"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

22‏/9‏/2011

النخيب: شيطانها في تفاصيلها - 8

الحلقة السادسة هنا
الحلقة السابعة الخاصة بالصور هنا
تحقيق عشتار العراقية
كتب الكثيرون عن واقعة النخيب، وكانت أصابع الاتهامات تتجه في معظمها الى ايران والمليشيات المرتبطة بها لإلحاق النخيب بكربلاء لأغراض طائفية. وسوف أفسح فضاء الحلقة الثامنة من ملف النخيب لمقاطع من مقالة الدكتور عمر الكبيسي فهي شاملة بحق وتلخص تقريبا كل الآراء التي قيلت في قضية النخيب، وتزيد عليها في رؤية تكاد تكون شاملة.  نقرأها أولا ثم نقول رأينا.
بقلم : د. عمر الكبيسي
اميركا وحلفاءها صاحبة مشروع احتلال للعراق وصياغة الدستور المحشو بالغام ومعاول التشظية والدولة الفاسدة بتعمد وتبدو كأنها ليست معنية بمصطلح المناطق المتنازع عليها وهو مصطلح لم يكن  له ذكر في كيان الدولة العراقية  الحديثة التي تأسست أعقاب الحرب العالمية الاولى وما أسفرت عنه معاهدات تقاسم النفوذ .

وتحت لافتة كردية عرقية تبنت الاحزاب الكردية الحاكمة هذا المصطلح وجعلوا منه حقوقا مشروعة ليتمدد اقليمهم الى مناطق استراتيجية منها كركوك وديالى نفوذا الى واسط وحتى الكميت في العماره فيما يحسب الطائفيون السنة والشيعة في الوسط والجنوب وعلى شاكلة اسطوانة الساسة الانفصاليين الكورد ان مناطقا اخرى  في ظل الفدرالية والاقلمة يجب ان تحسم عائديتها وفقا لدوافع طائفية واقليمية قبل تشكيل هذه الأقاليم (لا سامح الله) . ولكي لا تنفرد كركوك وحدها بكونها تشكل فتيل الحريق والنزاع العرقي فان فتائل اخرى كالنخيب ومندلي وكفري وبدره والسيبه والزبير وسنجار وزمار وسهل نينوى يجب تهيئتها لاشعال الصراع وتاجيج الفتنة متى ما اريد لها ان تتفجر في مناطق عديدة.
الكلام عن استحداث محافظات وتابعية اقضية ونواحي قبل احتلال العراق كان أمرا إداريا بحتا  تمرر قراراته دون ضجة او فتنة ولكن الحديث بعد الاحتلال وعلى حيثية مفردات الأقاليم والمادة 140 في الدستور الملغوم  اصبحت تعني التقسيم الطائفي والعرقي والنزاع على تابعية هذه المنطقة او تلك و وفقا للدستور المفتت اصبح الجميع يحاول التبرير بمفهوم المناطق المتنازع عليها وهو مصطلح خبيث بحد ذاته يفترض بل يقر فرضية النزاع في شعب موحد  وكأنه اقوام متنازعة وليس شعب واحد عاش لعشرات من القرون موحدا بسلام . من هذا المنطلق ومن خلال اجندة الاحتلال فقط اصبح الحديث عن الارتباط الاداري لأي منطقة جغرافية يحمل صيغة النزاع الطائفي والعرقي وهذا الامر هو الذي يجعل من قضية النخيب قضية خطيرة لا تقل خطورة عن قضية كركوك .
 تحسب حادثة النخيب وتابعيتها خطيرة للأسباب التالية:
أولا: منذ عام 2008 وما تبعها تبنت كتلة نيابية في مجلس النواب وشخوص سياسية قضية ربط ناحية النخيب بمحافظة كربلاء وحينها تبنى اكثر من خمسين نائب  من قائمة الإئتلاف توقيع مذكرة تطالب بذلك وبدوافع سياسية وطائفية صرفة كما تبنى احمد الجلبي نفس المطلب وكأنه مطلب حيوي كبير في حين ان النخيب سكانيا لا تشكل ثقلا كثيفا إذ ان مجمع سكانها لا تتجاوز خمسة الالاف نسمة يكاد يشكل آل هذال وشمر عنزه معظم سكانها وهم من عشيرة واحده يسودها العرف العشائري المتماسك وتتميز العشيرة بحكمة شيوخها وحنكة رجالها و صمودهم دون ان يكون للعنف والإرهاب اي تواجد في ناحيتهم طيلة فترة بعد الاحتلال . العامل الذي تحكم بتواجد هذه العشيرة هو القرب الجغرافي لأصول العشيرة الممتدة عبر الحدود الى السعودية والجزيرة العربية وإذا كانت قضية الارتباط الإداري قضية إجماع سكاني فمن المؤكد ان لآل الهذال وعشيرتهم القول الفصل بتقرير حالة الارتباط حالهم لا يختلف عن حال عشائر الكرد بتقرير المصير .
ثانيا : للنخيب ربط وعمق جغرافي كونها تشكل امتداد الجزيرة الغربية العراقية بجزيرة العرب وشرق الأردن ولهذا بمجرد ان تطالب احزاب سياسية طائفية بالنخيب فهذا يعني ان الإصرار على عائدية النخيب لمحافظة كربلاء المقدسة في هذا الظرف بالذات وبالاهمية التي تؤكد عليها كتل ورموز سياسية طائفية يعطي هذه المطالبة طابعا طائفيا صرفا في إطار الأقليم الطائفي المنشود في الوسط والجنوب والذي يعتقد دعاته إن من خلال النخيب  سيتم تامين خط مواصلات استراتيجي بديل عن طريق دمشق وعمان الانبار بغداد يحسب انه خط ناشط سياحيا ودعويا وتجاريا وتهريبيا وسياسيا .
ثالثا :ينشر الإعلام  ويروج حاليا ان للنخيب كما تشير التنقيبات  احتياطي نفطي كبير وخزين غاز ومعادن كما روج من قبل عن منطقة القائم ومناطق الأنبار الأخرى من أجل ان تنشط  وتنفتح بسببه اذهان ومبررات مروجي الاقليم والتقسيم والمنتفعين به  !.
رابعا : واقعة النخيب دون الخوض بتفاصيلها وردود فعل السلطات المركزية والمحلية حولها مؤشر واضح على الاستخفاف بالشعب وهدر دماء المواطنين لقاء تنفيذ عمليات ارهابية تنفذها جهات متعددة يراد من خلالها تحريك وتغذية مشاريع احتلالية تستفيد من تحقيقها دولة الاحتلال ودول نفوذ اقليمية تهدف لصرف النظر عن احداث خطيرة في العراق ومحيطه الإقليمي .
الاطراف اللاعبة والمستفيدة من حادثة النخيب عديدة  تطمح لتوضيفها اهمها انها ستسهم  باعطاء مبررات واقعية لدعاة الاقلمة والتقسيم بمشروعية خطابهم التقسيمي وقد كانت محاولة استعراض الموقوفين واهانتهم وضربهم بمسيرة في شوارع كربلاء المقدسة بعد جلبهم من الرطبة  كما خططت لها بعض اجهزة الامن المحلية ظاهرة خطيرة تنبع عن بعد طائفي وتؤشر لإفرازات مشاريع الأقلمة لو انها نفذت حين يتم التعامل مع مواطنين عراقيين متهمين لم تثبت إدانتهم وكأنهم اسرى واعداء من ملة وجنسية اخرى كان اولى ان يعامل بها من جاء محتلا وغازيا لهذه المدينة المقدسة .  كما ستجيير الحادثة لصالح اطراف سياسية وحكومية سقطت اجنداتها وظهر زيفها وفسادها امام ناخبيها ومناطق تمثيلها ولهذا لا بد من استغلال الإعلام وكأنها تمتلك نفوذ وسلطة ومشاركة فعلية ولا شك ان جميع هذه الرموز السياسية الساقطة بدت وكأنها ممتنة وشاكرة لموقف السيد المالكي وحزبه الذي مهد لتمثيل هذا الدور المسرحي حين أمر بإطلاق الموقوفين لتحسين صورة أداءهم امام المجتمع الأنباري فيما يجير الموقف برمته لصالح المالكي الذي تحاك جميع هذه الاحداث في مطبخ مكتبه وبتنسيق كامل مع طهران وحرسها وفيلقها وادوات الارهاب الفاعلة في الساحة العراقية التي تمولها إيران ناهيك عن رجالات السلطات المحلية ودورهم في صنع سيناريو الحادثة وافتعالاتها ومن المؤكد ان مسرحية حادثة النخيب ستنتهي دون ان يكون لضحاياها وعوائلهم من اعتبار أو أهمية حالهم حال مئات الالاف من الضحايا والشهداء والقتلى الذين نفقوا بعد الغزو دون اهتمام او رعاية في حين ستنشط اصوات وتصريحات المنادين بالاقاليم ثانية كما سيستمر مخطط التدخل بالشأن الداخلي السوري بشكل فاعل وستسفيد مجالس الصحوات والاسناد باعادة ادوراها المناطقية التصفوية وسيستفيد المالكي وشركاءه في الحكومة من خلال التغطية على ابعاد الأزمة الحكومية المتفاقمة ومستجدات موقف السلطة الكردية وصراع اطراف السلطة الحاكمة وتقاسم امتيازاتها وتدهور الثقة باداء حكومة ناقصة يهيمن المالكي فيها وفي ظل حجج واهية على القوات المسلحة وقياداتها الموالية له ولحزبه وعلى وزارات الدفاع والداخلية والأمن فيها  . فيما يتم بعد الحادثة اصرار وتأكيد كتلة التحالف واصوات الساسة الطائفيين حول ضرورة واهمية الحاق النخيب بمحافظة كربلاء وكأنه العلاج الاساسي لتفادي ما يحدث في هذه المنطقة من عمليات متقصدة وهادفة ولا أدري كيف سيكون هذا الإجراء حلا لمشكلة كهذه إن لم اشعالا لفتيل الفتن والنزاعات ؟.

بقية المقالة هنا لمن يريد أن يطلع عليها.
  الحلقة التاسعة هنا

هناك 5 تعليقات:

  1. اكتبي عن غزوة البرزاني على خانقين
    تشبه غزوة ابو كربلاء على الرطبة
    غزوات داخلية بين الولايات العراقية المتحدة

    ردحذف
  2. بأسم اهالي الرطبه نقول للطائفيين اننا نرفض الحاقها بحاقظة كربلاء فنحن سنه ولسنا شيعه مع احترامنا لاخواننا الشيعه ولكن هذا غير منطقي الحاق مناظقنا بالقوه نحن بلد واحد متعايشين منذ الازل ولا يوجد داعي للنعرات الطائفيه والقفز علي حقوق الأخرين

    ردحذف
  3. أخي غير معرف

    مجرد وصفك لنفسك ولأهل منطقتك بالسنة هذه طائفية، وهذا اصطفاف طائفي. ولو كنت تعرف نفسك بأنك عراقي، كما كنا نفعل سابقا قبل الاحتلال لما كان مهما ان تلحق هذه المدينة او تلك القرية او القضاء بمحافظة عراقية من اجل تمشية امورها الإدارية. وربما كانت مناطق كثيرة الحقت بهذه المحافظة او تلك ولم ننتبه لها. ولكن لعن الله الاحتلال وماجاء به من (فرق تسد).

    ردحذف
  4. عزيزتي عشتار
    السيد الفاضل من أهالي الرطبة .. يتحدث كما تعرفين عن الان و ليس كما كان .. لم أجد في كلامه سوى واقع حال عبلا عنه بإحترام .. حقيقة الموضوع قد تم إثباته بالادلة من جانبك و ما ذكره الدكتور الكبيسي خطة وراءها ما وراءها لفصل و خنق و عزل المناطق العراق السنية .. !! اليوم هواية ناس أخذت موقف من الموضوع أقصد الحديث بالطائفية أسماء محمد على و كاتبة أخرى و حتى عبد الزهرة .. يمكن كله بسبب رأيي الناطق بإسم أهالي الرطبة ..!!
    تحيات بنت البلد

    ردحذف
  5. مع أن الحديث عن الاصطفاف الطائفي من الأمور التي لا أحب الخوض فيها لأني أعتبر الطائفية شراً بغيضاً، إلا أننا لا يجب أن ننسى أن السنة في العراق دخلوا في نفس اللعبة القذرة يوم وقفوا مع الاحتلال البغيض لبلاهم. وبدون ذكر الأسماء، لا بد أن الجميع يتذكر تلك الوجوه التي كانت تطالعنا عبر الفضائيات وهي تندب العراق وقيادته وتنتقد الاحتلال ومجلس الحكم وتمجد المقاومة، ثم بقدرة قادر تحولت نفس الوجوه إلى وجوه أعضاء في مجلس النواب المزور ووزراء في حكومة نصبها الاحتلال هم أعضائها سرقة الشعب والكذب عليه ودعم الاحتلال. وبدل مقاومة الاحتلال، تحولت أطراف من المقاومة إلى ما يسمى بالصحوة همها مقاتلة من تسميهم بالقاعدة...

    المثل العربي يقول: "على أهلها جنت براقش"، وبراقش هنا هم أولئك الذين باعوا القيم بالمال متناسين أن الشرف ليس سلعة، وأن من يفقده لن يستعيده أبداً، فهو مثل عود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة. والعهر نوع واحد سواء في السياسة أو في الأمور الأخرى، فمن يبيع شرفه عاهر كائناً من يكون!

    ردحذف