"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/12‏/2011

من وراء الاضطرابات في شمال العراق؟ -5

تحليل: عشتار العراقية
ماذا حدث بعد الشغب في زاخو ومناطق اخرى في دهوك وحتى السليمانية، بما يبدو وكأنه احتجاج مسلمين متشددين يتبعون حزب الاتحاد  الاسلامي الكردستاني، ضد محلات مساج وبيع خمور يديرها مسيحيون ويزيديون؟ حدثت الوقائع التالية:
1- المسيحيون:
في 2 كانون الاول - قام وفد من خمسة اعضاء المجلس الشعبي  الكلداني السرياني الاشوري (وهو المجلس الذي يرأسه سركيس أغاجان الآشوري المستكرد (هنا) الداعي الى اقامة اقليم خاص بالمسيحيين، وصاحب محال المشروبات المحروقة أو بعضها) بالسفر الى بيروت لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك المارونيين في العالم ورئيس مجمع البطاركة الكاثوليك الشرقيين، و"خلال الزيارة ناقشوا اخر التطورات السياسية على المستوى الوطني وظروف شعبنا بعد الانسحاب الامريكي وقضايا اخرى بضمنها فعاليات جمعية المنظمات السياسية ومحاولاتها لاقامة اقليم في سهل نينوى على اساس جغرافي وليس طائفي او اثني ، كذلك موضوع قانون الاحوال الشخصية واسباب عدم تشريعه في برلمان العراق او كردستان اضافة الى مناقشة التغييرات الديموغرافية الجارية في المنطقة خاصة سهل نينوى".المصدر.
علما ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان قبل شهر بالضبط في العراق . هذا الخبر في 2 تشرين ثاني من وقع السومرية نيوز"يواصل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للطائفة المارونية مار بشارة بطرس الراعي زيارته للعراق حيث شارك في احياء الذكرى السنوية الاولى لمجزرة سيدة النجاة وكان للسومرية لقاء مع البطريرك الراعي الذي اشار الى ان الهدف من زيارته هو التضامن مع العراقيين وتشجيع المسيحيين على البقاء في العراق، قائلا "نصر على بقاء المسيحيين حيث هم ونحن ضدّ اقامة اقليم خاص بهم".
ملاحظة : الرحلة كانت مواكبة مع بدء الاحداث في زاخو. وإن كان سببها المعلن هو مناقشة اقتراب موعد انسحاب القوات الامريكية. ولكن البطريرك كان في العراق قبلها بشهر بالضبط، لماذا لم تتم مناقشة ذلك معه؟ 
2- ايران/الاتحاد الاسلامي الكردستاني :
حسب الموقع الرسمي للاتحاد الاسلامي الكردستاني (kurdiu.org)
وصل الى المقر في 4 كانون الثاني وفد من القنصلية الايرانية في اربيل للقاء اعضاء المكتب السياسي للحزب لمناقشة التطورات الجارية في اعقاب الحادثة المؤسفة في زاخو.
3- وليد جنبلاط/مسعود برزاني:
 زار الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني ، اقليم كردستان العراق يومي الاحد والاثنين الماضيين (بعد الأحداث مباشرة) والتقى خلالها برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، كما زار مناطق اخرى في الاقليم.وعقب زيارته لإقليم كردستان، صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي تقريرا كشفت فيه ان جنبلاط، قال خلال زيارته الى معبد (لالش) الايزيدي "نحن نفتخر لكون اصولنا كردية، وقد رحلنا في فترة معينة الى لبنان، وبهذه المناسبة نشكر الرئيس مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان والامير تحسين بك امير الايزيدية على حسن الضيافة والاستقبال".
(وكأن الزيارة لاستعادة ذكريات تاريخية!)
4- اكراد سوريا/زيارة كردستان: 
في 5 كانون الأول : التقى رئيس البرلمان الكردستاني كمال كركوكي، بوفد المجلس الوطني الكردي السوري الذي يضم 11 حزبا سياسيا فاعلا على الساحة السياسية السورية، برئاسة د. عبد الحكيم بشار، وتباحث معهم حول آخر مستجدات وتطورات الثورة الشعبية هناك. وأكد كركوكي خلال اللقاء أن «قيادة إقليم كردستان تدعم بشكل كامل رغبة وتطلعات الشعوب إلى الحرية والديمقراطية والتغيير، ومن حق الشعوب اختيار مصيرها وفق ما تراها، وفي هذا الإطار من حق الشعب الكردي في سوريا أن يقرر مصيره كشعب حر»، وقال رئيس الوفد أن القيادة الكردية في سوريا تثمن وتقدر عاليا الدعم الذي يقدمه إقليم كردستان لإخوانهم الأكراد في هذا الظرف العصيب». وكانت الأحزاب الكردية السورية قد اتفقت في وقت سابق على عقد مؤتمر موسع في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، خلال يومي 17 و18 من الشهر الحالي، يضم ممثلي جميع الأحزاب الكردية في الداخل والخارج، لكن مصدرا قياديا كرديا أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بسبب وصول الوفد الكردي إلى كردستان، وازدحام جدول لقاءاته المكثفة، تقرر تأجيل عقد المؤتمر إلى بداية العام المقبل، ويعتقد أن يكون الموعد خلال شهر كانون الثاني (المجلس هذا لايشارك بقوة في (الثورة) في سوريا وينحو نحو الحوار مع النظام السوري.)
6- وفد المجلس الكردي السوري برئاسة عبد الحميد درويش يزور القاهرة:
في 9 كانون الاول، للقاء والتنسيق مع المعارضة السورية ، وللاجتماع بأكراد قادمين من انحاء العالم،  وقال إنه سيلتقي بـ"الهيئة التنسيقية للثورة" كما سيلتقي بوفد المجلس الوطني السوري المعارض المدعوم من قبل تركيا.
7- المجلس الاسلامي الاعلى (حزب الحكيم) وكلاء ايران على لسان نائبه محمد البياتي " "الدستور العراقي نص على أنه حين يتعرض أي إقليم لأحداث خطرة مثل ما يتعرض له إقليم كردستان من أعمال عنف، فيتوجب على الحكومة المركزية التدخل". رد عليه سريعا عادل برواري المستشار الكردي لرئيس الوزراء نوري المالكي ""الاحداث التي شهدتها مدينة زاخو لن تتطلب تدخل الحكومة الاتحادية لان الذي حدث قيام بعض المخربين بأعمال شغب وحكومة الاقليم ليست قاصرة عن التعامل مع المسألة". وأوضح برواري أن "احداث العنف قد تكون جهات خارجية او داخلية تقف خلفها من خلال استهداف شريحة المسيحيين"، مشيرا الى أن "الاوضاع عادت الى طبيعتها وسكان محافظة دهوك مؤيدون لحكومة اقليم كردستان وأن 90% منهم موالون للحزب الديمقراطي الكردستاني". أي كل شيء تمام وعال العال ولا نريد تدخل وكلاء الايرانيين في الاقليم. مع ان كلامه شيش بيش متناقض مع بعضه: كيف تكون الاحداث اعمال شغب من بعض المخربين تمت السيطرة عليها، ثم يقول قد تكون جهات خارجية الخ . لو كان يعتقد ذلك فقد كان ينبغي ان يطلب تدخل الحكومة المركزية لأن مواجهة الاعمال الخارجية من مسؤوليتها!!
**
من الواضح تدخل جهات خارجية والمسألة تتعلق بالانسحاب الامريكي وترتيب الاوضاع، وحسم تركيا قضية حزب العمال الكردستاني وقطع الدعم الايراني والسوري له. وكذلك تدخل ايراني للوقوف في وجه ذلك . يبدو ان محطة كل هذا هي زاخو، التي كانت حتى 1996 تحوي قاعدة امريكية ، ومازالت تحوي اربع قواعد تركية كما يقال. والى مسافة 20 كم منها هناك معسكر لحزب العمال الكردستاني. ربما كل هذه الضجة تفيد ايضا في التشويش على انسحاب قوات امريكية من بغداد الى زاخو واحياء القاعدة العسكرية هناك. المواطن العادي لا يعرف اين ينسحب الجيش الأمريكي وعن اي طريق. كل الذي نسمعه بين حين وآخر: بقي كذا عدد من القوات.
في النهاية هناك شيء يطبخ. هل هو مقدمة لضرب سوريا؟ لا اعتقد. ولكن بالتأكيد (كردستان) مقسمة بين تحالف كردي-تركي-امريكي (ناتو) وتحالف كردي -ايراني-روسي . والكل يريد تحقيق أهدافه باللعب بكل الاوراق. اما بالنسبة لسوريا ففي النهاية سوف يزداد الضغط من كل المنافذ عليها من اجل تقديمها تنازلات (ربما تقسيمها، باقتطاع الجزء الكردي، ربما تخفيض عديد الجيش، ربما تحويل تسليحها من روسي الى امريكي).

مارأيكم؟ فكروا معي بصوت عال. ربما هناك قراءات اخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق