"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/11‏/2011

كاتب كردي: علينا ان نتعلم من دروس الصهيونية

بقلم ايوب نوري
ترجمة مختصرة: عشتار العراقية
المصدر الأصلي هنا
هناك دروس عظيمة يمكن تعلمها من الصهيونية خاصة بالنسبة لاكراد العراق الذين يمكن ان يستخدموا هذه الدروس لانهاء مشكلة الاراضي المتنازع عليها.
اول مشكلة هي تسمية تلك المناطق "متنازع عليها" انه تعبير اخترعه الكرد،  اما عرب العراق فلا يرونها كذلك . انهم يرونها اجزاء لا تتجزأ من العراق.
 استرجاع هذه المناطق يحتاج الى تخطيط ورؤية. كل يوم يمر وينتظر فيه الكرد تطبيق المادة 140 السخيفة من دستور العراق فهم يبعدون خطوة عن الحل. يجب على الكرد البدء في استيطان هذه المناطق بحشود كبيرة.
"مقابل كل بيشمركة لابد ان تصل عائلة كردية وتستقر"
لم تبدأ اسرائيل بالقنابل والرصاص. بدأت في زرع الاشجار. قبل مائة عام من اقامة اسرائيل، وصل اليهود من كل انحاء العالم وزرعوا عشرات الالاف من الاشجار منذ بداية القرن العشرين حتى اواخر الستينيات. زرعوا 240 مليون شجرة على تلال اسرائيل. جاء يهود مثقفون تثقيفا عاليا من ميلووكي وموسكو واصبحوا فلاحين .
هذا ماينبغي ان يفعله الكرد في المناطق المتنازع عليها. هناك الالاف من خريجي الجامعات بدون عمل في كردستان. تعليمهم ومهاراتهم وطاقاتهم تضيع. انهم يخيمون امام المكاتب الحكومية يطالبون بالوظائف. يمكن للحكومة الكردية ان تدفع لهؤلاء الخريجين للاستقرار والعمل في المناطق المتنازع عليها. يمكنهم حفر قنوات ري والزراعة ومساعدة الفلاحين المحليين.,
نيبغي بناء مدارس جديدة في المدن والقرى التي يعتقد الكرد انها لهم. يمكن بناء معهد زراعي في جلولاء وينبغي ان ترسل وزارة التعليم الكردية خريجي الثانوية من كل انحاء كردستان للدراسة هناك.ينبغي دعوة المدرسين الاكراد والاجانب برواتب عالية وامتيازات لاغرائهم للتعليم هناك . يمكن بناء جامعة في خانقين لدراسات النفط والغاز.ينبغي تشجيع المزارعين الاكراد في شمال ديالى على البقاء باعطائهم اغنام ومعدات زراعة وحصاد متقدمة مع حوافز مالية.
هذا بالضبط مافعله نظام صدام حسين . لم ينتزع اراضي الاكراد بالقنابل والجنود ، وانما شجع العوائل العربية للمجيء والاستقرار هناك من كل انحاء العراق . اعطاهم ارضا وبذورا واشترى محاصيلهم. وحفر قنوات ري وجعل حياتهم سهلة. اعطاهم الاسباب والوسائل للبقاء والانتعاش.
الكرد لايستطيعون استرجاع تلك الاراضي بارسال البيشمركة. مقابل كل بيشمركة ارسلوا عائلة كردية للاستقرار. البيشمركة ينبغي ان يكونوا هناك للحماية والحراسة.
قرأت في موقع اخباري جيورجي في الصيف الفائت ان عشرات من العوائل الكردية عبرت الحدود التركية الى جورجيا بحثا عن عمل في المزارع . كانوا فلاحين متمرسين ورعاة اغنام. ينبغي على الحكومة الكردية تشكيل لجنة خاصة للبحث عن مثل هؤلاء العائلات سواء كانوا في تركيا  او جورجيا او وسط آسيا وجلبهم الى العراق ليستوطنوا المناطق المتنازع عليها.
حين بدأت الصهيونية كان لها جناحان: سياسي وعملي، وكلاهما كانا ضروريبن لجلب اليهود واقامة دولة لهم. الكرد لهم جناح سياسي فقط وحتى هذا لا يعمل جيدا.
هناك كرد فقراء في كل مكان : لبنان - مصر - جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق - حتى في السودان كما اسمع. ينبغي مساعدتهم على العودة الى كردستان.
يجب تقديم سكن ورعاية صحية وتعليم مجاني لكل فرد يرغب في الاستقرار في قرية او مدينة في المناطق المتنازع عليها. هناك الكثير من الاكراد الخبراء في مهنهم  يعيشون في اوربا وامريكا واستراليا سيكون سعدداء بالاستقرار دائما او مؤقتا في سهول كركوك وديالى. ولكن بعض البنى التحتية ضرورية اول بضمنها طرق جيدة ومساكن لعائلاتهم . ينبغي تخصيص جزء من نفط وغاز الاقليم لتوطين الاكراد في المناطق المتنازع عليها.

"كسل الكرد في تحويل شعب له ارض الى ارض بدون شعب"
فلسفة الصهيونية كانت في جلب شعب بدون ارض الى ارض بدون شعب.(ملاحظة مني: هذه هي المقولة الباطلة حيث لم تكن فلسطين ارضا بدون شعب) كان عليهم ان يكافحوا ويقنعوا القوى الكبرى ان اسرائيل كانت ارضهم والمكان الوحيد الذي يشعرون فيه الامان والكرامة. حققوا هدفهم وما ان اقاموا اسرائيل حتى حولوها الى مزارع وغابات . ترجموا كلماتهم الى افعال.
للاسف الكرد يبكون ويذرفون الدمع لخسارة شاركوا فيها. منذ 2003 وهم  ينتظرون تنفيذ مادة دستورية لا تعني شيئا للقادة العراقيين او العربي العادي. وعجزهم عن فعل شيء حول شعب في ارض الى ارض بدون شعب. الكثير من الاكراد يهاجرون من الاراضي المتنازع عليها. بعضهم خضع لتهديد من المتمردين ولكن الكثيرين هاجروا برغبتهم  حين رأوا الحياة افضل في اقليم كردستان.
يجب عكس هذه النتيجة. ينبغي تطوير المناطق المتنازع عليها.يجب نقل بعض من مصانع الطابوق والسمنت في كردستان الى هذه المناطق. كذلك نقل مستشفيات من اربيل والسليمانية الى المناطق الكردية في ديالى وكركوك ونينوى. في كردستان الارض تعطى   مجانا  للمستثمرين الاجانب مع اعفائهم من الضرائب . ينبغي فعل نفس الشيء في المناطق المتنازع عليها. يجب اعطاء ضمانات امن من خلال البشمركة لحراسة المستثمرين وشركاتهم. الضمان الوحيد لاعادة المناطق هي توطين كردي كثيف و مشاريع زراعة وتعليم وصحة.
 +++
تعليق: أشرنا سابقا الى الكاتب ايوب نوري في موضوع جريمة النخيب الحلقة التاسعة هنا حين اقترح ان تدعو القيادة الكردية الى اجتماع لكل القادة الاكراد من اجل بحث اساليب الاستقلال. نشر مقالته في آذار 2011 وفي ايلول دعا برزاني الى مثل هذا الاجتماع. وفيما يخص المقالة التي بين ايدينا، وفيها يقترح اقامة مشاريع في الاراضي (المتنازع عليها) ، نتذكر ان حكومة الاقلم وقعت عقودا مع اكسون موبيل للتنقيب عن النفط في منطقتين (متنازع عليها) في الموصل، واخرى في كركوك. فهي خطوات كما يبدو متفق عليها بين الأكراد المتحمسين لضم المزيد من الأراضي ثم لاعلان الاستقلال في وقت ما.

 شكرا للأخ أبي هاشم لتنبيهي الى هذه المقالة.

هناك 4 تعليقات:

  1. http://balloonsoverbaghdad.files.wordpress.com/2011/11/373939_2693037050137_1382855823_33177559_1387085252_n.jpeg?w=450

    ردحذف
  2. اخي غير معرف
    لم افهم ماعلاقة هذه الصورة مع الموضوع.

    ردحذف
  3. ابو ذر العربي19 نوفمبر 2011 في 7:38 ص

    يبدو ان هذا الكردي/" لوتي/"
    استغرب انه كاتب
    هل يعفل بانه كاتب وانه لم يضطلع بعد على ان الاكراد ومنذ الستينات من القرن الماضي وهم يتعلمون وياخذون دروسهم من اسيادهم الصهاينه !
    ام انهم خلال هذه الفترة الزمنية الممتده لاكثر من نصف قرن لم يفهموا ما درسوا!
    ام انهم عجزوا عن الاستمرار في دفع فواتير العمالة لاسيادهم فحاول الكاتب ان يبدا التجربة مع المعلمين من جديد!
    حقيقة لا اطلب ردا ولكني اشفق على هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بحقوقهم الضائعة وهي الان بين ايديهم وهم يعجزون عن تحقيقها
    لقد اثبتت تجربة الاكراد انهم تبع لغيرهم وانهم ليسوا مستقلين
    وان ما يربطهم باخوتهم العرب اقوى من كل ادعاءات زعمائهم الزائفة
    فالاعتراف بالحق فضيلة وليكونوا شجعان ولو لمرة واحدة ويعلنون انهم مع العرب والمسلمين وحدة واحدة لا تفرق بينهم مناطقية ولا حزبية ولا دين ولا قومية
    فهم ابناء العراق والامة العربية والاسلامية ومصالحهم العليا مع امة العرب والمسلمين بلا مواربة
    ومع تحياتي

    ردحذف
  4. كاتب المقالة صحفي ومراسل لصحيفة اجنبية، وهو الان رئيس تحرير هذه الصحيفة الالكترونية التي كتب فيها المقالة.

    ردحذف