"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/11‏/2011

كيف يزيفون التاريخ؟

في معرض حديثه عن كتابة التاريخ على الطريقة الأمريكية ، يأتي الصحفي المحقق الروسي نيكولاي ستاركوف (وقد اشرت اليه هنا) بمثال ينطبق ليس فقط على تزييف التاريخ وانما على التضليل الاعلامي ايضا، وكان قد كشف كيف ان كتب التاريخ التي تدرس للطلاب الأمريكيين في المراحل الدراسية الاولى تغفل دور الاتحاد السوفيتي في محاربة النازية في الحرب العالمية الثانية وتعتبر أن الحرب والانتصارات التي تحققت فيها كانت منذ دخول الأمريكان فيها. المثال الذي يأتي به هو هذا:

كيف يمكن للمرء ان يزيف التاريخ بدون ان يورط نفسه في أكاذيب مكشوفة؟ الجواب بسيط: تحدث عن أجزاء معينة من الحقيقة واغفل البقية. على سبيل المثال، انت تقرأ في كتاب في احدى الأماسي ان رجلا قتل رجلا آخر في منتزه عام. هل حدثت الواقعة؟ نعم حدثت. سيكون رد فعلك سلبيا، لأننا نتحدث عن قاتل. سوف لن تشعر بأي تعاطف معه، فقط النفور.
هل كذبوا عليك؟ كلا، كل ماهناك انهم قالوا لك جزءا من الحقيقة. الواقعة كلها كانت ان الرجل قتل رجلا آخر كان يحاول اغتصاب امرأة ، فحين شاهد الرجل مايحدث رمى نفسه للدفاع عن المرأة ودخل في معركة مسلحة انتهت بقتل الغاصب. كما ترى ، حالما (تضيف) معلومات، يتغير رد فعلك بشكل جذري . الرجل الان ليس بقاتل وانما هو بطل فعل ما يفعله اي رجل شهم في نفس الموقف.
هذا بالضبط كيف يكتبون التاريخ في الغرب. يحققون أهدافا ايديولوجية من خلال تشويه وطمس المعلومات.

هناك 4 تعليقات:

  1. ابوذر العربي30 نوفمبر 2011 في 5:38 م

    انا لدي قناعة بان ما يصدر عن امريكا من كتابات او اعلام موجه انما يحمل جزءا من الحقيقة والجزء الاخر للحقيقة مخفي ولن يستطيع اي شخص ان يعرف الحقيقة كاملة من مصادر امريكية ولهذا عليه ان يستمع ويقرامن مصادر اخرى مضادة لوجهة نظرهم حتى تكتمل الصورة
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  2. بالتاكيد يا اخ ابو ذر ..من المستحييل ان تعرف الحقيقه من المصدر الرئيسي لانه كذاب . لاتك اذا حصلت على المعلومه الصحيحه لما اخفى الحقيقه كامله ولفشلت كل جهود المعارضين في محاوله كشف الحقائف
    مع تحياتي

    ردحذف
  3. أخي أبو ذر العربي والله قد ذكرتني بأيام زمان حين كنت في بغداد في الصف الثالث متوسط وبعده الرابع العام والأعدادية بعدها حيث بدأت بالقراءة بنهم منذ أنتهائي من الصف الأول المتوسط فكنت في العطلة الصيفية لا أخرج من صومعتي كما كان يسميها والدي رحمه الله(وهي غرفتي في دارنا)لا أخرج منها إلا لأذهب الى شارع المتنبي أو مكتبة الكتب القديمة في شارع الأمام الأعظم في الأعظمية التي كان صاحبها سمين جداً وأشتري الكتب وخاصة في التأريخ وأتقصد في البحث عن الكتب التي تتحدث عن واقعة معينة لأقرأ ماكتب عنها في زمانها وبعدها وبعدها بزمن آخر وما كتب عنها في زمن الملكية وفي زمن الجمهورية وفي وقت بعد 68 وأحاول الخروج بحقيقة ماحدث من خلال المقارنة بين ماكتب في أوقات مختلفة ومن أصحاب أفكار مختلفة أو متخالفة ومن ذلك ومن هذه الطريقة عرفت حقائق كثيرة كانت تروى بأشكال مخالفة للوافع أو منتقصة والحمد لله الذي وفقنا للحقائق وجلي البصيرة
    محمود النعيمي

    ردحذف
  4. ابو ذر العربي2 ديسمبر 2011 في 10:05 م

    اخي غير معرف ظني بك وبكل الاخوة المعلقين والقراء انهم لديهم الخبرة في القوى المعادية لنا ونحن جميعا اكتسبنا هذه الخبرة من تجاربنا المريرة وفي كثير من الاوقات خسارة اعز اصحابنا او اهلنا بسبب هذه القوى المتجبرة التي لا تعرف معنى الانسانية او الرحمة وخاصة عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين
    ومثل ما قال المثل /"اسنانا تخلعت من كثر ما مر علينا /"
    فنحن ولدنا في اتون الحروب وكبرنا فيها وعرفنا بوضوح العدو من الصديق
    ولا يمكن ان يخدعنا الذيب اذا لبس جلد الحمل
    ولكم تحياتي

    ردحذف