"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/12‏/2011

من وراء الاضطرابات في شمال العراق؟ -4

تحليل: عشتار العراقية
كيف انطلقت الشرارة؟ انتبهوا الى تسلسل الأحداث: في جامع زاخو:
ملا اسماعيل سندي (من جماعة برزاني) الذي قيل انه حرض على الاحتجاجات واعمال الحرق والتخريب قال  انه تكلم في الخطبة عن صالونات المساج وليس عن أي شيء آخر وقال انه ليس الوحيد الذي يتكلم عنها فالجميع يفعلون ذلك وانه قد يكون آخر من تكلم عنها، وأن كل ماقاله "قلت بدلا من صالونات المساج، ينبغي علينا بناء الجوامع"
سعيد ابراهيم من سكان زاخو وحضر خطبة الجمعة قال "بعد ان تكلم الملا حول صالونات المساج، وقف رجل وصرخ "مادام هناك اشياء حرام في زاخو فلن نسمح بها وسوف ندمرها."
يؤكد ملا سندي ان احدهم وقف وشجع الناس على احراق صالونات المساج. وانه قال له "اذا تركت الجامع للهجوم على الصالونات قبل انتهاء خطبة الجمعة فإن صلاتك لن تقبل " واضاف سندي "الشخص كان عضوا في الاتحاد الاسلامي الكردستاني"
 شاهد عيان على احداث الجمعة في زاخو" بعد خطبة الجمعة تجمع عدد من الناس امام صالون المساج واشعلوا فيه النار. فيما بعد هاجموا محلات المشروبات وصالونات تجميل السيدات"
هجوم مضاد على مقرات الإتحاد الإسلامي:
فيما بعد يوم الجمعة، مجموعة من الناس اشعلت النار في  مكتب الاتحاد الاسلامي في زاخو، كما هوجمت مقرات الحزب في دهوك وسوميل وكاسروك.
اسماعيل راوندي عضو قيادة حزب الاتحاد الاسلامي قال "في مجموعه دمرت 10 من مكاتبنا في دهوك من بينها مكاتب راديو وتلفزيون وصحيفة. وقدر غازي سعيد رئيس فرع الاتحاد الاسلامي في دهوك الاضرار  بمبلغ 10 مليون دولار.
حزب برزاني يتهم الإتحاد الاسلامي: 
ابو زيرو وهو ممثل حزب برزاني في زاخو (ومن المتهمين بالفساد) قال "المسألة واضحة . قبل ايام من الاحداث رسمت خطط الهجوم داخل مقار الاتحاد الاسلامي ولهذا فهو مسؤول عما حدث"
الاتحاد الاسلامي يتهم حزب برزاني
ولكن نصر الدين سعيد رئيس فرع الاتحاد الاسلامي في زاخو رفض اتهامات الحزب الديمقراطي الكرستاني وقال "هذه حجة لمهاجمتنا"
وقال "سمعنا ان الحزب الديمقراطي يخطط لمهاجمة مكاتبنا وفورا طلبنا رئيس شرطة المدينة ولكنه قال لنا "انتم وراء الاضطرابات وعليكم دفع الثمن"
حزب برزاني يتهم الاتحاد الاسلامي بالاستعداد قبل اسبوع
اشتي كوجار رئيس امن دهوك (متهم بالفساد ايضا) قال ان الاتحاد الاسلامي يبدو انه حضر نفسه للهجوم قبل اسبوع مقدما "قبل اسبوع اخلى الاتحاد الاسلامي مقراته في زاخو وفي الليلة قبل الاحداث اذاعوا برنامجا على قناتهم التلفزيونية شجعوا فيه الناس على الهجوم على محلات المشروبات والمساج"
الإثارة التلفزيونية قبل يوم
عبد الواحد طه مذيع في محطة الاتحاد الاسلامي المحلية في زاخو قال ان القناة اذاعت برنامجا قبل ليلة الهجمات وكان المشاهدون يتداخلون ويعبرون عن غضبهم ضد محلات المشروبات والمساج" واضاف "في يوم الهجمات اخلي المكتب الرئيسي للاتحاد الاسلامي تماما قبل ساعات من وصول الجموع اليه"
الإتحاد الاسلامي يتهم  حزب البرزاني
في مؤتمر صحفي يوم السبت قال صلاح الدين بهاء اليدن الامين العالم للاتحاد الاسلامي ان الحزب الديمقراطي الكردستاني هو المسؤول على الهجمات على مقرات الاتحاد "ليس لنا علاقة باحداث امس وهي سيناريوهات لقتل اي فرصة للاصلاح والسلام. لهذا نحمل الحزب الديمقراطي ورئاسة كردستان والحكومة مسؤولية تلك الهجمات على مكاتبنا وسوف نأخذ القضية الى المحاكم"
حزب برزاني: هذه خطة مسبقة
جعفر ابراهيم المتحدث باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي قال "اتهام حزبنا ظلم. كانت الاحداث مازالت في بدايتها حين اتهمت مجموعة من الناس الحزب الديمقراطي بالتسبب فيها " وقال انه لا يعتقد ان ملا واحدا يمكنه ان يحرض على كل هذا العنف. "ماحدث في زاخو كان مخططا .سبق ان قال الكثير من الائمة اشياء اكثر عدائية من الملا في زاخو ومع هذا لم يتصرف احد بناء على كلامهم. ولكن في زاخو كان من الواضح انها خطة وكان الناس يحملون اعلاما عليها "لا اله الا الله"(مسعود برزاني في حديث له قال انها مؤامرة على كردستان)
الاتحاد الاسلامي ينفي
ولكن بيان الاتحاد الاسلامي الذي نفى فيه مسؤوليته عن الاحداث قال انه ليس للاتحاد اي واعظ او خطيب في تلك المدينة (زاخو) "- المصدر هنا
 الملا اسماعيل عثمان صاحب  الخطبة التي اثارت كل هذا قال ايضا 
  "انا صديق الحزب الديمقراطي الكردستاني وان ماحدث كان مخطط له من قبل التيار الاسلامي لان الكثير من المصليين رجعوا بعد حرق مركز المساج لكن الاسلاميين استغلوا الفرصة واستمروا". وتابع "صاحب مركز المساج من عشيرة السندي وانا ايضا من نفس العشيرة. اننا لم ناخذ بنظر الاعتبار هذا الشيء ابدا ولم يقل لي احد ان اثير هذا الموضوع. الهدف من الموضوع كان الاسلام فقط". المصدر هنا
بيان من رابطة علماء المسلمين الأكراد يقول انهم أخذوا تصريحا من الشرطة بالتظاهر (!) وان المظاهرة كانت سلمية حتى بدأت الشرطة بفتح النار عليهم. "الرابطة اخذت موافقة مسبقة من السلطات المعنية للقيام بالمظاهرة. وكنا قد طلبنا من حكومة كردستان اغلاق محلات  المشروبات وتحريم تناولها في مؤسساتنا . لقد تحولت جامعاتنا الى أماكن موبقات. تعليم اطفالنا ينحو نحو القيم الغربية غير الاسلامية وغير الاخلاقية في المدارس . شبابنا يضل الطريق باتباع الثقافة الغربية . وباسم الديمقراطية جر النظام الحاكم العميل المجتمع نحو الانحلال وتشجيع خلع الملابس المحتشمة. ويستمر النظام في التدخل بالحياة الدينية فيعين الائمة في الجوامع ويملي عليهم الخطب. يكافحون لاضعاف دور الاسلام في المجتمع الكردي." المصدر هنا
(إذن المظاهرة لم تكن عفوية استجابة للخطيب؟ وانما مصرح بها مسبقا من الحكومة ؟ ثم انقلبت بفعل الشرطة وأياد اخرى الى اعمال شغب؟)
بيان من الأمير انور معاوية أمير اليزيدية في العراق والعالم، ورئيس الكتلة اليزيدية الوطنية العراقية يقول:
"باسمي وباسم اليزيدية في العراق والعالم نحمل مسؤولية الاعمال الارهابية للتطهير العرقي في زاخو ودهوك كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة اقليم كردستان ومليشياتها البيشمركة ان لم تكشف عن معالم الجريمة وتقديم المرتكبين الى العدالة امام العالم وكذلك المجرمين الذين اباحوا دم اليزيديين والمسيحيين بأسم الدين. لكون جميع العمليات الاجرامية منذ 2003 ولحد الان ضد ابناء اليزيدية والتركمان والمسيحيين والشبك هي ضد مجهول وهذه دلالة واضحة لتورط الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه الجرائم لكونه يدعي حماية المنطقة. والهدف من هذه العمليات هو واضح اخلاء مناطق اليزيدية في الموصل ودهوك والسيطرة عليها لاغراض سياسية قذرة المعالم على حساب وحدة العراق ارضا وشعبا. ونطالب هيئة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والاتحاد الاوربي بالتدخل السريع في هذه المناطق لانقاذ اليزيديين والمسيحيين من هذه الهجمة الصفراء وكذلك نحذر اليزيديين المستكردين عملاء الحزب الديمقراطي الكردستاني الكف عن تغيير بوصلة العمليات الاجرامية لهذا الحزب الى جهات اخرى ليست لها علاقة بالاحداث وان تصريحات مسعود البارزاني بخصوص اتهام تركيا وسوريا لااساس له من الصحة حسب المعلومات.عاش العراق ارضا وشعبا. المصدر هنا
**
 يتضح من السابق مايلي:
1- قبل اسبوع من الأحداث استشعر الاتحاد الاسلامي الكردستاني ان هناك هجمة قادمة عليه، فبدأ في إخلاء مقاره.
2- قبل يوم من الاحداث كان هناك برنامج على قناة الاتحاد الاسلامي المحلية وجاءت مداخلات من مشاهدين يحرضون على اغلاق واتلاف محلات المساج وبيع المشروبات.
3- قبل الأحداث (ربما بأيام او ساعات) أخذت رابطة علماء المسلمين الاكراد تصريحا من الشرطة المحلية بقيام مظاهرة سلمية ضد محلات المساج وبيع الخمور.
4- في يوم الجمعة ، خطيب جامع عضو في حزب البرزاني يحرض المصلين على غلق محل المساج (التابع لواحد من عشيرته) 
5- يقوم واحد من المصلين (يقول الخطيب انه ينتمي للاتحاد الاسلامي الكردستاني) بتحريض الناس على الخروج من المسجد واحراق محلات الفجور.
6- تتجه مجموعة تابعة لحزب البرزاني لحرق وتدمير مقرات الاتحاد الاسلامي الكردستاني.
اعتقد من الواضح أن المسائل لم تكن بالعفوية التي يراد تصويرها. جماعة اسلامية تأخذ تصريحا من الشرطة بخروج مظاهرة ضد محلات المساج وبيع المشروبات، يعني الحكومة لديها علم، وقبل الجمعة هناك مشاهدون (مندسون) يحرضون على العنف في برنامج تلفزيوني تابع للاتحاد الاسلامي، في صلاة الجمعة خطيب تابع لحزب البرزاني يحرض على العنف، يقوم واحد مجهول (ولكن يوصف من قبل الخطيب بأنه يتبع الاتحاد الاسلامي) بحض الناس على الخروج. يخرج عشرات من الاشخاص يقومون بأعمال الشغب. ونعرف كيف يتحرك (حشود الناس) حين يقوده البعض عاطفيا وبشكل هائج. اسميه انا علميا (تحرك القطيع) . لا ننسى ان الخطيب ملا اسماعيل اعترف بأنه حرض على حرق محل مساج واحد (يعود لواحد من عشيرته) ولكن بطبيعة الحال خرج الأمر عن الانضباط.
الآن دعونا نذهب الى تداعيات الحدث. ماذا حصل بعد ذلك من تحركات محلية واقليمية وعالمية ؟ لأن هذه هي الظواهر المهمة التي توصلنا الى الاستنتاج الصحيح.
الجزء الخامس هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق