"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

8‏/8‏/2011

اجتثاث التمدن والحرب على التعليم في العراق - 3

 الجزء الثاني هنا

 بقلم:هيو غاسترسن
ترجمة مختصرة: عشتار العراقية
من 2004 وصاعدا كان هناك عنف وتطهير طائفي بين السنة والشيعة. اصبحت الجامعات التي تضم عناصر من كل الطوائف هدفا للاصوليين وخاصة الفتيات اللواتي لا يرتدين الحجاب. وبدأت اعداد من الفتيات يتسربن من مواصلة التعليم.(35)

وهكذا فإن احد نتائج الغزو الذي تصور اللبراليون الغربيون انه سيحرر المرأة المضطهدة في الاسلام كان حرمانها من الدراسة واجبارها على ارتداء الزي الاسلامي  وقد قال احد طلبة المستنصرية ان "الطلبة في المحاضرات يبدأون أحيانا في ترديد هتافات مع الحزب الذي يؤيدوه ويقلبون المحاضرة الى فوضى " (36)

ونقلا عن استاذ امريكي زائر الى احدى الجامعات يقول "اخبرتني استاذة جامعية ان مجموعة من الشباب الحاملين اسلحة اقتحموا مكتبها وطالبوها بان تضيف بعض الاشياء الى منهجها وكانت تدرس فلسفة تقليدية تشمل هايدغر وكانت وطالبوها ان تضيف الى منهجها كتابات رجل دين شيعي متطرف.وقد استجابت لهم خوفا " (37) وقد تلقى الكثير من الاساتذة تهديدات بالموت حتى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعلنت مؤخرا ان الباحثين في الجامعة يمكنهم الحضور الى الجامعة مرتين في الاسبوع فقط تقليلا لفرص العدوان عليهم. (38)

ثم هناك الاغتيالات  التي طالت العديد من الاساتذة الاكاديميين والعدد النهائي غير معروف . في عام 2006 نشرت الواشنطن بوست ان 160 استاذا قد قتلوا و1500 غادروا البلاد . بعد عدة شهور كتبت واشنطن بوست ان 280 قتلوا و 3250 هاجروا الى الخارج. صحيفة نيويورك تايمز تقول عدد القتلى 200 ويو اس توداي 300 . وكالة فرانس 24 تقول ان عدد المغدورين مابين 2003 الى 2006 هو 380 ، ولكن وقائع التعليم العالي Chronicle of higher education تقول ان الرقم يتراوح بين 250 الى 1000 وان في جامعة بغداد وحدها اغتيل 78 استاذا.

في مثل هذه الظروف اصبح التعليم والبحث مستحيلا وقد كتب الصحفي البريطاني بيتر بومونت يقول "اخبرني الاساتذة والآباء انهم لايشعرون بالامان للذهاب الى المؤسسات التعليمية . في بعض المدارس والكليات هربت نصف  الهيئة التدريسية  الى الخارج او قدمت استقالات او  اجازات طويلة" . ومع من بقي ارتخت المعايير.. ونقل بومونت عن استاذ علوم قوله "التعليم اصبح خرابا . الاساتذة يغادرون والوضع - اغلاق الطرق والجسور - يعني ان الطلبة والمدرسين لا يصلون الى قاعات الدرس في الوقت المناسب. في بعض الاقسام انخفض الحضور الى الثلث وفي اقسام اخرى غاب الطلبة تماما" 44

هيئات التدريس  اصبحت جزءا من هجرة الطبقة المتوسطة من العراق تحت الاحتلال الامريكي. تقدر وزارة الهجرة و المهجرين  انه اكثر من 30% من اساتذة واطباء وصيادلة ومهندسي العراق هاجروا فيما بين 2003 و 2007 معظمهم الى سوريا والاردن. وكما قالت صحيفة نيوزويك: المهنيون اصحاب الياقات البيضاء المهاجرون يشكلون مع ثرواتهم عمود اي مجتمع مستقر. هاجر منهم مايزيد   على 2 مليون مايعادل 10% من سكان العراق وهي  اكبرهجرة جماعية في بلاد العرب منذ كارثة اللاجئين الفلسطينيين بعد الحروب العربية الاسرائيلية من 1948 الى 1976 ويأتي ترتيبها الى جانب الهجرات الكبيرة في افريقيا والقارة الهندية." 46

إذن في عقدين من السنين تحولت الجامعات العراقية فخر العالم العربي و الاسلامي الى انقاض.وهو مالايستطيع ان يدركه الاكاديميون الامريكان الجالسون في مكاتبهم المكيفة تحيطهم الكتب ويطلون على العالم من خلال فأرة الكومبيوتر.

ولكن ماذا عن الجامعات الأمريكية و"ماهي علاقاتها اذا كان ثمة علاقة بكل هذا ؟ ماهي مكاسبها وخسائرها من كل هذا ؟

الحلقة الرابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق