"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/7‏/2011

"كردستان" الأخرى: في واشنطن!

ترجمة عشتار العراقية 

الاكراد يسمون انفسهم (العراق الآخر) وحتى لديهم حملات اعلانية تقول:
هل رأيت العراق الاخر؟
يسر الناظرين، هاديء وبهيج
 اقل من مائتين جندي أمريكي يستقرون هنا
العرب والكرد والغربيون ، يستجمون معا.

ما لم تذكره الحملة الدعائية هو ان الاكراد المضيافين يستأجرون الجنرالات والدبلوماسيين الأمريكان الذين سبق أن ساعدوهم - المسؤولون الرسميون الامريكان الذين ساعدوا في إقامة "العراق الاخر" .
أراهن انكم لا تعلمون ان هناك عراقا كرديا آخر في واشنطن  العاصمة ، في مبنى فاره بملايين الدولارات. وهذا العراق الآخر يستخدم منتحل اعمال ادبية متحدثا رسميا له. ويستأجر جنرالات امريكان سابقين، ويكافئ دبلوماسيين سابقين بصفقات نفط. وهو يملك شققا كثيرة في واشنطن ويدير حسابات ضخمة لدى محلات الجواهر حيث يوزع ساعات بقيمة 25 الف دولار!

نظير (عراب) ماريو بوزو، يعرض بنجاح منقطع النظير في المنطقة الكردية من العراق.  انهما عائلتان سياستان رئيسيتان تزدادان ثراء كل يوم بسبب اموال النفط. والعائلتان تبنيان قصورا ضخمة هناك تمتليء بعدد كبير من الخدم والموظفين وطائرات نفاثة. لديهما محطات اذاعة وتلفزيون ويسيطران على وسائل الاعلام. وقد اقامت العائلتان هدنة بينهما وهما تقتسمان الثروة والسلطة واستخدام جنرالات ودبلوماسيين امريكان سابقين للاهتمام بتفاصيل ارضاء واشنطن من اجل ان يستمر القطار الكردي السمين في السير دون الخروج عن قضبان السكة. وهكذا فإن قادتنا العسكريين والمدنيين الذين يعلمون لحساب هاتين العصابتين السياسيتين هم بمثابة مسؤول شرطة نيويورك  الفاسد الذي كان بخدمة مايكل كوريوني في رواية (العراب) .

لقد وضع الحزبان السياسيان الرئيسيان الكرديان الموظفين الرسميين وقادة الجيش الأمريكي بدئا من جاي غارنر، على قائمة رواتبهم لتنفيذ طلباتهم في واشنطن ، وهؤلاء هم افضل الجنرالات والدبلوماسيين السابقين الذين يمكن شراؤهم بالمال.

الجنرالات الذين ارسلوا جنودنا الشباب للحرب في العراق يتربحون الان من خدمة مصالح عائلتين ترفضان اساسا مشاركة ثروة العراق مع الاخرين مما يؤدي الى المزيد من الصراع والموت. انه فيلق جنرالات الجيش الأمريكي السابقين الفاسدين الذين يفعلون اي شيء من اجل المال ومن اجل الحصول على تذكرة رجال اعمال على الطائرات.

والآن هناك مشكلة في منطقة الأكراد حيث ان الثروة لا تتجاوز هاتين العائلتين السياسيتين . ولا تعرض المراكز التجارية الجديدة البراقة في "كردستان" الا القليل لمن لاينتمي الى هاتين العائلتين. والناس الذين لا يرتبطون بهما يحتجون حاليا على القصور والفساد المستشري الذي يشكل كردستان الجديدة .

وحين تخرج الاشياء عن السيطرة ، يستدعي القادة الكرد البيشمركة للعناية بالمشاغبين. فالاحتجاجات على اية حال مضرة بالاعمال التي تزدهر في كردستان.

ليس هناك ديمقراطية . هناك فساد فقط. وقد قال لي مرشح كردي "المال هو كل شيء على الارض. انهم يشترون الاصوات. وهذا هو السبب الوحيد انهم مازالوا في السلطة. لايستخدمون البنوك ، وانما الأظرف. واذا لم تكن مع الحزب الكردي فأنت لاشيء. ليس هناك سجلات حكومية ، لا حسابات. انه مجتمع النقد الكاش."

معظم الاكراد العاديين لا يعيشون في قصور ولا يقيمون في فنادق فاخرة ساعد في انشائها الدم الامريكي واموال الضرائب وضباطنا السابقين الطيعين ودبلوماسيينا السابقين المولعين بالربح السريع.

منظر الرئيس العراقي طالباني وهو يدس النقود تحت مخدات الجنود المصابين (لئلا ينجرح احساسهم اذا وضع النقود في ايديهم - عشتار) خلال زياراته لمستشفى والتر ريد هي صورة رجل استفاد اكبر فائدة من التدخل العسكري الامريكي يعطي بقشيشا للجنود الأمريكان الذين ضحوا بأعضائهم واطرافهم من اجل تمكين امبراطوريته النفطية.

نحن في جهاز اخبار الامن القومي آNational Security News Service نعرف الكثير عن الضباط الكبار الامريكان الذين بنوا شهرتهم من بيع الحروب والمعدات العسكرية. هؤلاء ليسوا اكثر من مرتزقة يلفون انفسهم بالعلم ويثرون على حساب الرجال والنساء الذين رأسوهم يوما .

إن صور افضل الجنرالات  والدبلوماسيين الذين يسرعون الى الفصيل الكردي لصرف العمولات تجعل   القصة اكثر قبحا لأن الجنرالات يتسلمون تقاعدا محترما ورعاية طبية وامتيازات اخرى.

كم من النقود تكفي المرء؟ متى يصبح  قبض الرواتب من زعماء الاحزاب الكردية اوغيرهم من المتربحين من الحرب ، خلقا مذموما؟

الجنرالات والدبلوماسيون الأمريكان مع العراب دون برزيوني

* جوزف ترنتو - صحفي محقق لمدة 40 سنة ، متخصص في شؤون الأمن القومي الأمريكي. وله عدة كتب .

هناك تعليق واحد:

  1. علي العلي ـ العراق21 يوليو 2011 في 8:56 م

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا اعتقد أن هناك انسان ما على وجه الارض وعلى مدى التاريخ قدم من الشكر للمحتل ما قدمه الطالباني لامريكا على احتلالها العراق (وانقاذه من ابشع دكتاتورية عرفها التاريخ الحديث) ، تلك هي لازمة لقاءات الطالباني الذي لم يدخر مناسبة دون ان (يطرزها) بذلك الشكر الذي اصبح لازمة لقاءاته مع سادته الامريكان حتى وان كان ملتقيه جندي امريكي لاغير ، ناهيك عن عبارات الثناء والاطراء على السياسة الامريكية (وتضحياتها النبيلة) لتحرير الشعوب وبناء المجتمعات الديمقراطية المتحررة ، والمصيبة انه يتحدث باسم الشعب العراقي وكأنه يتعمد الحاق العار بذلك الشعب وينسب اليه سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، اذ ليس ثمة شعب من شعوب الارض شكر الغزاة المحتلين على الاحتلال والقتل والتدمير .
    امثلة :
    (( التقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني في مقر إقامته ببغداد بعد ظهر اليوم الخميس 26-8-2010، قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو الذي جاء مودعاً فخامته بمناسبة انتهاء مهامه.
    وأشاد الرئيس طالباني في أثناء اللقاء بالدور الذي لعبه الجيش الأمريكي وجنوده نساءاً ورجالاً في تحرير العراق،
    وأكد فخامته أن الشعب العراقي ممتن للجيش الأمريكي لدوره في التحرر من الديكتاتورية البغيضة، موضحاً أن العراقيين لن ينسوا التضحيات التي قدمتها القوات الأمريكية منذ العام 2003 من أجل حرية العراق، مؤكداً أن هذا الأمر فند الشائعات التي تقول ان النفط كان السبب الرئيس وراء مجيء القوات الأمريكية إلى العراق لأن الواقع أظهر أن الولايات المتحدة جاءت من أجل تحرير الشعب العراقي من أبشع دكتاتوريات العصر الحديث )).
    (( التقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني ظهر اليوم السبت 28-8-2010 في مقر إقامته ببغداد سفير الولايات المتحدة الأمريكية جيمس جيفري والوفد المرافق له.
    وفي القاء الذي حضره الدكتور برهم أحمد صالح رئيس حكومة إقليم كوردستان والدكتور لطيف رشيد وزير الموارد المائية، تم بحث الأوضاع العامة في العراق والعلاقات الثنائية بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وأشار الرئيس طالباني إلى ضرورة توطيد هذه العلاقات من خلال تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين بما يصب في مصلحة شعبي البلدين الصديقين.
    وأكد فخامته أن العراقيين ينظرون إلى الولايات المتحدة كحليف وصديق دائم للعراق، والعراقيون ممتنون للحكومة وللشعب الأمريكي لمساعدة ومشاركة الشعب العراقي وقواه الوطنية في تحرير العراق، وأضاف الرئيس طالباني: "ان الشعب العراقي شعب وفيّ ولا ينسى الذين وقفوا إلى جانبه وقت الضيق وساندوه في نضاله نحو التحرير والحرية والديمقراطية")).
    (( استقبل فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني في بغداد اليوم الثلاثاء 31-8-2010، نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن.
    وجرى خلال اللقاء بحث عملية انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق بانتهاء عملياتها وتغير مهام واجبات القوات المتبقية لحين الانسحاب الكامل من العراق والتطورات السياسية الحاصلة في البلاد لاسيما المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية، والسبل الكفيلة للاسراع في إيجاد صيغة توافقية من أجل مشاركة القوى السياسية العراقية في هذه الحكومة.
    كما جرت مناقشة العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، حيث أكد الجانبان أهمية تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات كافة، وضرورة العمل بها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
    وجدَّد الرئيس طالباني شكر حكومة وشعب العراق للولايات المتحدة للتضحيات التي قدمها الجيش الأمريكي، ابتداءا من تحرير البلاد من الديكتاتورية البغيضة والعمل جنباً إلى جنب مع قوى الأمن العراقية في ترسيخ الأمن ومطاردة فلول الارهابيين، فضلا عن دعمهم في تطوير قدرات القوات العسكرية والأمنية العراقية، وتطوير البنى التحتية للجيش العراقي في مجالات التجهيز والتدريب)) .
    فأي رئيس هذا الذي يشكر المحتل ، واي شعب يرتضي بهكذا رئيس ؟؟ .

    ردحذف