"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/9‏/2011

سر الأرض في اليمن

موضوع الاستيلاء على الأراضي في الدول الخصبة والفقيرة والمصطلح المتداول لهذه العملية هو land grab ، والذي ترجمت لكم 5 حلقات منه، والذي كما اعتقد لم يلتفت اليه إلا القليل من قرائي، لظنهم أنه لا يخصهم. ماذا يعني ان تستولي دول أخرى على أراضيك الزراعية ؟ إنه في الواقع أهم من الاستيلاء على نفطك او ذهبك، لأن حياتك ترتبط بالأرض فأنت منها وإليها، وجشع الشركات الأجنبية وسعيها للربح السريع ، بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، سوف يؤدي في أقرب وقت الى تصحير أرضك ونضوب مائك، أي مقومات حياتك.
صديق للغار ارسل - مشكورا - الي" معلومات عن مزرعة  في مشروع "سردود" في اليمن، وسردود نموذج مبكر للاستيلاء على الأراضي، حيث بيعت أراض خصبة في هذه المنطقة من مقاطعة الحديدة في اليمن الى شركات متعددة يمنية او عربية او اوربية منها شركة هايل سعيد التي يحدثنا الصديق عن مزرعتها التي عرف مشاكلها عن قرب، فيقول:
من المزارع الصناعية من هذا النوع مزرعة تابعة لمجموعة هايل سعيد في سردود  خارج الحديدة في اليمن وقد انشأها في اول الامر وادارها الفرنسيون لانتاج الموز على نطاق كبير لغرض التصدير. يقول المصدر الذي زودني بهذه المعلومات "لم اعلم الكيفية التي امتلكوا الاراضي بها ولكن حال العمال وثورتهم الصامته كانت تشير الى انهم قد تم استغلالهم وتجريدهم من الارض التي كانوا يعتاشون عليها فكانت تتكرر مشاكل تخريب انظمة الري بالتقطير وتقطيع الانابيب الناقله وكذلك مشكلة تخريب مولدات الكهرباء التي تزود مضخة كل بئر بالطاقه اللازمه"

بعدها بدات مشاكل الاستخدام المفرط للمبيدات والاسمده الكيمياويه التي أدت بالنهايه الى تدني مستوى الانتاج الى حدود تجاوزت الحد الادنى لمقياس الجدوى الاقتصاديه والقشه الاخيره كان تملح مياه ابار الري  و كان الضغط عليه كبيرا لزيادة الانتاج . ويبدو انهم ادركوا عدم جدوى الاستمرار بهذا النوع من الزراعه المعتمده على استخدام مياه بكثره  وأن الأفضل زراعة محاصيل تعتمد على الري بمياه الامطار و استخدام الدورات الزراعيه.

وفي الانترنيت معلومات وفيرة عن سردود ومزارعه التي بيعت للمستثمرين العرب على الأخص، وقد ادى استنزاف الارض والمياه واستخدام المبيدات اضافة الى الفساد الى وصول سردود الى مرحلة لفظ انفاسها الأخيرة. 

وكما ترون أن الوصفة واحدة في كل قضية الاستيلاء على الأراضي في البلاد الخصبة الفقيرة: استنزافها واستحلابها من أجل الربح الوفير السريع، الى حد الموت .. موت الأرض. وهو يشبه استنزاف آبار النفط وعروق الذهب وأي مورد يمكن ان يملأ جيوب الضباع.

سوف نفتح قريبا ملف الاستيلاء على الأراضي الخصبة العراقية . هل سيتركون شيئا لأجيالنا القادمة ؟


هناك تعليق واحد:

  1. جياد التميمي1 سبتمبر 2011 في 11:46 م

    ياريت هذا الاستثمار يفيد أهل البلد ..! ففي أثيوبيا مثلا مستعمرات الاستثمار الأجنبي يجاورها قرى تعصرها المجاعة!

    ردحذف