"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/8‏/2011

ثورات العرب:يطلقها لبراليون وتستلمها تيارات دينية محافظة

إقرأ هنا وهنا وهنا قبل ان تقرأ التالي:

عن الثورات العربية.تلاحظون الآن ان الاحتجاجات تتركز فقط في (الجمهوريات ) العربية التي تعتبر الى حد ما مستقلة ومايمكن ان يقال انها وطنية لا تسير في ركاب الأجنبي 100%
لدينا فوضى وقتل وتركيز اعلامي وتهديد اجنبي في الدول  التالية:
 
ليبيا
سوريا
اليمن

قبلها حصلت انقلابات في تونس ومصر، امسك الجيش الذي تمويله واعداده وتدريبه وتسليحه اجنبي (امريكي على وجه الخصوص)

قبل هؤلاء قضي على الحكم الوطني المستقل في العراق

وقسمت السودان وهي مرشحة لمزيد من التقسيم.

تلاحظون ان الاحتجاجات  التي حصلت في البحرين قضي عليها مبكرا بدون اي تدخل من الغرب ولا كلمة  ملامة للحكومات.

كأن الدول والامارات والمشايخ التي تحكمها عائلات خادمة الأجنبي  ليس فيها مظالم او محابيس او شهداء او فقراء او انتهاكات حقوق انسان. بل ان هذه  الدول هي التي تقود بالمال والاعلام والضغوط الاقتصادية والسياسية عمليات قلب انظمة الحكم في الجمهوريات.

لم تعد في الوطن العربي جمهورية مستقرة.

ماذا يعني هذا ؟

يعني ما أراه وهو التالي ولو لديكم اي راي مخالف أرجو الاحتفاظ به لأنفسكم فسيظل الغار الدكتاتورية الوحيدة المستقرة بدون فوضى خلاقة.

القلاقل في هذه الجمهوريات العربية المستقرة العلمانية المعتدلة يشعل فتيلها (اللبراليون العلمانيون المرفهون) الذين تدربوا وتمولوا من الغرب على (نشر الديمقراطية) يساعدهم اعلام الخليج الي تديره الصهيونية العالمية .الشهداء الذين يقتلون في هذه الفوضى الخلاقة هم اولاد الخايبة المظاليم الحقيقيون الذين يبحثون عن عدالة حقيقية.بعد ان صدقوا ان هذه ثورات حقيقية.

المستفيد الذي سوف يمسك الحكم في كل هذه الجمهوريات هم التيارات الدينية المحافظة، سواء اسلامية او مسيحية.

دليلنا على هذا:

العراق سلمه الاحتلال الى تيارات دينية متطرفة
السودان : اقتطع منه جزء سلم للمسيحيين. وبعد كل  التهديدات بمحاكمة رئيسه البشير امام محاكم دولية تم غض النظر عن القضية، واصبح البشير الحاكم الجمهوري الوحيد الذي احتفظ بمنصبه. لماذا؟ لأنه يحكم باسم الدين.

هناك 14 تعليقًا:

  1. جياد التميمي20 أغسطس 2011 في 3:39 ص

    عاش الشعب العربي مئة سنة و يزيد ... في " فوضى جامدة " فليجرب "الفوضى الخلاقة ".

    ماكانت هذه الأمة كريمة و لا حرة و لا مستقلة ولا موحدة .... في ظل الجمود ، ماذا لو خاضت في القوضى الجديدة ؟!!

    ردحذف
  2. يبدو لي من الاماكن التي تحركت فيها الفوضى الخلاقة ان المسالة مدروسة بعناية شديدة لانها
    قامت في بلدان نظام اغلبها جمهوري ودول لها مواقف شبه وطنية وفيها بعض الرفض للخضوع المطلق لامريكا وفيها بعض الاحزاب الوطنية وهي دول في اغلبها كان يطلق عليها جبهة الصمود والتصدي واخيرا والمهم جدا بنظري انها
    اماكن لجوء للكثير من العراقيين الذين فروا من حرارة صيف العراق المنقطع عنه الماء والكهرباء و
    للعراقيين نشاط في هذه الدول 0
    والحقبقة ستظهر قريبا0

    ردحذف
  3. العزيزة عشتار تحية و سلام لدي رأي مختلف بعض الشيء و ظني أن ديكتاتورية الغار ستسمح بعرضه لانها ديكتاتورية من النوع المستنير هدفها طيب و نواياها طيبة ترى مصلحتها مع مصالح الناس و تكره لهم ماتكره لنفسها و تؤمن أن هناك خير و شر و أن تعدد الاراء ضمن الاتجاه الواحد مقبول ما دام لايشكل منطلقاً للانحراف و تضييع البوصلة و الاتجاهات و خلط الامور. لا أظن أن الليبراليين العلمانيين مهما تطورت قدراتهم و حتى مع وجود الدعم الخارجي لهم بقادرين على بناء تنظيمات جماهيرية ثورية كبرى قادرة على التحرك و مواجهة قوى النظام في الدول التي اشرت اليها و ذلك مرجعه الى أسباب ذاتية في تلك القوى و موضوعية في ميادين عملها فالقوى الليبرالية عادة ما تكون و بسبب قيمها و ثقافتها ضعيفة الانضباط و الالتزام التنظيمي اضافة الى أن ساحات نشاطها عادة ما تكون مكشوفة و قابلة للاختراق (الجمعيات و منظمات المجتمع المدني و النوادي و المنتديات و التجمعات السلمية و العلنية). ان النجاحات التي تمكنت تلك القوى من تحقيقها عادة ما كانت تجيء عبر تحالفها المبكر مع قوى اجتماعية و سياسية اخرى أكثر تنظيماً قائمة على رؤى ايديولوجية مركزة و محددة و تتمتع باليات تحرك مغطاة جيداً تبعدها عن اعين الانظمة. فيما يخص التجربة التي نعيشها اليوم و المسماة بالربيع العربي و ما يخص موضوع هذه المقالة فان الليبراليين و من وجهة نظري ليسوا هم الذين اطلقوا بمفردهم الشرارة و أداروا دفة الاحداث ، حتى هم لم يدعوا ذلك و بالرغم أن تقارير عديدة تحدثت عن افراد و مجموعات ليبرالية شاركت في ادارة حركة الاحداث مستعينة بالتكنلوجيا و الخبرات التي حازت عليها بدعم خارجي الا أن الحجم العددي و التأثير الاجتماعي الميداني لجميع هذه القوى الليبرالية يبقى ضئيلاً و هي حقيقة يعرفها أغلبهم و تعرفها أجهزة السلطة السابقة و كذلك الحالية و تعرفها جيداً و بالتفصيل و مبكراً القوى الخارجية. ان القوى الدينية الاسلامية لم تكن تقف و تنتظر نضوج و سقوط الثمرة كما توحي وجهة نظرك بل هي كانت مشاركة و بقوة في بذرها و انضاجها و بمعرفة و عدم اعتراض من القوى الخارجية. طبعاً ليس كل القوى الدينية الاسلامية شريكة واعية في ذلك و انما هناك فئة معينة منها هي التي انخرطت في هذا المشروع و هم بعض قادة حركة الاخوان المسلمون و النشطاء الشباب فيها و ذلك بسبب بعض الخواص التي يتمتعون بها و منها البراغماتية و المناورة الفكرية و السياسية (تحت مبدأ فقهي ديني يقول بأن الضرورات تبيح المحظورات) و شبكة علاقاتهم الدولية الواسعة التي تمتد من الخليج العربي و تركيا و ايران الى بريطانيا و الولايات المتحدة الى حد ما، فتمكنت و نتيجة سلسلة تطورات حدثت في داخل بنيتها الفكرية و الثقافية و ظهور موجة شباب الاخوان و أفكار التغيير الجديدة من الانخراط في هذا المشروع الكبير.

