"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/12‏/2011

وجهة نظر استخباراتية غربية: تقييم التدخل الأجنبي في سوريا

 بقلم سكوت ستيوارت
ترجمة موجزة:  عشتار العراقية
الازمة في سوريا دخلت حالة جمود فالحكومة لا تستطيع اطفاء الاحتجاجات و المعارضة لا تستطيع اسقاط الحكومة بدون تدخل خارجي. في 8 كانون اول ناقشنا (الحرب السرية الاستخباراتية ضد ايران) التي تشنها الولايات المتحدة واسرائيل وحلفاء آخرون ضد ايران وهذه الجهود ليست فقط للقضاء على البرنامج النووي وانما ايضا لشلّ قدرة ايران على تأسيس هلال نفوذ يمتد عبر العراق وسوريا ولبنان.  من اجل الوصول الى الهدف تحاول امريكا وحلفاؤها تقليل نفوذ ايران في العراق وتقييد حزب الله في لبنان ولكن من الواضح انهم يستكشفون طرقا لاسقاط حكومة بشار الاسد في سوريا وهي حليف قديم لايران ومكانتها في خطر بسبب الاضطرابات الراهنة في البلاد. بل ان امريكا وصفت نظام الاسد على انه (محكوم عليه بالاعدام).
سوف نناقش هنا:- الجهود الخارجية المحتملة المطلوبة للاطاحة بالنظام
- انواع الادوات المتاحة للقوى الخارجية الساعية للاطاحة بالحكومات وتتراوح من انشطة سرية الى غزو شامل
- المؤشرات التي يمكن النظر اليها من قبل المراقبين الخارجيين الساعين لفهم الجهود المعادية للحكومة السورية
اختلاف سوريا عن ليبيا
- ليس هناك منطقة في سوريا مثل بنغازي يحتلها المتمردون وينطلقون منها بعملياتهم
- القوات المنشقة عن الجيش السوري افراد وليس وحدات كاملة كما حدث في ليبيا
- ليس في سوريا احتياطيات نفط مثل ليبيا لهذا اوربا ليست متحمسة في قضية سوريا كما كانت في ليبيا. حتى فرنسا  التي كانت من الأكثر حماسا ضد سوريا تراجعت مؤخرا عن الدعوة لتدخل عسكري مباشر.
- القوة الجوية السورية اضافة الى الجيش اقوى بكثير مما كان لدى ليبيا، وهذا يعني في حالة التدخل خسائر كبيرة في الارواح والمال.
مع ذلك هناك الكثير من الخيارات يمكن للحكومات الاجنبية اتخاذها ضد نظام الاسد او اي نظام  ولا يتطلب غزوا مباشرا او حتى حملة جوية تدعمها قوات خاصة على الارض. وهي كما يلي.
 ينبغي ان نضع في اذهاننا ان الخطوات ليست ثابتة ، هناك جانب من حرية التحرك داخل كل خطوة. مثلا ، التدريب الذي يقدمه المرتزقة او قسم العمليات الخاصة في وكالة المخابرات المركزية CIA يظل مخفيا وهكذا يمكن انكاره بسهولة ، في حين ان التدريب الذي تقدمه القوات الخاصة في الجيش الامريكي ليست كذلك .
المستوى الأول -اقل الخيارات خطورة واقلها قابلية على الاكتشاف لدى دولة تسعى الى التدخل العسكري هو تكثيف النشاطات الاستخباراتية في الدولة الهدف.  مثل هذه النشاطات قد تتضمن نشاطات سرية مثل اقامة علاقات واتصالات مع شخصيات معارضة او تشجيع الجنرالات على القيام بانقلاب او الانشقاق عن الجيش والانضمام الى المعارضة. ايضا من الجهود السرية هو العمل مع جماعات المعارضة والمنظمات غير الحكومية لتحسين عمليات الحرب المعلوماتية. وقد تتطور هذه الانشطة الى افعال اخرى مثل الاغتيالات والتخريب. وكل الأفعال التي اتخذت في حرب المخابرات السرية ضد ايران هي من هذا النوع.
يرافق الافعال  الخفية والسرية او يسبقها ضغوط دبلوماسية علنية تتضمن تصريحات صحفية تدين قيادة البلاد المستهدفة. الدفع الى اصدار قرارات من منظمات دولية مثل الجامعة العربية والامم المتحدة وعقوبات اقتصادية دولية. وهذه ايضا تتضمن  الاجتماعات الرسمية مع ممثلي المعارضة في دولة ثالثة ، كما حين اجتمعت هيلاري كلنتون مع اعضاء المعارضة السورية في جنيف.
المستوى التالي من متوالية القوة هو تعزيز العلاقة مع المعارضة والبدء في تزويدهم بالمعلومات والتدريب والنصائح. في قضية ليبيا حدثت هذه الخطوة مبكرا حين سافر ضباط المخابرات الاجنبية وقوات العمليات الخاصة الى اماكن مثل بنغازي ثم الى جبال نفوسة لتقديم المعلومات للمعارضة بخصوص الجيش الليبي وتدريب الميليشيات على القتال. في سوريا هناك مشكلة حقيقية في افتقار المعارضة الى التوحد.
في هذا المستوى عادة تأخذ الحكومات الاجنبية مقاتلي المعارضة الى بلد ثالث للتدريب. هذا طبعا بسبب صعوبة تدريبهم داخل بلادهم .(تم تدريب جيش السوري الحر في تركيا)
 
الخطوة التالية بعد التدريب ومشاركة المعلومات الاستخباراتية هي تقديم التمويل واشكال الدعم الاخرى الى المعارضة بضمنها الطعام والزي العسكري وادوات الاتصال والمساعدات الطبية وحتى السلاح. ويمكن القول ان تقديم الاموال ليس مثل تقديم السلاح .
حين تقدم الدولة المتدخلة السلاح الى المعارضة فهي تحرص على ان يكون من نفس نوع السلاح المستخدم في البلاد المستهدفة تفاديا لاثارة الريبة، وللانكار في حالة التلبس.
على سبيل المثال حين بدأت الدول تساعد المجاهدين في افغانستان لقتال السوفيت زودوهم باسلحة مما يستخدمها السوفيت والحكومة الشيوعية في  افغانستان، ولكن حين اثبتت هذه الاسلحة عدم فاعليتها، اضطرت الولايات المتحدة لتزويدهم بانظمة دفاع جوي محمولة من نوعFIM-92 Stinger 
 FIM-92 Stinger
وقد نفعتهم كثيرا في الميدان ولكن بما انها كانت اسلحة متطورة فإنها قضت على امكانية انكار امريكا مساعدتها في هذا المجال.
وقد رأينا نفس الحالة في ليبيا حين بدأ المتمردون يستخدمون رشاشات FN-FAL البلجيكية. وفي حين انهم سطوا على مخازن السلاح المليئة بالكلاشنكوفات صناعة السوفيت ولكن ظهور السلاح البلجيكي
FN FAL
كان كناية عن تلقي المتمردين السلاح من رعاة خارجيون. كما ان ظهور عناصر القنابل التي صنعت في ايران في العراق مابين 2006-2007 مثال اخر على تدخل حكومة اجنبية في صراع مسلح. طالما ان تقديم السلاح الغريب على البلاد يقضي على امكانية الانكار، سوف ندرج هذا في خطوة منفصلة من متوالية القوة. ان الكشف عن اياد خارجية يمكن ان يكون له تأثير نفسي على اعضاء النظام المستهدف بالاشارة الى ان لاعب اجنبي قوي يدعم المعارضة.
المستوى التالي هو التدخل الاجنبي المباشر ويتضمن عادة دخول عمليات قوات خاصة تعمل مع القوات الارضية المحلية المعارضة وقوة جوية اجنبية ساندة . وهذا استعمل بنجاح في غزو افغانستان في
2001 حين ساعدت السي آي أي وقواتها لخاصة والقوة الجوية الاتحاد الشمالي الافغاني على هزيمة طالبان بسرعة. وقد استخدم هذا النموذج بنجاح ايضا ضد القذافي في ليبيا.  
المستوى الأعلى  في التدخلات الاجنبية هو الغزو العسكري وقد رأيناه في غزو العراق 2003.

مقدمات الغزو
مع اعتبار هذه الخطوات في الذهن يمكن للمراقب الخارجي ان يبحث عن علامات تؤشر على الجهد الاجنبي لمساعدة صراع الى الوصول الى ذروته.
علامات الحملة المخابراتية الخفية تتضمن هروب  ضباط من الجيش للالتحاق بالمعارضة،  ومحاولات انقلاب، وقد تتضمن ايضا انشقاق في الجيش. حين انشق رئيس المخابرات  الليبي ووزير الخارجية موسى كوسى عن حكومة القذافي كان ذلك بفعل تأثير عمليات مخابرات اجنبية سرية. (اتذكر ايضا بعض السفراء العراقيين الذين هربوا قبل الغزو وقبلهم حسين كامل !))
(اي انهم لا يهربون ويلتحقون بالخندق المعادي لأنهم مع الشعب الثائر او ان افاقوا فجأة ووجدوا انفسهم يحبون الديمقراطية ، السبب الحقيقي هو اغراء مادي من المخابرات الاجنبية)  
مؤشرات التدريب والدعم سوف تترجم الى زيادة الفعالية من قبل جيش سوريا الحر FSA- اذا بدأوا فجأة في استخدام اساليب جديدة او ضربوا اهدافا جديدة او ابدوا القدرة على تنسيق افضل في منطقة جغرافية اوسع. علامة اخرى على زيادة الفعالية اذا بدأت هذه المليشيا في تنفيذ عمليات حربية معقدة، مثل كمائن منسقة او عمليات اضرب واهرب موجهة ضد اهداف ذات قيمة عالية . كما ان المدربين الاجانب سوف يساعدون هذه القوات على تطوير وسائل الاتصالات داخل منطقة سكانية محلية تقدم المعلومات والمؤن والاتصالات والملجأ والانذار المبكر.
التدريب الخارجي ودعم المعلومات يؤدي الى زيادة الأثر الستراتيجي لهجمات الجماعات المسلحة مثل جيش سوريا الحر. تزعم المعاضة السورية انها نفذت عدة عمليات على اهداف مثل مديرية استخبارات القوة الجوية في ضواحي دمشق ولكن مثل هذه الهجمات لاتبدو ذات معنى وربما تنفع اكثر في التأثير الدعائي منها وسائل لضرب اهداف عسكرية. اننا نراقب عن كثب عمليات جيش سوريا الحر المزعومة في ضرب انابيب غاز ونفط لنرى اذا اصبحت هجماتهم اكثر تنظيما واكثر تأثيرا من الناحية التكتيكية.  لقد سمعنا ان القوات الخاصة الامريكية والتركية والفرنسية والاردنية تقوم بالتدريب في تركيا . واذا كان هذا صحيحا يمكننا ان نبدأ في رؤية نتائج هذا التدريب في المستقبل القريب.( وأنا اقول التدريب في الاردن ايضا حين هناك مركز متخصص للعمليات الخاصة) 
 
في حالة ضربة جوية
اذا فكرت قوى خارجية بشن ضربة جوية على سوريا او اقامة منطقة حظر طيران- ستكون الخطوة الاولى هي زيادة جهود المراقبة للتأكيد من مواقع واوضاع انظمة الدفاع الجوية السورية. سوف يؤدي هذا الى زيادة طائرات وانظمة المراقبة في المناطق القريبة من سوريا (تركيا العراق الاردن لبنان اسرائيل). كما ستطيرالطائرات الخاصة باجهاض الدفاعات الجوية على المسرح قبل شن اي عملية جوية. وزيادة في الطائرات من نوع اف 16 سي جي الامريكية
F16-CJ
وتورنادو البريطانية في قبرص او تركيا او اليونان هي مؤشر مهم يستحق المراقبة.
Tornado GR4
 ايضا من المهم مراقبة زيادة طائرات الحرب الالكترونية من نوع براور وغراولر 
Prowler EA-6B
 

وكلاهما يحمل على حاملة طائرات التابعة لمجموعة كارير سترايك
Carrier strike Groups
كما انه قبل اي حملة جوية تحرك الى المنطقة مجموعة حاملات الطائرات المقاتلة ومنصات صواريخ كروز وربما وحدة مشاة البحرية .
اي غزو لسوريا على غرار غزو العراق سوف يتضمن تحشيدا واضح المعالم لا يمكن اخفاؤه. ولكن احتمال مثل هذا الغزو لسوريا بعيد. وكل ما علينا فعله هو مراقبة المؤشرات  الاخرى على التدخل في المستويات الاقل.
 تخطيط متوالية القوة 
 المصدر هنا


هناك 6 تعليقات:

  1. العزيزة عشتار تحية و سلام. عاشت يدك و سلمت عيونك و حاسوبك هذه هي المواضيع التي تشفي الغليل. نتمنى أن لا تضعينا على الشحن هواية

    ردحذف
  2. أبو يحيى

    لا مو هواية .. بس اروح للسوق واشتري اكل واجي اطبخ وبعد تناول الغداء، ابلش بالترجمة.

    ردحذف
  3. ابو بيبرس-كركوك
    السيدة عشتار: نظرية ان امريكا تسعى لاضعاف محور ايران رائجة على نطاق واسع ولكنني اجدني اميل لرأي قد يبدو غريبا ولكن الشواهد عليه كثيرة, امريكا برأيي ورأي الكثيرين جاءت للمنطقة لتقوية محور ايران وليس لاضعافه وذلك تمهيدا" لمرحلة لاحقة تشعل العالم الاسلامي في حرب طائفية لسنين متعددة. ذلك ما يمكن ان يستنتجه المرء من نظرية الفوضى الخلاقة التي جاء بها الانجيليون الجدد. لم يكن اسقاط نظامي صدام وطالبان غباءا: من العم سام او سوء تقدير بل كان امرا" مخططا" له بعناية لتقوية محور ايران (الشيعيي) وايجاد توازن قوة مع المحور الاخر (ألسني) لادامة امد النزاع المفترض.
    عذرا" للاطالة وتقبلوني صديقا جديدا"

    ردحذف
  4. الاخ ابو بيبرس من كركوك.تحيه طيبه
    اني ؤايدك في تحليلك لانه فيه وجهات نظر معقوله. وانا اضيف ,ان قبول اميركا ودول الغرب بمجيء انظمه اسلاميه سلفيه او متطرفه في المنطقه العربيه انما ايظا يصب في مصلحه اميركا وحلفائها لانهم على علم بان مثل هذه الانظمه ستبقى متاخره عن الركب الدولي لانها ستدخل في صراعات داخليه مع اليبراليين والعلمانيين مما سؤدي بالتالي الى ضمور الدور الاقتصادي لهذه البلدان التي ستستفيد منها اميركا وحلفائهافي تنشيط اقتصادها المتردي .اظافة الى ان الصراع سيكبر بكبر المناطق التي سيتم فيها اسقاط الانظمه القديمه بالانظمه الاسلاميه التي ستاتي للحكم باسم الديمقراطيه من خلال ما يسمى الربيع العربي

    ردحذف
  5. ابو ذر العربي17 ديسمبر 2011 في 5:15 م

    تحية وبعد

    تطرق الى الوضع السوري وبدا يتحدث بمعرفة وتفاصيل عن الوضع الداخلي السوري وكانه يعيش هناك
    فسالته ما الذي يدريك بالتفاصيل الدقيقة هذة
    انا اعرف انك كنت في المانيا
    فقال انا اعمل هنا
    وماذا تعمل قال انا منسق
    فقلت منسق ماذا؟ قال منسق امني وعسكري
    فقلت اين فقال في السفارة ----
    فقلت وما دخلك بذلك قال انا منسق مع الناتو
    فتجاهلت الموضوع وكانني لا اعلم شيئا عن ما يحدث في ليبيا او سوريا وسالته اسئلة ساذجة منقولة عن اذاعات وصحف عامة
    فقال لا كل المعلومات التي قلتها بسيطة وليسيت حقيقية ولكن الشيء الذي اقوله صحيح وموثوق
    فتجاهلت الموضوع وابديت برودة لما يقول
    فحاول اقناعي بان ما يقوله مؤكد
    وبدا يصرح
    بان التنسيق لاسقاط نظام الاسد على اشده وهو ينتقل من اوروبا الى تركيا الى قبرص الى البلاد العربية المحيطة
    بسوريا لدعم المنشقين السوريين وجيش سوريا الحر وهم يعملون على ان يكون عدده عشرون الفا وبعدها يصبح العمل جديا وهم يمولون المعارضةبكل شيء
    وبعد ان ينتهي الوضع في ليبيا سيعملون على اسقاط النظام السوري خلال خمسة اشهر ولهم خلايا تعمل ليل نهار لاستمرار الاحتجاجات الداخلية في سوريا
    هذا قد يكون معلوما بشكل عام ولكنه هنا صادر عن مصدر مشارك في العمل والتنفيذ ولكم تحياتي

    ردحذف
  6. ابو ذر العربي18 ديسمبر 2011 في 7:06 ص

    اثني على ما قاله الاخ بيبرس عن تقوية محور ايران من قبل امريكا والصهيونية العالمية
    وهو واقع معاش يوميا
    لقد صعد نجم حزب الله اللبناني على حساب القوى الوطنية والقومية اللبنانية التي قدمت الاف الشهداء قبل حزب الله
    وصعد دور ايران على حساب تضحيات الشعب العراقي ودماءه وقواه الوطنية والقومية
    وفي بقية الساحات تراجعت القوى الوطنية والقومية ليس صدفة بل بتخطيط واضح خاصة الاجتياح الصهيوني للبنان واخراج المقاومة الفلسطينية من معادلة المنطقة لم يكن صدفة ابدا
    ولكم تحياتي

    ردحذف