الحذر من ضعف الغرب وانهياره

هذه المقالة فتحت عيني على حقائق لم أكن أعرفها، وأود أن أشارككم بها ، وقد ترجمت مقدمتها فقط وتركت تفاصيلها لمن يريد الإطلاع عليها هنا. كاتبها هندي الأصل يعيش في نيوزيلاندة.

بقلم راكش كريشنان سمها
ترجمة عشتار العراقية

الهجوم على ليبيا من قبل تحالف دول غربية يطرح السؤال: هل الاستعمار يعود؟ في حين تنهار اقتصاديات تلك الدول الغربية بحركة بطيئة ، من الصعب تصور هذه الدول وهي تنقب عن العقارات في انحاء العالم كما فعلت قبل 300 سنة، و رغم خيالية هذه الفكرة ولكنها تحدث في الواقع.بعد اربعين عاما تعود الثروة النفطية الليبية الى سيطرة الغرب. والنفط العراقي يتدفق ايضا باتجاه الغرب وقد تكون ايران الهدف التالي للطائرات الحربية الامريكية والبريطانية.

والمفارقة انه حين يكون الغرب ضعيفا ، ينبغي على الدول الصاعدة في اسيا وافريقيا ان تشعر بالقلق.

اعادة الاستعمار ليس مجرد شعار وانما هو مفهوم اقتصادي: على الاغنياء ان يحذروا دائما من اليائسين. 
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حين كان العالم تحت سيطرة مستعمرين مثل اسبانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال وهولندا ، كانت الهند والصين  اغنى الدول في العالم، وكانا معا يشكلان 50% من الدخل العالمي. ومع هذا فقد وقعتا تحت بساطيل الاحتلال.

إذا كنت تظن أن الاستعمار حدث لأن الشرق كان منهارا وكان الغرب يصعد او ان الهند والصين اهملتا تقوية الجانب العسكري وتغافلتا عن التهديدات الاجنبية الكامنة قرب شواطئهما فإنت على خطأ كبير.   كان للدولتين جيشان قويان جدا واساطيل يقودها قادة مهرة.

في بداية القرن الثامن عشر كان الادميرال الاسطوري كانهوجي انجري قائد الاسطول الهندي يطارد البريطانيين والهولنديين والبرتغاليين في اعالي البحار، و لمدة 33 سنة حتى وفاته في 1729 ظلت الهند لاتقهر. وكان البريطانيون من غيظهم منه يسمونه قرصانا. كانت السفن الهندية في ذلك الوقت شديدة التطور والتحمل حتى ان البريطانيون استخدموها في اسطولهم . في معركة الطرف الاغر في 1805 كانت سفينة  هوراشيو نلسون القائدة المسماة فيكتوري مصنوعة في الهند. وطبقا لموقع البحرية الهندية على الانترنيت " أقلقت هذه الحقيقة بناة السفن البريطانيين على نهر التايمس حتى انهم احتجوا ضد استخدام سفن هندية لنقل البضائع من انجلترة. وتبعا لذلك اتخذت اجراءات قوية لإعاقة صناعات بناء السفن في الهند."

كانت مملكة مايسوري الهندية الجنوبية اول من استخدم الصواريخ في تاريخ الحروب الحديثة واستخدموها بفعالية قاتلة ضد البريطانيين في معركة غونتور في 1780 مما اضطر الجيش البريطاني المصدوم من الصواريخ للهرب من الميدان. ثم شحنت بعض الصواريخ غير المتفجرة الى ترسانة السلاح الملكي في لندن حيث قام خبير الاسلحة البريطاني وليام كونغريف بتحويرها لاطلاق صناعة الصواريخ الحديثة في اوربا. 

توماس رو

وكان معظم الحكام الهنود  يملكون وعيا جيوسياسيا . على سبيل المثال ، لم يكونوا يسمحون للتجار الاوربيين ان تكون لهم حاميات او يمارسون التجارة داخل البلاد. وحين هبط توماس رو الموفد الملكي البريطاني في غرب الهند عام 1616 جعله الامبراطور الهندي ينتظر سنة كاملة قبل ان يسمح له بلقائه. وبعد ثلاث سنوات رغم توسل رو، وانحناءاته امام وجهاء دلهي رجع الى بلاده بدون ابرام معاهدة تجارة واحدة لأن الامبراطور لم يكن يرى فائدة من التجارة مع دولة ليس لديها منتج واحد او بضاعة واحدة تحتاجها الهند.

غلطة واحدة غيرت الحال

على اية حال ، غلطة واحدة ارتكبها امبراطور ضعيف فتح الباب امام الضباع. بعد مائة عام من خروج  رو بخفي حنين ، صادف الحظ سفارة انجليزية حين استطاع احد اعضائها  وليام هاملتون وهو طبيب مشكوك في مهاراته الطبية ان يشفي الامبراطور من الم شديد في العانة. ولشعوره بالامتنان وقع الامبراطور على قرار يعطي بموجبه البريطانيين حقوق تجارة داخل الهند مع الاعفاء من الضرائب والحق في اقامة حامية. والنتيجة اصبحت تاريخا.

طبقا للاستاذ راجيش كوتشهار العالم في المعهد الهندي للتعليم والبحث العلمي في شاندغار "هذه الاعفاءات والاستثناءات منحت التجار الانجليز مزايا تجارية ليست اكثر من الشركات الاوربية فقط وانما اكثر من التجار الهنود انفسهم. واهم من ذلك ان الاوامر الرسمية الكثيرة التي منحت المزايا التجارية للانجليز سمحت لهم بالدفاع عنها بالقوة العسكرية اذا طلب الأمر" 

هل يبدو هذا مألوفا لك؟