"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

29‏/11‏/2011

الصيارفة: يحكمون أوربا الآن

لهذا الموضوع بالتأكيد علاقة بقضية انهيار اليورو هنا.

بقلم: بول كريغ روبرتس *
 ترجمة : عشتار العراقية
في 25 تشرين ثاني ، بعد يومين من فشل مزاد سندات الحكومة الالمانية التي لم تتمكن فيها المانيا من بيع 35 ٪ من معروض عشر سنوات من السندات، قال وزير المالية الألماني، فولفغانغ شويبله ان المانيا قد تتراجع عن مطالبها بأن تتحمل المصارف الخاصة التي تملك الديون السيادية المتعثرة من اليونان وايطاليا واسبانيا، جزءا من تكلفة خطة الإنقاذ من خلال شطب بعض الديون. تريد بنوك القطاع الخاص تجنب أي خسائر سواء من خلال اجبار الحكومات اليونانية والإيطالية والإسبانية على فرض تقشف شديد على مواطنيها، أو عن طريق قيام  البنك المركزي الأوروبي بطباعة  يورو لشراء الديون السيادية من البنوك الخاصة. طبع النقود لتسديد دين يخالف ميثاق البنك المركزي الأوروبي، ويخيف الألمان بشكل خاص ،بسبب تجربة  فايمار مع التضخم. من الواضح ، ان الرسالة وصلت الحكومة الالمانية من فشل مزاد السندات المدبر.

كما كتبت في ذلك الوقت، ليس هناك من سبب يجعل ألمانيا، مع ديونها المنخفضة نسبيا امام الناتج المحلي الاجمالي بالمقارنة مع البلدان المضطربة، ان تكون عاجزة عن بيع سنداتها. إذا كان هناك شك في الجدارة الائتمانية الالمانية ، كيف يمكن توقع قيام ألمانيا بإنقاذ البلدان الأخرى من الديون؟ أدلة على أن فشل مزاد السندات كان مدبرا، تكمن في نجاح ايطاليا المضطربة في بيع سنداتها في المزاد بعد يومين.
هذا شيء غريب، أليس كذلك؟ ايطاليا اكبر دولة في الاتحاد الاوربي تحتاج الى انقاذها من ديونها، مازالت قادرة على بيع سنداتها في حين ان المانيا التي لا تحتاج الى انقاذ مالي والتي يتوقع ان تتحمل تكاليف كبيرة لانقاذ ايطاليا واليونان واسبانيا، لا تستطيع بيع سنداتها.
في رأيي ان فشل المزاد الالماني كان من تدبير وزارة الخزانة الامريكية والبنك المركزي الاوربي وسلطات الاتحادالاوربي والبنوك الخاصة صاحبة الديون السيادية.
 

