"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

4‏/8‏/2011

لماذا علينا أن نحارب في حروب المعلومات؟

بقلم توماس كناب
 ترجمة عشتار العراقية

في العام الماضي دعوت لاطلاق الرصاصة  الاولى في حرب الفضاء الافتراضي العالمية الاولى. ولكني كنت مخطئا في التوقيت. في الواقع اخطأت بمقدار 27 سنة. اول طلقة حقيقية في هذه الحرب والتي استقبلها العالم بالترحاب، وإن كانت تأثيراتها غير مفهومة في حينها - اطلقت عام 1984 من قبل ستيوارت براند "المعلومات تريد الحرية"

وتجلب التطورات التي حدثت منذ ذلك الحين الى الذهن كلمات خطيب مفوه آخر، كلمات سوف اختطفها هنا واطوعها لاغراضي الخاصة: المعلومات لا تستطيع الصبر، وهي نصف عبدة نصف حرة. اما ان تصبح كاملة العبودية او كاملة الحرية. ان الحرب من اجل مستقبل البشرية هي اساسا حرب للهيمنة على استخدام وتبادل المعلومات. جبهاتها الرئيسية الثلاث بدون ترتيب: حالة "الملكية الفردية" ، ""حرية الاتصالات" و"وجود شفافية مؤسسات الحكم او عدمها". أطرافها المتقاتلة : طرف  الدولة وأنصارها، وعلى الطرف الاخر: بقيتنا.

الحرب تشن فعلا منذ قرون ، احيانا "ساخنة" واحيانا "باردة"

الشكل الساخن هو الدول الشمولية القامعة بقسوة للاتصالات خارج المؤسسة وفرض القيود الثقيلة على الادب والترفيه والتقنيات.

على الطرف البارد نجد الدول غير الشمولية ولكنها تتحول الى الاستبداد وهي كل  الامم الغربية  حيث الاتصالات تترك حرة طالما لا تشكل اي تهديد على احتكار الحكومة للقوة، وحيث يترك التحكم بالادب والترفيه والتقنيات لمسألة التسابق على المناصب في الشركات المالكة لرأس المال والتي تستطيع القيام بالانتاج الضخم.

إذن لماذا تحولت الحرب مؤخرا في العالم الحر الى "ساخنة"؟ الجواب .. كلمة واحدة : التكنولوجيا

لقد خفض الكومبيوتر الشخصي الى حد كبير التكاليف المرتبطة بانتاج واستغلال المعلومات. وخفض الانترنيت الى حد كبير تكاليف الاتصالات ونشر تلك المعلومات. واتحاد هذين الأمرين ينتج حاليا نهضة في تصنيع  الالة والاساليب مما يعد بتخفيض الى حد كبير في تكاليف انتاج وتوزيع البضائع المادية.

 لقد تطور جانبنا - جانب البشرية - من رمي الحجارة الى ليس صناعة القوس والنشاب فقط وانما الى صناعة البندقية الالية وقنبلة الحقيبة في خلال 30 سنة أو نحوها. وقد لاحظ المتجمعون في الطرف الاخر ذلك وهم يحاولون بذل كل الجهد في هجوم شامل لسحق الحرية بشكل نهائي طالما يستطيعون ذلك .

مرة بحجب المعلومات بحجة الملكية الفكرية ، مرة باحتكار اسماء النطاق،  مرة باعتقال الهاكرز الذين يكشفون اسرار الحكومات بحجة الامن القومي. نعم انها حرب واذا لم تصدقوني اسألوا البنتاغون عن "خطته لـ"أمن الفضاء الافتراضي الشاملة" ، او اسألوا جوليان اسانج الذي مازال تحت الاقامة الجبرية بعد اشهر من الاتهامات لاسكات وكيليكس عن كشف ما لا تريد حكوماتكم ان تعرفوه.
  
لماذا نحارب؟ لان حرب الهيمنة على المعلومات هي حرب الهيمنة على عقلك. حرب نهائية لاستعباد الجنس البشري بشكل كامل او تحريره تماما. انها حرب لتقرير وجود اما الدولة او نحن الشعب. والحرب حتمية وقد حان الوقت لتقرر في أي خندق ستقف.

*توماس كناب كبير محللي الاخبار في (مركز مجتمع بلا دولة).



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق