"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/1‏/2012

على رفوف مكتبتي: التفتيش في أوراق قديمة

أقوم هذه الأيام بحملة جرد وترتيب لمكتبتي، وربما لهذا السبب ترونني مقلة في الكتابة وتحديث الغار، لأن من اجمل المتع هو ان تجلس وتقرأ اوراقك القديمة، وتحكم بعيدا عن العاطفة عما تتلفه او تحتفظ به. لدي كتب عراقية كثيرة : قصص وشعر وروايات وكلها عليها اهداءات من مؤلفيها. وأرجو معذرتهم، اجتزأت صفحة الاهداءات للاحتفاظ بها كمستندات (إدانة أبدية) وكومت الكتب من اجل التبرع بها. العبرة التي خرجت بها من تلك الكمية الهائلة من الانتاجات الأدبية: أن عصر الدكتاتورية ينتج ابداعا أفضل. وأحسن المبدعين في ذلك الزمان من الذين كتبوا أدبا انسانيا، تحولوا الآن الى كائنات طائفية ممسوخة، وأصحاب منظمات متمولة ومتسولة من هيئة المعونة الأمريكية، وانظروا مايكتبون الآن وأين يضعون تواقيعهم واهداءاتهم؟ لا شيء سوى الشيكات. 
مما وجدته في كوم الأوراق والمصادر والمجلات والكتب، العدد المميز من صحيفة (بابل) الذي صدر في 21 كانون الأول 2002 بعد انحجاب قسري عن الظهور لمدة شهر. العدد رهيب من 96 صفحة من القطع الصغير، وكنت قد حصلت عليها في آخر زيارة لي الى بغداد في نهاية كانون الأول 2002 قبل الغزو والاحتلال. صورة النسخة مرفقة. ولأن الصحيفة صادرة قبل اقل من 3 شهور من الغزو، فقد كانت مكرسة لنقل اخبار التحركات الأمريكية والامم المتحدة ومجلس الأمن والدول الغربية والعربية وردود الأفعال العراقية من التدخل العسكري القادم. ولهذا سوف اقدم لكم قريبا بحثا سريعا عن كيفية تناول الاعلام العراقي شبه الرسمي (ممثلا في بابل) للحرب الوشيكة.

هناك 18 تعليقًا:

  1. للبحث في الخزين فوائد عدة، انها مهمة ممتعة فعلا، او لنقل انها نزهة يجب ان نمارسها بين حين واخر...
    نحن بانتظار ماتجود به علينا تلك الرحلة الممتعة في الخزين العشتاري، وعلى رأي المثل المصري (الدهن في العتاقي).
    اما ان الديكتاتورية تنتج ابداع افضل، فأعتقد انه صحيح فعلا.
    لكن ست عشتار ممكن نحصل على بعض من تبرعاتك...

    ردحذف
  2. اخي مصطفى

    بقيت عندي الكتب مكومة في طرقات الغار بضعة ايام، وأنا احاول اهداءها لمكتبة عامة، ولكن يبدو ان هناك قواعد بيروقراطية تحول دون ذلك . بعد ان كتبت هذا الموضوع، سمعت صوت المشتري الجوال لكل شيء قديم فسألته اذا كان يشتري كتبا؟ وماذا سيفعل بها؟ قال انه يبيعا لناس متخصصين في شراء الكتب القديمة، قلت له خذها. واخرجت له الكتب، وللحلال والحرام اراد ان يعطيني ثمنا لها. وقد قبلت مايعادل 2 دولار للجميع. يابلاش ، عصارة الفكر. بينها كانت كتب من تأليفي أيضا. ولكني على يقين من ان الكتب سوف تصل الى من يرغب بقراءتها في نهاية المطاف.

    ردحذف
  3. ارجوا ان تصل الكتب الى من يرغب بقرائتها . لا الى يد اصحاب عربانات الباجلّه واللبلبي وحَب الشمس

    ردحذف
  4. حتى لو وصلت لهؤلاء يا بغداد كردي فسوف تصل في النهاية الى القاريء الحقيقي. لأني وانا صغيرة كنت اتلهف على عودة امي من السوق حاملة مشتريات اليوم من الخضرة واللحم الخ ، وكنت افتح الورق الملفوف به المواد واكثرها ورق جرائد ومجلات وكنت انكب عليها اقرأها.

    ردحذف
  5. انا ايضاً كنت اتلهف على عودة امي من السوق لكني عكسكِ كنت انكب على الخضره والفاكهه واللحم

    ردحذف
  6. يابخت صاحب عتيق للبيع او الروبابيكيا على رأي المصريين.
    اما القارئ الحقيقي فالناس الان تقرأ عبر الانترنت والقارئ الالكتروني وباتت مبيعات سوق النشر الورقي تتراجع..
    انها سنة الحياة..
    على فكرة انا كنت اذهب مع والدتي للتسوق، كل خميس، من شارع 14 رمضان ببغداد، كانت تعطيني 250 فلس، اشتري فيهما كتابين، ومن هنا بدأت أؤسس مكتبتي الخاصة...

    ردحذف
  7. تذكرت جدتي رحمها الله .. لا تعير كتبها لأحد .. سألتها مرة لماذا لا تعيري كتب مكتبتك لأي أحد .. قالت .. الغبي من يعير كتاب من كتبه .. و الاغبى من يعيده .. !! راحت الكتب و ياليتها كانت قد أعطتها لمن يحتفظ بها .. أتذكر أيضا بعد سقوط بغداد أخبرنا شاهد عيان على نهب المكتبة الوطنية و كيف كانت الكتب المسروقة تباع بالشوالات على الارصفة .. و لايعلمن السارقات قيمة و أهمية ما يبعن ..

    تحياتي ..

    بنت البلد

    ردحذف
  8. شوفي بنت البلد

    هناك جمعية امريكية كما اظن اسمها (الكتاب الجوال) والدعوة التي تدعو اليها الجمعية هي ان تترك كتابا في حافلة ركاب مثلا. تتركه وتنزل. او تضيع الكتاب في سوق مزدحم ، تضعه على مصطبة وتغادر، وهكذا، وعقيدة الجمعية ان الكتب تدور دورتها وقد تنتهي اليك مرة اخرى، ويكون الكتاب في هذه الاثناء قد وقع في اكثر من يد وقرأه اكثر من واحد.أنا اعجبتني الفكرة. ومرة كنت اغادر شقة مستأجرة الى اخرى في المدينة التي اعيش فيها وكان لدي صناديق من الكتب اكثرها لم اقرأه منذ سنوات ولا احتاجه، فكرت ماذا افعل. قبل انتقالي باسبوع وضعت منضدة لا احتاجها وانوي التخلص منها ايضا في مدخل العمارة التي اسكن فيها ووضعت عليها بعض الكتب المتنوعة وورقة فوقها تقول (تفضل اختر أي كتاب تريد واترك البقية لغيرك)،كما وضعت اعلانات على جدران العمارات المجاورة ارشدهم الى الكتب. وكنت كل يوم اضع المزيد من الكتب على الاماكن الفارغة التي اخذت منها الكتب، حتى آخر يوم قبل انتقالي فوجدت مازال متبقيا بعضها. ناديت على حارس في عمارة مجاورة وقلت له خذ الكتب والمنضدة وضعها امام مقرك، يمكنك ان تبيع الكتب او توزعها كما تشاء. والعبرة هي انك بأي طريقة توزعين الكتب فهي تصل في النهاية الى قاريء ما.

    ردحذف
  9. شيء رائع و الله ما قمت به ست عشتار ..الكتب قيمة لا تقدر بثمن ..فكرة جيدة في إحياء الثقافة العامة .. في أمريكا.. أيضا هناك جمعية يتطوع أعضاءها بجمع الكتب و ثم يأخذها المتطوعون من طلاب المدارس بعد الظهر الى المستشفيات و يضعوها على عربة يتجولون بهابين غرف المرضى ليختاروا منها الجليس الذي يناسبهم للترويح عن النفس و إستغلال الوقت فيما ينفع ..

    و مساءك سعيد ..

    ردحذف
  10. شكرا اخي غير معرف

    في الواقع انا اعرف اشخاصا كثيرين لديهم مكتبات يعلوها التراب ولكنهم لا يريدون التخلي عن اي كتاب منها. وحين يموتون يأتي الورثة ويبيعونها بالكيلو لتجار الكتب المستعملة. والكتب خاصة القديمة تعتبر ثروة كبيرة ليس من الناحية المادية وانما من الناحية التاريخية. مرة وقع في يدي كتاب قديم من اوائل عشرينيات القرن الماضي، وانا اقلب به اكتشف تاريخ أحد اجدادي الذي لم اكن اعلم عنه شيئا سوى بعض المعلومات البسيطة واكتشفت انه كان شاعرا وقرأت قصيدة له في ذلك الكتاب. في الكتب القديمة ايضا تجد اسرارا غامضة تحتاج لمن يحقق فيها ويكتشفها. ولو كان لدي الوقت لتفرغت لها. كذلك قد تجد في طي كتاب قديم مندثر بين اوراقه المتهالكة رسالة منسية ما في زمن ما تلقي اضواء على قضايا كانت غامضة.
    الكتب عالم ساحر.

    ردحذف
  11. ست عشتار وين جدار الحوار ..؟؟ على كل حال..
    أحب أن أهديك هذه المعزوفة لكارونيش .. http://www.youtube.com/watch?v=LlxC6qfVuxE&feature=related

    ردحذف
  12. الرد السابق ردي ست عشتار ( بنت البلد) مو غير معرف .. شكرا على ردك بالضبط الكتب عالم واقعي ساحر ..
    نعم الأنيس إذا خلوت كتابُ تلهو به إن ملك الأحبابُ
    لا مفشياً سراً إذا استودعتهُ وتنال منهُ حكمة وصوابُ ..
    عجبي على أمة أقرأ لماذا لا تقرأ ..!!
    ست عشتار شيء أخر أحيانا كثيرة أنسى كتابة بنت البلد عند الرد .. فهل فعلا لا تعرفين ردود قراء الغار من أسلوب ردودهم ..

    ردحذف
  13. اعرف ردودهم حين يكتبون بطريقة معينة او يستخدمون كلمات معينة ولكن حين يكتبون باسلوب ممتاز وخال من الذاتية وبشكل مهذب، اتصور انهم مثلا رواد جدد للمكان. لماذا لا تحاولين انشاء بريد او تعريف بك على كوكل باسم (بنت البلد) حتى لا تنسيه مرة اخرى؟

    الآن هل انت التي ارسلت المعزوفة؟ شكرا جزيلا. اما جدار الحوار فقد رأيت أنه معطل تقريبا فلا يكتب به احد، فخفت ان يكون عبئا على المدونة.

    ردحذف
  14. ابو ذر العربي19 يناير 2012 في 8:11 ص

    احزن كثيرا عندما يتحدث العرب عن الكتب والمكتبات والمقصود هنا ليست الفئة المثقفة لان هذه الفئة بطبيعتها او بمتابعتها او بحبها للمطالعة تبحث وتقرا الجديد
    اما المقصود بالاغلبية من فئات الشعب العربي التي لا تقرا ولا تتابع ولا تعرف ما هو الجديد الا من خلال وسائل الاعلام والفضائيات ولكل وسيلة من هذه الوسائل هدفها وطريقتها في ايصال الافكار والاخبار المنتقاة
    ولكن ما يحزنني هو ضياع القارىء على مستوى الشعب وضياع الكتب القيمة بين يدي اناس لا يعرفون قيمتها
    وما يحزنني اكثر انني في كل فتره من الزمن اكون فيه مكتبتي الخاصة اضطر بعدها المغادره واترك تلك الكتب وكانني تركت بعضا من نفسي معها
    لاعود من جديد اجدد مكتبة اخرى وهكذا
    فالاستقرار عامل مهم في تقدم الامم وتطورها
    ومن وجهة نظري وقد اكون مبالغا ان احد اهم اهداف الغزو الامريكي الصهيوني الصفوي للعراق هو الكتاب الذي ادى الى الوعي الذي اعتبرته القوى المعادية لنهضة الامة العربية والاسلامية هو سلاح او اسلحة الدمار الشامل في العراق وليس السلاح الكيماوي او البيولوجي او النووي
    لقد جاءوا الى العراق لنزع هذا السلاح وليعيدوا الامة الى عصر التخلف باطلاق اصحاب العمائم والفتاوي والتعصب الطائفي والمذهبي
    والدليل على ذلك النهب المنظم للمكتبة الوطنية ورمي الكتب القيمة في حاويات القمامة في اشارة الى ان الكتب التي تقراون هي لا قيمة لها ومكانها الحاويات وكذلك مسلسل قتل العلماء والكفاءات العلمية العراقية والعربي على يد هؤلاء المجرمين المحتلين
    ومن جهة اخرى كان العدو الصهيوني من اول ما قام به بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت هو نهب مركز الدراسات الفلسطينية واخذجميع محتوياتها الى فلسطين المحتلة
    وانا اعتقد ويقينا ان احد اهداف الغزو للناتو لليبيا هو ايضا الوعي والثقافة وتحول الشعب وقيادته نحو الاسلام
    ولهذا اجدد حزني في كل مرة يتم فيها غزو الاعداء لتدمير الاستقرار والوعي في هذه الامة
    وهذا ما اردت التركيز عليه في هذه الوقفة
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  15. عيني ست عشتار ..
    قرأت هذه الفقرة عدة مرات حتى لا يورطني .. غبائي .. في فهمها .. اعرف ردودهم حين يكتبون بطريقة معينة او يستخدمون كلمات معينة ولكن حين يكتبون باسلوب ممتاز وخال من الذاتية وبشكل مهذب، اتصور انهم مثلا رواد جدد للمكان. لماذا لا تحاولين انشاء بريد او تعريف بك على كوكل باسم (بنت البلد) حتى لا تنسيه مرة اخرى؟

    أولا .. أحسب جميع السادة المواظبين على المشاركة في الغار ناس مهذبين و على خير و بضمنهم طبعا سيدة الغار .. و أزكي على الله أحد ..
    ثانيا .. أحرص على عدم تجاوز حدود الادب و اللياقة و الالتزام بأداب الاختلاف .. ولكن إن كنت تعبيرين صدقي في طرح أفكاري و صراحتي و بتسمية الاشياء بمسمياتها .. فهذا لا أعتبره أنانية نابعة من حدود الذات الذي تجاوزتها ذاتي من زمان أو إسلوب غير مهذب عند وصف المجرم و الفاجر و القاتل بصفاته .. الغضب عندما تتنتهك الحرمات و الاعراض و يتجاوز المجرمين على العباد أو على الدين و التعبير عنه أحسبه.. غضب محمود..و لنا في رسولنا إسوة فلم يغضب لنفسه إلا عندما تنتهك حرمات الله ..و ليس لمصلحة شخصية أو باعث أناني .. و دمت بخير ...بنت البلد

    ردحذف
  16. عزيزتي بنت البلد

    يقال بالانجليزية مامعناه (الاسلوب هو الرجل) او (الاسلوب هو الانسان). اي ان اسلوب الانسان دال عليه. قصدي بالاسلوب الذي اعتبره جديدا غير دال على احد ممن اعرفه، هو الاسلوب العلمي او الدقيق الخالي من العواطف او الميول الظاهرة، وهو اسلوب لطيف ومهذب. المقصود بالمهذب انه (ما رافع الكلفة بينه وبين الغار ورواده). مثل هذا الاسلوب لايدل على الشخص الكاتب ولا يدل على انه رجل او امرأة. في كثير من الاحيان انا اكتب بهذه الطريقة ولهذا يحتار الذين يقرأون لي فأحيانا يعتبرونني رجلا واحيانا امرأة. لنقل انه الاسلوب الاسلوب القناع الذي لا يقول شيئا عن صاحبه. هذا كان قصدي.

    ردحذف
  17. أبو ذر العربي
    لاتحزن على الكتب. انا كنت مثلك ولكني تغيرت اخيرا.

    طريقة قراءة اجيالنا الجديدة تختلف عن السابق. وهذا تطور طبيعي.

    اولا كان الانسان يقول شيئا فيحفظه الاخرون ويتناقلونه ويورثونه جيلا بعد جيل. حين بدأت الكتابة ، صاروا يكتبونه على طين واوراق اشجار وجلود الحيوانات وعلى جدران المعابد والكهوف. اي كان في مكان ثابت محفوظ لدى الكهنة على الاكثر، ولا يطلع عليه بقية الشعب.
    ثم اخترع الورق، واخترعت المطبعة ، وصارت القراءة عادة عامة.
    ثم اخترع التلفزيون، وصار الناس يطالعون الاخبار والروايات و الافلام الوثائقية على الشاشات.
    ثم اخترع الكومبيوتر والانترنيت، وقلت اهمية الورق و تراجعت ايضا اهمية التلفزيون ، واصبح الناس يطالعون الاخبار ويقرأون القصص والقصائد والابحاث عن طريق شاشات اللابتوب. حتى ان الكثير من الناس اصبح لا يقرأ الصحف الورقية ويعتمد على الاخبار من الانترنيت ويستقبلها على هاتفه النقال الخ.

    هذا تطور طبيعي. مازال الانسان ينزع الى المعرفة والاطلاع ولكن اساليب الوصول الى هذا اختلفت.

    ردحذف
  18. لو صورتيهم بالسكنر ووفرتيهم للتحميل كان عمل رائع ودائم أكثر من الكتب الورقيه.تحيتي

    ردحذف