يعتمد رأيي على الحقائق التالية:
ضمن بنك غولدمان ساكس وبنوك امريكية حوالي ترليون دولار او اكثر من الدين السيادي الاوربي ببيع التأمين بدون توفير احتياطي. الاجورالتي استلمتها البنوك الامريكية لضمان قيمة الدين السيادي الاوربي دخلت الى الارباح و مكافآت للمديرين. هذا طبعا ما دمر شركة التأمين الامريكية العملاقة AIG مما ادى الى عملية انقاذ بموجب (برنامج إغاثة الأصول المضطربة TARP) التي جاء على حساب دافع الضرائب الامريكي وارباح هائلة لبنك غولدمان ساكس.
  البنك المركزي الاوربي لا يحب ان يكون اقل من بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي وبنك انجلترة. فهو يريد السلطة ليتمكن من القيام ب"تيسير كمي" بنفسه. يشعر البنك المركزي الاوربي بالمرارة من التقييدات على سلطاته بشروط طلبتها المانيا من اجل التخلي عن عملتها ، الى جانب التخلي عن سيطرة البنك المركزي الالماني على معروض المال في البلاد. سلطات الاتحاد الاوربي تريد المزيد من (الوحدة) والمقصود سيادة اقل للدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي. والمانيا بصفتها اقوى عضو في الاتحاد تعترض طريق السلطة التي ترغب إدارة الاتحاد في الحصول عليها.
هكذا كان فشل مزاد السندات الالمانية عملية مدبرة لمعاقبة المانيا ولتحذير حكومتها لئلا تعترض على "الوحدة" او فقدان الدول الاعضاء لسيادتها. المانيا التي تم إتقزيمها منذ هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، جعلت بموجب الدستور غير قادرة على أن تكون دولة قائدة. اي علامة تظهر على تقدم المانيا في طريق القيادة تسحق بسرعة بالتذكير بالرايخ الثالث. نتيجة لذلك دفعت المانيا للإنضمام الى اتحاد اوربي يسعى لتدمير السيادة السياسية للحكومات الاعضاء. بالضبط كما دمر لنكولن سيادة الولايات الامريكية.
من سوف يحكم اوربا الجديدة؟ من الواضح انها البنوك الاوربية الخاصة وغولدمان ساكس.
الرئيس الجديد للبنك المركزي الاوربي هو ماريو دراغي ، هذا الشخص كان نائب رئيس والمدير الاداري لبنك غولدمان ساكس الدولي وعضو لجنة ادارة غولدمان ساكس. دراغي كان ايضا المدير الايطالي التنفيذي للبنك الدولي، ومدير بنك ايطاليا وعضو مجلس ادارة البنك المركزي الاوربي، وعضو هيئة مديري بنك التسويات الدولي وعضو هيئات محافظي بنك اعادة الاعمار والتنمية الدولي وبنك التنمية الاسيوي ورئيس مجلس ادارة هيئة الاستقرار المالي. من الواضح ان دراغي سوف يعمل على حماية سلطة الصيارفة.
رئيس وزراء ايطاليا الجديد، الذي عين ولم ينتخب، كان عضوا في هيئة المستشارين الدوليين في بنك غولدمان ساكس. ماريو مونتي عين للمفوضية الاوربية ،وهي احدى المنظمات الحاكمة في الاتحاد الاوربي. مونتي هو الرئيس الاوربي للمفوضية ثلاثية الاقطاب وهي مؤسسة امريكية تعمل على دعم الهيمنة الامريكية على العالم. مونتي عضو مجموعة بلدربيرغ وعضو مؤسس لمجموعة سبينلي وهي منظمة تأسست في ايلول 2010 لتسهيل الاندماج داخل الاتحاد الاوربي.
وكما نصب صيرفي غير منتخب رئيسا لوزراء ايطاليا، نصب صيرفي غير منتخب آخر رئيسا لوزراء اليونان. من الواضح انهم يريدون انتاج الحل الصيرفي لازمة الديون السيادية.
رئيس الوزراء اليوناني الجديد لوكاس باباديموس كان محافظ بنك اليونان من 2002 الى 2010. كان نائب رئيس البنك المركزي الاوربي . ايضا هو عضو في المفوضية الثلاثية الامريكية.
جاك ديلوس مؤسس الاتحاد الاوربي وعد مؤتمر اتحاد التجارة البريطاني في 1988 بأن المفوضية الاوربية سوف تلزم الحكومات لاصدار تشريع مناصر للعمال. بدلا من ذلك نجد ان المفوضية الاوربية التي يسيطر عليها الصيارفة يطالبون بان يقوم العمال الاوربيون بالانقاذ المالي للبنوك الخاصة من خلال القبول بأجور اقل وخدمات اجتماعية اقل وسنوات عمل اكثر بتأخير سن التقاعد.

إن الاتحاد الاوربي مثل كل شيء آخر مجرد مؤامرة لتركيز الثروة في ايد قليلة على حساب المواطنين الاوربيين المقدر لهم ، مثل الامريكان ، ان يكونوا عبيد القرن الواحد والعشرين.
+++
* اقتصادي امريكي كان مساعد وزير الخزانة في عهد ريغان وهوناقد للادارات  الجمهورية والديمقراطية. نشر 8 كتب والكثير من المقالات في المجلات والصحف العريقة.

هناك 4 تعليقات:

  1. صراحه كلشي ما افتهمت منو ويانه منو علينه بالاقتصاد اني صفرررر باليد حصان.

    ردحذف
  2. اخي فارس

    المقالة تريد أن تقول ان رجال المال والاعمال هم الذين يحكمون العالم وليس السياسيين الذين يمثلون الشعوب. انسى كلمة ديمقراطية وانتخاب. هذه للضحك علينا. أما الحقيقة فإن رجال الاعمال والمال يعينون تعيينا بشكل وبآخر، هاهم يحكمون اوربا وبقية العالم تحكمه الشركات الاحتكارية. يعني لم يعد هناك قادة او ابطال او زعماء الخ . وطبعا هؤلاء الاثرياء واصحاب الشركات يعملون لمصلحتهم ولزيادة ثرواتهم بكل الطرق ولم يأتوا لاحقاق الحق او نشر الحرية او العدالة الاجتماعية. الخ الخ

    ردحذف
  3. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  4. عراق
    سوف انقل تعليقك هذا الى موضوع منفصل. ثم احذف تعليقك من هنا.

    ردحذف