"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

13‏/9‏/2011

دبلوماسي أم جاسوس؟ -1


تحقيق: عشتار العراقية
أنكر الدبلوماسي  روبرت فورد  السفير الأمريكي في سوريا حاليا، في رسائل خاصة مع الصحفي  الجزائري محمد تامالت، بأنه جاسوس وعنصر من عناصر السي آي أي. كان قد عمل في العراق وفي الجزائر وفي البحرين. ولكننا نملك الدليل على ذلك . والدليل اسمه : نيغروبونتي. كان أحد رجال نيغروبونتي في العراق، وكنت قد كتبت عن أكثرهم ولكن هذا فلت من منظاري آنذاك، والآن يقع في الجعبة.  ولكن لنبدأ من البداية. من الرسائل التي أشعلت فضولي.
وصلتني على بريدي، موضوع كتبه الصحفي الجزائري محمد تامالت ثم رد فورد على الموضوع ثم سلسلة رسائل بينهما. وأعتقد أنه من الممتع استعراضها.


الموضوع الذي أثار روبرت فورد
(السفير روبرت فورد يقترح استغلال طفل مريض لتحسين صورة الجيش الأمريكي)
بقلم: محمد تامالت
نصح السفير الأمريكي السابق في الجزائر والحالي في سوريا رؤساءه بأرسال طائرة عسكرية أمريكية لنقل طفل مريض يعاني من تشوه في العمود الفقري للعلاج في مستشفى أمريكي. وأبلغ فورد مسؤوليه في برقية أرسلها في التاسع من ماي 2008 وسربتها ويكيليكس مؤخرا بأن علاج الطفل منيب فرشيشي البالغ من العمر سنتين ونصف لن يكلف الحكومة الأمريكية شيئا لأن رجال أعمال جزائريين مقيمين في أمريكا استطاعوا الحصول على عرض بعلاجه مجانا على نفقة مستشفى مايو كلينيك المعروف.
ونبه السفير الحالي في دمشق، الذي تثار حوله شبهة العمل مع أجهزة الأمن الأمريكية، في رسالته إلى أن الصحف الجزائرية التي سبق لها أن نشرت مواضيع عن الطفل المريض هي نفسها التي تقوم بشن حملة معادية للولايات المتحدة; ملمحا الى أن استخدام طائرة عسكرية لنقل الطفل سوف يجعل تلك الصحف في وضع المحسن لصورة قيادة أفريكوم والجيش الأمريكي المتورط في انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في العراق وأفغانستان وفي سجن غوانتانامو، خصوصا وأن للأطفال مكانة خاصة في المجتمع الجزائري كما قال.
هذا ويذكر أن قيادة العمليات الأمريكية في افريقيا (أفريكوم) كانت خلال الفترة التي سبقت ارسال البرقية تسعى الى نقل مقرها من ألمانيا الى افريقيا لكنها جوبهت بالرفض من عدة دول إفريقية يعتقد أن الجزائر احداها. يذكر أيضا أن أفريكوم تملك موقعا اخباريا يدعى موقع مغاربية يكتب فيه مجموعة من الصحافيين الجزائريين ويشرف عليه ضباط أمريكيون. وبسؤال أحد النشطاء الجزائريين الذين ساهموا في جمع الأموال لنقل الطفل منيب الى الولايات المتحدة، ذكر الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه أن عملية نقل المريض لم تتم في طائرة عسكرية، بما يعني أن فورد فشل في اقناع مرؤوسيه باقتراحه.
+++
رد من : روبرت فورد
محمد
مقالك تنقصه الموضوعية. على سبيل المثال، في حديثك عن الطفل المأسوف عليه منيب لم تذكر أن أسرته هي التي جاءت إلينا وطلبت من السفارة الامريكية المساعدة في نقله الى الولايات المتحدة -- كان ذلك طلبها في الأصل وكان علي أن أبرر لحكومة الولايات المتحدة لماذا يجب أن تدفع تكاليف الطائرة. غريب أنك أهملت هذه الجزئية.
مقالك التي تشير فيه إلى أنني عميل لوكالة المخابرات المركزية ليس فقط خاطئا تماما ولكنه مهين أيضا. سيرتي الذاتية متوفرة حتى على شبكة الانترنت لو أنك خصصت وقتك لإجراء بحث بدائي من هذا القبيل.
أكون ممتنا لو أزلت عنوان بريدي الإلكتروني من قائمتك البريدية . شكرا 
روبرت فورد
---
رد من: محمد تامالت
روبرت
بدلا من الحكم على موضوعيتي كان ينبغي عليك أن توضح سبب طلبك طائرة عسكرية تحديدا واعتباره الخيار الوحيد دون ترك مجال لأية خيارات أخرى.
أنت الذي ربطت بين اقتراحك الإنساني وبين ضرورة تحسين صورة الجيش الامريكي ولست أنا. أنا لم أقولك ما لم تقله.
إذا لم يكن في نيتك استخدام الطفل في حملة علاقات عامة فإنك تتهم الحكومة الامريكية بالتعامل مع الحالات الإنسانية على أساس المصالح الضيقة فقط. هل أنت تتهمها بذلك؟
في البرقية المسربة لم تكن هناك إشارة واحدة إلى أن طلب الطائرة جاء من عائلة منيب، الذي ذكرته فيها كان أن مجموعة من الجزائريين (المجهولين) اتصلت بك.
أنا لم أتهمك بكونك عميلا لوكالة المخابرات المركزية، أنا أثرت انشغالات بشأن أنشطتك المشبوهة في جميع أنحاء العالم والتي لا يمكن وصفها موضوعيا بأنها نشاطات دبلوماسية. اشارتك الى السيرة الرسمية لك لا معنى لها؛ آلاف من الذين يعملون مع وكالة المخابرات المركزية لا يذكرون هذه الحقيقة في سيرهم الذاتية.
واحدة منهم على سبيل المثال هي دي آن جوليوس رئيسة المعهد الملكي للعلاقات الدولية التي تحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية. عميلة أخرى هي فاليري بليم زوجة أحد أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين، والمعلومات عن عمل بليم مع وكالة المخابرات المركزية سربت من قبل ادارة جورج بوش كما تعلم. بخصوص طلبك إزالة عنوانيك البريدين من قائمتي، فإنك لن تتلقى أي شيء مني ما لم يكن متعلقا بك شخصيا أو بسفارتك. أنا آسف لرؤيتك تفقد أعصابك، هذا أمر غير مألوف بالنسبة لي.
تحياتي
محمد تامالت
 +++
رد من : روبرت فورد
محمد 
يجب عليك أن تفهم أن الحكومة الأميركية لا تملك أسطولا من الطائرات المدنية، باستثناء وكالة الاستخبارات المركزية وباستثناء طائرتي الرئيس ونائبه البوينغ 747 و 757؛ وكلتاهما غير مجهزة لنقل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية؛ لا تتوفر لدينا الا الطائرات العسكرية.
ثم لم أنا بحاجة لشرح هذا الوضع في برقية أوجهها لحكومة بلدي؛ لو أنك كلفت نفسك مشقة سؤال السفارة الأمريكية أو مكتب وزارة الخارجية الأميركية للشؤون العامة لأخبروك بهذا.
هل نتعامل مع الحالات الإنسانية بنظرة ضيقة؟ علينا أن نكون واقعيين: الملايين من الناس في حاجة إلى مساعدة كل أسبوع؛ لا يوجد بلد واحد، لا الولايات المتحدة ولا الجزائر ولا بريطانيا، لديه الموارد اللازمة لتقديم جميع المساعدات اللازمة. أنت تنتقدني وسفارة بلدي لتبريري تكاليف رحلة طفل مريض بتحسين صورة أمريكا وصورة الجيش؟ أنا لا أعتذر عن ذلك. صورة الجيش الامريكي لم تكن جيدة جدا في الجزائر في ذلك الوقت كما تعلم جيدا، والجيش كان يريد مبررا قويا لرحلة كانت ستكلف دافعي الضرائب الأميركيين، الذين لديهم أطفالهم المرضى، مئات الآلاف من الدولارات.
أما عن نشاطاتي الدبلوماسية فربما كنت لا تعتقد بموضوعية أنها نشاطات دبلوماسية. أنت لست دبلوماسيا وأنت لا تدفع للتغيير في هذا الجزء من العالم، في الواقع أنت منزو في بريطانيا تستفيد من القوانين البريطانية التي تحمي حرية التعبير وتضمن المحاكمة العادلة. لماذا لا تعيش في الجزائر حيث المعركة جارية من أجل حرية التعبير والعدالة؟
على ذلك أنت دافعت عن الإجراءات القمعية التي تقوم بها هذه الحكومات، سواء في الجزائر او سوريا -- من مأمنك ببريطانيا مختبئا وراء أسس صلبة من سيادة القانون. أنا سعيد أن أكون على خط الجبهة أدافع عن نضالات السكان المحليين، سواء في الجزائر أو العراق أو سوريا، هؤلاء الذين يريدون أن يستمتعوا بما تستمتع به في بريطانيا.
أخيرا، فإنه من السهل رمي أي شخص بتهمة العمل مع المخابرات. هل تعرف أحدا يعمل مع وكالة المخابرات المركزية عين مرتين سفيرا؟ شخصا واحدا في تاريخ أميركا؟ كثير من الناس في الجزائر حذروني منك ومن ارتباطاتك المحتملة بالمخابرات الجزائرية، لا أعرف إن كان هذا صحيحا أم لا، لكنني ما كنت لأنشر هذا على شبكة الانترنت؛ اعتقد ان لدينا معايير مهنية مختلفة.
أنت لم ترني يوما أفقد أعصابي ولم أفقدها بعد، لكنني أطلب منك أن تزيل اسمي من قائمة البريد الخاصة بك.
شكرا 
روبرت فورد
++
رد من : محمد تامالت
روبرت
أشكرك على اعترافك بأن اهتمامك الرئيسي لم يكن مساعدة الطفل ولكن تحسين صورة حكومتك، رجاء لا توجه اللوم لي لعدم الاتصال بك قبل نشر المقال ولم نفسك لأنك تجاهلت سؤالي السابق بشأن أنشطتك غير الدبلوماسية.
تحسين صورة جيشك كان سيعمل على نحو أكثر فعالية لو أن هذا الجيش أوقف جرائمه الوحشية في العراق وافغانستان وغوانتانامو. كان ذلك سيكون أفضل من اختيار طفل واحد من الملايين الذين ذكرت وتحويله إلى أداة للعلاقات العامة؛ كان يمكن أن يكون أفضل بكثير من الطلب الصفيق بمنح الحصانة للجنود الاميركيين.
أنا لست دبلوماسيا ولكنني أعرف ان الدبلوماسيين يمكن ابعادهم اذا اتصلوا بشكل مستمر بالجماعات الإرهابية كما فعلت، أو حاولوا التأثير على السياسيين المحليين كما فعلت، أو سعوا إلى تجنيد أشخاص لجمع معلومات أمنية كما فعلت.
كان عليك النضال من أجل حقوق الإنسان والحرية في بلدك بدلا من القيام بذلك في بلدان الآخرين. دبلوماسي مثلك يخدم دولة تحتل دولتين ذات سيادة، تعتدي على ثالثة وتجعل من أرض دولة رابعة سجنا كبيرا: مثل هذا الدبلوماسي لا يمكنه تدريس مبادئ حقوق الإنسان والحرية للبلد المضيف.
أنت لست في سورية للدفاع عن تلك المبادئ، أنت هناك لتمثيل مصالح حكومتك، وسوف تتقاضى على ذلك راتبا وتحصل على ترقية. هناك دول كثيرة في العالم تنتهك فيها حقوق الإنسان، لكن حكومتك لا تحرك ساكنا لوقف تلك الانتهاكات لأن حكام هذه الدول ببساطة حلفاء للولايات المتحدة.
بالنسبة لي، فأنت تعرف جيدا أنني ناضلت دائما من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في بلدي. انت تعرف جيدا أيضا أنني كتبت ولا زلت أكتب العشرات من المقالات ضد الفساد وضد الدولة البوليسية وانتهاكات حقوق الإنسان الخ. أنت تعرف أنه تم اعتقالي عدة مرات، وأنه حكم عليه بالسجن في احداها بسبب كتاباتي ضد النظام الجزائري.
وقد رفضت عرضا مفتوحا من الرئيس بوتفليقة للعمل مع فريقه الصحفي، والعديد من العروض المغرية للعمل مع المخابرات الجزائرية.
إذا كنت أعيش في بريطانيا فإن ذلك فقط بسبب الحظر المفروض على واحد من كتابيَّ، ورفض الحكومة الترخيص لمشروع لي لإطلاق مجلة، والمحاولات المستمرة من جانب المخابرات لتجنيدي. وكلا الحكومتين الجزائرية والبريطانية تعرف ذلك جيدا.
الإقامة في بريطانيا بالنسبة لي هي تماما كالإتصال بسفارات أجنبية كما كنت أفعل وأنا في الجزائر. إنها تهدف إلى تخفيف الأضرار الناجمة عن قمع النظام ولكن ليس للعمل ضد مصلحة شعبي.
عندما تم اعتقالي في أوت \ أغسطس 1999 بعد حفل لتوقيع كتابي كان أول شيء فعلته بعد الإفراج عني هو الاتصال بوالدي، أما الشيء الثاني فكان زيارة أصدقاء لي في السفارة الفرنسية. بعد أيام سألني علي تونسي مدير الشرطة عن سبب زيارتي للفرنسيين، وكان جوابي: لأن نظامك يخاف من الفرنسيين أكثر من خوفه من الله عز وجل.
على قيامي بذلك فإنني قادر وبوعي أن أفرق بين استخدام الأرضيات الشرعية لمواصلة كفاحي من أجل إصلاحات حقيقية وبناءة في بلدي، وبين إعادة الاستعمار باسم الحرية وحقوق الإنسان.
روبرت
إنني لست على استعداد لدعم رغبة حكومتك المدمرة لاستنساخ عراق وأفغانستان جديدة في أماكن أخرى . أما بشأن حذف اسمك من قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بي، فقد فعلت ذلك بالفعل بعد طلبك الأول
محمد تامالت
++
وكان تامالت قد وضع تساؤلاته بشكل فيلم فيديو على يوتيوب (هنا)

السيد فورد، ليست هناك حاجة إلى أن أعرفك بنفسي لأنك تعرفني جيدا. قبل عقد ونصف تقريبا عندما كنت سكرتيرا أول، اعتقلت أجهزة الأمن الجزائرية صحفيا يدعى خالد قرجومة في نهاية واحد من اجتماعاته المتكررة معك. كما أنك ساعدت خالد قرجومة الذي كان وربما لا يزال يحتفظ بعلاقات واتصالات قوية بالجماعات الإرهابية الجزائرية، ساعدته للحصول على التأشيرة الأمريكية مرتين : مرة لزيارة الولايات المتحدة في برنامج ترعاه وزارة الخارجية وأخرى للإقامة هناك كلاجئ لعدة سنوات. كذلك فقد اتهمتك شخصيات عراقية بارزة بعقد اتصالات منتظمة مع أعضاء من الميليشيات الشيعية و السنية والجماعات المسلحة (المقاومة منها والإرهابية). وحذرتك أيضا وزارة خارجية الجزائر عندما عدت إليها سفيرا لوقف المحادثات المنتظمة التي كنت تعقدها مع المعارضة والتي كانت تركز على قضايا أخرى غير تلك التي على الدبلوماسيين الخوض فيها.
سؤالي هو: هل أنت دبلوماسي أم عميل لوكالة المخابرات المركزية؟


نفتتح إذن ملف روبرت فورد انطلاقا من هذا السؤال.
الحلقة الثانية هنا

لاتنسوا عند اعادة نشر الموضوع، وضع رابط المصدر (غار عشتار) و(الكاتبة: عشتار العراقية) تفاديا للوقوع تحت طائلة قانون حقوق الملكية الذي سوف يطبق بالتعاون مع شركات السيرفر لمواقعكم.مع الشكر لإلتزامكم بمواثيق الانترنيت.
رابط هذا الموضوع : 
http://ishtar-enana.blogspot.com/2011/09/blog-post_9463.html

هناك 4 تعليقات:

  1. مضت ثلاث ساعات ونصف ونحن ننتظر!
    ترى هل سيطول انتظارنا؟

    ردحذف
  2. دائما مستعجل يا مصطفى. لقد جمعت بعض الاشياء عن السفير والآن اريد أن اشوف شلون اوظفها في ملف.

    ردحذف
  3. 15 ساعة ومستعجل...!
    نحن صحفيون لانحب الانتظار

    ردحذف
  4. أستمتعت بهذه المراسلات, ما بين محمد و روبرت!
    ولكن جملة واحدة وردت فيها لم استسيغها, ويمكن صياغتها بالصيغة التالية:
    أجل يا محمد, (علينا أن نكون واقعيين: الملايين من الناس في حاجة إلى مساعدة كل أسبوع؛ لا يوجد بلد واحد في العالم، إلا الولايات المتحدة من يمكنها جعل الملايين من الناس في حاجة ما... هل أستوعبت الدرس يا محمد؟؟؟)

    (وكم كنت اتمنى ان تأتي الى الحزائر في فترة وجودي فيها... لإسلط عليك الضوء... واجعلك ضمن اهتمامات فرق الموت التي كنت اُديرها!!!)


    عراق

    ردحذف