    ردحذف
  4. لقد سعت الولايات المتحدة مبكراً و منذ مطلع التسعينات الى تنمية علاقاتها مع من تسميهم و تعتبرهم قوى الاسلام المعتدل و في المقدمة منهم الاخوان المسلمون باعتبارهم ذخيرة تحتاجها في حركة توسع نفوذها الامبريالي في فترة ما بعد الحرب الباردة وفي المواجهات المتوقعة خلالها. لقد مثلت دول الخليج العربي التي كانت مرتعا خصباً للاخوان المسلمين الجسر الذي التقت عنده اجندات متعددة و منها لقاء الاخوان بالغرب و يبدو أن قطر حازت قصب السبق في ذلك. اننا لايمكن أن نغفل عن مشاركة الاخوان المسلمين الفعالة و المبكرة في التحرك نحو التغيير و يتضح ذلك من خلال حجم مشاركتهم في حملة البرادعي التي انطلقت في مطلع عام 2010 و تبنيهم لموضوع تروييجه شعبياً و انخراطهم لاحقاً في قضية المواطن المصري خالد سعيد الذي استشهد على يد شرطة النظام في مدينة الاسكندرية. لقد شارك مدونوا شباب الاخوان و أصدقائهم في كافة النشاطات التمهيدية التي ادت الى الوصول الى الثورة و كان في مقدمة هؤلاء المدون الدكتور مصطفى النجار و هو طبيب اسنان من الاسكندرية و يمكن التعرف على دوره من خلال مشاهدة هذا الفديو

    http://www.youtube.com/watch?v=AL7FXitJV14&feature=related

    و يمكن التعرف أكثر على نشاطه من خلال هذا الفديو و هو يعبر عن اراء تيار من شباب الاخوان في ازمة مرت بها الحركة عام 2009

    http://www.youtube.com/watch?v=JuYwb2C256A

    مدونة الدكتور مصطفى النجار التي أنشئها عام 2007

    http://2mwag.blogspot.com

    مدونة اخرى للدكتور مصطفى النجار

    http://anam3ahom.blogspot.com

    حزب العدل الذي شارك في تأسيسه الدكتور مصطفى النجار بعد الثورة و يمثل تجمعاً داعماً للدكتور البرداعي حيث يتبنى رؤى ليبرالية بامتدادات اسلامية

    http://en.wikipedia.org/wiki/Justice_Party_%28Egypt%29

    هناك كذلك شخصية شبابية مشهورة شاركت و بفعالية في التهيئة للثورة المصرية و هو الشاب المدون محمد عادل الملقب بالعميد ميت و هو الاسم الذي اطلقه على نفسه في تدويناته. محمد عادل هذا ناشط بارز في حركة شباب 6 ابريل التي تمثل احد الاجنحة الرئيسية الكبرى التي حلقت بها الثورة و هو رجل ذول خلفية و ميول اسلامية كما يقول عنه صديقه و زميله في حركة 6 ابريل الناشط المعروف أحمد ماهر الذي تردد انه زار الولايات المتحدة و حضر نشاطات فيها برعاية الخارجية الامريكية و السيد جارد كوهين

    ردحذف
  5. الاخ العزيز المحترم جياد التميمي أتفق معك أننا عانينا الكثير الكثير مما أسميته أنت زمن الفوضى الخلاقة و قد عشنا لحظات يأس و احباط عديدة و عميقة و مأساوية و أتفق معك أن العلم و المنطق يتقبل تجربة أي علاج جديد في الحالات الميئوس منها لكن أظن أنك ستتفق معي في أن تقبل هكذا علاجات جديدة و غريبة يكون مصحوباً ببعض الاشارات الايجابية عنها و لو بدرجة بسيطة أو على الاقل عدم وجود أية مؤشرات لاحتمالات سلبية بشأنها و الا لما تجشمنا عناء التجربة أن كانت التوقعات في كلتا الحالتين سلبية. أن أعمال العقل و الانتباه و تمحيص الامور مسؤولية لانستطيع التخلي عنها مطلقاً و لا يمكن أن نتقبل أن نترك انفسنا نهباً لظروف وتقلبات بمنطق عبثي لا عقلاني و الا لما كنا اصلاً هنا في هذه المدونة نكتب و نتبادل الرأي. أن توجسنا من التغيرات القادمة و تجشمنا عناء فحص أحداثها و خلفياتها انما يأتي للتأكد من أنها لاتحوي الاثار الضارة التي يحاول الخصوم و المنافسون و خصوصا الدول الامبريالية الكبرى بذرها فيها من خلال مشاريعها الجهنمية المسماة الفوضى الخلاقة. كما لا يخفى على فطنتك يا أخي العزيز أن الفوضى الخلاقة ليست مشروع ترفيهي و لعبة كومبيوتر نستهلك فيها الوقت من دون ضرر و ان أثار تطبيقاتها الاولى في العراق و في مناطق اخرى و ما يكتب و ينشر عنها يجعلنا متوجسين بشدة من دخولها علينا لتذيقنا فوق الام يأسنا و كوارثنا كوارث و الام جديدة لدينا العديد من المؤشرات الاولية بخصوصها

    ردحذف
  6. أخي ابو يحيى
    ليس بين تحليلي وتحليلك اختلاف. الحركات والاشخاص الذين شاركوا في اطلاق الاحتجاجات (مستغلين احداثا معينة: انتحار شاب في تونس ومقتل آخر بالتعذيب في مصر) قام بها شباب ليبرالي (ربما بخلفيات متدينة) لهم مواصفات معينة اهمها ارتباطهم بالغرب سواء عن طريق التمويل او التدريب والرعاية. اي ان الثورات هذه لم يقم بها الشعب تلقائيا. ولكن الجماهير التحقت بالاحتجاجات وآلت الى ما آلت اليه. وهذا ماقلته: الثورات اطلقها لبراليون وقتل فيها ابناء الخايبة، وتسلمها التيار الديني المحافظ الذي يعتبره الغرب التيار السائد والغالب في الدول العربية حاليا.

    في بداية القرن العشرين غلب الغرب التيار القومي العربي مقابل التيارات الاسلامية. الان في القرن الواحد والعشرين يفعلون العكس.
    التيار القومي حقق نهضة ثقافية وصناعية وزراعية وارسى مباديء مساواة المرأة . الان المطلوب العودة الى الوراء. الغرب درس الاسلام وحركاته وملله وصنوفه ويعرف الفرق بين ك الصوفية والسلفية الخ . وقد اختار النوع الذي يتحجر عن التقدم ويرفض نهوض المجتمع. انظر فقط الى مايحصل في العراق وقل لي : هل هذا كان صدفة؟ الامية والجهل والمرض والفقر عاد الى العراق بوحشية بواسطة العملاء الذين يحكمون باسم الدين. هل كان تنصيبهم صدفة؟

    ردحذف
  7. جياد التميمي22 أغسطس 2011 في 2:02 ص

    " الجمهوريات العربية " هل هذه الجمهوريات جمهوريات حقا ؟
    لا أراها كذلك ، فمثلا ، بشار الأسد ورث الكرسي كابرا عن كابر . و هو من لم يعرف له نشاط سياسي و لا عسكري !

    " الأنظمة القومية " النظام العربي القومي انتهاء باحتلال العراق . أما ليبيا فالقذافي أعلن إنتمائه الأفريقي و يحمل أفريقيا على صدره . النظام السوري يرنو نحو إيران و ناصر إيران ضد العراق ، نظاما حسني و زيزو لا أظن يستقيم وصفهما بالقومية !
    اليمن نظام قبلي بإمتياز نظام مسكين على مائدة اللئام " السعودية "

    الأنظمة " الاشتراكية " مثلا سوريا مافيا الاحتكار و التهريب و الخصخصة الفاسدة تنخر قواعد الدولة و تعصر المواطن الذي يشتري ـ دون دعم حكومي ـ كل شيئ حتى الهواء .

    الاختلاف الثاني كما علق الاستاذ أبو يحيى حول مدى قدرة " المؤامرة " الأجنبية على التحكم في سير هذه " الفوضى " الغرب مهما بلغ من القدرة لا يملك خاصية " كن فيكون "

    الاختلاف الثالث قياس الحالة العربية بالحالة العراقية و هذا مالا أراه لا قبل الاحتلال و لا بعده . ما يحكم العراق اليوم لا حكم إسلامي و لا علماني ... ليس ثمة حكم أصلا !!

    تقول الاستاذة عشتار هذه الأنظمة أرست قواعد التقدم الصناعي و الثقافي ... مصر أصبحت أكبر "مجدي " في ظل حكم السادات و حسني ...

    أما " قانون مساوة المرأة " ليس هذا ما يؤرق المرأة العربية ذاتها أو ينقصها فقط . لا أراه علامة تقدم خاصة إن كان هذا القانون على شاكلة قانون "بورقيبة " .

    ردحذف
  8. ليست دعاية لمدونتي، ولكن لأن الأمر يتعلق بموضوع المقال الأصلي والتعليقات الغنية التي تفضل بها الاستاذان ابو يحيى وجياد، ارجو التكرم بزيارة هذا الرابط

    http://wijhatnadhar-wijhatnadhar.blogspot.com/2011/08/blog-post_8041.html

    مع تقديري

    ردحذف
  9. العزيزة عشتار تحية و سلام لاشك انني أتفق معك في كثير مما طرحت من أفكار و رؤى و لذلك قلت في بداية تعليقي انه يتضمن اختلافاً بسيطاً و ليس كبيراً. النقطة التي أختلف بها معك هي في انك قلت أن هذه الاحداث و التطورات و التغييرات التي نعيشها يحركها ليبراليون علمانيون يلتحق بهم لاحقاً الاسلاميون ليستفيدوا من ثمار تلك التغيرات ، فيما أنا أرى أن القوى الاسلامية موجودة منذ البداية و هي قد طورت اليات عملها و خبراتها لتواكب تقنيات التغيير الحديثة منذ ما قبل البداية و هي تمثل العمود الفقري لتنظيم كل هذه التحركات و الليبراليون انما يقتصر دورهم على كونهم يمثلون فقط القشرة الخارجية للحدث لا أكثر و ذلك لكون ظهور القوى الفاعلة الحقيقية (ذات الطبيعة الاسلامية) عارية و في الواجهة يسبب أزمة متعددة الجوانب ان لم يكن عدة أزمات و يصيب المشروع بصدمات و اخفاقات. لقد بينت في تعليقي أن الليبراليين العلمانيين عقدوا اتفاقهم الاول مع الاسلامييين للتغيير عبر جمعية البرادعي و لما تطورت الامور الى القدرة على احداث التغيير الذي كانوا قد تهيئوا له شاركوا بفاعلية كبيرة في صنع الاحداث و هذا ربما ما يفسر جزئيا دعم الخليج العربي لهم باعتباره حاضنتهم لفترة طويلة الامر الذي سيجعل الخليجيين يشعرون بارتفاع سطوتهم الاقليمية عبر نجاح هذا الامر. الامر كله ما كان ليتم الا بحضور القرار الدولي في عملية التغيير هذه باعتبار أن فتح الباب سيعني وصول الاسميين عاجلا أم أجلاً الى سدة الحكم مما يقتضي التفاهم معهم مبكرا و وضع شروط و قواعد لعملهم و نشاطهم لاحقاً بما يؤمن رفع الفيتو الدولي الغربي عنهم. الغرب سيستفيد من الصفقة مع الاسلاميين في كسب حليف في محاربة القوى الاسلامية الاصولية المتشددة كذلك كسب حليف يحل الاشكالات مع حماس و يدجنها لتقبل بما يرغب به الغرب و اسرائيل من الفلسطينيين تماماً كما جرى مع قوميي و يساريي منظمة التحرير و فتح في المرحلة السابقة. صمام الامان للغرب في هذه الصفقة انه قادر من خلال اضعاف قوى أمن السلطة المركزية السابقة و اجهزة مخابراتها بما يمكن الغرب اختراق المجتمعات بسهولة و بذر بذور الانقاسامات و الشقاق و الصرعات و الحروب الاهلية متى ما وجد أن رياح الديمقراطية لاتجري كما تشتتهي سفنه.

    ردحذف
  10. الاخ جياد التميمي المحترم أشكر لك اطرائك بمخاطبتي بكلمة استاذ و ان كنت احب أن تخاطبني بكلمة الاخ لاني اشعر أن هذا اللقب كبير علي و انا وسط أستاتذة كاستاذتنا عشتار و استاذنا مصطفى و استاذنا ابو هاشم و اخرين هم اكثر اطلاع و مثابرة مني كما اني اعتز جدا باخوتك و اجتماعنا في هذا الغار على محبة العراق و العروبة و هي اللغة التي نفكر و نكتب بها و بها نزل واحد من أعظم الكتب السماوية و هو القرأن. أخي العزيز كما قلت لك في تعليقي السابق أنا متفق معك في توصيفك المأساوي لحال امتنا و أوطاننا و كلما زدت و كررت قلت لك أمين ، كل ما أردت أن اضيفه على ما علقت به هو اننا لايجب أن نغفل و نسلم عقلنا لا لقدر و لا لاحد حتى ولو لم نكن محور الفعل الان الا أن اعمال العقل و التفكير و النقاش و النظر في كل الاحتمالات و تقليبها هو من الامور المفيدة و هو من أعظم صفات الانسان و هو ايضاً من واجباته الوطنية و الدينية، لذلك لاينفع أن نستقبل الامور ايجابية كانت أم سلبية من دون النظر فيها و تمحيصها و الاستفادة منها. أما موضوع اننا نترك تجربة العراق و نلقي دروسها جانباً لان تفاصيل معينة فيها مختلفة فمن قال أن كل تجربة في الحياة العملية هي تكون متطابقة تماماً مع التجارب الاخرى بالتأكيد هناك دائما خصوصيات و اختلافات بين حالة و اخرى لكن ذلك لايمنع العاقل من أن يستخلص المحور المشترك و القواعد المشتركة في التجارب المختلفة و الا لكانت انهارت جملة من العلوم الاجتماعية و انهار جانب من عالم علم النفس و الفلسفة و لفقد علم التاريخ معناه و لفقد علم الاقتصاد معناه وووو. أظن أنك تتفق معي أن هناك كثير من الجوانب المشتركة و أوجه الشبه بين التجربة العراقية و التجارب التي تحدث اليوم حتى أن مصطلح الفوضى الخلاقة كان قد اطلق عايلا في سياق احداث التجربة العراقية و قبل ما يسمى بالربيع العربي بزمن طويل و اليوم انت نفسك تتقبل استخدامه في اطار احداث الربيع العربي. مسألة أن الغرب ليس اله يقول للامور كن فتكون بالتأكيد هو قول سليم مائة بالمائة و لكن من قال أن الامور جرت و تجري بناءا على قول الغرب الذي نقوله أن هذا الغرب قوى عظمى فاعلة لديها ميزانيات ضخمة ترصدها للتخطيط و الفعل بمختلف الوسائل المتطورة التي تمتلكها في محاولة لجعل الاحداث تسير على وفق ما يخدم مصالحها و هذا فعلها و هو ليس امنيات و اقوال تطلقها فتتحقق المشكلة هي في اننا اذا لم ننتبه الى افعالها و خططها تلك و نستخف بها فان ذلك ما يسمح لتلك الخطط بالنفاذ و التحقق

    ردحذف
  11. اولا انا اتحرج من قبول لقب استاذة لأني لست استاذة وهو لقب اكاديمي ولست اكاديمية، كما ان لقب استاذ يعني وصل الشخص الى اعلى مستوى من المعرفة وانا اتعلم كل يوم شيئا جديدا كان خافيا عليّ وسأظل اتعلم حتى آخر يوم في عمري.

    ردحذف
  12. ابو يحيى

    أنا معك ان القوى الاسلامية كانت منظمة وجاهزة وان الغرب قرر ان يغازلها وينسق معها بدلا من ان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. على الاقل يختار نوع الحركات الاسلامية التي تناسبه.

    هذا ينطبق على مصر لأن الاخوان المسلمين فيها لديهم قاعدة كبيرة.

    ولكن لنأخذ مثال العراق. الجواسيس الذين عملوا في اروقة المخابرات كانوا من العلمانيين اللبراليين واولهم احمد الجلبي. وكانت الاحزاب الدينية مترددة اول الامر، في الانضمام الى مؤتمر لندن. ولكن لماذا نرى ان الحكم في العراق سلم للاحزاب الدينية واستبعد الجلبي؟ هل فعلا تلك الاحزاب كان لها قاعدة عريضة في العراق مثل قاعدة الاخوان في مصر؟ لا اعتقد. ولماذا عمدوا الى تقسيم العراق بالدستور الى سنة وشيعة وكرد؟

    ردحذف
  13. وأنا لست استاذا ايضا..
    مع تقديري لثناء الاخ الكريم ابو يحيى
    نحن اخوة واصدقاء جمعتنا سيدة الغار في فسحة حوار مفيد ومغذ للعقل والروح..
    وانا اعتز بانتمائي اولا واخيرا لاسرة هذا الغار الكبير بسيدته وبقرائه الكرام، ومنهم اتعلم
    مع محبتي للجميع

    ردحذف
  14. عزيزتي عشتار تحية و سلام أنت استاذة في مجال عملك (الترجمة و الصحافة الاستقصائية) و الشاهد على ذلك غزارة عملك ربما لم تنالي هذا للقب الاكاديمي لكن ما قدمت من انتاج و نتائج و خدمة للوطن بمهنية و حرفية عالية يفوق ما يقدمه الكثير من حملة الالقاب العلمية مع احترامي و تقديري للجميع. فيما يخص العراق فبالتأكيد القوى الدينية فيه والتي كانت في المعارضة و تحولت الى السلطة هي القوى الاكثر نفوذا و انتشاراً و تأثيراً بين الناس و بالاخص من ناحية القياس النسبي الى باقي صنوف قوى المعارضة سواء ما كان منها عروبي قومي أو ليبرالي أو يساري. لقد كانت أغلب تلك القوى قليلة الاعداد ضعيفة التنظيم فاقدة للدعم و الرعاية سواء الاقليمية أو الدولية فيما حازت القوى الدينية على أعداد واسعة بحكم ان الافكار الدينية التي تتبناها موجودة اولياتها لدى كل الناس و البيئة تيسر لها سبل الدعوة و الانتشار و التثقيف حيث عادة ما تستغل في هذا السبيل مراكز العبادة المتوفرة و المنتشرة في كل مكان سواء في الريف أو المدينة و حتى في أقصى الاماكن النائية و مثل هذه الظروف المساعدة هي مما لايتيسر لكثير من القوى السياسية المنافسة. أضف الى ذلك أن القوى الدينية تم تبنيها من قبل قوى اقليمية و دولية لارتباطات فكرية و ثقافية و تنظيمية. لقد تأسس المؤتمر الوطني العراقي و هو التشكيل السياسي الذي برز من خلاله السيد أحمد الجلبي عام 1992 عقب سلسلة من اللقاءات في بيروت و دمشق و فيينا و شمال العراق و كان تشكيله عبارة عن تركيبة هلامية فضفاضة لقوى سياسية منفصلة و مستقلة و من مشارب مختلفة ، أي أن السيد الجلبي في حد ذاته ليس لديه سوى انفار لايتجاوز عددهم العشرات ، و كان هو وبقية القوى الليبرالية و اليسارية ليسوا سوى أشخاص ضعيفي التنظيم و الارتباط فاقدي الدعم و الرعاية الجدية فضلاً عن التبني. في المقابل كانت التنظيمات الدينية قديمة و قوية التركيب و المراس فالحزب الاسلامي الذي يمثل تنظيم الاحوان المسلمين نشا منذ نهاية الخمسينات و هو مدعوم من قبل السعودية و الاردن بالاضافة الى الاحزاب الكردية أما المجلس الاعلى للثورة الاسلامية فهو نشأ في ايران عام 1982 و هو يتمتع بدعم لامحدود من ايران و لديه جناح عسكري مدرب و منظم و مسلح بمختلف أنواع الاسلحة و هو ما كان يسمى بفيلق بدر اما حزب الدعوة فهو منشأ منذ الخمسينات و مدعوم من قبل ايران و تنظيمات اسلامية في لبنان و متمرس جيداً في العمل السري و الاستخباري. من ذلك كله يتضح أن التنظيمات الاسلامية هي بالتأكيد أقوى من القوى الليبرالية في عموم منطقة الشرق الاوسط لذلك ترى القوى الغربية أن مصالحها لن تتأمن الا باستقطاب هذه القوى و التنسيق و العمل معها لانها الاكثر قدرة و نشاطاً وسط الناس. ان الليبراليين كثيراً ما يندفعون لعقد تحالفات مرحلية و صفقات مع هذه القوى أو القوى القومية سواء بارادتهم أو بنصحية خارجية من الغرب و ذلك عند الحاجة لانجاح مشروع معين و هذا ما عمل عليه الجلبي حين عمل كأحد الوسطاء بين الغرب و ايران و القوى الدينية التي تدور في فلكها على أمل أن ينال نصيبا كبيراً من الكعكة. أن الولايات المتحدة الامريكية تعمل وفق الحكمة المصرية شراء العبد و لاتربيته فهي لا تصرف وقتاً و نفقات لتنمية قدرات القوى الليبرالية على أمل أن تقوى تلك القوى الى الدرجة المؤثرة هي تفضل بدل ذلك عقد صفقات مع قوى فاعلة موجودة على الارض. هكذا خسر علاوي الدعم الامريكي رغم نجاحه النسبي في الانتخابات لان امريكا عرفت أن اقصى ما استطاعه هو بضعة كراسي فيما القوى الاسلامية لازالت تحوز العدد الاكبر و تدعمها ايران اقليميا

    ردحذف