"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/9‏/2011

النخيب: شيطانها في تفاصيلها -9

الحلقة الثامنة هنا
تحقيق عشتار العراقية
في 9 شباط 2010 كتبت لكم ان الخطة القادمة للعراق : انفصال الأكراد (هنا) وقد توصلت الى ذلك الاستنتاج بناء على قراءة التحركات المحلية والاقليمية والدولية. منذ ذلك الحين حصلت متغيرات جديدة هي (الفوضى العربية) في عدد من البلاد التي تتميز بالزعماء (القوميين) وكلها جمهوريات وراثية، يذكيها ملوك وشيوخ الخليج (انظر هنا) ، مع صعود الاخوان المسلمين ،وقيام تركيا بأدوار مهمة في المنطقة حتى يظن البعض انها ستحيي الدولة العثمانية . ايضا انفصال جنوب السودان واقامة دولة مسيحية،  الاضطرابات في سوريا الواقعة على حدود العراق. مطالبة الفلسطينيين بدولة مستقلة. تساءلت هنا عما اذا كان سيبزغ حلف ايراني تركي؟
الأكراد يجدون ان الوقت الآن مناسب جدا لاعلان الانفصال، بسبب :

1- تلاشي الدولة المركزية في العراق وضعف الحكومة وهي فرصة تاريخية قد لا تتكرر
(ينبغي ابقاؤها على هذا الضعف وبث الشقاق والفرقة بين العرب (سنة وشيعة) لمنع توحدهم وتشجيع اقامة اقاليم شيعية او سنية)
2- ضعف سوريا وانشغالها بالفوضى الحادثة لديها مما لا يمكنها محاربة قيام دولة كردية
3- التفاهم مع تركيا اقتصاديا مما يخلق مصلحة تركية في قيام دولة كردية
4- ايران تتعرض لضغوط ولن تفجر المنطقة في حالة قيام دولة كردية. ويمكن التفاهم معها كما الحال مع تركيا.
5- الموقف الصهيوني الداعم للانفصال
6- الموقف  الاوربي مساند لانفصال الاكراد
7- امريكا سوف تظل تستخدم ورقة الاكراد لمصلحتها، ولكن تقسيم العراق ضمن خطتها.
مشكلة كثير من الباحثين الذين يناقشون مسألة انفصال الأكراد انهم يظنون أن القضية مستحيلة الان، ويدللون على ذلك بأن دولة الكرد لن يكون لها منفذ وستكون محاطة بدول غير صديقة او مناهضة للانفصال. هذه هي النظرية القديمة : لابد للدولة من منفذ على البحر الخ . من قال هذا؟ وماذا عن المطارات؟ ثم هل نسيتم العراق أثناء الحصار؟ وكان عليه حصار بحري وجوي فكان المنفذ والمتنفس الذي يكاد يكون وحيدا هو الاردن، وكانت ايران (التي تحاربنا معها 8 سنوات) منفذا آخر: حيث تأتي بضائعها خارقة الحصار، وحيث يأتي زوارها للعتبات المقدسة مشكلين السياحة الوحيدة الممكنة في زمن الحصار.
إن تركيا التي يقول الجميع أنها لن ترضى بدولة كردية مجاورة لأكرادها، تشكل الآن اكبر المستثمرين في شمال العراق. ولها مصالح أهم متمثلا في خط أنابيب نابوكو .بل إن تأسيس دولة كردية في شمال العراق سوف يفيدها فائدة أكبر، لأن هذه الدولة الناشئة سوف ترغب بالحفاظ على مكاسبها وعلى تجارتها وعلى استثمارات تركيا معها وعلى تدفق دجلة والفرات وعلى تدفق النفط عبر تركيا، فسوف تحارب مع تركيا ضد اكرادها أو سوف تحاول التأثير عليهم لانهاء تمردهم ضد انقرة. 
++
موقف ايران
كل النظريات تقول أن ايران تسعى الى اقامة اقاليم شيعية لتكون تحت سيطرتها. هل هذا هو واقع الحال؟ دعونا نفكر: لو كان لك جار تطمع في الاستيلاء على منزله الكبير والسيطرة عليه، والمنزل هذا فيه عدة اخوة ذوي مشارب مختلفة ولكن احدهم موال لك وهو يتزعم اخوته في حكم البيت، هل من مصلحتك أن تشجع هذا الأخ على أن ينفصل وينعزل في غرفة من غرف البيت لتتمكن من زيارته فيها وربما الاستيلاء على الغرفة فيما بعد؟ أم تسعى لأن تدعم حكم الاخ الموالي لك، في البيت كله ولكن تحت توجيهاتك واشرافك؟ ايهما افضل بالنسبة لايران كجار أبدي؟ اقليم شيعي تسيطر عليه أم عراق كامل ولكن ضعيف تتحكم فيه؟
أما بالنسبة لأمريكا؟ هل تريد عراقا مجزءا أم عراقا  كاملا؟ 
كل خطط أمريكا في كل بلاد العالم هو التفكيك ليسهل السيطرة على البلاد المحتلة لأن امريكا ليست جارة وانما حتى تسيطر على بلد كامل عليها ان تنقل قواتها على الارض. ولكن اقاليم صغيرة تقام على مناطق مصادر الطاقة ، بحرس ضعيف وحاكم عميل وحامية امريكية هو الأسهل والأفضل على المدى البعيد. ثم أن تقسيم العراق مصلحة اسرائيلية بالدرجة الأولى .
++ 
أذكركم اخيرا أنه من أجل تقسيم البلاد لابد من تطهير عرقي. أو افتعال (مشاهد) تطهير عرقي بواسطة فرق الموت التي تقوم بعمليات (بيارق مزيفة) اي تقتل السنة باسم الشيعة وتقتل الشيعة باسم السنة وتقتل المسيحيين باسم الاسلام وتقتل التركمانيين باسم العرب وهلم جرا ، حسب الحاجة في هذه المنطقة او تلك. وحتى نفهم من وراء كل جريمة لننظر ما يعقبها من تحركات.
وعلى ضوء هذه القراءة ، اذا افترضنا ان الايرانيين لايريدون تقسيم البلاد كما هو شائع ولا يريدون حربا طائفية تزعزع الحكومة لأن ذلك سيكون شيئا غبيا جدا في وقت يحكم فيه عملاؤهم البلاد كلها. يكون صاحب المصلحة في اضعاف المركز والدفع الى حرب طائفية وتطهير عرقي خاصة في المناطق (المتنازع عليها) هم الاكراد يدعمهم الصهاينة والأمريكان.
حتى نتأكد من  صحة الفرضية دعونا نرى ماذا أعقب جريمة النخيب. حدث التالي:  
1- حاول المالكي وحكومته وحزبه والأحزاب المتحالفة معه  لملمة القضية وتهميشها  
2- ارتفعت اصوات المطالبين (حتى من بين التحالف الوطني) بتطبيق المادة 140 المعطلة والخاصة بشكل رئيسي بكركوك، ولكنها تشمل المناطق المتنازع عليها بشكل عام (وهذه المطالبة تبدو على نقيض ماجاء في رقم 1)
3- ارتفعت اصوات (غير متوقعة) مطالبة باستقلال الكرد مثل تصريحات حسن العلوي . اصبح (الانفصال) مادة للنقاش والجدل على الفضائيات وعلى كل لسان.
4- برزاني يبعث جيشه البيشمركة الى (مناطق متنازع عليها) في ديالى وجلولاء ويزور بنفسه خانقين ويتحدث عن تقرير المصير.
5- يذهب طالباني الى نيويورك وفي الامم المتحدة يطالب الأمريكان بالبقاء في العراق. وسابقا عرض عليهم البقاء في كردستانه.
ماذا يعني كل هذا؟
يعني أن الجريمة بدلا من أن تحدث في كركوك وهي المعنية ، نراها تحدث في منطقة تتنازع عليها كربلاء (الشيعية) والأنبار(السنية) معذرة لاستخدام الفاظ طائفية ولكني اعكس هنا وجهة نظرهم. فيقوم مجلس محافظة كربلاء (بدلا من الكرد) بالمطالبة بتطبيق المادة 140.
حتى نفهم ايضا، يحدث كل هذا على خلفية الحديث عن (انسحاب) امريكي وابقاء عدد منهم بين معارضة البعض وموافقة البعض من العملاء. ويحدث أيضا على خلفية مشاورات ومفاوضات بين الاخوة الاعداء والجدل حول تطبيق اتفاقية اربيل، وكان من بنودها تطبيق المادة 140. 
يعني أن لدينا جهة ما تريد ان تؤكد وجهة نظرها فقامت بهذه الجريمة. ولكن ماذا اذا لم تكن جريمة وكانت تمثيلية؟ اشترك فيها جميع الاطراف من اجل الدفع الى تطبيق المادة 140 كشرط اساسي كردي ، تذكروا  ليس كل مانراه حقيقيا، وليس كل التصريحات صادقة.
اني افكر بصوت عال. فكروا معي. وانتظروني .. سوف نفحص كل الاحتمالات. الحلقة العاشرة هنا

هناك 10 تعليقات:

  1. طبخة الدولة الكردية وفق الحقائق المكشوفة و التي تم كشفها دون خوف أو وجل تم إعدادها من زمان و على ما يبدو قد نضجت الان .. كل العوامل لتقوية و دعم الانفصال متوفرة و لا أدري من أين نبدأ .. بنية تحتية و إستثمارات مهولة تمت و تتم في العراق الاخر من قبل ليس الاكراد فحسب بل حتى من الدول الخليجية .. ما أدري سيكتفي الاكراد ومن يساندهم بذلك أم سيكون الوصي على العراق المتبقي من القسمة ..
    بنت البلد

    ردحذف
  2. "تذكروا ليس كل ما نراه حقيقياً، وليس كل التصريحات صادقة"

    هذا صحيح تماماً، وكما قال متنبينا العظيم:

    خذ ما تَراه ودَع شَيئاً سمِعتَ بهِ
    في طَلعة البدرِ ما يُغنِيكَ عن زُحَلِ

    ردحذف
  3. الاخت الفاضلة عشتار العراقية
    أحييك وأحيي فكرك النير وتحليلاتك العميقة، وأتفق، بل وأتطابق، مع الكثير مما قلت في هذا التحليل وسواه.
    ولي في هذا الصدد ملاحظتان، تتعلق الأولى بموقف تركيا من قيام دويلة كردية، والثانية بموقف ايران من قصة الأقاليم.
    بحكم معرفتي بالواقع التركي، الذي اتعامل معه منذ سنين طويلة، أقول بثقة: ان تركيا لن تقبل بقيام دويلة كردية على الإطلاق.
    لو تلاحظين، ان كل السياسات التركية متعلقة بهذا الموضوع، فالدولة التركية، ولا أقول الحكومات، ليس لها من شغل حقيقي يشغلها، سوى الموضوع الكردي.
    لاحظي ان الاتراك ليسوا أهل الارض في الاناضول، فهم قادمون من وسط اسيا، ولذلك فهم يستميتون في التمسك بهذه الأرض التي حصلوا عليها، وهي جنة بكل معاني الكلمة، ولا أصقصد الجانب الجمالي طبعاً، فالخيرات وفيرة، والموقع استراتيجي، والمياه، مدار الأزمات أو الحروب المقبلة، غزيرة.
    الاستراتيجية التركية، ودعك من قصة تنظيرات أحمد داوود أوغلو لأنها ليست استراتيجية بمعنى الكلمة الحقيقي، هي أشبه بخطط متوسطة الأمد أو طويلة نسبيا، الاستراتيجية التركية الحقيقية تتمثل في عدم منح الأكراد اي سلطة حقيقية في المنطقة، ولاشيء غير ذلك، لأن القضية الكردية هي المحور في كل السياسات.
    لاحظي ايضا ان الاتراك، كدولة، يطلقون على حكومة بارزاني، تسمية (الإدارة المحلية في شمال العراق).
    أما قصة التجارة والمصالح التي تبدو الآن في أفضل حالاتها، ففهذه مظاهر تعكس رغبة تركية بالاستفادة التجارية، وهي من منظور اخر يمكن أن تكون أداة خنق أيضاً، كما الحال مع دجلة والفرات.
    النفط العراقي مهم الان لتركيا، لكن حتى لو توقف التصدير عبرها، فإن ذلك لن يضرها كثيراً، أقول ذلك لأن البدائل متوفرة، فالنفط والغاز السيبيري والأوكراني والإيراني متوفر، والكل يريد أن يبيع.
    والخلاصة، في تقديري المتواضع، تركيا قامت وتقوم بالانفتاح الاقتصادي على شمال العراق، لخنقه إذا رغبت بذلك.
    أما إيران، فرغم ان تساؤلك مفهوم والإجابة البديهة عنه، هي ان من الافضل لإيران بقاء الشقيق الذي يحكم اخوته، خصوصا ان الشقيق عميل لها.
    لكن الأمر في تقديري مختلف قليلا، فمن مصلحة ايران قيام اقليم شيعي في جنوب العراق على أن تبقى الحكومة المركزية، مهما ضعفت، بيد عملائها.
    إذ ليس من المرجح في ظل الدستور الحالي، وحملات التحشيد الطائفي التي مورست خلال السنوات الأخيرة، وقصة المظلومية التاريخية وعقدها المزمنة، ليس مرجحا ان تخرج الحكومة المركزية من يد الشيعة، وأقصد عملاء ايران من الأحزاب المسماة شيعية.
    كما أرجو ان تلاحظي ان ايران ستشجع انفصال أكراد شمال العراق او على الاقل إيجاد ترتيب ما لهم، لأن ذلك سيعزز سيطرة عملائها على العراق العربي، إذ والحالة هذه ستكون الغلبة العددية لشيعة العراق، بعد أن ظلم سنة العراق بتقسيمهم مرتين، مرة طائفياً (سنة وشيعة) ومرة عرقيا (عربا وأكراداً) وبذلك يكون الخاسر الأكبر سنة العراق العرب.
    وعذرا لاستخدام مصطلحات طائفية.
    أرجو ن أكون قد ساهمت بإثراء الفكرة، أو على الأقل اضافة رأي اخر، للمناقشة.
    تقبلي احترامي

    ردحذف
  4. أخي مصطفى

    شكرا لمداخلتك. ولكن من هو احمد داوود اوغلو؟

    ردحذف
  5. بسؤال العم كوكل ، اتضح لي ان اوغلو هو وزير الخارجية التركي. معذرة للجهل.

    ردحذف
  6. لا هذا ولا ذاك دولة كردية لن تقوم.
    والأكراد لن ينفصلو عن العراق ولايمكن تجزئتهم عن السنة.

    ردحذف
  7. الطبخه بالجدر و على النار ومن زمان بس باقي الانتظار لحين ان تستوي
    والى ذلك اليوم الف عمامه تنقلب
    هاي اذا استوت وما احتركت الطبخه بعد تطبيق الماده 140 من الدستور العراقي الموقر.لان المهم او على الاقل بقاء سدة الحكم بيد حزب الدعوه في الانتخابات القادمه......

    مجرد رؤيا .

    ردحذف
  8. ابو ذر العربي27 سبتمبر 2011 في 6:01 م

    اعتقد ان حسابات كثير من القوى في المنطقة العربية والعالم قد انقلبت راسا على عقب في كثير من المواقف وخاصة القوى الانتهازية الذيلية ومنها القوى الكردية العميلة
    ولقد اخطاوا الحساب في مرات سابقة كثيرة والان قد يجدون انقسهم في موقف لا يحسد عليه خاصة اذا فتحت عليهم ابواب كانت مغلقة سابقا ولانهم قوى مريبطة بمصالح دول كبرى مثل امريكا وبريطانيا واسرائيل
    فهذه الدول لها مصالحها الخاصة ولديها استعداد بالتضحية بعملائها اذا تضررت مصالحها الاستراتيجية
    واعتقد ان الاكراد في موقف خطير للغاية
    لان المشروع الامريكي لم يحقق اهدافة في غزو العراق بشكل كامل واي خطا في الحسابات مجددا سيكلفهم انهيارا كاملا وهزيمة مدوية
    اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم
    وشكرا

    ردحذف
  9. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  10. شخصياً لا أعتقد أن ما يجري في منطقتنا يجري التخطيط له في واشنطن أو لندن، بل أكاد أكون جازماً في اعتقادي أن صناعة القرار في واشنطن ولندن وغيرها من العواصم هي بيد مجموعة صغيرة تسيطر على شؤون السياسة وتضع الخطط. وقد نسمي هذه المجموعة بالصهيونية أو مجموعة بيلدربيرغ أو غيرها من التسميات، لكنها كلها في المحصلة واحدة.
    وهذه المجموعة السرية المشبوهة (مجموعة بيلدربيرغ) تعقد اجتماعاتها سنوياً في عواصم ومدن مختلفة في العالم ويحضر هذه الاجتماعات مسؤولون وسياسيون كبار ورجال أعمال ومصرفيون وقادة عسكريون، أي أن التشكيلة الغريبة لا يمكن أن يجمعها شيء سوى هدف سياسي واحد، وهو تقرير مصير العالم وما يجري فيه.

    المشروع الصهيوني في العراق سوف يفشل وسيفشل في كل الوطن العربي والعالم إذا وقفت الشعوب في وجهه. وأمريكا وبريطانيا بدأتا تحصدان نتائج زرعهما في بلديهما فقد بدأ الشعب، وإن بكميات قليلة، بالتذمر والتحرك والتظاهر. وأنا أعتقد أن زمن أفول الأمبراطورية الأمريكية قد بدأ مثلما حصل لكل امبراطورية في التأريخ البشري.

    ردحذف