"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/10‏/2011

إعادة إعمار العراق يعني: إ.ع.ا.د.ة. إ.ع.م.ا.ر.

بقلم : بيتر فان بورين
ترجمة عشتار العراقية 
 ملاحظة : هذه مقاطع من كتاب (كان قصدنا شريف) المنوه عنه هنا.
 في 2009 ارسلتني وزارة الخارجية الامريكية الى العراق لمدة سنة للعمل ضمن القوة المدنية الداعمة للقوة العسكرية. وباعتباري رئيسا لفريق اعادة الاعمار الاقليمي PRT المكون من 6 اشخاص، انيطت بي مهمة صرف اموال امريكية لخلق مشاريع تدعم الاقتصاد المحلي وتغري الشباب بعيدا عن التجند للقاعدة. كان علي ان امكن النساء واحولهن الى صاحبات مشاريع واسلمهن مستقبلا بدلا من حزام ناسف. وكانت هذه خطة جديدة لكسب العقول والقلوب تديرها السفارة التي تبحث عن (نصر) بأي طريقة واي مكان. وكنا نعتقد فعلا ان المال يمكن ان يشتري لنا الحب ويكسبنا الحرب. كان العمل يقوم به هواة مثلي ،  يرسلون الى العراق لمدة سنة بدون ارشاد او تدريب متحمسون لخلق قصص نجاح مؤثرة يمكن ان نحصل بها على ترقيات. اي فكرة حتى لو كانت غريبة أو سخيفة او بدون معنى، كانت صالحة لهذا الغرض. كنا نفضل فعلا ان نوزع كرواسون و روزنامات اطفال على ان نعالج القضايا الاعمق مثل الرعاية الصحية او الخدمات المدنية. نتحمس  في شهر لمشروع غسيل سيارات،  وفي شهر آخر قد يكون ترجمة عربية لمسرحية ماكبيث. وفيما يلي بعض الافكار العجيبة التي نفذناها من اجل (اعادة اعمار) العراق وتذكروا: لقد مولناها من جيوب دافعي الضرائب.


دروس صناعة المعجنات الفرنسية
التكلفة : 9797 دولار
قام بها فريق اعادة الاعمار الاقليمي في جنوب بغداد وكانت تعليماتنا هي مساعدة النساء الفقيرات اللواتي يمكنهن بعد ذلك فتح مقاه فرنسية في شوارع مدينتهم المقصوفة . وكان على فريق اعادة الاعمار الاستعانة بطاه فرنسي "ذي خبرة بصنع المعجنات واعطاء دروس فيها دوليا" يتبرع للتدريس. ولك ان تسأل ، اذا كان الطاهي الفرنسي سوف يتبرع بوقته، ففي اي شيء صرف المبلغ اعلاه؟ 
حسنا لقد صرف بعضه للطالبات حتى يحضرن الدروس. كان من المستحيل اجبار العراقيات على الحضور الضروري لالتقاط صور دعائية  تبين اهمية هذا الانجاز، بدون ان نقدم غداء مجانيا واجرة التاكسي ومصرف جيب. ولا حاجة للقول اني لم اسمع بأي دكان معجنات افتتح على طول الطريق الى مطار بغداد.
(تعليق عشتاري: هذا لأن العراقيات شاطرات بعمل كل انواع المعجنات وقد اكتسبن الخبرة من ايام الحصار، وكان يمكن ان تدفع لهن اجورا لهن لتقديم دروس لكم عن كيفية صناعة المعجنات من نوع لحم بعجين واخواته)


مسرحية عن الحمير
الكلفة :  22500 دولار
كيف تقنع العراقيين بترك خلافاتهم الطائفية الدينية ؟ كان حل احدى فرق الاعمار في بغداد هو تمويل نقابة الفنانين العراقيين لانتاج مسرحية (تحت ظل الحمار) . ويقول تقرير التمويل مايلي "المسرحية تركز على نزاع قانوني هزلي جدا يفرق اهل مدينة الى قسمين متناحرين.  قضية النزاع هي قيمة الظل الذي يصنعه جسم الحمار. الرسالة واضحة : لا تتنازعوا على اختلافات هامشية. والذين سيشاهدون المسرحية سوف يتلقون الرسالة ان المصالحة السياسية مهمة ونحن في طريقنا الى موسم انتخابات وطنية"  وقد قدم الانتاج مرة واحدة على حد علمي وحضره بعض الناس المترددين الذين اكرهوا على الحضور. ولم تتحقق المصالحة السياسية بعدها  ابدا.
(تعليق عشتاري: لأن خلاف الحمير في السلطة أشد من خلاف الناس)


درب الصد ما ردّ (ترجمة العنوان من عندي، والاصل هو "طريق الى المجهول)
الكلفة : غير معلومة
في 2009 استأجر الجيش الامريكي مقاولا لتبليط شارع ترابي قصير قرب مدينة سلمان باك ، وكانت الفكرة هي زيادة التجارة بين حيين هناك. اخذ المقاول المال ووضع الحصى فقط وجعل الطريق بالكاد يمكن المرور عليه. وهكذا استخدمه المتمردون كطريق ترانزيت. اشتكى السكان المحليون للشرطة التي اقامت حواجز وانتهت التجارة الصغيرة التي كان الطريق الترابي يتيحها. 


جدارية كمال الأجسام
22180 دولار
احدى فرق اعادة الاعمار استأجرت فنانا محليا ليرسم جدارية على جانب محل (جيم) قرب مدينة النصر, كان الغرض هو "تقديم منظر جمالي سار عند المدخل مما يساعد على احداث شعور بعودة الحياة الطبيعية لدى  المواطنين في المنطقة والمارين بها" النتيجة كانت مجموعة من الرجال العراة اشباه ستيف ريفز بأجسام عضلية مطلية بالزيت، ولا تنفع اللوحات الا في اثارة الشهوة لدى المثليين".


دراجات للفقراء
الكلفة 24750 دولار
اشترت وزارة الخارجية 225 دراجة اطفال عن طريق وسيط اردني لتوزيعها على اطفال منطقة (شيعية) فقيرة قرب مدينة الصدر. كانت الفكرة هي تغيير الشوارع المليئة بالقمامة وحفر القنابل والتي يسيطر عليها قطيع من الكلاب الضالة الشرسة ، بأطفال يركبون الدراجات وهم يزورون بعضهم البعض في منازلهم ، نوعا من مدينة الأحلام على نهر دجلة. ولكن سرعان ما اصبح واضحا انه من المستحيل ركوب الاطفال هذه الدراجات في الشوارع الخربة والخطرة، وفيما بعد رأيت بعض عجلات الدراجات وقد اصبحت عجلات لعربات دفع  لنقل الاطفال العراقيين المصابين.


روزنامة من رسم الاطفال
الكلفة 18375 دولار
كُلفت فرقتي بمهمة بناء المجتمع في ضواحي بغداد، وقررنا طبع روزنامة تتضمن صورا يرسمها الاطفال العراقيون. دفعنا اولا لرابطة نسائية محلية لاقامة مسابقة لرسوم الاطفال. وقدمت المرطبات وتم اختيار 12 من  افضل الاعمال وطبعنا 1000 روزنامة ووزعناها ، البعض منها على  الحي المعني ثم وزعت معظم النسخ الاخرى على موظفي وزارة الخارجية . بالنسبة لي تركت نسختي في بغداد.


أطباء بيطريون لحديقة حيوان بغداد
الكلفة غير معلومة
كانت الخطة جهدا مشتركا مع الجيش ووزارة الزراعة الامريكية لاحياء حديقة حيوان بغداد ، دفعت وزارة الخارجية لشراء حواسيب وخدمة انترنيت حتى يمكن للاطباء البيطريين العراقيين عقد صداقات وعلاقات مع الاطباء في الولايات المتحدة وحتى يمكن عرض صور الناس وهم ذاهبون الى الحديقة ، على التلفزيون، مما يشيع رسالة بان الحياة عادت الى مجراها.
ولنفس السبب صرف الجنرال بترايوس مليون دولار لاقامة منتزه مائي في بغداد لم يستخدم من وقتها منذ أن تعطلت مضخات المياه. 
(يقصد منتزه الجادرية وقد كتبنا عنه هنا  و هنا )
 في حديقة الحيوان، استخدمت غرفة الدردشة في الموقع على الانترنيت والذي توقف الان، في  سلسلة من المناقشات الداخلية الغريبة بين الاطباء البيطريين وهم يناقشون مسألة: هل نستمر في  اعطاء الخمور للدببة حتى تظل هادئة ، وهل نستمر في رمي القرود الحية يوميا في قفص الاسود؟
(تعليق عشتاري: الا يمكن ان تكون هذه المحادثات شفرة؟ لايقصد بها الدببة ولا القرود ولا الاسود؟ )
دليل تجاري لمدينة بغداد
الكلفة 7000 دولار
في دولة تفتقر الى خطوط هواتف ارضية كثيرة، وتتميز ببيئة غير صالحة للاعمال ، قرر احد عباقرة المنطقة الخضراء بأن النجاح الاقتصادي يتوقف على اصدار اول دليل تجاري لبغداد (الاوراق الصفراء) ورغم كل  مافعلناه فلم نستطع ان نحصل الا على 250 شركة لديها ارقام هواتف دائمية في مدينة يسكنها عدة ملايين من الناس. وقد اثقل فريقي بمئات من نسخ الدليل النهائي . ولم يكن مأمونا توزيعه من باب الى باب فأجرنا مقاولا محليا بسعر 7 دولارات لتوزيع النسخة الواحدة من الدليل ، من اجل الخلاص منها. وقد قام بتوزيع عدد قليل من النسخ وعلى اكثر احتمال انه رمى البقية في أقرب مبنى مهجور.

هناك 3 تعليقات:

  1. فعلا شر البليه ما يضحك ..هل حقا اغبياء ام يتغابون؟؟
    الظاهر ان الاعمار عند الامريكان هو صناعه معجنات وركوب دراجات وطباعه روزنامات وطباعه وتوزيع دليل تجاري
    وكان البنيه التحتيه التي تشمل الماء والكهرباء وتوفير سكن لائق للمواطنين وتحسين القطاع الصحي والتعليمي والخدمي وغيرها الكثير غير موجوده في قاموس البنيه التحتيه في اميركا...فتبا لهم ولاعاده اعمارهم . ام ان المهم صرف اموال بحجه اعاده الاعمار والظهور امام الرأي العام بان همهم هو اعاده اعمار العراق ؟؟

    ردحذف
  2. تحيه لعشتار
    انهم ليسو اغبياء لكن العملاء الذين اتو معهم صوروا لهم ان العراقيين متلهفين للحصول على الحريه واليمقراطيه فعملو هذه البرامج ظنا ان الناس ستنج اليه وتنسى الهدف الذي جاء من اجله المحتل وهو تدمير العراق تدميرا لا تقوم له قائمه لعقود /من هجر العقول من دمر البنى التحتيه الخ

    ردحذف
  3. ابو ذر لعربي3 أكتوبر 2011 في 1:13 م

    اعادة الاهمار في مفهوم المحتل هو اعادة الهدم بطريقة جديدة وذكية لا تاتي على بال الشعوب المقهورة
    وتعني زيادة اعطاء المقولين فرص النهب مجددا
    وقلنا في السابق ان الذي يدمر بلدا وشعبا لا يمكن ان يعيد بناءه فكيف لنا ان نصدقهم وهميخربون ويدمرون بشكل منهجي كل ما تم بناءه من قبل ؟ وشكرا

    ردحذف