"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/7‏/2011

6 اسباب: وراء اخفاء الإعلام الرقم الحقيقي للضحايا العراقيين

ترجمة عشتار العراقية

ندخل الان مرحلة مألوفة بعد حروبنا وهي مرحلة النسيان: نسيان حقائق الحرب المؤلمة. وبشكل رئيسي تجاهل ضحايا الحرب التي دمرت حياة العراقيين ومجتمعهم على مدى ثمانية اعوام .  وعملية النسيان هي سلوك اجتماعي وسياسي مارسته وسائل الاعلام الامريكية اثناء الحرب ولكن خصوصا الان ، فالاخبار النادرة التي تصلنا من العراق تقلل من أرقام الضحايا المدنيين العراقيين .  وسائل الاعلام الأمريكية الرئيسية تتفق على ان عدد الضحايا (عشرات الالوف) وبعضها يلحقه بتعبير (على الأقل) ولكن الجميع يتفقون على هذا الرقم الصغير في حين ان بعض مراكز البحث اتفقت على أن الرقم يتجاوز (مئات الألوف) . لماذا هذا الخفض في عدد الضحايا من قبل الاعلام الرسمي الامريكي؟


حتى لا يتجاوز الرقم ذلك الرقم الذي يعزى لعدد (ضحايا) الرئيس صدام حسين حين قيل انهم مئات الالوف، فعشرات الالوف من ضحايا الحرب لتخليص العراق من (صدام حسين) يجعل المسألة تستحق ذلك . وعادة يقول لك المؤيدون للحرب "ارقام الموت في سنوات صدام اعلى بكثير من السنوات التي تبعت التحرير. لقد اختفى في عهده مئات الألوف في المقابر الجماعية" ولكن اذا كان هذا ديدن مؤيدي الحرب من الجناح اليمين فما السبب الذي يجعل اعلام الصفوة يدفن قضية الضحايا ؟ هناك 6 اسباب لذلك:
 
اولا - الكثير من منابر الاخبار هذه وافقت على الحرب على العراق ولم تندم بعد ذلك وحتى لو اعترفت صحيفة بأن هناك خطأ في حسباباتها حول الحرب فإن الاعتراف بأن ادارة بوش احتالت على الرأي العام وان الخطأ تضاعف بخمسة ملايين لاجيء وربما مليون ضحية هو مالايمكن هضمه.

ثانيا - بذلت ادارة البيت الابيض في عهد بوش قصارى جهودها للنيل من مصداقية التقديرات العالية للضحايا وماكنة اعلام مردوخ قامت بدورها في محاولة تشويه دوافع المسوحات التي تقوم بها هيئات مستقلة كما حدث في تقدير معهد جون هوبكنز عن عدد الضحايا بما يزيد على 650 الف ، فقد وصف في حملة  صحيفة وول ستريت جورنال بان التقدير (مسيس) .

ثالثا  - الصحفيون نادرا ما ينغمسون بجدل تقني حول تقدير عدد الضحايا مفضلين كتابة تقاريرهم الصحفية عن الموت وكأنه خبر سياسي. الصحافة في حرب العراق كانت تميل الى التركيز على نقاط ضعف بوش و فوضى التنازع السياسي في بغداد وسرعان ما تمحورت التقارير الاخبارية حول الفتنة الطائفية ومشاهد انفجارات المركبات المفخخة واقتصرت التقارير حول منطقة بغداد لصعوبة التحرك خارج المنطقة ، في حين ان العراقيين (من خلال مدوناتهم والاستفتاءات) كانوا يقولون ان 80% من العنف بسبب الجيش الامريكي وظروف الحياة الصعبة. وهذا المنظور نادرا ماوجد طريقه الى وسائل الاعلام الرئيسية في الولايات المتحدة.

رابعا - في عهد بوش الجمهورية لم يقترب الديمقراطيون (باعتبارهم معارضة) من هذه القضية فقد كان القول بان اكثر الضحايا العراقيين قضوا على ايدي الجنود الامريكان يعتبر انتحارا سياسيا، لأنه بعد احداث  11 ايلول كان الجمهور متعطشا لوجود ابطال (بشكل جنود) وقد اسبغ عليهم تأليها غير مسبوق ..

خامسا - العنصرية: أغلب الحروب الامريكية منذ 1945 كانت في آسيا ، وكان ينظر للمحلييين بازدراء وعنصرية وهذا يفسر وقوع ضحايا بالملايين بدون اية محاسبة للقوات الامريكية .

سادسا - العامل النفسي وهو اقوى العوامل اعلاه. اننا نميل الى الاشاحة بأعيننا عن المناظر البشعة والمؤذية.  انها تقلق احساسنا بعالم منظم وعادل. ونميل الى التوهم ان هذه الفوضى والمذابح لا تحدث حقا وان كل شيء سيكون على مايرام في النهاية او ان المسؤول هم الضحايا انفسهم.

+++

* مدير في مركز الدراسات الدولية في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا

هناك تعليق واحد:

  1. السبب السابع : بما ان الاعلام في العراق الان ينقسم الى اعلامين .اعلام محسوب على الشيعه ( حكومه ) واعلام محسوب على السنه (مقاومه )لا ثالث لهما لذا يحاول الطرفين اخفاء ضحايا الطرف المعادي ظناً منه بانه يقتل من الطرف الاخر اكثر مما يقتل هو منه.
    فمثلا اعلام متطرفي الشيعه يصور بان كل قتلى المفخخات والذبح الطائفي هم من المذهب الشيعي وانهم مستهدفون من الارهابيين العراقيين وغير العراقيين ولايتطرقون الى جرائم جيش المهدي وابو درع وقوات المالكي وغيرهم . بالمقابل اعلام متطرفي السنه يصوّر العكس ويتغاضى عن جرائم المتطرفين من القاعده ( المدعومه من ايران ) كالزرقاوي وغيره . وبهذا يكون الاعلام العراقي شريكا في اخفاء الرقم الحقيقي للضحايا في العراق .

    بغدادي كردي

    ردحذف