"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/12‏/2011

يادكتاتور ياابن الدكتاتورة!

تعليق: عشتار العراقية 
لم تصل المسألة الى هذا الحد، أي ان العراقيين لا يتنابزون ولا يتشاتمون بكلمة (دكتاتور) مع أن قاموس الألفاظ الخارجة العراقية واسع وعميق ومتلاطم الأمواج. وطالما لم تسجل الكلمة في هذا القاموس، فهي ليست شتيمة، والمعرفة الشعبية القائمة على المعايشة والتجريب، أفضل مرجع. كيف إذن يقول أحد نواب دولة القانون المسمى كمال الساعدي لقناة الفيحاء " وصف المطلك للمالكي بالدكتاتور يحط من كرامته". هذا شيء جديد على ثقافتنا القائمة على تعدد الدكتاتوريات في حياتنا: رب البيت، المرجعية الدينية، رئيس العشيرة، وحاليا: كل رئيس دائرة ، وكل مدير، وكل رئيس حزب، وكل رئيس ميليشيا، الخ. كيف أصبحت كلمة دكتاتور شتيمة؟ هذا هو غسيل الأدمغة بأجلى صوره وأنصع بياضه. الدكتاتورية نوع من انواع الحكم بالضبط مثل الديمقراطية - أجلّكم الله. أنا أعتبر الديمقراطية شتيمة تحط بالكرامة.
ما أصل كلمة دكتاتورية؟
الكلمة لاتينية الأصل dictātor   وقد كانت تطلق على منصب سياسي في حقبة الجمهورية الرومانية القديمة وقد اختص الدكتاتور الروماني بسلطة مطلقة في زمن الطوارئ، و لكن كان عليه أن يحصل على تشريع مسبق من مجلس الشيوخ بمنحه هذا المنصب.
في فترة ما بين الحربين العالميتين
ظهرت في تللك الفترة عدد من الأنظمة السياسية التي وصفت من قبل اصحاب المذهب الليبرالي بالدكتاتورية مثل الأنظمة في إيطاليا وألمانيا و النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق ، حيث اتسمت تلك الأنظمة حسب الليبراليين بسمات الدكتاتورية مثل نظام الحزب الواحد ، تعبئة الجماهير بايدولوجيا النظام الحـاكم ، السيطرة على وسائل الاعلام و تحويلها إلى بوق للدعاية لصالح النظام ، توجيه النشاط الاقتصادي و الاجتماعي للجماهير توجها ايديولوجيا لصالح النظام الحاكم و الاستخدام التعسفي لقوة الأجهزة الأمنية من اجل ترويع المواطنين. (وهي اوصاف تنطبق أيضا على مايحدث في الانظمة (الديمقراطية)، استخدام الاعلام- ترويع الجماهير بقوات الامن- ايديولوجية الطبقة الحاكمة)
 مـا بعد الحرب العالمية الثانية
يرى اصحاب المذهب الليبرالي ان الدكتاتورية فيما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت ملمحا بارزا في العديد من دول العالم الثالث حديثة الاستقلال و التي غلب على اشكال الحكم في معظمها الطابع العسكري كما ان الدول ذات أنظمة الحكم الشيوعية والاشتراكية اعتبرت دكتاتوريات أيضا من وجهة نظر اللبيراليين.
لاحظوا كيف أن كاتب التعريف ينقل (عن وجهة نظرالليبراليين) أي أن الكلمة موظفة سياسيا لتصبح  تشنيعا مثلها مثل كلمة (مناهض للسامية) لإخراس كل الألسنة الناقدة للصهاينة، كما اصبحت كلمة (شيوعي) في الغرب شتيمة، بل كانت في امريكا في حقبة المكارثية جريمة يعاقب عليها صاحبها. ومثلها كلمة (نازي)، وعلى الجانب الآخر كانت كلمة (رأسمالي) تعتبر شتيمة، وكلمة (علماني) و(ليبرالي)، وأكثر ما يثير الشفقة أن بعض الكرد المتعصبين (قوميا) ينعتون العرب المتعصبين (قوميا) بأنهم (قومجية)، بل حتى كلمة (تحرر) و(حرية) اصبحت في عرف بعض المجتمعات نقيصة لا تغتفر. تذكروا كيف كانت وربما لا تزال المجتمعات العربية تطلق على المرأة المستقلة بإرادتها كلمة (متحررة) ويقصد بها نوعا من الإهانة والطعن في الشرف.
إذن هي اللغة، يلوي أعناقها أصحاب المصالح، ولكن أكثر ما يغضبني أننا اصبحنا نتبنى لغة الغرب في كل ما يحب ويكره، حتى لو كان ذلك ضد تراثنا وادراكنا، وطريقة حياتنا. وقد جربنا أنظمة الحكم الدكتاتورية والديمقراطية، ولهذا أكرر لكم دائما بأني دكتاتورة ولن أحيد، فقد جربت ديمقراطية امريكا والجلبي وعلاوي والمالكي والحكيم والبازراني والطالباني (وكلهم في أحزابهم وارثون مورثون) ولم تعجبني. لم أجد في ديمقراطيتهم سوى: القتل والتشريد والتجويع والإفقار والتدمير والإقصاء والإثراء والنهب والنصب والكذب واليورانيوم المنضب.

هناك تعليقان (2):

  1. ابو ذر العربي25 ديسمبر 2011 في 1:36 م

    اعتقد ان ايران وعملاءها في العراق والمنطقة يحاولون جاهدين استثمار الموقف في العراق لصالحهم لتصبح العراق كلها لهم ولذلك يحولون التنصل من العماله والصاقها بغيرهم
    فالقول بان المطلق ديكتاتور للايحاء بانه من جماعة صدام الله يرحمه
    والقول بان الهاشمي من فلول الاحتلال للقول بانهم ليسوا من فلوله
    وسيسمع الجميع تعابير جديدة لم يسمعها احد من قبل في وصف الاخرين
    فعلا كما قال المثل "رمتني بدائها وانسلت"
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  2. أخي أبو ذر العربي ماطرحته صحيح مئة في المئة من وجهة نظري .
    وأقول لسيدتي عشتار الدكتاتورية مايلي
    حسب قرائتي للتأريخ ومسيرته على الكرة الأرضية وبالذات المنطقة العربية والهلال الخصيب بالذات بتفاصيل تصل الى حد الدقيقة منذ أكثر من 10000 سنة الى الوقت الحاضر وكذلك أوربا ولو بخطوط عريضة في أغلبها, وقد وصلت الى نتيجة بسيطة وتتضح عند المتمعن أكثر في نشوء الحضارات ودراسة التطور الأجتماعي للشعوب, علمت أن الحضارة الأوربية كانت منذ بداياتها حضارات طفيلية تعيش على منجزات الحضارات الأخرى وجميع ثقافاتها مكتسبة وليست شخصية تعبر في أصولها عن هوية صافية أو أوربية 100% وبالذات في تمويل وتقوية الأقتصاد الذي تقف وتبني عليه حضارتها, أما الحضارة العربية والتي نشأت وكبرت في منطقة الهلال الخصيب بالتحديد كانت حضارة مقاومة للموت وحية كما لغتها وكانت حضارة مبدعة وأصيلة وصانعة حقيقية وليس متصنعة للحضارة, مثل الحضارة الأكدية والسومرية والأشورية والبابلية والكلدانية والحميرية والفرعونية كل واحدة منها كانت مرحلة من مراحل التطور الحضاري العربي في المنطقة والعالم ولهذا كانت غير متعصبة ولا منعزلة أو متقوقعة على نفسها وكانت من أفضل الأمثلة في التسامح في العطاء الحضاري والأشعاع والعطاء.
    ولهذا كانت كل المفاهيم السياسية والأقتصادية التي خرجت من الحضارة الأوربية والغربية كما يجوز التعبير والقول كانت مفاهيم مشوهة وغير صحيحة على قول المثل العربي ممسوخة ( أكعد أعوج وأحجي عدل) فكانوا يحاولون الجلوس بأعتدال ويقولون الأعوج فشوهوا معنى الحرية الصحيح الذي كتب به نبوخذنصر العراقي العربي في مسلته بالديمقراطية العرجاء ولنعطي مثل على تطبيق للحرية في أختيار الحاكم كمثال عن ديمقراطيتهم التي ينسبوها ﻷنفسهم زوراً وبهتاناً,
    بعد وفاة الخليفة الثاني لرسول الله صل الله عليه وسلم, عمر بن الخطاب وقد كان قبلها قد أمر أن يكون من بعده مجلس للحكم وأختيار خليفة ثالث للرسول محمد عليه صلاة ربي وسلامه, الخلاصة وصل الأمر تنازل بعضهم لبعض فوصل الى ثلاثة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم وقد زهد عنها عبد الرحمن فجعلوه عثمان وعلي حكماً بينهم فطلب أن يمهلوه ثلاثة أيام وحسب مامذكور في البخاري ومن بعده مسلم (أوثق كتابين وكاتبين للسنة والحديث ومجريات أمور الخلافة)قام عبد الرحمن رضي الله عنه بالتنقل في المدينة المنورة ودق باب كل دورها وسار في كل أزقتها وشوارعها وسألهم أيهم يختارون ( وكما قال هو بعد ذلك بزمن وموثق ذلك في كتب الحديث والسيرة)
    ماتركت باب في المدينة إلا وطرقته ولا رجل ولا شيخ أو عجوز أو أمرأة ولاحتى طفل إلا وسألتهم أيهما تختارون علياً أم عثمان ؟ وخرجت في يومي الثالث الى الرجلين وقلت لعلي أن بايع عثمان وأنها ليست لك ياعلي فقد أجمع أهل مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم على عثمان فقم وبايع رحمك الله وقد بايع بعدي أمام ناظري.
    هذه هي الحرية التي يتشدق الغرب بتسميتها بديمقراطيته الممسوخة أما الدكتاتورية فيكفينا قولك وقولهم أنها ترقية للحاكم في ظروف الطوارئ فهي رقي في الحكم وليست كما يحاولون أظهارها به وأيضاً كان العرب والمسلمين قد قالو بها فأسموها بالحاكم الحازم العادل أو في بداية القرن العشرين أسموه الطاغية العادل,وقد كان عمر الفاروق بن الخطاب مثال الحزم والحاسم العادل حتى قال له رسول الروم (عدلت فأمنت فنمت) وقد كان من مستشاري ملك الروم وحكمائه (دولة الديم كرات) أول الديمقراطيات الأوربية, أما الأشتراكية التي يتشدقون بها فهي ليست أكثر من مسخ والقوانين الوضعية أو الدنيوية للتشبه بالعدالة الأجتماعية المشرعة من الشريعة الأسلامية الألاهية.
    وفي النهاية ستبقى الحضارة الغربية والأوربية حضارة طفيليات تعيش على دمائنا وثرواتنا وتمعن في تخلفنا وفقرنا لتنموا هي ولهذا أسميتها بالطفليات أو بعوضة الملاريا التي تعتاش على دم الأنسان ولتستمر في مص دمائه تغرز فيه لعابها الملوث بفيروس الملاريا لكي لايتخثر فتستطيع الأستمرار في أمتصاص الدماء, وكذلك الحضارة والأستعمار الغربي يبقينا في الفقر والمرض والجهل ليسرق ثرواتنا ويغذي أقتصاده وما يسميها حضارته.
    محمود النعيمي

    ردحذف