"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/7‏/2011

عشر قواعد للحرية

تنبيه: الكاتب يخاطب الشعب الأمريكي ولكن قواعده العشر تناسب كل شعب، وفي أي مكان.

بقلم براندون سمث

ترجمة عشتار العراقية

لاشيء اسوأ في هذا العالم من انسان مستعبد يعتقد بسذاجة انه حر، سوى ان تحاول شرح محنة ذلك الانسان له. يمكنك ان تطرح حقيقة بعد أخرى تحت اقدامه، يمكنك ان تقدم له كل الأدلة، تصرخ وتتوسل ولكن قبل ان يستمع اليك ينبغي ان يدرك اولا محنته. طالما ينظر الى نفسه على انه "آمن ومطمئن" وطالما يتصور ان قيوده اجنحة ، فإنه لايرى اي سبب للتشكيك في صواب عالمه وبالتأكيد لن يحرك نفسه لتغيير مصيره. 

لأولئك المدركين ولأولئك الذين على حافة الادراك، هناك قواعد معينة يمكن ان تقوي موقفنا وتحمينا من البلاهة. الحرية ليست حالة اجتماعية قائمة بذاتها، وانما تحتاج الى شروط والى جهود وتضحيات.

الحرية لا تعيش بدون ارادتنا لإدامتها. واذا لم تكن مستعدا وراغبا للدفاع عن استقلالك فإنت لست حرا .

قواعد الحرية هي:


القاعدة -1: لا تأخذ اي شيء كأمر مسلم به

مشكلة الكثير من الناس هي قضية التوقع والافتراض. لقد نشأنا على فكرة الوفرة والامن النسبي. حتى اننا لانلاحظ بدء تلاشي وفرتنا وامننا. نفترض ان حالة العالم اليوم هي حالة العالم غدا ولكل الاوقات. في الولايات المتحدة الكثير منا يتوقع ان رفاهيتنا وحريتنا أمران مسلم بهما، وانهما سوف يزدادان مع كل جيل قادم. وهذه العقلية الثقافية الضيقة نشأت مع انفجار النمو الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية الذي محى كل ذكريات الكساد الكبير في مجتمعنا . الأحرار حقا يدركون ان الامم يمكن ان تدمر ذاتها في زمن قصير خاصة حين تفشل في تحديد نقاط ضعفها وفي مواجهة  شرورها. لا تنتظر ان يصلح لك مشاكلك غيرك . لاتتوقع ان تدوم حريتك المكتسبة . استعد دائما للأسوأ وناضل من اجل الأفضل.

القاعدة - 2 - ثقف نفسك

لا تكن ابدا الغبي المفيد. وجودك مثل عدمه. كونك جزءا من قطيع ليس مدعاة للفخر. ناضل من اجل كسب المعرفة، كن متعطشا للحقيقة في كل لحظة من يومك. الكثير من الاشياء التي نعتبرها (مهمة) في مجتمعاتنا الحديثة هي جزء من محاولات جوفاء ضمن مخطط كبير لإلهائنا، لتضييع وقتنا حتى نموت. لاتفترض انك ملكت الحقيقة خاصة اذا كانت مقدمة لك ولم تبحث عنها بنفسك. ابحث عن المعرفة بنفسك، ضع ماتعلمته موضع الاختبار وبهذه الطريقة فقط تتعلم. وسع آفاقك . تعلم شيئا مفيدا. لا تتحجج بضيق وقتك. يمكنك ان تخلق الوقت. الجهلة يقادون والعارفون يقودون انفسهم.

القاعدة - 3: لاتكن ضعيفا

الحرية ليست لضعاف القلوب. والشجاعة ليست حكرا على اشخاص معينين . لقد رأيت اطفالا اكثر شجاعة وجرأة في قول الحق من رجال كبار. اذا وجدت وضعا خطيرا يواجه الناس ، و لم تفعل شيئا حياله، فإنك لا تخيب أمل العالم فقط وانما تخيب أمل نفسك أيضا. اذا كنت تعرف إنك على حق فلا تخف من أي انتقاد يوجه اليك.. اذا كنت تصف نفسك بأنك ناشط في مجال من المجالات ولكنك ترفض التضحية او ترفض النضال، فقد فشلت حتى قبل ان تبدأ. لأن الكلام يؤدي الى ردود أفعال. لا تواجه  الشيطان بالكلمات اذا لم تكن مستعدا لتلقي اللكمات.  

القاعدة - 4: لا تنتظر من الآخرين توجيهك

عليك ان تقوم بالفعل بنفسك. الاسئلة التي يطرحها البعض مثل "متى يبدأ احد ما بالتحرك؟ ماذا سوف تفعلون في مصيبتنا؟" هي اسئلة يطرحها العبيد وليس الاحرار. الانسان الحر يسأل "ماذا سوف افعل في مصيبتنا هذه ؟" " ماهو الحل الذي اقترحه لهذه المشكلة؟" هذا هو مفتاح الحرية. القيادة اللامركزية والحركات المبنية على المرونة والتلقائية، بدلا من حشد عظيم من الناس يقفون جامدين منتظرين اوامر عليا من شخص نصب نفسه قائدا او مسيحا منتظرا  او مهندسا يهندس لهم مواقفهم وتحركاتهم.  حالما تضع مبادراتك تحت سيطرة الاخرين ، تخسر المعركة. تأمل دائما ستراتيجيات الاذكياء وتعلم منها اذا كانت مفيدة لك، ولكن لا تقف عاجزا لانك تخشى بذل مجهود لحل مشكلة اكبر منك. المتفرجون يشاهدون التاريخ يمضي ولكنهم لا يصنعونه.

القاعدة - 5: ارم ما ليس ضروريا، واحتفظ بالمفيد

لقد اقتبست القاعدة هذه من بروس لي، ولكنها مفيدة للحركات الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي كما هي مفيدة في الفنون العسكرية. لا تثقل نفسك بديون لا تحتاجها ولا تستطيع سدادها فتظل عبدا لها.  في حياتنا الخاصة ، كم هي الاشياء غير الضرورية التي نراكمها يوميا بدلا من الاشياء المفيدة التي قد نحتاجها يوما ما ؟ كم من الوقت المستقطع من حياتنا نقضيه في تجميع (قمامة) من اجل ان نكون في مستوى "مقبول اجتماعيا" حسب السلوك الاستهلاكي؟ كم منا من يظل متمسكا بوظيفة يكرهها من اجل خدمة الاستهلاك غير الضروري؟ ينبغي ان نستعيد فضيلة القدرة على ترتيب الاولوليات في حياتنا.
وهذه القاعدة تنطبق على الحكومات. اذا عجزت عن القيام بواجباتها تجاه الشعب ولم تعد تخدم الأهداف التي جاءت من اجلها ، ينبغي ، إذن رميها واستبدالها بحكومة تخدم الناس او ينبغي اجبار الحكومة على العودة الى الاساسيات. اليوم يشار الى هذا النوع من الحديث على انه (تطرف) او (تمرد) ، مما يأخذنا الى القاعدة التالية:

القاعدة - 6: تجاهل تصنيفات المؤسسة

التصنيف واطلاق الاوصاف والاسماء لايؤثر الا اذا كنا فعلا نهتم برأي الأخرين فينا. تصنيفات مثل "ارهابيون محليون" " متطرف" " معتنق نظرية المؤامرة" كل هذه تسميات تستهدف اشعار الناس بالعار ليفرضوا رقابة على انفسهم خشية من الرفض الاجتماعي. كما انها تستهدف الى اسباغ وضع (اللامنتمي) او (الهامشي) على مواقف سياسية من اجل تهميش واضعاف عزيمة اولئك الذين يعتنقون افكارا مغايرة، بغض النظر عن ان  كل حركة ثقافية محترمة في التاريخ نشأت - تقريبا-  اولا، بشكل هامشي. وقد تربينا منذ نعومة اظفارنا على فكرة انه من الافضل ان نكون مقبولين من قبل المجموع وان نتفادى المخالفة (خالف تعرف) حتى على حساب تفردنا.  ولسوء الحظ ينشأ الكثير منا بهذا المعتقد ولا يتخلون عنه وهكذا يعرضون انفسهم للتأثر بأي تكتيكات بسيطة يستخدمها المجتمع مثل السخرية. إن القوى المهيمنة على العالم والمتعاونين معها من وسائل الاعلام او دمى المؤسسات الفكرية مستعدون لقول اي شيء من اجل نيل غاياتهم. الكلمات الفارغة والتصنيفات المزيفة لا يمكنها ان تحجب الحقيقة ، او تعيق حركة تسعى وراء الحقيقة.

القاعدة - 7: التشاؤمية طريق الهزيمة

من الجيد ان تكون ناقدا ولكن ليس الى نقطة العدمية. نسمع عادة من المتشائمين ان الانسانية وصلت الى مرحلة من الغباء والرضا بما هي فيه مما يمنعها  من فعل الصواب. ولكن الغباء والتهاون - على أية حال- ليستا من الصفات المتأصلة وانما هي مكتسبة ويمكن التخلص منها.  ماهو متأصل فينا هو القدرة على اختيار الطريق الذي نسلكه. علينا ان نذكر الناس بهذا الاختيار. يمكننا ان نصرخ ونئن طول الوقت بان لا احد يهتم وليس هناك امل، او يمكننا ان نستنفد كل الخيارات قبل ان نستسلم. لا نحتاج ان (نحب) المجتمع كما هو ولكن نحتاج الى التعرف على الامكانيات الكامنة في  الناس للتغير الى ماهو افضل.

القاعدة - 8: السلطة الحقيقية تستمد من الاحترام المكتسب استحقاقا وهو لا يشترى أو ينتزع

السياسي الفاسد هو نصاب ببزة أنيقة. الشرطي الذي يرفض ان يتبع القوانين الدستورية هو مجرد طاغية صغير ببزة رسمية. الإقتصادي الذي يحرف البيانات ليكيفها مع اهداف سياسية له او لخدمة سياسيين يتبعهم هو مجرد كذاب او مخادع يحمل قطعة من ورق من جامعة مرتفعة المصاريف. عالم المختبر او الطبيب الذي يحرف الاختبارات من اجل دعم مصالح الشركات الكبيرة بدلا من احتياجات الجمهور هو مجرد محتال بمعطف أبيض. وفي كثير من الأحيان، رغم ذلك نأخذ بكلام هؤلاء النصابين لمجرد انهم يتحدثون وهم يرتدون الزي الرسمي. انهم مجرد اشخاص، واذا كانوا لا يقومون بواجباتهم بصدق وشرف فإنهم بلا فائدة  و يستحقون ازدراءنا وليس احترامنا. وينبغي الا نضع مثل هؤلاء الأشخاص في مناصب سلطوية.

القاعدة -9: خذ اي شيء بشكل شخصي

حين يحاول اي شخص ان يسرق منك او يؤذيك او يستعبدك فإنك، مالم تكن أبلها - سوف تأخذ المسألة بشكل شخصي. أليس كذلك ؟ لماذا ، إذن، يختلف الأمر حين ترتكب الحكومة نفس الأفعال تجاهك؟  على الأمريكيين ان يغضبوا لتدمير اقتصادهم وعملتهم وبناهم التحتية وحرياتهم الدستورية. ينبغي ان يغضبوا للحروب اللانهائية التي تشنها حكومتهم في الخارج والتي تفلس البلاد. ينبغي ان يرفعوا  اصواتهم الى اعنان السماء حول فساد  نظامهم السياسي الذي تديره  مجموعة من  صيارفة الشركات العملاقة. هل هذا تصرف "متطرف" ؟ وماذا في ذلك ؟ اذا لم يكن غضبك ظاهرا فلا قيمة له. لاتنشط فقط وانما تصرف بحماسة عاطفية. فالأمر يتعلق بحياتك وحياة من تحبهم. واذا لم نكن نستطيع على الأقل اظهار غضبنا لسوء افعال الحكومة ، فلماذا، بحق الجحيم، نسمي انفسنا احرارا؟

القاعدة - 10: انت اول وآخر خط دفاع

سواء شئنا ام أبينا هذه هي مهمتنا. لقد ورثنا دولة على حافة الكارثة ومهمتنا تنظيفها والا فلن يتبق منها ما نتركه لاجيالنا القادمة. لن ننال حقوقنا بدون دم وعرق ودموع. لن نبني قصورا في الهواء . قد يرى البعض في هذا مصيرنا المحتوم. يمكننا ان نركع ونحن نئن يأسا من مصيبتنا الكبيرة ولكن هذا سيكون انتهاكا للقاعدة رقم 3 ولا يريد احد منا ان يكون ضعيفا متباكيا. ومايسمى (جيلا سيء الحظ) هو جيل لم ينتهز الفرصة العظيمة الكامنة عند اطراف اصابعه. ولم يهزم مارد زمانه. كلما تعاظمت الكارثة ، كلما كان العدو اكبر، كان الابطال اعظم. وأمامنا فرصة ان نغير عالمنا . نجاحنا في ذلك او فشلنا يعتمد كليا علينا.



هناك تعليقان (2):

  1. ترجمة رائعة سيدة عشتار، الصورة المرفقة للمقال المترجم هي نفسها في المقال الاصلي؟ ام انك وضعتيها حسب إختيارك للموضوع المترجم
    مع وافر الشكر على جهودك الخيرة
    حسن الطائي
    صحافي عراقي

    ردحذف
  2. اخي حسن

    شكرا لكلماتك الطيبة. الصورة اخترتها انا للتعبير عن الموضوع (الفرد تجاه المؤسسة او المارد) والمقالة الاصلية بلا صور.

    ردحذف