...الديمقراطية أحيانا لا تنفع....بعدين يجي واحد بعبع يكشًر باميا براسنا و أحنا ما ناقصين

    ردحذف
  11. العزيزة عشتار سلامي و تحياتي. موضوع الضربة لإيران و موعدها الجديد أظنها قضية صارت ترتبط بالتنجيم و قراءة الرموز و الطلاسم أكثر من إرتباطها بتحليل معطيات موضوعية يفترض أن تظهر مع أي إستعداد يسبق عملية كبيرة من هذا النوع يعتبرها البعض حرب عالمية ثالثة أو رابعة. أظن إننا بحاجة للاستعانة بقدرات بعض مفسري الأحلام و معهم بهي الطلعة أبو علي الشيباني ليزيدونا تبصراً بالامور. الفقرة المهمة الجديرة بالمناقشة في هذه المقالة هي ما عرضت يا سيدتي في تحليلك و رؤيتك عن براءة إيران مما حصل و يحصل في العراق و تحمل ذنوب ذلك للانظمة الفاسدة المجرمة العميلة في الخليج الفارسي أو العربي أو الإسلامي. هذه فكرة خطيرة تخص الحاضر القريب الذي عشناه و نعيشه و تمريرها له مخاطر بالغة. لاشك و لا ريب و لا خلاف أن جميع الأنظمة العميلة الفاسدة القذرة المجرمة المتخلفة المنحطة جميعها بلا استثناء إبتداءاً بالاسرة المجرمة الحاكمة في الكويت و الأسرة المجرمة الحاكمة في السعودية و في مقدمتهم العبد الذليل عبد الله بن عبد العزبز ال سعود و معهم شيوخ الوهابية و كذلك الاسرة المجرمة الحقيرة الحاكمة في قطر و الاسرة المجرمة الحقيرة الحاكمة في المنامة و الاسر الحقيرة المجرمة الحاكمة في جميع إمارات دولة الامارات و الأسرة الحقيرة المجرمة الحاكمة في عمان و معهم كل وعاظ السلاطين و علماء السوء جميع هؤلاء الاراذال الانجاس العملاء التافهين الساقطين خانوا الامة و خانوا القيم باستمرار و على الدوام و قدموا الدعم و المساندة لأولياء نعمتهم الأمريكان و الصهاينة في طعن و غيذاء الامة و في التامر على العراق و حصاره و تجويع شعبه و غزوه و تدميره و إحتلاله. لكن مع هؤلاء و قبلهم و بعدهم إيران هي أيضاً و بصورة مستقلة عنهم أجرمت و تأمرت و طعنت العراق و العراقيين و هي منذ العام 1979 تستهدف التدخل في الشؤون الداخلية للعراق و إثارة الفتنة فيه و إسقاط نظامه الوطني و التدخل في خياراته السياسية و قد إستمر منهجها هذا منذ ذلك الحين و حتى هذه اللحظة بشكل مستمر و بلا إنقطاع. إيران لم تكن جالسة تتفرج حين تم التخطيط و الإعداد للحرب عام 2003 و لم تهبط عليها الفوائد و الثمار من هذه الحرب بالصدفة المحضة من دون جهد أو فعل منها. إيران ساهمت مبكراً مع الولايات المتحدة في الاعداد لهذه الحرب عبر تنسيق بدأ منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر و إطلاق الولايات المتحدة للحرب على أفغانستان. و اتفق تماماً مع قول الاخ العزيز وكالة أنباء الرابطة حين يقول أن غزو العراق ما كان ليتم لولا نجاح التنسيق بين الولايات المتحدة و إيران و هو قول سبق أن أطلقه السيد أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق خاتمي. إن دور الانظمة الفاسدة المجرمة العميلة في الخليج (بلا هوية كما يحلو للبعض) في الحرب مشخص و معروف و لا خلاف عليه لكن من الضروري أن ننتبه و نحن نتكلم عنه و نحاكمه إلى أنه دور العبد الذليل الذي لايملك من أمره شيئاً أمام سيده المجرم الأمريكي لذلك لا يتصور و نحن نحاكمه بصيغة أنه صاحب إرادة و قدرة مستقلة على إختيار البدائل خصوصاً و أنه قد أختار الارتهان لهذا السيد المجرم منذ زمن بعيد. إن التقليل من حجم و أهمية الدور الإجرامي الإيراني في الحرب على العراق مغالطة كبيرة و عمل مؤذي و مسيء للتاريخ و للاجيال. إن الولايات المتحدة ما كانت لتتورط بحرب برية و حرب مدن غير مضمونة النتائج من دون ضمان الموقف الإيراني و إمتداداته و خطوط تاثيره داخل المجتمع العراق و من ذلك علاقتها ببعض رجال الدين. خالص تحياتي و تقديري.

    ردحذف
  12. اتعجب من متابعتي لمشاركات بعض اصدقائنا هنا في الغار او في مواقع صديقه للغار . فالبعض للاسف يعارض ويخالف لاجل الاختلاف فقط وليس لتوضيح وجهة نظر ولا ابالغ اذا قلت (كالذي بال في زمزم) . حيث يمتلك البعض كليشه مقدمه جاهزه تريهم مع كل المواضيع وبعدها يختلف مع وجهة نظر الاخر اياً كنت وجهة نظره . مع اني لا اختلف في حق الجميع بابداء وجهة نظرهم وحق الباقي بمخالفتهم او موافقتهم لكن ما لا افهمه ان البعض يعارض على موضوع او وجهة نظر هنا في الغار بينما ينقلها نفسها ويدافع عنها في مواقع اخرى .مع احترامي لمواطنين الغار جميعا وعلى رأسهم الاستاذه المناضله الجهبذ ( التي تحب المديح ) الست عشتار

    ردحذف
  13. اخي ابو يحيى
    هل برأت ايران؟ غريبة، يبدو انك لم تكن تتابع غار عشتار. لم تتابع ما كتبته عن عملائها، لم تتابع قولي على طول الخط ان مايجري في العراق هو حرب بين عملاء ايران وعملاء امريكا. لم تقرأ شيئا كما يبدو من حديثي عن محاكمات الاحتلال وشهود الزور ودور ايران في الاعتداءات سواء من الشمال او الجنوب، وأخذتك الحماسة. كما اني لم ابشر بحرب برية ضد ايران حتى تتكلم عن استعدادات وانما تحدثت عن (ضربة)، وامريكا لن تستخدم بعد الان جيوشا برية وانما طائرات بدون طيار وقوات خاصة وجواسيس.
    جريمة ايران الكبرى ليس انها حاربت ضدنا 8 سنوات فقط والحرب الطويلة كما تعلم تحتاج الى طرفين يديمانها. وانما جريمة ايران الكبرى ايضا انها رعت واعترفت بالعملاء الذين دمروا العراق.

    ولكني ضد فكرة اي حرب ضد ايران او اية دولة اخرى. لأننا نعلم كلنا ان الحرب لاتسقط نظاما وانما دولة وشعب. لقد جربنا الحرب على العراق التي كانوا يوجهون كل دعاياتهم وشيطنتهم للرئيس صدام ، ثم اتضح انهم لا يقصدونه وانما يقصدون الدولة والوطن والشعب. وهذا ما آل اليه حالنا. ولهذا انا ضد اي حرب يقع ضحيتها الشعب.

    وأنا كما تعلم وبينت اكثر من مرة لا انشد انتقاما لأن الانتقام يهدم ولا يبني. وانظر ماذا حدث للعراقيين من قضية الانتقام والثأر.

    وأنا ضد اعتبار ايران عدونا الرئيسي وليس الغرب الاستعماري والصهيونية. وانا في هذا اقتدي بالرئيس الشهيد صدام حسين، الذي رغم الحرب التي امتدت 8 سنوات فقد فتح الابواب امام الايرانيين، واتذكر اني كلما كنت اذهب الى العراق كل سنة طوال التسعينيات كنت ارى حشود الزوار الايرانييين يملأون بغداد، كما اتذكر جيدا ما رواه لي شخصيا سكرتيره الشخصي لمدة 30 سنة حين قال ان الرئيس زار مدرسة ابتدائية ابان اشتعال الحرب مع ايران وسأل التلاميذ : من عدونا؟
    فقالوا بصوت واحد: الفرس المجوس
    قال لهم: كلا .. عدونا الصهاينة.
    اقتدي به لأنه بالنسبة لي رجل كانت فراسته هي فطرته، مثلي. وقد يخطيء وقد يصيب وهذا يفسر ايضا لماذا عهد للايرانيين بطائرات عراقية.

    ثم أني حين انتقد حكام الخليج وبقية العرب فذلك لأننا نتوقع منهم اخوة الدم والعروبة، وربما لا نتوقع من الجيران الاخرين مثل تركيا وايران ما نتوقعه من الاخوة، لهذا فالجرح الذي يصيب من الاخ والشقيق اشد ايلاما من جروح الجيران.

    ارجو الا تجروني الى نقاش مثل هذا ربما يلعب فيه عامل الدين والمذاهب دورا كبيرا. انا لا انظر الى ايران بصفتها شيعية، وانما الى دولة تحاول ان تكون قوة اقليمية وتفعل كل ما تفعله دولة تتطلع الى هذا مثل امتلاك اسباب القوة والامتداد في اراضي الغير الخ. ولا انظر الى العرب بصفتهم سنة، ولا اصطف مع هذا المذهب او ضد ذاك لأني اصلا اعتقد ان المذاهب كلها عوامل فرقة وهي آليات سياسية وجدت بسبب الطمع في السلطة والقيادة وللسيطرة على القطيع. وانما انظر الى العرب باعتبارهم يملكون كل اسباب القوة ومع هذا استخدموها لتمزيق بعضهم بعضا، وتركوا القوة للغير مثل ايران وتركيا والكيان الصهيوني وخرجوا من اضيق ابواب التاريخ.

    ردحذف
  14. الأخ أبو يحيى المحترم

    أشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك وأرى أن الأخت عشتار قد كفتني الإجابة في تعليقها. فأنا أيضاً لا أريد أن أجر إلى مناقشة مواضيع قد تثير البعض طائفياً أو عاطفياً مع أني أحاول أن أبتعد عن هذه الأمور التي لم تجر على الأمة غير الخيبة.

    مع تحياتي

    ردحذف
  15. أخي بغدادي كردي
    تعليقك كاد يغضبني (لأني في العادة لا أغضب) ليس لأنك امتدحتني وانت تعلم اني لا احب ذلك، ولكن لأنك لم تحدد من تقصد بكلامك وهكذا يمكن ان يثير حساسية لدى جميع المعلقين. وارجو الابتعاد عن اللغة العامة المبهمة التي قد تصيب الجميع.

    بعد قولي هذا، اقول لك ما افهمه انا من اي شخص يكتب هنا شيئا ويكتب في مكان اخر شيئا مناقضا. أنا افهم انه يريد ان يستثيرني لاصطف مع هذا الجانب او ذاك او للتعبير عن رأيي المنحاز لجانب مثلا من الجوانب.
    وانا في الواقع لا انحاز الا الى الحقيقة التي اراها. وانا عادة لا اغير رأيي الا اذا غيرت قناعاتي، وقناعاتي اتوصل اليها اما بعد جهد جهيد من البحث واما في لحظة تجلي.

    ردحذف
  16. صدقيني لن يثير تعليقي اي حساسيه سوى عند من قصدته بتعليقي ولم افصح عن الاسم لسبب واحد فقط . وهو اني لا اريد ان يتحول الموضوع النى نقاش في الاشخاص ولكن يجب ان يعلم اصدقائنا بان الشبكه العنكبوتيه متاحه للكل ومتابعة المشاركات والتحليل ممكن في اي موقع كان وارجوا ان تكون مشاركاتهم على مواضيع الغار منطقيه وموضوعيه وتصب في مصلحة الحق والحقيقه والنقد البنّاء مقبول من اي شخص وفي اي مجال فلسنا انبياء ولسنا معصومين ( انا فقط المعصوم من قراء الغار ولكني معصوم من الكمال ).
    اما عن انحيازك وقناعاتك اختي . فاي قارىء في الغار او خارجه يملك القليل من الذكاء يستخلص انحيازك للحقيقه ( كما تريها ) وموضوعيتك في التحليل بكل سهوله.

    ( ما لگيتيلنه حل ويه احرف تاكيد المشاركه ؟ صارت طويله ومبهمه جداً)

    ردحذف
  17. العزيزة عشتار تحياتي و سلامي. يا سيدتي العراقية الأصيلة الكريمة الفاضلة أنا أولاً أعتذر أشد الإعتذار إن كان كلامي و تعليقي و نقدي لفقرة في هذه المقالة تحديداً قد فهم على أنه جو من التشكيك و الإتهام لموقفك العام تجاه إيران. أنت لست يا سيدتي كاتبة حديثة العهد بالكتابة و غامضة المواقف و التوجهات فطول تاريخك في الكتابة و كمية ما كتبت كلها أمور تسقط أي لبس أو إتهام من هذا القبيل سواء صدر مني أو من غيري تصريحا أم تلميحا بقصد أو من دون قصد. الذي قلته يا سيدتي هو الاتي و هو مثبت لديك : الفقرة المهمة الجديرة بالمناقشة في هذه المقالة هي ما عرضت يا سيدتي في تحليلك و رؤيتك عن براءة إيران مما حصل و يحصل في العراق و تحمل ذنوب ذلك للانظمة الفاسدة المجرمة العميلة في الخليج الفارسي أو العربي أو الإسلامي. و هنا كلامي ينصرف الى ما فهمته من نص كلامك الأتي الموجود في المقالة : ولكن الدول العربية دمرت بعضها البعض! حتى العراق لم تدخل جيوش الغزو والاحتلال من ايران وانما من الكويت، ولم تكن القيادة المركزية الامريكية في طهران وانما في الدوحة، ولم تطر الطائرات الامريكية والبريطانية من طهران وانما من مسقط والمنامة، ولم تمول ايران الغزو وانما فعلت ذلك السعودية. نعم ساعدت قبل ذلك طهران في رعاية وتدريب وتمويل وتسليح المرتزقة والعملاء الذين يحكمون الان، ولكن كذلك فعلت كل الدول العربية المحيطة بالعراق. أي أنك و بحسب هذه الفقرة في هذه المقالة تعتبرين أن الاتهامات الموجهة ضد إيران فيما يخص غزو العراق مرتكزة على أنها قدمت رعاية لأناس عراقيين يختلفون مع النظام العراقي القائم حينها لمشاكل لهم مع ذلك النظام ثم أن هؤلاء الناس اختاروا بإرادتهم ترك إيران و العودة إلى بلدهم العراق و صاروا مرتزقة و عملاء منخرطين في المشروع الأمريكي فيه و أن مثل هذه الحالة حدثت مع معارضين أخرين أوتهم دول أخرى من بينها دول عربية فالموقف الإيراني لا يعتبر مشاركة حكومية إيرانية كما فعلت ذلك حكومات عربية. و لأني أخالف هذه الرؤيا التي فهمتها من كلمات هذه الفقرة في مقالك هذا بادرت إلى التعليق الذي أؤكد أنه يخص هذه الفقرة في هذه المقالة و لا شخصك الكريم و توجهك العام و موقفك العام فيما يخص إيران و أعتقد أن كلامي لم يحتوي أي تشكيك أو إتهام عام حتى تنقليني إلى بقية الكتابات و المقالات. أنا أرى يا سيدتي و كما أوضحت في تعليقي السابق أن الحكومة الإيرانية هي نفسها و ليس فقط الأفراد المعارضين العراقيين الذين أحتضنتهم هي نفسها متورطة في عملية الغزو و الإحتلال و المشروع السياسي الطائفي التدميري و ذلك عبر الاتفاق المسبق مع ممثلين و وسطاء عن الإدارة الأمريكية في مرحلة ما قبل الغزو و خلاله و بعده و أن هذا الانخراط الحكومي الإيراني هو الذي سمح للأفراد المعارضين العراقين بالانخراط في المشروع. هذه وجهة نظري التي على أساسها بنيت تعليقي.
    و للتعليق بقية

    ردحذف
  18. تتمة لتعليقي أعلاه أقول :
    أنت يا سيدتي الأن تقولين في تعليقك الأخير على ما كتبت : قولي على طول الخط ان مايجري في العراق هو حرب بين عملاء ايران وعملاء امريكا. و هذا قول أخر أخالفه و أعتبره قولاً خطيراً أيضاً و أشهد أني لم أعرفه منك سابقاً فيما أنت تقولين أنك تحدثت به على طول الخط. الذي أفهمه من واقع الاحداث على الساحة العراقية أن هناك قدر من الإتفاق بين عملاء إيران و عملاء أمريكا و ليس حرباً بينهما ، إنما الحرب هي بين هؤلاء جميعاً إيرانيين و أمريكان من جهة و بين القوى الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال و لعملائه من الطرفين من جهة أخرى. نعم قد يكون هناك قدر من الاختلاف بين عملاء ايران و عملاء امريكا تختلف حدته بين فترة و أخرى لكن ذلك لا يرقى الى مستوى الحرب و الخلافات موجودة حتى داخل معسكر العملاء الواحد. أنا لم أقل أبداً إني مع أو ضد ضرب إيران و أنا بالتأكيد ضد أي شعور دوني بالانتقام العبثي لمجرد الانتقام و التشفي و أنا بإذن الله أتمكن من كبح مثل هكذا غرائز دونية قد تجتاحني. أنا مثلك أحاول أن أحلل المعطيات الواقعية للاستنتاج. إن كون الضربة جوية لا يعني انها بدون استحضارات كبرى ملموسة لان الأمريكان أو الصهاينة إن قرروا تنفيذ ضربة فليس لتمثيل فلم سينمائي بل بقصد تدمير أهداف مهمة معقدة و محمية في المشروع الإيراني الواسع النطاق الذي يستهدفون تعطيله و شل عناصر مجمل عناصر التفوق الإيراني في المنطقة مما يعني حملة جوية و ليست ضربة مفردة كالتي حصلت مع المفاعل العراقي. الحملة الجوية تعني الحاجة لاستحضارات كبرى كما أن التحسب لردود الافعال الإيرانية و حلفائها على هكذا ضربة أو حملة يقتضي توفر خيارات لدى القيادات العسكرية تشمل إحتمالات إستخدام جهد من القوات خاصة و جهد من القطعات المحمولة جوا و ربما بعض العناصر البرية. هذه القطعات لابد من تهيأتها لهكذا ضربة جوية خطيرة حتى لو لم تكن خطة الضربة الجوية تتضمن استخدام هكذا عناصر من القوات ابتداءا. ربما من الافضل أن اصمت و لا أعلق و لا انتقد لكي تطمئني يا سيدتي أني مثلك لا أفكر بالجانب الطائفي فهذه شبهة يبدو أنها ستبقى ترافق أي تعليق من هذا النوع و ان لا وسيلة لدفعها غير الصمت. أعتذر مجدداً و بشدة عن أي سوء فهم حصل و عن عاهة التعليقات الطويلة. تحياتي و تقديري للجميع.

    ردحذف
  19. الأخت العزيزة عشتار سلامي و تحياتي. أضيف لتعليقاتي السابقة حول هذا الموضوع و التي كنت أظن أني ختمتها إلا أن نقطة مهمة و جوهرية فيها و في المواضيع المشابهة ربما فاتني التعليق عليها و ذلك ربما لفرط حماستي و لأني قاريء بسيط أكتب ما يجول في خاطري و لست كاتباً متخصصاً أو من ذوي الخبرة في الاعلام لذلك أتمنى أن تعذريني و يعذرني الاساتذة الافاضل و الاخوات و الاخوة أصدقاء و ضيوف الغار إن وجدوا في كلامي اطالة أو أخطاء لغوية و املائية أو حماسة و انفعال احاول تجنبها قدر الامكان. تقولين يا سيدتي في تعليقك : وأنا ضد اعتبار ايران عدونا الرئيسي وليس الغرب الاستعماري والصهيونية. وانا في هذا اقتدي بالرئيس الشهيد صدام حسين. و أنا أؤيدك في هذا القول إلى حد بعيد مع ملاحظة هامة جداً تكمل الفكرة من وجهة نظري المتواضعة. أنا أرى أن إيران و إن كانت ليست العدو الرئيسي إلا أن ذلك لا يجب أن يوقعنا في خطأ التقليل من خطورة مشروعها المعادي للامة أو أن نعتبرها طرفاً بلا مشروع معادي أصلاً و أن معاداتها مسألة مصطنعة و مغذاة من قبل أخرين أو نتيجة أخطاء و سوء فهم من قبلنا سببته رواسب عقائدية أو دينية راسخة لدينا. هذا منزلق خطير من وجهة نظري ليس لأنه يخص إيران بل هو منزلق خطير بشكل عام في أية منظومة علاقات دولية. حين نقلل من أهمية مشروع معادي أو نتغاضى عن رؤية وجوده فمن هذه الغفلة يأتي نجاح العدو المذهل. و بهذه الطريقة روج و يروج كتاب المارينز لعلاقة جيدة بالولايات المتحدة حين يعتبروا أن العداء لها مصطنعاً تختلقه أطراف دولية منافسة و قوى داخلية دكتاتورية. فعل الرئيس الشهيد صدام حسين الذي إستشهدت به يعبر من وجهة نظري عن ذات الفكرة التي أشير إليها في عدم الإنشغال بعدو واحد ظاهر قريب و نسيان و خطورة نسيان أو إهمال أو الإستخفاف ببقية و في المقدمة منهم الكيان الصهيوني. هذا هو نفس ما أظن أني أحاوله القيام به في هذا التعليق و في غيره حين أجلب النظر للعداء الإيراني في الوقت الذي ننشغل جميعاً بالعدو الأمريكي و لا ننتبه لذلك العداء أو نتصور أنه غير حقيقي و مصطنع في خضم بروز صراع إيراني أمريكي يشترك فيه ذيول و أذناب الطرفين. أمتنا تواجه أكثر من عدو هذا هو الواقع كما أراه بنظري المتواضع الذي يحتمل الخطأ و الصواب. إننا و في أي مرحلة نركز فيها إنتباهنا نحو عدو واحد فإن الأعداء الأخرين يحققون فوائد على الارض لحسابهم و على حساب مصالحنا و وجودنا لاننا لا نستطيع الوصول الى حالة عقد صفقات متوازنة معهم نتيجة ضعفنا الواضح و المكشوف الى حد النخاع. حين نعتبر أن عدونا الرئيسي إيران و نغفل عن العدو الصهيوني و الأمريكي نكون مخطئين بنفس الدرجة التي نعتبر فيها أن عدونا الرئيسي هو الكيان الصهيوني و الولايات المتحدة الأمريكية و نغفل عن العدو الإيراني و مشروعه التدميري الحقيقي و الواقعي و الموجود على الارض. النظرة الاحادية للاعداء هي المشكلة و هي مكمن الخطر و هي ما يشجع على تبنيه كل طرف ضد الاخر و هي ما تبقينا عاجزين بلا مشاريع و مجرد أتباع اذلاء لهذا الطرف أو ذاك و في صراعات داخلية لا تنتهي. الاطراف الاخرى المعادية لنا و المتنافسة بينها و نتيجة امتلاكها قدر من الوجود و الاستقلالية و القوة فهي غالباً ما تصل إلى تفاهمات فيما بينها على حسابنا و هذا ما جرى بين الولايات المتحدة و ايران أكثر من مرة فيما نحن نعيش فشل دائم لاننا بلا مشاريع و ننظر للأمور نظرة إحادية.

    ردحذف
  20. عزيزي ابو يحيى
    لا نختلف. حين اقول "ايران ليس عدونا الرئيسي" يفهم من هذه الكلمة ان ايران قد تكون عدوا ولكن ليس رئيسيا.

    ليس هناك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة بين الدول. من الطبيعي ان الدول حسب قوتها ومصالحها قد تتفاهم مرة وتتعارك مرة، ومن الطبيعي ان الدول القوية تكون لها تفاهمات وشد وجذب يروح ضحيته الدول الصغيرة. يعني هل نلوم الذئاب اذا اكلت الدجاج؟ هذه طبيعة الذئاب، ولكن العيب في الدجاج الذي لم يحتط لنفسه. أليس كذلك؟

    اما لماذا لاينبغي ان ننظر الى ايران على انها عدوة ابدية، كما ننظر الى الكيان الصهيوني مثلا؟ لأن ايران جارة قديمة، راسخة في المنطقة وليست مزروعة فيها مؤقتا، وهي بحكم الجغرافية هذا مكانها، لا نحن في العراق نستطيع محوها ولا هي تستطيع محونا، فعلينا ان نحتاط منها ونكون بنفس قوتها ونتعامل معها على اساس الشد والجذب بين دول في نفس القوة. هكذا كنا على ايام الحكم الوطني. الآن العراق خان جغان ومن الطبيعي ان تتمدد ايران داخله. ولو كانت ايران على هذا الضعف ايام قوتنا لتمددنا داخلها.
    هذا منطق الواقعية في السياسة الدولية.

    وأود أن انقل لك مقطعا هنا حول كتاب كنيث والتز الصادر في 1979 بعنوان (نظرية السياسة الدولية) والذي كان لمدة عقد من السنين اكثر الكتب النظرية تأثيرا في الدراسات الاكاديمية للعلاقات الدولية، والنص المحوري للواقعية الجديدة المعاصرة.
    يقول المقطع:

    الاستنتاج المحوري في نظرية توازن القوة هو ان الدول في الظروف الفوضوية تميل الى "التوازن" اكثر منها الى "ركوب القطار". في الانظمة السياسية الهرمية، كما يقول والتز، اللاعبون السياسيون يميلون الى "القفز الى عربة القطار" التي يقودها قائد منتصر لأن "الخسارة لن تعرض امنهم الى الخطر"، ولكن في انظمة الفوضى، اذا قفزتَ الى عربة قوة صاعدة فهي مقدمة لتصبح فريسة لتلك القوة قبل ان تصل الى غايتك. ينبغي على كل دولة ان تنتبه دائما الى قوتها (النسبية). قوة الاخرين – خاصة القوى العظمى- هي خطر دائم وليس اغراء ابدا. قد لايكون امام الدول الضعيفة بديل الا ان تخمن القرار الصحيح وتأمل ان يضمن الاصطفاف المبكر مع المنتصر بقاءها (على الاقل بقاء بعض الدول) ومصالحها الحيوية الاخرى. ولن تقبل مثل هذه المخاطرة الا القوى العظمى المتهورة. فبدلا من القفز الى العربة ، يقول والتز، عليها ان "تتوازن" مع القوة الصاعدة لدولة اخرى.
    تفسر الضغوط البنيوية للتوازن ملامح اخرى محيرة في العلاقات الدولية. تأملوا التحالف الامريكي السوفيتي في الحرب العالمية الثانية. عدو مشترك ألف بين الدولتين المختلفتين اختلافا كاملا داخليا وتاريخيا، وهي اختلافات جعلت منهما عدوين شرسين لعقدين سابقين على تلك الحرب. وبعد الحرب رجعا الى العداوة ولكن ليس بسبب الاختلافات الداخلية او الايديولوجية وانما بسبب توزيع القدرات. كلما واجهت قوتان مهيمنتان احدهما الاخرى، فكل منهما هي التهديد الحقيقي لامن الاخرى ولا يمكن ان يكونا الا عدوين. وعلى كل منهما، ايا كانت ميولهما او نزعاتهما، التوازن مع القوة الاخرى.
    ++

    ردحذف
  21. العزيزة عشتار سلامي و تحياتي. ابلغ و أجمل إجابة أعطيتني يا سيدتي في هذا الحوار الأخوي الطيب حين قلت : لا نختلف. حين اقول "ايران ليس عدونا الرئيسي" يفهم من هذه الكلمة ان ايران قد تكون عدوا ولكن ليس رئيسيا. أرجوا أن تضعي خط تحت عبارة ليس رئيسياً و خطين أو ثلاثة تحت عبارة قد. أنا أشعر يا سيدتي و على الأقل في هذه المرحلة و من واقع التفاهم المرحلي الذي جرى بين إيران و الولايات المتحدة منذ العام 2002 حول العراق و المنطقة أن الاثنين و معهما الكيان الصهيوني في مستوى عداء واحد خطير ضد العراق و دول اخرى. أبداً لم يخطر ببالي أن أوجه أي نوع من اللوم لأي ذئب أو أحاكمه أخلاقياً سواء كان هذا الذئب إيرانياً أو أمريكياً أو صهيونياً أو من أي نوع أخر ربما فاتنا ذكره. إنه مجرد حوار بيننا نحن الدجاج يذكر به أحدنا الأخر كي لا نخطيء أبداً في عد الذئاب التي من حولنا و لا نشتبه بأي أحدٍ منها فنظنه كلب أو قطة أو جرذ. نعم لا يوجد عداء دائم و لا صداقة دائمة لكن ربما الأفضل أن نقول و في ظل عالم بدول متعددة و بعلاقات تنافس مستمرة فإن التنافس و العداء و الحروب بأنواعها الباردة و الساخنة هي السمة الغالبة و أن حالة الصفقات و التفاهمات هي السمة الأقل شيوعاً أما الصداقة فهي الحالة النادرة. إن كوننا نحن و إيران بلدين جارين راسخي الجذور في المنطقة ليس هو العنصر الحاسم المحدد لطبيعة العلاقة بيننا و الذي يدفع بإتجاه أن تكون علاقة ودية بل إن طبيعة تاريخ العلاقة بين البلدين و إرادة السلطة فيهما هي العناصر الحاسمة في هذا الموضوع بتقديري. لقد كانت الإرادة الإيرانية على الدوام إرادة معادية للعراق سواء في زمن القوة أو في زمن الضعف و الذي كان يتغير عبر الزمن هو طبيعة الوسائل و الأساليب التي تستخدمها. العراق و سائر الدول العربية لم يفكروا يوماً بأطماع داخل إيران هم فقط فكروا بالدفاع عن أنفسهم فيما إيران تفكر على الدوام بأن لها حقوق و رغبة في مد نفوذ هيمنتها على عموم المنطقة و باستمرار. أنا هنا قطعاً لا ألومها أو انتقدها أو أعيب عليها أو أطالبها بأي شيء ، لأن كل هذه الامور ساذجة و لا تتناسب و طبيعة العلاقات الدولية. أنا فقط أحاول أن أثبت هذه الحقائق التي أعتقدها أمام نفسي و أمام أهلي لنفهم نمط حركة الاخرين من حولنا و طريقة تفكيرهم. نعم نحن جارين و راسخين في المنطقة ووو ... و لكن ما قيمة ذلك الكلام أمام طرف أخر هذا منهجه و سلوكه عبر التاريخ البعيد و القريب و المستمر حتى الان. هل هذا الكلام عن الجيرة نقوله لنسلي أنفسنا المرهقة المنهارة أمام فكرة مواجهة طويلة لا تطيقها نفوسنا. ليس بالضرورة أن تكون الجيرة دافعاً لعلاقة أكثر توازن و أقل عدائية و هناك نماذج على عدوات طويلة شرسة بين دول جارة. كالعلاقة بين الارمن و الاتراك و الأذربيجان كما أعتقد. أشكرك يا عزيزتي جزيل الشكر على أستشهادك بأفكار كينيث والتز استاذ العلاقات الدولية و صاحب نظرية النظام في هذا المجال فأقوال هكذا استاذ تضفي روحاً أكاديمية على الحوار. جزيل شكري و تقديري لكرمك و سعة صدرك في تحمل لجاجة طالب برأس صلبة.

    ردحذف
  22. وأبو يحيى
    وانا ايضا راسي صلبة ولا امل او اضجر من النقاش والجدل.
    انا لم اتكلم عن علاقات ودية مع الجار ولكن في السياسة الدولية هناك شيء اسمه (تعايش) يعني انت تعرف قدراتك وتعرف حدودك وتتعايش مع الاخرين بهذه المعرفة. الدول مثل البشر، لها نفس التطلعات ونفس الغرائز ونفس نقاط الضعف والقوة: الرغبة في الحياة والرغبة في الهيمنة. يمكنك ان تتعايش مع جارك ولكن ليس بالضرورة تحبه، ويمكن فجأة تنطلق بينكما شرارة عداوة اذا بدأ احدكما يتنمر على الاخر بسبب استضعافه للاخر او طمعه في شيء لديه. ولهذا يقال لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة بين الدول. والدول مثل البشر تولد صغيرة وتكبر ثم تذوي وتموت وتبعث من جديد وهكذا.
    لهذا انا لا اعتبر العداء بين ايران والعراق هو عداء مصيري مستحكم. اما مسألة الشيعة والسنة فهي اسلحة فقط فليس هناك اسلام حقيقي في المرحلة التي نعيش فيها ولا مسيحية حقيقية ولا اية ديانة حقيقية حين تتعلق الأمور بمصالح الدول، او حتى بمصالح الأفراد حين يتعلق الأمر بغريزة البقاء او الاستحواذ والهيمنة.
    اما عن استشهادي بأفكار والتز فهو ليس وحده في نظرية الواقعية السياسية حيث انها ممتدة من ايام الاغريق. وقد ترجمت فصلا في كتاب يستعرض آراء كل المفكرين في هذا المجال، بدءا من ثيوسيديدس اليوناني ومرورا بمكيافيلي والمفكرين المحدثين.
    ولكن بعيدا عن هؤلاء، المرء لا يحتاج الى قراءة نظريات حتى يفهم الكون من حوله . أنا دائما اعتبر الانسان بطبائعه وغرائزه، رمزا للمجتمع والدول والكون وحركة التاريخ . كلما فهمنا الانسان فهمنا العالم اكثر.

    ردحذف
  23. الاخت العزيزة عشتار سلامي و تحياتي. أفرحني قولك أن النقاش لم يزعجك فذلك أمر كان يقلقني و يجعلني متحيراً بين الصمت أو مواصلة الحوار لإجلاء الفكرة. التعايش إن كان المقصود منه هو تقبل وجود الاخر و عدم المبادرة إلى توتير العلاقات معه فذلك أمر حاصل بالتأكيد و قضية مفروغ منها و هي ليست موضع نقاشنا فهذا هو ديدن جميع دولنا كما ذكرت لك في تعليقي السابق. لا توجد دولة عربية تستنكر وجود إيران أو تبادر إبتداءاً إلى توتير الأجواء و إثارة إدعاءات عن حقوق في أراضي إيرانية و لا توجد دولة عربية فكرت أو تفكر بالمبادرة إلى مهاجمة إيران أو التدخل بشؤونها الداخلية و تجنيد مواطنيها لخلق حالة تشرذم مجتمعي و فوضى و عدم إستقرار داخلي فيها. أما إن كان المقصود من التعايش إغماض العيون و الصمت عن الكلام حول التهديدات و التأمر و مشاركة الأمريكان الصفقات في مشاريع الهيمنة و الاحتلال و تدمير المجتمعات سواء في أفغانستان أو العراق أو اليمن فلا أظن أن ذلك مسلكاً سليماً صحيحاً تحت أي مسمى جاء. ليس المطلوب حث الناس للمبادرة إلى إتخاذ إجراءات مضادة فورية توتر الأجواء ، لكن المطلوب بإستمرار و على الدوام إشاعة الوعي عن الأعداء جميعهم الانيين (و من ضمنهم أمريكا و إسرائيل و إيران) و المحتملين و التحسب مبكراً و لكل شيء و التفكير الاستباقي المستند لحقائق الواقع. لا أظن مسألة الوعي بالاعداء التي أطالب بها تتعارض مع فكرة التعايش و لا أظن التعرف على حقائق واقع العلاقات الدولية في المنطقة و نوايا و مخططات و نشاطات الاخرين المعادية لنا بالتمام و الكمال تعني شحناً أو توتيراً يتناقض و فكرة التعايش ، لان التعايش لا يمكن أن يعني إشاعة التجهيل و السذاجة و قلة الوعي بحقائق السياسة الدولية. هل من المناسب و السليم و الصحيح أن نغض الطرف عن النوايا و المخططات و النشاطات العدوانية الإجرامية الأمريكية تحت نفس مسمى التعايش و و من باب معرفة قدراتنا و مكانتنا و مكانة أمريكا الدولية و حاجة الجميع لها في كثير من جوانب الحياة ؟. إن المسلك العدواني الإيراني الشرير تجاهنا هو واقع موضوعي و هو لايزول أو يتوقف أو يتقلص ضرره بتوقف الكلام عنه تماشياً مع فكرة التعايش مما سيعني السكوت عنه سريان ضرره في الخفاء من دون شعور الناس به. كذلك فإن التوعية بحقيقته لا تعد تناقضاً مع فكرة التعايش حيث الذي يناقض التعايش حديث من نمط أخر و هو حديث التضخيم و التهويل الدعائي و الحرب الاعلامية و هذه أمور خارج نقاشنا. إن مصطلح الود الذي إستخدمته لم يكن لوصف حالة المشاعر فأنا حين أتكلم في السياسة أستبعد هذه العناصر من النقاش كذلك أستعبد موضوع الخلافات الدينية و المذهبية و الطائفية التي ينقلها السياسييون المحليون و الاطراف الدولية من مجالها الديني و العقائدي إلى المجال السياسي لتوظيفها كأدوات في صراعاتهم لذلك هي مستبعدي من تفكيري و رؤياي للعلاقة. إيران لا تتخذ صورة العدو و يتشنج الموقف بيننا و بينها لاننا نقول عنها أنها عدو و بإزالة قولنا هذا عنها فإن صورة عدائها تختفي من الوجود. لو كانت الامور كذلك لانتهى عداء أمريكا بمجرد توقف قولنا عنها انها عدو و تقبلنا للتعايش معها. عداء إيران و عداء أمريكا حقائق موضوعية مدخل التعايش معها يكون عبر فهم حقيقتها و الوعي بها و نشر ذلك الوعي بين الناس. تحياتي و تقديري و أمل أن قد عرضت وجهة نظري بوضوح كافي.

    ردحذف
  24. من قال ان التعايش يعني التجهيل وانعدام الوعي بنوايا هذه البلاد او تلك تجاهنا؟ اعتقد أن الغرض من تأسيس الغار كان بغرض اشاعة المعرفة بخفايا الأعداء، ولم نتوقف منذ سنوات عن ذلك.
    انت فهمت فكرة التعايش باعتبارها (الاستسلام) لمن نعتبره عدوا وتوقف التوعية بخطره، وليس هذه هي فكرة التعايش بين الدول. التعايش اصلا لايكون بين دولة قوية ودولة ضعيفة، عندها تكون الحالة في النهاية التهام القوي للضعيف. وانما التعايش يكون بين ندين، كما كان بيننا وايران منذ 1991 حتى 2003.
    لا اعتقد انه بعد الحرب كان لدى العراقيين او القيادة العراقية شك في عداوة ايران لنا طوال حرب الثماني سنوات او قبلها او بعدها بتشجيع الانتفاضة الشيطانية وتغلغلها في الشمال ودعم عصابات الحزبين الكرديين، ولكن مع هذا كانت ايران منفذ بضائع تدخل العراق اثناء الحصار، وكانت المورد السياحي الوحيد تقريبا في العراق في التسعينيات، وكان كبار المسؤولين العراقيين يزورون ايران لمحادثات حول المسائل العالقة. هل كانت تفعل ذلك حبا بنا؟ طبعا لا، وانما لأن مصلحتها تتطلب ذلك وكانت مصلحتنا تتطلب ذلك ايضا.

    ردحذف
  25. العزيزة عشتار. سلامي و تحياتي يبدو أن طول النقاش يشعب الموضوع و يبعدنا عن نقطة البحث الأساسية التي بدأنا بها و كانت سبب تعليقي الأول. الان إنتقلنا للبحث و الحوار حول موضوع السياسيات اليومية و المرحلية التفصيلية الاقتصادية و الاجتماعية للدول و صرنا نتكلم عن بضائع و سياحة و منافذ حدود. أعتذر لأني تشعبت بالحديث و أخذت النقاش إلى هذه الجزئيات و هي لا خلاف عليها لانها تفاصيل مرهونة بظروفها ما دامت الرؤيا الفكرية السياسية الاستراتيجية واضحة و محسومة و متفق عليها. نعم يا سيدتي كما قلت و فصلت في هذه النقطة عن سياسة النظام الوطني العراقي في فترة التسعينات من القرن الماضي حين إضطرتنا ظروف الحصار إلى التعامل مع العدو الإيراني. الفلسطينيون في الأراضي المحتلة كذلك يضطروا لمثل هكذا تعامل و يتبادلوا البضائع مع العدو الصهيوني من دون أن يفقدوا وعيهم بعمق حالة العدائية بينهم و أظن الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي فعلوا مثل ذلك أيضاً فيما سمي بسياسة الوفاق. هنا تتضاعف الحاجة الى تنشيط الوعي و نشر التوعية و الانتباه العالي لأن العدو الصهيوني في الحالة الفلسطينية و العدو الإيراني في الحالة العراقية يستغل هكذا تعامل أو تعايش كما إصطلحت عليه أو وفاق كما إفترضت لأغراض الإختراق و التغلغل و تجنيد العناصر و بث الأفكار التخريبية الهدامة و هذا شيء طبيعي و بديهي و متوقع في سياسات الدول حيث يستمر الصراع و الحرب باشكال و وسائل مختلفة ما دامت جذور حالة العداء باقية. أصل حوارنا و نقاشنا كما تذكرين يا سيدتي و قبل أن اتشعب به بدأ حول وجهة نظر عرضتها هنا في فقرة من هذه المقالة أحسست من خلالها و كأن الوصف للدور الإيراني العدائي فيها كان قاصراً و يؤدي إلى إشاعة وعي خاطيء حسب تصوري المتواضع مما إستثار حماستي و دفعني للتعليق ثم ما تراكم حول هذه النقطة من أفكار و أراء حول الرؤية الفكرية السياسية الإستراتيجية لموضوع العلاقات الدولية بصفة عامة و لموضوع العلاقة مع إيران بشكل خاص ، و هذا ما دفعني لإسقاط مصطلح التعايش الذي إستخدمته على الجانب الفكري و جانب الوعي و التوعية لأني لم أكن حينها قد إنتقلت بالنقاش إلى موضوع السياسات اليومية التفصيلية في مجال البضائع و السياحة و المنافذ الحدودية الغني و المليء بالاستشهادات الدسمة اللذيذة. الحمد لله ما دمنا متفقين على أن إيران كانت و لا زالت باقية و مستمرة دولة لديها نوايا و رؤيا إستراتيجية عدوانية تجاه العراق و المنطقة تتخذ أشكال سافرة و مستترة بحسب تغير الظروف و الأحوال. و إنها و إستنادا لخط تاريخ نشاطها المعادي عبر مختلف نظمها السياسية دولة راسخة العداء. و أنها ساهمت كحكومة بشكل جدي في المشروع العدواني الأمريكي على العراق و ما دمنا متفقين على أن المهمة الأساسية في الغار هي التوعية بالأعداء كل الأعداء إيماناً بالدور الهام لعنصر الوعي في حركة و نشاط الانسان و تشكيل أفعاله و هذا ما قام به الغار طيلة الفترة الماضية و ظهر أثره إيجابياً في التوعية بنشاط الدولة الإيرانية المعادي تجاه العراق و المنطقة إلى جانب التوعية بالنشاطات الأخرى الرئيسية المعادية. يكون النقاش بهذا قد وصل إلى نهايته السعيدة. تحياتي و تقديري و محبتي و إحترامي للجميع.

    ردحذف
  26. عزيزي ابو يحيى
    للاسف النقاشات لا تنتهي نهايات سعيدة وانما تظل نهاياتها مفتوحة للمزيد.
    في تعليقك الذي اردته ان يكون الاخير والسعيد، قولتني مالم اقله واسندت الي ما لم افعله. تقول "هذا ما قام به الغار طيلة الفترة الماضية و ظهر أثره إيجابياً في التوعية بنشاط الدولة الإيرانية المعادي تجاه العراق و المنطقة إلى جانب التوعية بالنشاطات الأخرى الرئيسية المعادية"
    وانت تعلم اني لم افعل هذا كما كنت تود وتشتهي. وربما هذا الذي دفعك الى كل هذا النقاش الطويل. واقول لك لماذا:
    اولا- العراقيون كلهم يعلمون ويعيشون ماتفعله ايران: التفجيرات - تسليح الميلشيات - مكاتب المخابرات باسماء منظمات وهمية- قاسم سليماني - دفع رواتب لاعضاء البرلمان - تكريس الجهل والخرافة بين ابناء الشعب العراقي - دعم حكومة نصبها الاحتلال- عمليات اغتيال الشخصيات العراقية والكوادر والطيارين والعسكريين الخ- نشر المخدرات والموبقات والدعارة المتسترة باسم زواج المتعة- تحويل
    البصرة الى ولاية ايرانية - سرقة النفط العراقي واشياء اخرى . ليس هناك جديد يكمن ان اضيفه واذا كان لديك اسرار جديدة ارجو ارسالها الي لنشرها، على الا تكون حول اقتراب ايران من تصنيع القنبلة النووية لأن هذا من حقها.
    ثانيا - هذه الايام تقوم امريكا بقرع طبول الحرب ضد ايران ، ولهذا لن اصطف مع امريكا. هذه ليست حربي، لأني اذا اصطففت فسوف يكون للانتقام فقط وهذا ليس طبعي. مافائدة الدجاج في مساعدة ذئب للقضاء على ذئب منافس له؟ هذا مافعله الخلايجة حين اصطفوا مع العراق (بالنسبة لهم الذئب القوي الخطير) في حربه مع ايران، على امل ان يقضي الاثنان على بعضهما البعض ، او على الاقل تدمير احدهما. ولكن حين لم يحدث هذا، عادوا واصطفوا مع امريكا للقضاء على الذئب الجريح: العراق. وحين انتهت المهمة ، عادوا واصطفوا مع امريكا ايضا للقضاء على الذئب الاخر: ايران. ماهي مصلحة الدجاج في مساعدة الذئب الاكبر من القضاء على منافسيه من الذئاب الاصغر؟ هل ينجو الدجاج من الخطر؟ أم ان الذئب الاكبر سوف يستدير اليهم ليساعد في التهامهم واحدا واحدا؟ لماذا لا نترك الذئبين يقتتلان بدون ان نتدخل الى جانب احدهما؟
    الحل الوحيد للدجاج هو الوحدة وطلب اسباب القوة وعندها يمكنهم التصرف بندية مع اي ذئب .
    هذا هو رأيي، وهذا ماكان عليه العراق ايام الحكم الوطني.
    ثالثا - تشبيهك تعامل العراق مع العدو الايراني بتعامل الفلسطينيين مع العدو الصهيوني خاطيء تماما. لأن ايران لم تكن محتلة العراق حين تعامل معها اثناء فترة الحصار. . يمكنك ان تشبه الان تعامل العراقيين مع الامريكان والايرانيين والخلايجة الذين ساهموا في الاحتلال مع تعامل الفلسطينيين مع المحتل الصهيوني.
    رابعا: في تعدادك للاعداء الأبديين ذكرت: ايران وامريكا والصهاينة ، ونسيت الدويلات الخليجية التي ماخلقت من قبل بريطانيا الا لتدمير الامة العربية، والتآمر عليها، وهذا مايحدث الان بشكل مكشوف بعد ان كان مستترا. ولكن لو كانت طبول الحرب تقرع ضد الكويت مثلا من قبل ايران او امريكا او اسرائيل، وعلى مانعرف من تآمر الكويت على العراق سابقا وحاضرا، هل كنت سأصطف مع الذئاب انتقاما من الكويت؟ هذا مافعلوه هم مع العراق، ولكن هل سأكون نسخة منهم؟
    كلا .. هذه ليست حربي.

    ردحذف