"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/10‏/2011

من كتب سيناريو فيلم "قتل السفير السعودي في واشنطن"؟ - 5

الحلقة الرابعة هنا
تحقيق عشتار العراقية
الأجواء المحيطة بالفيلم
الموقف  الإيراني
1- ايران افرجت عن الأمريكيين اللذين اتهمتهما بالتجسس لابداء حسن النية
2- الامريكان يذيعون انهم على وشك الانسحاب، وفي انسحابهم مصلحة لايران، لكنهم في الواقع باقون ، يبحثون عن ذرائع لبقائهم
4- روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو من وقت قريب لمنع ادانة سوريا (حليف ايران)
5- المنطقة التي يسمونها الشرق الاوسط غير مستقرة
6- حماس (محسوبة على ايران) توافق على الافراج عن شاليط المعتقل منذ سنوات في صفقة تبادل اسرى
7-حراك بين الشباب في امريكا بما يشبه الاحتجاجات العربية
8- توتر واستقطاب بين ايران والسعودية على خلفية البحرين وسوريا
9- مؤشرات على رغبة امريكا دفن اسطورة القاعدة : قتل بن لادن - قتل العولقي الخ
في وسط هذا كله ، تأتي ايران لترسم خطة بلهاء لتفجير سفير سعودي في مقهى يؤمه ساسة العالم وقادة أمريكا وفي وسط واشنطن العاصمة. لماذا تفعل ايران ذلك ؟ من المستفيد؟ لنخمن النتيجة

1- ستتذرع امريكا بالبقاء في العراق قريبا من العدو الذي رسم خطة ارهابية في قلب واشنطن
2- سوف تكون ذريعة لذهاب أمريكا الى مجلس الامن والمطالبة بأقصى العقوبات وربما تأخذ قرارا يسمح لها بتوجيه ضربات جوية 
3- بسبب تعلق الأمر بسفير سعودي، سوف يكون ذريعة للسعودية لجر العرب وراءها لمساندة أمريكا في خططها تجاه ايران.
هل هذا ماتريده ايران فعلا؟ لو كان هذا ما تريده لماذا تبذل كل هذا الجهد المتعب وتصرف كل هذه الأموال وياتصيب الخطة ياتخيب؟ كان يمكنها ان تصدر قرارا باعدام الأمريكيين لديها بتهمة التجسس.
ربما يقول قائل .. أيران تتحدى وتريد أن تثبت لأمريكا انها يمكن ان تصل اليها في قلب عاصمتها وتقتل حليفها هناك. هل لهذا السبب اختارت واحدا أثول يتاجر بالسيارات المستعملة ولا يعرف سنوات صنعها او أنواعها، كثير النسيان، يشرب الخمر والمخدرات وله سوابق اعتقالات في جنح، اي له ملف في الشرطة، وشخص اثبت فشله في عمله وحياته الخاصة. صحيح انه مفلس ويمكن تجنيد مثل هذا الشخص بسهولة، ولكن ليس لعملية كبيرة مثل هذه، يمكن تجنيده لعملية خائبة مصيرها الفشل كما حدث. هل كانت ايران تريد عملية فاشلة تحدث ضجة ؟ ولكنها تعلم ان امريكا ستجدها ذريعة، أي ان القضية مثل اسلحة الدمار الشامل: اكو اسلحة او ماكو نفس النتيجة ..أمريكا اذا لم تقدم لها اية ذريعة سوف تسعى لايجادها بالكذب والتلفيق. .إذن لماذا تستعجل ايران على ايجاد ذريعة لتدخل أمريكي او على الاقل لفرض عقوبات؟
++
الموقف الأمريكي
أمريكا في وضع لا تحسد عليه، . لديها سوابق في الكذب واختراع الذرائع. وأكثر من ذلك دأبت على تخويف شعبها بعمليات ارهابية مصطنعة يقوم بها عناصر الاف بي آي لايقاع السذج من المسلمين وتوجيههم واقناعهم بالقيام بعملية ارهابية ثم القبض عليهم قبل تنفيذها. وهذه العمليات تسمى sting وهي روتين معروف وقد كتبنا كثيرا عنها في الغار والفكرة فيها أن احد عناصر الإف بي آي او مخبريها من الرجال العرب او الافغان او الباكستانيين الخ يطوفون الجوامع او اماكن تجمعات العرب والمسلمين متخذين قناع التدين و التحمس  لتفجيرات في اماكن يهودية او غيرها داخل امريكا ، وقد يصل الحال الى رسم الخطط وتزويد الفريسة بقنابل مزيفة او اسلحة معطوبة ثم يلقى القبض عليهم. وكل الأعمال الفاشلة التي زعمت امريكا انها عمليات ارهابية داخلية كانت من هذا النوع، لأن الخطة لا تسمح بنجاح العملية بطبيعة الحال. انظر هنا وهنا وهنا ، ولمن يقول أن امريكا لايمكن ان تخرج فيلما بائسا مثل هذا ، اقول ارجعوا الى العمليات السابقة المشار اليها والتي قام بها الاف بي آي تجدونها في منتهى الغباء، ولكن  المحاكم الامريكية اخذت بها وحكمت على الضحايا الذين وقعوا في الفخ مدى الحياة.
قصة منصور والمكسيكي تحمل نفس الصفات لعملية اف بي آي نموذجية . نحن لا نعرف من تعرف على الاخر المكسيكي او  منصور، ولنفرض انه شاع ان منصور يريد ان يعود الى ايران لأن اوضاعه تعبانة في امريكا، ولنفرض ان المرأة التي يعرفها وهي قريبة المكسيكي عرضت عليه صفقة شراء شحنة مخدرات كما هو شائع في المدينة كما عرفنا من الحلقة السابقة. او لنفرض انها عرضت ان تعرفه على قريبها لأن هناك اشخاصا يعرفهم في المكسيك يريدون ان يبيعوا سيارات شيفروليه مستعملة وعقارات؟ 
لنفرض انه تعرف على المكسيكي وقال هذا له ان السفير السعودي لديه عقارات في المكسيك وسيارات يريد بيعها بعيدا عن الانظار؟ 
كل هذه الفرضيات جائزة وفي الحالة الاخيرة ربما يكون السفير السعودي ضالعا في الحكاية، وربما كانت مسألة تتبع السفير الى المطعم والحديث عن (فعلها داخل المطعم او خارجه) ربما كانت للحديث مع السفير حول الصفقة، وليس لخطفه او قتله؟ 
لاحظوا ان الامريكان خاصة رجال الاعمال قد يستخدمون كلمة kill للتعبير عن ربح كبير من عملية ما.
هذا افتراض ان السيناريو امريكي مرسوم بدقة للعب على الكلمات، يجري مثلا الحديث مع منصور عن بيع سيارات شيفروليه وطلاء مبنى قبل تسليمه ثم يمنتج التسجيل ليبدو وكأنه يتحدث عن قتل وخطف وجريمة . ويتدخل المحقق ليكتب في ملف الدعوى ان الشيفروليه شفرة للسفير والمبنى شفرة للعملية. لا ننسى ان المخبرين ذوي الخبرة والذين يسجلون الحديث مع الضحية يريدون الايقاع به يعرفون كيف يتلاعبون بالكلمات. مثلا لو أن احدكم ،  اراد ان يضيق الخناق على خصم له، وجاء ببلطجي الشارع وطلب منه ان يضايق فلان الفلاني ربما حتى يعزل من الحي . ولنفترض أن البلطحي اتفق مع الشرطة أن يوقع بك لسبب ما، وجاء يسجل لك المحادثة. سوف يسألك قائلا مستخدما كلمة مفهومة في سياق الحديث فيسألك : "ماذا تريدني ان افعل له؟ اخنقه؟" فتجيب : "نعم اخنقه حتى نخلص منه". انت تقصد ان يضايقه حتى يختنق ويرحل، ولكن التسجيل يمكن استخدامه في اتهامك بالتخطيط للقتل.
افترض هنا ان منصور كان ضحية للعبة وقع فيها ، لأن شخصيته كما عرفناها تسمح باصطياده : حبه للمال والمغامرات المالية والنسائية وقلة ذكائه وتدبيره وكثرة نسيانه ، حتى انه لن يعرف ماذا قال وماذا قيل له.  أنا اكثر ميلا الى هذا الرأي اعتقد أن المسألة حيكت بدقة لتوريطه لأنه ايراني والمطلوب ايجاد ذريعة ضد ايران.
++
وماذا عن الموقف السعودي؟
هل كانت مفاجأة غير سارة للسفير السعودي؟ 
نتذكر بندر وألاعيبه وأكاذيبه حول العراق. السفير عادل الجبير عاش طوال حياته في امريكا وله علاقات وثيقة مع اللوبي الصهيوني ، ويعتبر نفسها امريكيا اكثر منه سعوديا، انه الرجل الأمريكي الصهيوني 
في السفارة السعودية. وللصدفة كانت دراساته في تكساس ايضا بالضبط مثل منصور. هل كان الرجلان يعرفان بعضهما؟ هل شارك السعودي في اختياره للفخ ؟ درسا في تكساس في نفس الفترة اوائل الثمانينيات، ولكن الجبير كان في شمال تكساس ومنصور في جنوب الولاية وبينهما مسافة 7 ساعات سفر.
لا نستبعد تعاونا بين السعوديين والامريكان في محاولة احتواء ايران، إن لم يكن ضربها. 
ايران مهمة للسياسة الامريكية ليس فقط لأنها غنية بالنفط، وانما بسبب موقعها ، من يسيطر عليها يتحكم في مصادر الطاقة الذاهبة الى الصين وروسيا والهند. المنافسون الثلاثة الكبار القادمون. 
ماهو المدى الذي تريد امريكا الذهاب اليه ؟ سنعرف هذا من ردود أفعالها . وقبل أن نناقش ذلك ، اليكم مقطعا من تقرير من معهد بروكنجز الذي يساهم في رسم السياسات الأمريكية وفيه يقول :
"سيكون من المستحسن كثيرا لو يمكن للولايات المتحدة ان تستشهد باستفزاز ايراني كمبرر لضربات جوية قبل شنها. من الواضح ، كلما كان الاستفزاز اشنع كانت الضربات اشد فتكا، وكلما كان الفعل الايراني بدون مبرر ، يكون الافضل للولايات المتحدة. طبعا سيكون من الصعب جدا على الولايات المتحدة دفع ايران الى مثل هذا الاستفزاز بدون ان يكشف العالم اللعبة وحينها يقلل من شأنها". المصدر هنا.
لم تستطع امريكا دفع ايران الى القيام بفعل مستفز ، ولكنها لفقت لها قضية. وسوف تعاملها كما عاملت افغانستان حين قالت لهم "سلموا لنا بن لادن" ولما طالب الافغان اظهار دليل عن تورط بن لادن ، قامت امريكا بمهاجمتها بحجة ان الافغان يمتنعون عن تسليم بن لادن. هكذا سوف تطالب امريكا ايران بتسليم قاسم سليماني الذي ورد اسمه ومن معه من عناصر فيلق القدس، وحين تمتنع ايران ، سوف تعاقب. والسؤال الذي يتبادر الى أذهاننا كعراقيين، لماذا لم تتخذ امريكا من جرائم ايران في العراق ذريعة لاحتوائها او ضربها او عقابها؟ وكانت رغم كل شيء تحاول الحوار معها؟ كانت لديها ادلة حقيقية على التدخل الإيراني بكافة الأشكال، ومازالت ايران تقدم الادلة على الأقل في قصفها لشمال العراق، كما تكرر ورود اسم قاسم سليماني مرتبطا بجرائم في العراق، فلماذا كان عليها تلفيق قصة الآن؟
 فكروا معي في هذا.
الجزء السادس هنا

هناك تعليقان (2):

  1. الله يسمع منج ياعشتار لو صدك يضربون ايران نص العراق يوزع جكليت.

    ردحذف
  2. لو كانت امريكا تجرؤ على توجيه ضربة عسكرية لايران لما ترددت. فامريكا كما ذكرت لاتنقصها الحجة, وهي لاتحتاجها اصلا.

    لكن مأزق امريكا يكمن في انها لاتجرؤ على ضرب ايران. لسبب بسيط وهو ان ايران لاتدافع عن بلدها في بلدها كما فعل صدام والقذافي. ايران تدافع عن بلدها في بلدان اخرى. فلو قامت امريكا بتوجيه ضربة عسكرية لايران فسوف تدفع ثمن ذلك باهضا.
    ايران بمقدورها ان تحيل العراق وافغانستان ولبنان الى جحيم. ناهيك عن خلاياها النائمة في الخليج.

    قبل ان تقدم امريكا على اتخاذ اجراء عسكري ضد دولة ما, تتخذ خطوتين ستراتيجيتين. الاولى هي تحجيم القدرة العسكرية للعدو من خلال محاضرته عسكريا واقتصاديا. الثانية هي اختراق استخبارات العدو من خلال دس العملاء بحجة لجان التفتيش عن الاسلحة او لجان التحقيق في جريمة او اي حجة اخرى.
    هذا ما حدث في العراق وفي ليبيا وفي لبنان.
    وهذا كذلك ما حاولت امريكا فعله في سوريا بحجة التحقيق بمقتل الحريري ففشلت.

    هم امريكا الاول الآن هو تحجيم ايران عسكريا في لبنان (حزب الله) وفي العراق (بدر) وفي افغانستان (ربما القاعدة او طالبان) وفي الخليج (خلايا نائمة). في الوقت ذاته تحاول امريكا اختراق اسرار ايران الاستخباراتية تارة بجس النبض عن طريق ارسال جواسيس سرعان ما يتم القبض عليهم. تارة بالاستطلاع البحري والجوي. وتارة اخرى بالصاق التهم.

    الاحتمال الوحيد الذي اراه منطقيا في الوقت الحالي هو ان تقدم امريكا على عمل عسكري استفزازي محدود لجس نبض ايران وقياس مدى قوة رد فعلها. اما ان تقدم على عمل عسكري مهم ومؤثر, فذاك امر مستبعد.

    تحياتي
    أمير المدمنين

    ردحذف