"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/10‏/2011

كيف قتل القذافي؟

يبدو أنه كانت هناك عدة قصص مجهزة، ولكنها لم تصمد لأن الأمر خرج عن أيدي نساجي القصص. وهكذا تضاربت الأقوال والتصريحات والسيناريوهات. رأينا فوهتي مغارة تحت تل من التلال وقيل لنا ان القذافي كان مختبئا فيها .. أوه كلا .. هذه قصة معادة ، سبق استخدامها مع صدام حسين .  لنقل انه كان يفر من مدينة سرت والتي - وياللعجب-  تحمل كل القصف فيها حتى اللحظة الأخيرة. ولم يفر كما قالوا الى صحراء في الجنوب.  كلا .. قتل بقصف الناتو . كلا .. لايمكن ان نورط الناتو في هذا لأن تفويض الناتو كان حظر الطيران لئلا يقتل القذافي شعبه بالطيران . لم يكن قتل رئيس البلاد من ضمن هذا التفويض. حسنا نقول ان الناتو لا دخل له، وانما الثوار وجدوه . كيف وجدوه؟ تحت شجرة مختبئا . وحين امسكوا به قال لهم :لا تقتلوني يا أبنائي. أي شجرة يختبيء تحتها؟ كل هذه القصص سمعناها من ثوار الناتو وهم يحلفون بأن كل قصة صحيحة .
أخيرا قبل قليل صرح وزير دفاع فرنسا ان طيرانه شارك مع اعضاء الناتو الاخرين في (ايقاف) قافلة من 80 سيارة كان في احداها القذافي. لم يقتلوه وانما اوقفوا الموكب. وهجم الليبيون وأمسكوا بالقذافي حيا، وقتلوه. قتل على أيدي شعبه وليس بقنابل الناتو المتحضر الظريف واللطيف. صور الرعاع والغوغاء التي رأيناها، كان القذافي موضوعا جريحا على مقدمة بيك آب، وفي خبر للاسوشتيد برس انهم ساروا  به  يعرضونه في الشوارع على مقدمة السيارة. ثم انزل وهو جريح وضرب حتى الموت امام عدسة الكاميرا وهم يصيحون (الله اكبر) . القذافي عمره 69 سنة أسير وجريح، والقتلة شباب مسلحون، في كامل صحتهم.  حتى لو كان سفاحا وكافرا ومجرما عتيدا، فإن الإسلام الذي فيه (الله أكبر) بملء الفم، ينهي عن هذا الفجور. وهناك اخلاق للتعامل مع أسرى الحرب. 
في رأيي ان الذي حدث هو التالي: قصف الناتو الموكب وجرح القذافي.  ومات من مات واصيب من اصيب. اذا كانت 80 سيارة ، فلا سبيل لايقافها جميعا سوى بالقصف. وهكذا بعد ان تم تحييد السيارات جاء الثوار ووجدوا القذافي جريحا فأخذوه واجهزوا عليه، لأن التعليمات لهم كانت : خذوه ميتا ، لا نريده حيا. لقد جربوا  في العراق اسر رئيس دولة واجراء محاكمة صورية ، واعدام سريع ، ولم ينفع في كبح مقاومة الشعب. عدا عن الانتقادات الدولية ووجع الدماغ حول المحاكمة والاعدام . ربما الفيلم الوحشي الذي ظهر واعيد عرضه عشرات المرات كان خارج السيناريو او كان مقصودا لإظهار أمرين اولهما:  بربرية المسلمين الذين يصيحون الله اكبر بأعلى صوت وهم يقترفون الإثم . 
ثانيهما: لإثبات ان القذافي قتل على أيدي شعبه وليس بقصف القوى الإمبريالية.
++
ملاحظة: اتفرج على قناة العربية الآن وهي تعرض بين حين وآخر (فرحة كل الشعب الليبي بقتل القذافي) وتعرض صور  الافراح والليالي الملاح . نفس ماحدث في بغداد يوم احتلالها حين قالوا الشعب كله طلع الى الشوارع ولم يكن سوى الدبابات الامريكية وجماعة الجلبي الذين اخذوهم بالطائرات من اور في الناصرية الى ساحة الفردوس ليمثلوا (الشعب الفرحان) . كانت صور الاحتفالات مأخوذة من زوايا معينة ولكن حين تبتعد الكاميرا بالغلط الى الوراء ترى ان  الموجودين لايزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة. اتكلم عن بغداد وسرت ومصراتة .. واحد امام الكاميرا يعبر عن فرحته ، جسده يملأ الشاشة وحين ترجع الكاميرا الى الوراء نراه وحيدا في شارع طويل عريض . لاحظوا هذه  التقارير على العربية او الجزيرة . سيارات تمشي في الشارع واصحابها لا يرفعون  اعلاما ولا يهزجون، وانما السائق في السيارة التي الى جانب الكاميرا يعبر عن فرحته.

هناك 14 تعليقًا:

  1. ليست كل أصناف الكلاب ترقص على الجثث
    الكلاب البشرية فقط تحبذ ذلك النوع من الرقص

    ردحذف
  2. كنت انتظر تحليلك يا عشتار لمقتل القذافي بما فيه تحليلك من روعة في كشف الحفائق لكن استوقفتني نقطة وهي ان السيناريو كان معدا ليظهر بربرية المسلمين وهم يصيحون الله اكبر ان المشكلة فينا نحن فنحن نظهر انفسنا كبربريين ونفتخر بذلك فواضع السيناريو لم يطلب من الناس ان تقول الله اكبر بل هم سعداء بذلك اذهبي الى صفحة الجديرة على الفيس بوك و اقراي تعليقات الليبيين كلها تبدا ب الله اكبر فمن كان حمارا يا عشتار لا يستطيع ان يمنع الناتو و حمد وموزته من امتطائه مع احترامي للشعب الليبي غير العميل لفرنسا و قطر وسام

    ردحذف
  3. عزيزي غير معرف

    بالنسبة للفيلم. لو لم يكن مقصودا عرضه، صدقني كان تم حذفه من يوتيوب في 3 دقائق، وكانت المحطات التي تمتثل لتعليمات الناتو امتنعت عن عرضه. صدقني انه مقصود، وربما هناك مدسوس مع ثوار الناتو من ظل يصرخ وهو يصور الفيلم الله اكبر. لأن هذه الجملة بالذات دليل لدى الغرب على (الارهاب الاسلامي) ومرة كتبنا عن اعتقال مسلم في طائرة لمجرد انهم سمعوه يقول الله اكبر بصوت خافت مع نفسه. انهم يقرنونها مع الاعمال الاستشهادية التي يلفظون معها هذه الجملة. واعتقد أن الفيلم بلقطاته الوحشية وابطاله (المسلمين) سوف يكون مدار المرحلة المقبلة من مستقبل ليبيا المظلم. هل تعرف انه في اخبار امس ان طائفة من المسلمين في ليبيا تهاجم الجوامع العائدة للصوفيين وتنبش قبور اوليائهم؟ باعتبار ان الصوفية حرام! وان المجلس الانتقالي زجرهم قائلا "هذا ليس وقته" ؟ وأقول لك سيأتي وقته.

    ردحذف
  4. قصة مكرره ومصطنعة لان القذافي قال جرذان فإنهم وضعوه قرب انابيب للمجاري او ماشابه سذاجة غبية,اعتقد انهم سيتركون سيف الاسلام حي او سيقتلونه ثم يخبئون خبر وفاته لان ماسيحدث في الايام القادمة يحتاج لسيناريو أزلالام النظام.

    ردحذف
  5. هل هذه هي الرأفة و معاملة أولي الامر و الاسير في الاسلام ؟؟ هل هؤلاء هم مسلمون ؟؟ هل هؤلاء أمة العرب التي كانت حتى في جاهليتها أمة أخلاق و رجولة ؟؟ أكثر ما اشعرني بالغثيان هم من يطيعوا أولي الامر منهم و يحرضوا الاخرين على الهمجية .. ويل للعرب من شر إقترب .. لا رحمة الله و لا رحمة أراذل البشر .. أي إنسان يجلس في أي مكان بالعالم و هو يرى المشاهد على التلفزيون لا يرى سوى همجية و برابرة الى أخلاق و لا دين لهم .. هل ستُحترم هكذا شعوب و من سيحترم و يرى هكذا كائنات في مطاف البشر .. أليست هذا هو الشعب ذاته الذي كان يهتف له .. كيف إنقلب كل ذلك .. من محبة و ولاء الى عنف و همجية .. أي شعوب هذه التي تنافق و تكذب بولاءها و محبتها سنوات و سنوات .. هل كانوا يخافونه فتحرروا من خوفه و خوف الله .. لا أدري ما أقول .. الله يرحمه و يرحمنا ..
    بنت البلد

    ردحذف
  6. جياد التميمي20 أكتوبر 2011 في 11:45 م

    شيئ محزن للغاية .. !
    ربح القذافي احترام المنصفين . و فقد خصومه قطرة الحياء .
    و لو تركوه يهرب لخسر و ربحوا .

    رحمه الله و رحم أبناءه و كل من قاتل بإحسان .

    ردحذف
  7. كل شيء في هذه الحياة يحتاج الى دراسة جدوى
    الامريكان ودول الغرب جربت تغيير النظام العراقي وبكل بساطة تم تحقيق الهدف بداية بالتعتيم الاعلامي لاستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ونهاية بالخيانات الداخلية
    فوجدوا ان الدخول في الحرب مع العرب هي خسائر وخسائر لان العرب ليس لديهم الا الكرامة للحفاظ عليها
    لذلك كان الاسهل والارخص لتغيير الانظمة في دول المنطقة هو دخول اشخاص بين الصفوف العربية مثل برنار هنري ليفي الشخص الذي شاهدناه في الانقلابات العربية في دول المنطقة بداية في تونس ونهاية في ليبيا لتحقيق تغيير الانظمة العربية بابخس الاثمان وفي اوقات مقدسة عند العرب
    ولنعد للوراء بداية مع اعدام الرئيس الراحل صدام حسين فقد تم اعدامه في صباح يوم عيد الاضحى المبارك فجرا
    ونهاية بالقذافي الذي تم التعامل مع الثوار المغيبين عن الحقيقة لقتله في اول ايام مسير حجاج بيت الله الحرام الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج، الحقيقة باهمية وجود دولة وسيادة امن وقانون فلا يظن اولاءك الذين ينعتون انفسهم او ينعتهم الاخرون بالثوار بانهم سينعمون بالامن والامان قبل اقل من مدة على اقل تقدير 10 الى 15 سنه هذا لانها ستصبح عملية سباق على السلطة وعلى عرش القذافي
    ولا اعتقد ان من سيتولى الحكم بعد الحرب الاهلية القادمة في ليبيا سيتمكن من ضبط البلاد بسهولة.
    ما في الصدر اكبر مما يمكن ان تحتمله الكلمات في سطور معدودة
    لذلك آثرت الاكتفاء بهذا القدر

    ردحذف
  8. الله يرحمه ويغفر له مات موتة فرسان , والله يجعل ما اصابه كفاره له وهي نهاية متوقعه من قائد شجاع ,ومليشيات متوحشه تحكم بشريعة الغاب ومتعطشه للدم والانتقام خانوا الله ثم الوطن واستمرأوا الاحتلال والمفارقه العجيبه انهم يرفعوا صور عمر المختار الى جوار اعلام قتلته , والغريب ان مقتله جاء بعد زيارة الحقيرة كلينتون الى طرابلس يوم الثلاثاء حيث اعربت عن تمنيها قتل او أسر القذافي قريبا ربما هذا دليل انها علمت بكل شئ قبل الاعلان الرسمي هذا اليوم . اتمنى ان ارى يوم حالك السواد في حكام الخليج وابن الانجليزية (تسمية عشتارية)خاصة حمد حرم موزة الجبان الذي يخاف حتى من اولاده ثم يجعل من نفسه راعيا للفتن والخريف العربي

    ردحذف
  9. ابو ذر العربي21 أكتوبر 2011 في 7:33 ص

    من المعروف ان الروايات والقصص حول استشهاد الرئيس القذافي ستاخذ مداها الزمني
    ومن هذه القصص ما هو معد سلفا ومنها ما هو ابن اللحظة والفضائيات العربية التي امتهنت الاثارة الصحفية على قول الحقيقة هذه احدى فرصها الذهبية للبث والوصول للجماهير المنتظرة لنهايات الاحداث الماساوية في امة العرب والاسلام
    فما الذي نريده نحن ؟ هل نريد ان نبقى نصفق للاتي ونلعن من فارق وغادر ؟
    هل وضعنا في قولنا وفعلنا قاعدة من قواعد سلوك هذا الدين؟ وسلوك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل الرسول قدوتنا صلى الله عليه وسلم ؟
    بالله عليكم اجيبوني هل لو كان الحب الكريم في عصر الاسلام ينظر الان للمشهد في بلاد الاسلام ماذا ستكون اراءهم واحاديثهم؟
    اجزم بان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هو ماسيردده المسلمون في كل زمان ومكان وهو "تتداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها-----الى اخر الحديث
    وهل بعد هذا الحديث من حجة يا ايها المسلمون
    انظروا الى انفسكم في مراة واعتبروا ان من يقوم بهذه الاعمال هم الاجانب فماذا تقولون حينئذ؟
    طبقوا ما يحدث الان في كل ارض على انفسكم فهل تقبلون ما يحدث ؟
    "اذكروا محاسن موتاكم" والا فالصمت دليل على انكم اصحاب دين وعقيدة "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت"
    غدا ستدور الايام وان الله يحاسب على كل صغيرة وكبيرة سيحاسب القذافي رحمه الله قبلكم ومعكم والله لا يضيع مثقال ذرة من عمل وهو عنده مفاتيح الجنه وليس بايدي احد من خلقه ولا نزكي على الله احدا
    واخبرا رحم الله جميع من قتل في هذه الفتنة الداخلية العظمي واسال الله ان تتوقف وان يجنبنا الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن
    وشكرا

    ردحذف
  10. ابو ذر العربي21 أكتوبر 2011 في 10:15 ص

    الغاية تبرر الوسيلة
    الوسيلةهي القتل والفتل والفتل المضاد
    القتل يورث الرد والانتقام والثار
    والرد والانتقام والثار بحاجة الى شياطين وما اكثرها اليوم فهي تملا الشوارع والخزنات والنفوس المريضة
    والشياطين بحاجة الى افكار والافكار موجودة في ذاكرة بني صهيون ومن ينظمونهم لتنفيذ ارادتهم
    انهم الان يضحكون ضحكاتهم عالية مسموعة بعد ان كانت في سرهم ونجواهم
    انهم ملعونون اينما ثقفوا
    الاسلام يا اخوتي هو الوحيد على سطح هذة الارض الذي حارب فكرة "الغاية يبرر الوسيلة" وفقط المؤمنون هم الذين ضحوا بانفسهم وثبتوا على مبادئهم وهم المؤمنون حقا ولم تغريهم الدنيا بكل ما فيها من زينة زائفة
    وهم الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
    اللهم ثبتنا على الحق
    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا القدرة على اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا القدرة على اجتنابة
    اللهم ثبت المجاهدين الصادقين على دينهم ولا تفتنهم
    وشكرا

    ردحذف
  11. الانتقام ليس هو العدالة وليس هو القصاص. الانتقام من أحط الغرائز البشرية، يرافقه دائما غريزة (تكالب الضواري على الفريسة) وهي غريزة حيوانية بامتياز. لأن الفريسة دائما تقع بين ايدي الضواري وهي وحدها وفي اشد حالات ضعفها. وهو يثبت أن قاتلي القذافي ليسوا بأحسن منه، ولن يرجى منهم خيرا، وليس هؤلاء الذين سيقيمون عدلا او ديمقراطية او حقوق انسان، كما يزعمون. لاحظوا أنه في العراق، كان يمكن أن يكون مصير الرئيس صدام حسين مثل هذا فالشعب العراقي ليس أفضل من الشعب الليبي، وكلنا نتذكر او سمعنا بالسحل والتنكيل والتمثيل بالجثث من ايام ثورة تموز وحتى الان، ولكن لأن العراق كان محتلا، وكل مايحدث فيه حسب القانون الدولي مسؤولية المحتل ولأن امريكا ارادت ان (ترسخ) نموذجا ديمقراطيا: محاكمة صورية ، وانتخابات مزورة .. تبادل الحكم بين العملاء ، شكل كارتوني للديمقراطية ، فهي التي اعلنت عثورها على الرئيس صدام ولم تتركه بيد الغوغاء. وأقامت له محاكمة ولكنها لم تحضر الاعدام وهكذا ظهرت غرائز الغوغاء المنحطة اثناء الاعدام. في ليبيا، امريكا والناتو في الجو وليس على الأرض ولهذا تركوا القذافي بيد ثوار الناتو بعد أن سهلوا لهم اعتقاله.
    إذا لم نستطع عبر كل اجيال التحضر التي مررنا فيها كعرب ان نسمو على غرائزنا البدائية (وهي تكالب الضواري على الفريسة)، بحجة (شفاء الغليل) فلا أمل يرجى لهذه الأمة، لا الآن ولا بعد مليون سنة. وقد رأينا في العراق ماذا تفعل دورة الانتقام التي لا تنتهي وسوف نرى في ليبيا التي بدأ ليلها الدامس الان فقط.

    ردحذف
  12. سبحان الله ارى ان حال ليبيا لن يكون افضل من حالنا في العراق والغريب ما فعل شعب كما فعلوا العراقيون او في رومانيا او في اي بلد اخر الا وكان الخراب سمة ذاك البلد فلينتظر الليبيون ما سوف ياتيهم هذا مع اني دائما اقف مع الشعوب التي ملت من الحاكم الذي زاد زمن حكمه عن الاربعين عام الا اني لا احبذ تلك الطرق في خلع الرؤساء والتنكيل بهم بهذا الشكل وان الله يعظكم لعلكم تتعظون الم يكن لكم في العراق درس يا ايها اليبيون

    ردحذف
  13. نسأل الله الرحمة لهذا القائد الشجاع الذي بقي وفياً لقناعاته و خياراته و كان بإمكانه السفر الى فنزويلا أو كوبا كما اشيع في بداية الاحداث في شباط من هذه السنة لقد كان قائدا حراً اصيلا مؤمنا و فد حاول التنظير للعمل الشعبي الجماهيري. بالتأكيد هو كأي انسان ارتكب الاخطاء و الخطايا لكن مواقفه الرائعة في قمة القاهرة الاستثنائية في عام 1990 و قمة دمشق 2008 و خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2009. و رغم انه ساعد الجانب الايراني في الحرب العراقية الايرانية و قدم لها مجموعة من صواريخ ارض ارض و اتخذ مواقف مهادنة معها في قضايا الجزر و كان يظن أن النظام الثوري الاسلامي فيها يمكن أن يكون عونا حقيقيا للاخرين انطلاقا من كونه ثوريا و اسلامياً الا انه فوجيء بعدم غفران ايران له خطيئته في قضية اختفاءالسيد موسى الصدر اثناء زيارته ليبيا في اب 1978 بالرغم من كل جهوده العلنية الداعمة لها مما يعكس نهجها الذكي في السياسة الخارجية القائم على دعم الاتباع و الموالين و عدم الاهتمام بالصداقات الا بقدر تاديتها لفوائد تفوق متطلباتها. لقد اتخذت ايران و اتباعها مواقف غير ودية تجاه القذافي خلال الاحداث الاخيرة و فضلت دعم الاخوانجية و حلفائهم من التنظيمات الاسلامية رغم علاقة اولئك العلنية و العميقة بالنيتو في نمط تصرف مشابه لسلوكها في العراق. الامر الذي جعل القذافي من دون اي أصدقاء أو حلفاء ذوي قيمة يعول عليهم ، مما سهل ضربه و انهائه. ان مظاهر الانتقام و السادية التي ظهرت عند استشهاد القذافي هي بالتأكيد انعكاس حقيقي لطبيعة و تفكير القوى القادمة للسيطرة على المسرح السياسي في المنطقة و المشكلة أن هذه الطبيعة القاسية و العنيفة التي كانت تستعمل في الحقب السابقة من قبل القوى الثورية المعادية للغرب و كانت محط انتقاد من قبله صارت اليوم توظف لصالحه و صار يدعمها على الارض رغم انه يدعي انتقادها. ان الغرب يمهد بمساندته لهذه القوى المتشددة في الداخل و المهادنة في الخارج يمهد لقيامها باطلاق حروب اهلية و محلية تنجز حالة طالما ما حلم بها و تمناها و جائت بأفضل مما يتمنى. لقد كانت أخطر كلمة في خطاب اوباما عقب استشهاد القائد البطل معمر القذافي هو قوله ان الولايات المتحدة حققت أهدافها من دون أن يكون لها جندي واحد على الارض. لقد كان الجنود الان و سيكونون في المستقبل هم الاخوانجية و السائرون بموكب احلامهم حين يتصورون انهم انما يحسنون صنعا اذ يحققون حرية و وحدة الامة و نهضتها.

    ردحذف