"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/8‏/2011

هجمة الإستيلاء على الأراضي الزراعية حول العالم-2


ترجمة عشتار العراقية
 طبقا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) فإن 2 بليون نسمة في العالم النامي يعتمدون على 500 مليون مزرعة صغيرة من اجل معيشتهم. في آسيا وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، فإن هؤلاء
المزارعين الصغار ينتجون حوالي 80% من الطعام الذي يستهلكه السكان المحليون. ولكن بسرعة مشهودة تتحول قطع شاسعة من الاراضي التي كانت تدعم السكان المحليين من خلال الزراعة والرعي ، الى شركات صناعية هائلة . في اواسا بأثيوبيا "يمتد هيكل من البلاستك والفولاذ على مساحة 50 هكتار - حجم 20 ملعب كرة قدم " كما يكتب جون فيدال في صحيفة ميل الصادرة في جنوب افريقيا وفي الجارديان.
وبعقد استئجار 2500 هكتار لمدة 99 سنة ، جلب المستثمر السعودي الشيخ محمد العمودي مهندسين اسبان وتقنيات مياه هولندية واستأجر 1000 امرأة لحصاد وتعبئة ما مقداره 50 طنا من الطعام يوميا، كما يكتب فيدال "وفي خلال 24 ساعة ، ينقل المحصول بريا مسافة 200 ميل الى اديس ابابا وجويا مسافة 1000 ميل الى حوانيت ومطاعم دبي وجدة واماكن اخرى في الشرق الاوسط"

جوع لا يشبع

منذ ايام سياسات الخبز والسيرك الرومانية والقادة يخشون خطر الجموع الجائعة. قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون في اجتماع لمنظمة الفاو في آيار  عقد في روما "خلال ارتفاع اسعار الطعام الاخيرة في 2007 و 2008 كانت النتائج خطيرة. حيث اصبحت ضروريات الحياة ، مثل الرز والقمح والذرة بعيدة المنال لمئات الملايين من البشر. بل ان الناس الاكثر هشاشة، سقطوا في منطقة خطر اعظم" ولكن جملتها التالية اوضحت ان قلقها الانساني لم يكن بدافع ضمان الامن الغذائي. "وقد اطلق الغضب والحرمان بسبب اسعار الطعام احتجاجات في عشرات من الدول"

كان العامان 2007 و 2008 حجر الزاوية للوعي بالبيئة وانعدام الامن الغذائي. قبله ، كانت الارض الزراعية تتوسع بأقل من 10 ملايين هكتار سنويا. ولكن مع تراكم شواهد التسخين الكوني ، دفع الانهيار في المحاصيل الدول المصدرة الى تحريم او تقييد مبيعات الحبوب، مما رفع الاسعار عاليا وساعد على اطلاق سلسلة من الاحتجاجات هزت العديد من الدول. وقد حذر رئيس البنك الدول روبرت زويلك في 2008 بان  33 دولة حول العالم تواجه خطر الاضطراب الاجتماعي بسبب الارتفاع الحاد في اسعار الطعام والطاقة"

بحلول عام 2009 وحسب تقرير للبنك الدولي عقدت صفقات للاستيلاء على 111 مليون هكتار ، 75% منها في افريقيا الصحراء الجنوبية وفي السنة التالية قال البنك ان المجموع اصبح حوالي 140 مليون هكتار.
يقول ليستر براون ان هذه الاراضي المستولى عليها تشكل "منطقة تتجاوز اراضي المحاصيل المخصصة لزراعة الذرة والقمح مجتمعة في الولايات المتحدة" وبراون هو الفائز بزمالة ماكارثر و جائزة الامم المتحدة للبيئة في عام 1987 هو مؤسس معهد مراقبة العالم ومعهد سياسة الارض.

ثم كما لو من المجهول، انبثق الربيع العربي هذا العام. كان الذي اطلق الشرارة هو البطالة و القمع ولكن المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية في لندن يقول " العنصر الاساسي خلف الاضطرابات هو تصاعد ازمة الطعام دوليا والتي بدورها كانت في جزء منها بسبب المناخ الحاد في انحاء الكرة الارضية خلال العام الماضي" مجلة الدفاع التي تصدر كل اربع سنوات عن البنتاغون تصف التغير المناخي بأنه "عامل مضاعف الخطر"
في الاشهر السبعة قبل خلع الرئيس المصري حسني مبارك من  السلطة في شباط، كان السعر التجاري للقمح قد تضاعف وفي آب 2010 اولت روسيا الاهمية لسكانها بعد مواجهة جفاف وحرائق الغابات وقيدت معظم صادرات الحبوب مما ضمن ارتفاع الاسعار ارتفاعا خياليا. وقد اثر خنق خط التموين على مصر التي تستورد اكثر من نصف غذائها.

بحلول عام 2011 اتخذت حوالي 21 دولة اجراءات سيطرة على الصادرات بضمنها قيود وحظر على المبيعات الخارجية لمحاصيل معينة.

توتر سعودي

تحتل السعودية المقعد الامامي لحلبة الربيع العربي الذي انتشر في انحاء المنطقة. وقد فهم آل سعود ان امنهم القومي يكمن في القدرة على شراء هدوء ان لم يكن  ولاء مواطنيها ببرامج رعاية اجتماعية وتوفير الغذاء
 منذ السبعينيات بعد الحظرالعربي لتصدير النفط ، اكتشف الشيوخ هشاشتهم : كما ان الغرب يعتمد عليهم للحصول على النفط فهم يعتمدون على الاخرين للحصول على القوت.

وقد دفعهم توقع الانحناء امام الضغوط الغربية الاقتصادية الى تطبيق تقنيات النفط في التنقيب عن الماء. وخلال فترة وجيزة باستخدام الري الثقيل اكتفت السعودية من القمح. ولكن على عكس امدادات المياه الجوفية التي يمكن تجديدها بهطول الامطار، فإن طبقات المياه الجوفية الإحفورية يمكن ان تستنزف الى حد الجفاف بسرعة البرق وهذا مايحدث تحت شبه أرض الجزيرة العربية. فخلال عدة عقود نضبت تقريبا
المياه الجوفية المختزنة مما قبل التاريخ وبحلول 2007 وحين كانت احتجاجات الطعام تهز المنطقة هبط انتاج القمح السعودي الى حد كبير. وتتوقع وزارة الزراعة السعودية انه في 2016 سيكون على الدولة ان تستورد 100% من القمح المطلوب لاطعام سكانها البالغ عددهم 26 مليون نسمة.

السعودية هي واحدة من 18 دولة - تضم معا نصف سكان العالم - يستنزف الري فيها طبقات المياه الجوفية الاحفورية. ولكن تصدير المياه الافتراضية المدمجة بانماء المحاصيل لن يكون سببا لمشاكل بيئية فقط وانما مشاكل سياسية أيضا.  على سبيل المثال الري واسع النطاق في اثيوبيا والسودان يسحب المياه من حوض نهر النيل الاعلى ويقلل من حصة مصر من المياه.

ورغم مشاكل المياه، ترحب السودان بالمستثمرين. يقول محمد رشيد البلوي وهو مدير الزراعة السابق في الشركة السعودية هادكو في حوار مع فاينانشيال تايمز "انه اول بلد يعطينا الارض بدون اجراءات معقدة . المساحة كبيرة والشعب ودود وقد اعطونا الارض مجانا تقريبا."

للحديث بقية .. انتظروني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق