"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

4‏/8‏/2011

بترايوس وكلنتون يهزان السيوف

  بقلم مايكل برينر
ترجمة عشتار العراقية

الجنرال ديفد بترايوس المديرالجديد للسي آي أي هو الآن اكثر الشخصيات تأثيرا في القضايا التي تتصدر الأجندة الخارجية الامريكية. له مكانة فريدة في واشنطن ووسط  الشعب بشكل عام، كما ان لديه حلفاء مقربين في البنتاغون والبيت الابيض ويلقى ترحيبا حارا من الرئيس اوباما.
اكثر من هذا، لديه طموح لايلين وارادة صلبة رغم ملامحه الصبيانية. اهدافه القصوى ان يضمن الا تنتهي قضية افغانستان والمواجهة مع الباكستان وقضية الوجود الامريكي في العراق بعيدا عن شخصه باعتبار شهرته كبطل مكافحة الارهاب الذي استنقذ نجاحا من هذه الاوضاع الملتبسة. وطالما ان تلك الشهرة تستند الى الصورة اكثر من الانجاز الحقيقي، فإن طريقة إداء لعبة التقييم الاستخباراتي مهمة جدا.
ولن يتردد بترايوس من استخدام سلطته وتأثيره لدعم سياسات تفيد في تجنب نتائج غير مرغوبة في اي من هذه الاماكن. وهذا يعني القيام بحملة واسعة للحفاظ على اقصى وجود امريكي في العراق يمكن ان تتحمله القيادة في بغداد. ويعني الضغط في افغانستان في محاولة لاضعاف طالبان واجبارهم على قبول شروط واشنطن. ويعني الصراع الضاري مع القيادة الباكستانية لاطلاق يد القوات الامريكية في شمال غرب باكستان ولإلزامهم بالقيام بحملة عسكرية ضد كل العناصر المعادية للولايات المتحدة.

من اجل تبرير هذه السياسات سوف يتخذ بترايوس خطوات ليضمن ان تضم تقارير الاستخبارات صورة قاتمة للخطرالارهابي المستمر من المنطقة. كما سوف تؤكد التقارير على الدور الحيوي لفرض الاستقرار الذي يقوم به الوجود العسكري الامريكية النشط في القوس الممتد من الخليج الفارسي(العربي) الى آسيا الوسطى.

محاضرات هيلاري في آسيا

في نفس الوقت، استمرت وزيرة الخارجية هلاري كلنتون في جولة القاء المحاضرات في آسيا بخطاب القته يوم الاثنين في هونج كونج دعا الى إتباع مباديء التجارة العادلة في اسواق العالم. من الواضح ان الصين كانت الدولة التي في ذهنها وهي تنتقد الحكومات التي تضغط في اتجاه صفقات تجارة ثنائية من شأنها التمييز الواضح ضد اطراف ثالثة. كما انتقدت ضعف فرض حقوق الملكية الفكرية ، وهي قضية تشغل بال الولايات المتحدة كثيرا.

تشعر واشنطن بالقلق المتصاعد من ستراتيجية بكين في عقد اتفاقات تجارة مع دول جنوب شرق آسيا والتي تصب في صالح الصينيين. وتأكيد الولايات المتحدة الجديد على فكرة تعدد الاطراف هو تغيير في ستراتيجيتها المعتادة في الدخول في اتفاقات ثنائية خاصة بها مع الحكومات الاقليمية ، مثل المعاهدة المتوقعة مع كوريا الجنوبية . وسبب هذا التغير هو تزايد ضعف المركز الاقتصادي الامريكي بالنسبة للصين.

ومن المحتمل الا يرحب القادة الصينيون بهذه الحملة الدبلوماسية .  وبكين لا تستجيب في هذا الوقت بالذات لدعوة الاتفاقات المتعددة لسببين: اولا - باعتبار الصين الدائن الاكبر للولايات المتحدة وهي تحتفظ بحوالي 1.4 ترليون دولار بشكل سندات مالية، فهي تعي ان الازمة الحالية حول رفع سقف الدين وما تضمنه من تأثير على  أرصدة الصين  والاستقرار المالي العالمي. ومايرونه ضعفا ولا مسؤولية من جانب واشنطن لا يمكن الا ان يفسر على انه مؤشر آخر على الانهيار في القوة والتأثير الامريكي في شؤون العالم الاقتصادية. وعلى هذا فإنهم ليسوا في مزاج يتقبلون به نصائح وتعليمات من مسؤولين امريكان كبار.
ثانيا - تأتي انتقادات كلنتون في اعقاب اعلانها العام في نيو دلهي قبل عدة ايام عن الحاجة لتحالف تقوده الولايات المتحدة والهند يتكون من الدول الاسيوية التي تشاركهما نفس الرؤى لمواجهة القوة الصينية المتصاعدة. وهذه المبادرة لايمكن ان تضع القادة الصينيين في ذهنية الاستجابة لأراء امريكية في قضايا التجارة او غيرها.

وبشكل غريزي يستخدم القادة الأمريكان نبرة تعليمات وتوجيهات حين يتحدثون الى او عن الحكومات الاخرى. وهذا تراث من فترة الهيمنة الامركيية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.  الزمن يتغير بسرعة ولكن ليس طريقة الخطاب الامريكي. ويتزايد عدد الدول التي تقول (لا) مثل تركيا وباكستان والصين. وهم وغيرهم يميلون الى غلق آذانهم حين تصعد واشنطن الى المنصة لالقاء محاضرة عليهم.

*مايكل برينر استاذ الشؤون الدولية في جامعة بتسبرغ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق