"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/1‏/2012

الإعلام العراقي قبل الغزو الأمريكي -4

 عرض وتعليق عشتار العراقية
هذا هو الجزء الاخير من استعراض عناوين الاخبار الدولية في صحيفة بابل العراقية العدد 3507 للسنة الثانية عشرة الصادر في 21 كانون الاول 2002. 1  - مائة فنان امريكي يناهضون الحرب على العراق
2- المانيا تعتقل ثلاثة عراقيين مشتبهين (مداهمة متشددين)
3- التحذير من خسائر فادحة للطيران في حال ضرب العراق (رئيس المعهد الدولي للسياحة من اجل السلام: الحرب ستؤثر سلبا على السياحة)
4- الشركة العامة لصناعة البطاريات تنتج 35 الف بطارية سائلة
5- العراق ينشيء طريقا بريا سريعا يرتبط بسوريا والاردن ودول الخليج (انجز 55% من الجزء الاول الذي يتوقع انجازه في 2004)
6- العراق يوافق على دخول 200 شبكة تلفزيونية الى اراضيه (لتغطية جولات المفتشين، واقول انه لتغطية الحرب القادمة)
7- المانيا تدرس طلبا للامم المتحدة لارسال طائرات بدون طيار لمساعدة المفتشين بالعراق
8- وفد برلماني عراقي يتوجه الى موسكو
9- عمليات التفتيش تتواصل وبغداد تطالب الامم المتحدة بالعمل لوقف الغارات.
10- خسائر الأسهم الامريكية تجاوزت ثمانية آلاف مليار دولار (ضمن الاسباب يدرج التقرير تكاليف الحرب على الارهاب. وفي حين ان كل هذا صحيح ولكن تدهور الاقتصاد لا يثني الولايات المتحدة عن
الحرب كما قد يأمل العراق من الاهتمام بمثل هذه التقارير. بالعكس ربما الحرب تنعش الاقتصاد (خلق وظائف - تشغيل مصانع الخ)
11- الرئيس البولندي يزور سوريا لبث الوضع في المنطقة (اولت صحيفة بابل اهتماما كبيرا بتحركات وزيارات وتصريحات الاسد. ونتذكر ان بولندا شاركت بقوات في احتلال العراق)

12- رامسفيلد يزور قطر خلال المناورات  العسكرية الامريكية والجيش الامريكي يكثف استعداداته العسكرية في قطر
13- الالاف يتظاهرون في سيدني (استراليا) ضد حرب محتملة في العراق
14- طيارو حاملات الطائرات الامريكية الاحتياط يستعدون للحرب
15- قاعدة العديد تحولت الى خلية نحل.(ضمن التقرير: في حالة قيام حرب مع العراق ستكون قطر احدى اهم الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة)
16-  بدء العد التنازلي للحرب ضد العراق (استعراضا للصحافة البريطانية حسب تقرير بي بي سي التي توقعت الحرب في بداية شباط.))
17- باحتلال العراق سنكتشف مايخفيه من اسلحة (من عمود الصحفي ماكس بوت - عضو في مجلس العلاقات الخارجية  في نيويورك -في صحيفة التايمز الذي دعا الى غزو العراق بدلا من اضاعة
الوقت في البحث عن ادلة وجود اسلحة دمار شامل)
18- ارميتاج (مساعد وزيرالخارجية) بدأ جولته الاسيوية بطوكيو ثم يذهب الى كوريا الجنوبية والصين واستراليا (خطة امريكية تمتد لخمسين دولة)
19- العراقيون يتوقعون الحرب (طارق عزيز: نحن الحكومة الوحيدة التي توزع السلاح على شعبها) المواطنون غالبا يشعرون ان الحب قادمة.
20- القوات الامريكية جاهزة لضرب العراق خلال اسابيع
21 - (من تقرير مطول) استقتلت امريكا لاعادة المفتشين الى العراق ثم تستقتل حاليا لافشال وتخريب مساعيهم. (من الواضح ان عودة المفتشين هي حجة في الوقت الضائع حتى تنتهي الترتيبات او انهم ذهبوا لزرع شرائح تدل على الاماكن المهمة من اجل ضربها فلما انتهت المهمة تريد امريكا الان اخراجهم واعلان فشل العراق في الالتزام)
22- الهند وروسيا تعارضان بقوة عملا عسكريا ضد العراق
23- زيارة عسكرية امريكية للصين تبرز اهمية العلاقة (قائد القوات الامريكية في المحيط الهادي الى الصين في اطول زيارة)
24- حاملة طائرات تعود الى امريكا وتوقع تراجع احتمال حرب وشيكة
25- بلير: الحرب ضد العراق ليست حتمية
26- اكراد عراقيون لايفضلون امريكا لمواجهة انصار الاسلام
(تحيط قوات البشمركة التابعة لطالباني بمعسكر انصار الاسلام من ثلاث جهات ومن الجهة الرابعة ايران المعادية لهم. وقال طالباني في تشرين الاول الماضي (2002) ان مسؤولين امريكيين زاروا المنطقة
لاستجواب سجناء من جماعة انصار الاسلام لكنه رفض عرضا امريكيا بالمساعدة  في القضاء على الجماعة الاسلامية . قالت مصادر كردية ان احتمال شن هجمات جوية امريكية بالقربن من حدودهم ستثير غضب الايرانيين وان هؤلاء ابلغوا الطالباني الذي يعتمد على التجارة مع ايران بالتخلي عن الخطة. لكن السلطات الايرانية تعهدت بمساعدة طالباني على تدمير الجماعة لابداء حسن النية. (نعرف ان اول ضربة وجهتها الطائرات الامريكية في 2003 كانت لمعسكر انصار الاسلام.)
27- امريكا وقطر توقعان اتفاقا لتطوير القواعد العسكرية (قال رامسفيلد ان هذا الاتفاق غير متصل بالعراق فهو قيد المناقشة منذ زمن طويل . سيكون من الخطأ ربطه بالعراق)
28- تونس تمنع مظاهرة احتجاج ضد الحرب على العراق
29- القوات الامريكية في الخليج قد تحتفل بعيد الميلاد في سلام (تعمية على الاستعداد للحرب. مرة يعلنون ومرة يقولون العكس)
30- العراق يدعو مبعوث الامم المتحدة الملكف بملف المفقودين  الكويتيين (كان العراق يقاطع حتى العام الحالي المحادثات مع المبعوث ، ولكن يبدو ان التهديد بشن حرب جعلته يريد تحسين العلاقات مع الكويت)
31- واشنطن:العراق ارتكب انتهاكا ماديا للقرار 1441 (في شأن الاعلان عن اسلحته ونقل علمائه الى الخارج لاستجوابهم)
32- هل اكملت القوات الامريكية استعداداتها لضرب العراق؟
تتلكأ واشنطن وتتحدث عن امهال المفتشين والعراق لتغطي على حقيقة انها لم تستعد بشكل كاف للحرب للاسباب التالية:
- البريطانيون لم يتبنوا الموقف الامريكي الاخير حتى الان
-غياب الدليل على خرق العراق للقرار 1441 لاقناع الرأي العام والامريكي بضرورة الحرب
- ليس هناك عدد كاف من الجنود الامريكيين قد اتخذوا مواقعهم استعدادا لشن الحرب.
**
مما تقدم من استعراض عناوين الاخبار  في صحيفة بابل بتاريخ 21 كانون اول 2002 على مدى اربعة أجزاء ، والمستقاة من الصحافة العالمية نستنتج التالي:
1- على الجبهة الخارجية
- امريكا اعدت العدة لاحتلال العراق وبدأت في الترتيب اللوجستي من اقامة قواعد وقيادة مركزية في قطر، الى اجراء مناورات الى تحريك حاملات الطائرات ونشر قواتها
- في نفس الوقت رافق ذلك حرب نفسية توضحت بطريقتين : الضغط على العراق وتشويش الاخبار : مجموعة تؤكد ان الحرب قريبة ومجموعة تؤكد ان الحرب بعيدة
- قامت بالتحرك الدبلوماسي للاقناع والترغيب والترهيب على 50 دولة محيطة بالعراق او في المنطقة العربية او في آسيا واوربا  وافريقيا
- وضعت شروطا تعجيزية للعراق للايفاء بها واهمها: اثبات انه بريء، دون ان تقدم هي مايثبت جرمه، وكذلك الطلب بتسليم علمائه.
- اصرت على عودة المفتشين مع طلبات استفزازية مثل تفتيش القصور الرئاسية على أمل ان يبدو التذمر او الامتناع عن التنفيذ من جانب العراق فيعد خرقا. وكذلك للاستفادة من المهلة حتى تتم كل ترتيباتهاواستعدادها.
- رغم ان روسيا والصين والهند كانت ضد الحرب ولكن يبدو ان هذه الدول ليس لها تأثير او دور او  انها وقعت تحت تأثير القوة الامريكية ، فائدتهم الوحيدة هي ان تستخدم الصين وروسيا حق الفيتو على
اي قرار بالحرب يصدر عن مجلس الامن، ولكن مثل هذا القرار لم يصدر واستندت امريكا في حربها على تفسيرها الخاص لمسألة (الخرق المادي) الموجود في قرار مجلس الامن 1441. 

- اهم من كل ذلك انها قامت بالحرب فعلا قبل 2003 ب12 سنة من حصار وقصف لتليين الشعب وبث اليأس والرعب في النفوس للاستعداد لقبول اي شيء، كما قامت في اواخر 2002 بتكثيف القصف على الدفاعات الجوية والمنشآت العسكرية في الجنوب (حيث ستدخل قواتها)
- نلاحظ تنامي دور قطر في مساعدة الغزاة على تدمير الدول العربية قد بدأ بالعراق
2- على الجبهة العراقية
-كانت الحكومة والشعب على يقين من ان امريكا قد حسمت امرها في الحرب ولكن كان هناك امل ان يتأجل هذا بسبب معوقات مثل تدهور اقتصادها او تخوف العالم من انقطاع النفط اوزيادة اسعاره، او
مظاهرات ومؤتمرات الاحتجاج او اقتناع العالم انه ليس لدى العراق اسلحة دمار شامل. وفي الواقع ان كل هذه لا توقف الحرب: تدهور الاقتصاد هو اهم محرك لشن الحروب، تخوف العالم من انقطاع النفط
تمت معالجته منذ السبعينيات بعد حرب 1973، زيادة اسعار النفط فيها كل  الفوائد لشركات النفط وهي التي تمول الحروب.، اما كون العراق لا يحتوي على اسلحة دمار شامل فإن امريكا كانت تعرف ذلك
وهي كذبة تنفع في وقتها لشن الحرب وتحقيق الاهداف ولا ضير من ان يعلم الناس فيما بعد انها كانت كذبة. فكل حروب امريكا كانت قائمة على اكاذيب. كما ان المظاهرات والاحتجاجات لا تؤثر على القرار الأمريكي ابدا، ففي امريكا لا دور للشعوب، وبالأخص شعبها، وواهم من يقول ذلك.
- ركز العراق في اعلامه المضاد على المناداة بالويل والثبور للغزاة وان الجيش العراقي قادر على سحقهم، وهذا كان ربما موجها الى الداخل (وايضا للتمويه على الخارج باعتبار ماحدث بعد ذلك ) لأن الجيش العراقي المنهك بعد عقد من الحصار وفي ارض منبسطة مثل ارض العراق وفي غياب رادارات ودفاعات جوية، لم تكن لديه اية فرصة في حرب تقليدية مع اقوى جيش في العالم. ربما كان التكتيك الوحيد الممكن والذي حدث فعلا هو تحول القوات الى مقاومة تحت الارض تشن حرب عصابات. كانت هذه هي المفاجأة التي قام بها العراقيون.
-قام العراق بسد كل الذرائع التي ارادتها امريكا واهمها تحركات فرق التفتيش، فقد ابدى العراق تساهلا الى اقصى حد، كما انه قدم تقريرا ضخما من 12 الف صفحة لسد كل الذرائع
- حاول العراق في وقت متأخر استمالة الكويت ببحث مطالبها الخيالية والتعجيزية، وحاول استخدام سلاح المصالح والعقود مع روسيا ولم يكن موفقا في الحالتين.
- اعتمد العراق ايضا في اعلامه على استقطاب الشخصيات المعروفة الفنية او الادبية او الاعلامية ، كما ساعد على اقامة مؤتمرات وشجع المظاهرات والاحتجاجات في دول عديدة. ولكن اعتقد أن مقولة (لاصوت يعلو على صوت المعركة) ينطبق على اية معركة واية حرب، حين يبدأ ضجيج الطائرات وقعقعة السلاح، تتوارى كل الأصوات.
++
والآن من خبرتنا العراقية ، كيف تعرف أي بلد تعاديها امريكا أن الحرب حتمية ووشيكة عليها حتى يستعد الشعب لها؟. كيف تعرف ان تهديد أمريكا هو للضغط لا أكثر او انه إبلاغ رسمي بالحرب؟ سأفرد لهذا موضوعا خاصا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق