"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/7‏/2011

مسيرة خبير المذابح الستراتيجي - 1


قبل البدء في التحقيق عن هذا العميل الستراتيجي ، علينا أن نتذكر ماذا حدث في تلعفر في ايلول 2005
وهذا مقطع من ترجمة الاستاذ كهلان القيسي عن مقالة الكاتب مايك وتني المعنونة   Tal Afar: war crimes in Bush’s dystopia
لقد بدأ حصار تلعفر في الثاني من سبتمبر/أيلول عام 2005. وكان الهجوم عليها أكبر هجوم عسكري منذ الهجوم على الفلوجة في وقت سابق من السنة. وفي عام 2004 حاول الجيش الامريكي السيطرة على المدينة لكنه رد على اعقابه بقتال عنيف. بعد ذلك، اشتدت ونشطت الحركة الفدائية داخل المدينة لتوقّع أي هجوم مستقبلي.
 حوصرت المدينة تماما من قبل اكثر من  5,000 جندي من القوّات الأمريكية والعراقية ، ووضعت خلف اسوار هائلة من الرمل و نقاط التفتيش العسكرية. ثمّ أخلوا الناس من المدينة بالقوة وتركوهم يواجهون مصيرهم . وقد تفاجأ الصليب الأحمر بمقدار هذا النزوح الجماعي ولم يكن قادرا على تامين الملجأ، والماء، أو الغذاء للعديد من أولئك الذين هربوا. وللأسف، آلاف من الناس إختاروا البقاء في المدينة ومقاومة الهجوم .. ثمّ قصفت المدينة باستمرار لأكثر من إسبوع بدبابات أبرامز، و إف -16 والقاصفات والمروحيات والمدفعية الثقيلة. على الأقل أربعة مساجد ومنطقة السراي قصفت وبإصرار بقنابل زنة 500 و1000 رطل. وقد ذكرت صحيفة الزمان العراقية : "تكلّم شهود العيان عن عشرات من الإصابات بسبب القصف العشوائي ".

كامل عملية الاجتياح جرت في سرية نسبية لأن الناس في الولايات المتحدة كانت انظارهم أكثر تركيزا على تكشف مأساة كاترينا.

الحصار نفّذ طبقا للإجراءات المعتادة ؛حيث الدمار الهائل للملكية الفردية، وتسوّية المناطق التي ظهرت بها المقاومة بالارض، والقنّاصة يقتلون أيّ شيء يتحرّك في شوارع المدينة، والجمع الروتيني يعني قتل أي شخص الذي يبدو مثير للشكّ.

"آلاف من سكّان تلعفر حوصروا داخل حي السراي بحزام من الدبابات والاسلاك الشائكة التي لفت حول المنطقة كلها لمنع مقاتلو المقاومة من الهروب ، أجزاء هامّة من تلعفر ذكر بأنها كانت في خراب تام. وقطعت خدمات الهاتف والكهرباء وتوقفت مستشفيات. وأصدر مركز حقوق الإنسان العراقي نداء مستعجل الى الحكومة العراقية لإيقاف الهجوم وان تسمح لفرق الإنقاذ بدخول المنطقة لايصال الغذاء والماء والإمدادات الطبيّة." (. نص مقتبس من (جيمس كوجان http://www.wsws.org).

كذلك ذكر موقع اسلام اونلاين" ان سكّان تلعفر بعثوا بنداء إستغاثة إلى المجموعة الدولية للتدخّل في ايقاف القصف المستمر لمدينتهم المدمّرة، والذي سبب أزمة إنسانية فظيعة."

وذكر رجل غير معروف : ان الأمريكان يقصفون المدينة بالأسلحة الكيمياوية وبأنّ السكّان يعانون من الاختناق ومشاكل صحية اخرى نتيجة تعرّضهم للهجوم الأمريكي. إنّ هذا التقرير يتفق مع دليل الأسلحة المحضورة التي إستعملت في هجوم سابق على الفلوجة.

الفكرة في ان تلعفر كانت معقل للقاعدة، هي حملة سخيفة ومضحكة ومغشوشة ، الهدف منها إخفاء الأهداف الحقيقية للعملية. فالحصار صمّم بشكل واضح كجزء من حدود وسياسة "الأرض المحروقة" سياسة موجهة نحو المدن السنيّة. وهذا يتضح من انه "ليس هناك مقاتل أجنبي واحد أسر في الحصار على الرغم من الإدّعاءات بان المدينة كانت ملجأ للإرهابيين الأجانب." نص مقتبس من مقالة (Linda Heard).

وإعترف العقيد جريج رايلي بنفس القدر إلى الجزيرة حيث يقول بأنّ المقاومة إختفت، تجنبا لقتالنا . لهذا السبب ليس هناك قتال.ولم يخوضوا المعركة."

لسوء الحظ، تعتيم وزارة الدفاع الأمريكية الإعلامي الحقيقي منع هذه القصّة من ان تحضى بأيّ إهتمام جدّي في الصحافة.

الصحفي العراقي المحليّ، ناصر علي، لخّص أهداف الحصار بالقول ، "كلّ مرّة يريد جيش الولايات المتحدة وجيش الحكومة العراقية تدمير مدينة معيّنة يدّعون بانها ملجأ للمقاتلين العرب وأبو مصعب الزرقاوي."

وعلي محق في كلامه ، لكن هناك دافع أكثر شرّا أيضا، وهو التطهير "الإستباقي" المتعمّد للسنّة لتقليل الضغط المتزايد من المقاومة. الهجوم على تلعفر لم يكن معركة مع الإرهابيين لكنه محاولة واضحة من التطهير الإثني. بعد الحصار، ذكر الهلال الأحمر "بأنّ الأشخاص الـ170 من مدينة تلعفر كانوا قد تمرضوا نتيجة" إستنشاق غازات "و" سموم غريبة"؛وهذه اشارة أخرى بلن أسلحة محرّمة إستعملت ضد المدنيين.

يذكر جيمس كوجان بأنّ" الولايات المتحدة قادت هجوما خلف مئات من البيوت والدكاكين والمكاتب والمساجد المدمرة ، والقوّات الأمريكية والعراقية تهجم على وتفتش كلّ بيت في تلعفر بحثا عن من تبقى على قيد الحياة من المسلحين أو مخابئ الأسلحة. وعندما سيتمكن السكّان من العودة إلى بيوتهم، سيجدون أبوابهم وشبابيكهم أثاثهم قد حطّمت، ومقتنياتهم الشخصية خرّبت أو نهبت."

التلخيص: تلعفر أخليت بالقوة، وقصفت بدون رحمة، وأسرت بوقاحة و تركت مدمرة… لكن لا إشارة على وجود القاعدة؟ كما قال العقيد رايلي ، "إختفوا"( صحيح)

جوناثان فنر وضّح الذي حدث حقا في تلعفر في مقالته في الواشنطن بوست:

"تلعفر كانت تتكون 70 % تركمان سنّة و30 % تركمان شيعة. اتهم التركمان السنّة في انهم مع صدام، ومؤخرا كمسلمين متطرفين. والتركمان الشيعة عاشوا في خوف على حياتهم.

لذا الأكراد والشيعة يضربون التركمانيين السنّة لكونهم متحالفين مع العرب السنّة. … وهو بشكل رئيسي معاقبة التركمان السنّة للتحالف مع الفدائيين العرب السنّة."

لذا، ان دور الولايات المتحدة في هذه المهزلة الدامية كان في تحريض ومساعدة القوّات العراقية التي إشتركت في ترويج العنف الطائفي والحرب الأهلية؛ وهذا واضح وضوح الشمس. ولا شيء من هذا الذي جرى له اية علاقة مع ثرثرة بوش اللانهائية حول القاعدة. الهجوم على تلعفر كان ببساطة ووضوح هو "تطهير إثني" وهي الإستراتيجية التي تلائم بسهولة تامّة مع الأهداف الأوسع للإحتلال لسحق المقاومة الوطنية ول"تشتيتها وقهرها".

أصدر المجلس المحلي المحترم جدا في محافظة نينوى - بيانا الى محكمة بروكسل الذي أهمل من قبل أجهزة الإعلام الغربية لكنه يستحقّ التكرار هنا:

" ان حقيقة ماذا يجري في تلعفر هو استخدام مفرط للقوة وإستعمال الأسلحة المحرّمة دوليا من الغازات السامة، و القنابل العنقودية، ، وقنابل النابالم، نطالب بأنّ يجري تشريح جثث أبنائنا الذين سقطوا في العدوان البربري لتدقيق الممارسات اللا إنسانية التي نفّذت من قبل القوات الأمريكية والميليشيات التي شاركت في مذبحة تلعفر."

"مذبحة في تلعفر"؟

هل هذه المذبحة نسمع عنها في خطابات بوش الوردية حيث يقول" ان الأطفال يلعبون في الشوارع والدكاكين اعيد فتحها"، بالطبع لا. وكذلك لاتتوافق مع خطبة الرئيس من انه : يحارب الإرهابيين المتعطّشين للدماء و"عقيدتهم الحقودة "أو" نشر الحريّة والديمقراطية" لسكّان تلعفر.
ان الذي حدث في تلعفر كانت جريمة حرب مطوّلة هائلة هندست من قبل البيت الأبيض، ونفّذت من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وغطّيت بورق الصحافة المتعاونة. والبقية هي فقط ،هذيان خادع لمعتوه.
 **
في هذه المقالة ، رغم الوصف الدقيق للكارثة التي حلت بالمدينة وناسها، لم يذكر الكاتب أي دور للعميل العراقي الستراتيجي الذي  نتناوله في الحلقة الثانية هنا.

هناك 6 تعليقات:

  1. تشويق بلا حدود بانتظار تمام الحلقات...

    ردحذف
  2. لن يطول الانتظار ان شاء الله.

    ردحذف
  3. حتى وإن طال، فانتظار المفيد، مفيد أيضاً، ونحن بالانتظار...

    ردحذف
  4. مايكتب من تعليقات هنا هو جريمه بحق هذا الانسان الرائع, هاتوا دليلكم ان كنتم صادقين. أسال اهل تلعفر واهل جنوب الموصل واهالي جنوب بغداد فأهل مكه ادرى بشعابها. هذا الرجل اوقف المذبحه التي اعدتها الحكومة لاهالي تلعفر وله على الوطن فضل كبير, من المع وابرز ضباط الدفاع الجوي ومن اخر المنسحبين من ارض المعركه في مارس ٢٠٠٣. ضيقت عليه حكومة المالكي الخناق بسبب كشفه حالات فساد وحالات تعذيب للمعتقلين واوصل صوت المظلومين الى منظمات حقوق الانسان. كيف تقلبون الحقائق رأساً على عقب؟ (بالمناسبه منح رتبه لواء بمرسوم جمهوري ايام صدام حسين رحمه الله) اما من يقول انه عمل في الدفاع الجوي ولم يسمع باللواء نجم فهذا دليل كذب تعليقه, واسألوا كل من عمل في صنف الدفاع الجوي البطل عن هذا الرجل الخلوق المتدين المتواضع البطل وانا متأكد انه سيخبركم من هو هذا الرجل الاصيل. انه ضحية فساد الحكومة اللاعراقيه. وان كان عميلاً لماذا لم يصل الى مناصب اعلى من قائممقام؟ ولماذا غادر العراق؟ وهل الامريكان محتاجون لان يتبنوا عميلاً ياخذونهم معهم ليخبرهم اسرار العراق؟ قحط عملاء؟ عيب عليكم.

    ردحذف
    الردود

    1. اخي المدافع عن متعاون مع الاحتلال..
      لا ادري ماذا لم يعجبك في التعليقات وكيف اعتبرتها جريمة في حق شخص، في حين انك لم تعتبر رسائل العشق التي وجهها الجبوري الى الجنرالات الامريكان باسم كل اهل تلعفر، كما زعم، جريمة في حق العراق وشعبه. . أدلتنا في التحقيق الذي نشر على عدة حلقات لم تأت من العدم وإنما (من فمك أدينك) فهي كلها اما بشكل رسائل او تصريحات منشورة على لسانه. حكاية منحه رتبة لواء بمرسوم جمهوري ايام صدام حسين، غير صحيحة، لأن إذاعة صوت العراق الحر وهي إذاعة امريكية موجهة وهي ادرى بشعابها وجواسيسها، قدمته في حوار بصفته (العميد نجم الجبوري) قائم مقام تلعفر في هذا الرابط العراق الحر وهذا ايضا تصحيحا لما ذكرته انا في التحقيق ، حيث يبدو انه لم يمنح رتبة اللواء الا بعد وصوله الى منصب القائم مقام. اما تساؤلاتك الساذجة في نهاية التعليق فهذه اجاباتها:
      ،
      لو كان عميلا لماذا لم يصل الى مناصب اعلى من قائم مقام؟
      وهل كان ثمة عميل اكبر من احمد الجلبي ومع ذلك لم يتبوأ اي منصب اكبر من وزير او نائب رئيس وزراء ثم ازيح .

      لماذا غادر العراق؟
      وغادر العراق خشية على حياته كما غادره الكثير من العملاء الذين عملوا فترة ثم هربوا مع هروب الامريكان.
      ثم ان الامريكان اخذوا معهم عملاء اقل شأنا بكثير مثل المترجمين والسكرتارية الذين عملوا معهم في الخفاء فترة وربما الناس اصلا لا تعرف شخصياتهم الحقيقية لأنهم كانوا يغطون وجوههم ومع هذا منحت لهم فيزات ولجوء.

      وهل الامريكان محتاجون لأن يتبنوا عميلا يأخذونه معهم ليخبرهم اسرار العراق؟
      كما اوضحنا في الحلقات التالية من هذا التحقيق.. للعملاء اكثر من فائدة منها تقديم معلومات عن المجتمع، تقاليده ونقاط ضعفه ، وغير ذلك .

      اما حكاية تدينه وحجه وتقواه !!! فكل الذين جاءوا في ركاب المحتل او كل الذين خانوا العراق كانوا ماشاء الله الدين ينقط من وجوههم وكلهم يسرقون ويقتلون من هنا ويذهبون للحج ويتحدثون بالحلال والحرام.
      هل تضحك علينا ام على نفسك؟ ألا تعرف كيف تخضع امريكا من يرغب في اللجوء اليها، الى كل انواع التفتيش والتمحيص في خلفياته واوضاعه ، ولا تقبل الا الذي تتأكد 1000% انه ليس عدوا لها وإنما صديق وحبيب ومستعد يخدمها بدمه؟

      حذف